إبحث عن موضوع

الكارثه

(قبل ما تقرأوا القصة دي أتمنى أنكم تحسوها و تعيشوا مشاهدها لأنها أفضل و أعظم كتبتها لحد دلوقتي و لو كنت منتظر عزيزي القارئ أنك تقرأ رعب و جن فأنا ماوعدكش بده بس أوعدك هتقرأ عمل يليق بعقلك، و أتمنى كمان ألاقي عليها تفاعل لأنها أفضل و أعظم عمل كتبته ولو مالقيتش عليه تفاعل حقيقي هوقف نشر قصصي تمامًا و أخيرًا و ليس أخرًا أتمتنى أن البوست ده يلف الفيس بوك كله)

****************

هذه السطور لمن لم يعش المآساه.

سمعت صوت بيقول ... (الظلم ظلمات .... لقد أهملتونا )
فتحت عيني لقيت نفسي واقف ف مكان أنا عارفه كويس ....

*************************

أنا سامي رحيم
عندي ٣٥ سنة، بشتغل عامل في هيئة الأسعاف يعني شغلي أن أنا أشيل العيان أنا و زميل ليا على النقالة و أوصله لغاية عربية الأسعاف و أركب معاه لحد ما نوصل المستشفى و لما بنوصل بنزله أنا و زميلي لحد المكان اللي هيستقر فيه فالمستشفى.
خلصت شغلي يوم السبت ٦/٩/٢٠٠٨ الموافق ٦ رمضان، كنت مرهق و تعبان، كانت الساعة تقريبًا ١٢ و كام دقيقة بعد نص الليل، قعدت مع زوجتي و الأولاد نشوف مسلسل فالتلفزيون و أثناء ما انا قاعد معاهم حسيت بقلق و خوف و انقباضة قلب غريبة أووي، أستغربت و حكيت لمراتي اللي قالتي (قوم صلي ركعتين قبل الفجر عقبال ما أحضر السحور و أقرأ قرأن بعد ما تصلي)
سمعت كلامها و قومت صليت لكني بعد ما خلصت صلاة كنت حاسس برضه بعدم راحة، بعد شوية أتسحرت و صليت الفجر أنا و زوجتي و دخلنا ننام، بصيت للسقف و أنا بفكر فسبب أنقباضة قلبي و شعوري بالقلق لحد ما نعست و بدأت أغوص فبحر النوم الممتع، صحيت على صوت صرخات و ناس بتجري و أصوات عربيات شرطة و أسعاف، فتحت عيني براحة لقيت نفسي واقف فشارع و حواليا بيوت شكلها غريب، بيوت من صفيح و طوب أحمر و في منها بيوت متكسرة لأن واقع عليها صخور كبيرة، ناس بتجري و شرطة و مياه الصرف الصحي مغرقة الأرض و هى ممزوجة بدم كتير، و في قصادي زبالة (قمامة) كتير وسطها جثث، مش عارف الزبالة أختلطت بجثث الناس الميتة و لا الجثث هى اللي أختلطت بالزبالة، أصوات ناس تانية بتزعق مع رجال شرطة، عساكر شرطة بيبكوا جنب ناس بيبكوا برضه، قطع المشهد صوت زميلي (سعد) و هو بيبكي و يقول...

- الجثث كتير أوووي يا سااامي و المعدات مش قادرة تدخل تفتت الصخور، لازم نتحرك علشان نلحق أكبر عدد من النا...
شاورت ل سعد بأنه يسكت لما سمعت صوت صرخات لبنت صغيرة، جريت ناحية مصدر الصوت و سعد كان بيجري ورايا و كان ورايا ظابط و معاه أتنين عساكر من اللي كانوا واقفين و شخص تاني، فضلت أدور و أدور لكني مش قادر أوصل لمصدر الصوت لحد ما سمعت صوت صرخة تانية و هنا قدرت أحدد مصدر الصوت اللي كان جاي من تحت أحد الصخور الصغيرة و اللي كان جنبها صخور تانية صغيرة، بدأت أزيح الصخور بأيديا و كان بيزيح الصخور معايا العساكر و سعد و الظابط و الرجل ده كمان لحد ما من وسط الصخور ظهرت أيد مليانة دم ....

- أصحى يا سااامي أصحى، سعد زميلك برة.
صحيت على صوت مراتي و هى بتقولي كدة، قومت بسرعة و غيرت هدومي و خرجت لسعد اللي قالي ...
- في مصيبة حصلت فالدويقة، صخور وقعت على بيوت الناس و لازم ننزل حالًا علشان نلحق الناس.
بصيت لسعد و انا مبرق و قولتله ...
- يا نهااار مش فااايت، هو احنا لحقنا نخلص من كارثة حريق مجلس الشورى لما تحصل كارثة تانية ؟؟؟
رد سعيد و قالي ...
- ربنا يرحمنا برحمته.

نزلت مع سعيد و روحنا ركبنا عربية أسعاف و طلعنا على منطقة الدويقة و كانت المصيبة لما شوفت على الحقيقة نفس اللي شوفته في الحلم من شوية بالظبط.....

*****************

أنا لطفي حامد
ظابط شرطة
نفسيتي لسه تعبانة من يوم حريق مجلس الشورى اللي فات عليه شهر تقريبًا، خلصت شغلي يوم السبت ٦/٩/٢٠٠٨ الموافق ٦ رمضان وروحت البيت كانت الساعة واحدة بعد نص الليل، دخلت قلعت هدومي و أكلت و قعدت مع زوجتي و مع الأولاد شوية لحد أذان الفجر و بعد ما صلينا دخلت أنام، فردت جسمي على سريري و سرحت و انا باصص فالسقف لحد ما لقيت نفسي بنعس و بيغلبني النوم اللي استسلمتله تمامًا .

سمعت صوت بيقول ... (الظلم ظلمات .... لقد أهملتونا )
فتحت عيني لقيت نفسي واقف ف مكان أنا عارفه كويس .... دي منطقة الدويقة بس البيوت متكسرة و حواليا عساكر و انا لابس لبس الشغل و عمال ببكي من غير ما أحس و ماعرفش ببكي ليه، أهالي قاعدين بيعيطوا و جثث متشالة على نقالات و عربيات أسعاف و أصوات صرخات بس لفت نظري شخص من المسعفين بيجري ناحية صخرة و بيجري وراه مسعف تاني، جريت وراهم علشان أشوف في أيه و بديهي العساكر و أمين الشرطة اللي واقفين معايا كانوا بيجروا ورايا لحد ما المسعف ده وقف جنب الصخرة و بدأ يشيل صخور صغيرة من جنب الصخرة دي و فجأة لقيت نفسي بساعده و بشيل الصخور معاه و مع المسعف التاني و كان بيساعدنا العساكر و أمين الشرطة لحد ما من وسط الصخور أتمدت أيد مليانة دم .....

- أصحى يا لطفي في اتنين عساكر و أمين شرطة واقفين عالباب و بيقولوا عاوزينك ضروري.
فتحت عيني و صحيت من النوم على صوت مراتي و هى بتقولي كدة، قومت لبست لبس الشغل بسرعة و خرجت للعساكر و أمين الشرطة اللي أول ما شافني قال...
- الحق يا لطفي بيه في صخرة وقعت على بيوت الناس فالدويقة و المديرية مقلوبة، لأ مديرية أيه، دي البلد كلها مقلوووبة.

نزلت معاهم و ركبت البوكس اللي ودانا على مكان الحادثة و الغريبة أن انا شوفت نفس اللي شوفته ف الحلم بيتكرر فالحقيقة بالظبط.

****************

أنا عوض الله
شاب مصري عندي ١٩ سنة
عايش أنا و أهلي في منطقة عشوائية في القاهرة أسمها (عزبة بخيت) بحي منشأة ناصر، انا بشتغل فمصنع أحذية و للناس اللي بيشتغلوا فالمجال ده عارفين كويس أن يوم الأجازة ف شغلانتنا دي بيكون يوم (الأحد) و عشان كدة خلصت شغلي يوم السبت ٦/٩/٢٠٠٨ الموافق ٦ رمضان و روحت هلكان، الساعة كانت واحدة بعد نص الليل، دخلت البيت و سلمت على أمي و أخواتي الصغيرين و قعدت أشوف مسلسل فالتلفزيون و أمي كانت لسه هتبدأ تحضر السحور، لكني لقيتها جاية بتقولي حاجة غريبة أووي ...

- واد يا عوض، أنا حاسة أن قلبي مقبوض و حاسة أن انا هيجرالي حاجة، أخواتك أمانة ف رقبتك يا ابني دول مالهمش غيرك بعد موت أبوك.
قومت من مكاني و بوست أيدها و راسها و قولتلها ....
- ماتقوليش كدة يا ام عوض بأذن الله هتعيشي و هتجوزيهم و تشيلي عيالهم كمان.
باست على راسي و دخلت تكمل الأكل، بعد شوية أتسحرنا و صلينا الفجر و دخلنا ننام لكن أنا كنت ممدد جسمي على سريري و باصص للسقف و ماعرفش أيه سبب القلق اللي أنا فيه ده و غصب عني لقيت نفسي بنعس و عيوني بتقفل واحدة واحدة لحد ما سيبت نفسي للنوم و نمت علشان أصحى على صوت صرخات أمي و أخواتي و مع صوتهم أصوات صرخات جاية من كل مكان.
فتحت عيني لقيت الدنيا من حواليا ضلمة، حاولت أقوم من مكاني لكن كنت حاسس أن في شئ مكتفني أو المكان بقى ضيق زيادة عن الزوم و برضه كنت حاسس أن في حاجة ضخمة على صدري مخلياني مش عارف ولا قادر اتنفس، أيه ده ؟؟؟؟، يا نهار اسوود !!!!، أنا موتت و فالقبر دلوقتي !!!!
لا لا لا ده مش قبر أنا ف أرضية أوضتي بس حاسس أن عفش البيت كله واقع عليا، حاولت أقاوم و أقاوم لحد ما بدأت أقوم لكني كنت مش واقف بطولي لأ أنا كنت بزحف على ركبي و موطي لأن فعلًا عفش البيت كله واقع، حاولت أزحف و أزحف لحد ما خرجت من الأوضة لكن بره أوضتي كانت بقية الشقة حيطانها واقعة و كل العفش برضه واقع و الدنيا لسه ضلمة لكن في جزء من شعاع نور داخل من مصدر أنا مش عارفه ولا قادر أحدده، زحفت على بطني و انا بدور على أخواتي و أمي، وصلت ل أوضتهم لكن أمي كانت واقعة على الأرض و في جزء من جدار الأوضة واقع على راسها و جسمها فحالة سكون الموتى، فضلت أصرخ و أعيط زي العيال زي الصغيرة و حاولت أقوم أقف لكن برضه ماكنش في فايدة، أحتمالية أن انا اقف شبه مستحيلة، فجأة لما صرخت سمعت صوتي نور أختي الصغيرة جاي من جنب جثة أمي، زحفت على بطني لحد مصدر صوت أختي اللي لقتها كويسة لكن الدولاب واقع على رجلها و كانت بتبكي و بتصرخ لأن رجليها بتألمها، قربت منها و قولتلها ...
- ماتخافيش يا نور يا حبيبتي، أنا جنبك اهو و هخرجك بس استحملي اللي هعمله .
و روحت ماسك الدولاب بأيديا الاتنين و شيلته بالراحة من على رجل أختي اللي صرخت بصوت عالى لأن رجليها الاتنين كانوا شبه متعجنين و متكسرين تمامًا، بصيتلها و مسكت راسها و طبطبت عليها و قولتلها ...

- ما تخافيش يا نور أنا هخرجك من هنا بس استحملي الوجع شوية و اسمعي كلامي و اعملي اللي هقولك عليه .

و روحت قالع التي شيرت اللي كنت لابسه و ربطته ف أيد أختي و بعد كدة ربطته ف رجلي و بدأت أزحف على بطني بالراحة و أختي بتتسحب ورايا، دورت على اخواتي لكن للأسف كانوا ال ٣ الباقيين ميتين، اللي منهم الجدار واقع عليه و اللي منهم راسه واقع عليها المروحة و متكسرة، كابوس يااااارب أصحى منه، يااااارب أصحى من الكابوس ده، كملت زحف و أنا بعيط و ورايا أختي و صوت الأنين اللي خارج منها بيخليني اتقطع و فجأة أختي قالت و هى بتصرخ ...
- ااااااااه رجلي يا عووووض، في حاجة دخلت جوه رجلي، اااااااه.
لسه هلف أبص على أختي لقيت في شعاع نور بيظهر و بدأت أشوف الشارع بتاعنا، وقتها زحفت بسرررعة لحد ما وصلت للفتحة اللي اتفتحت دي و خرجت منها أيدي ...

***************

القاهرة
منطقة الدويقة تحديدًا (عزبة بخيت)
الأحد ٧/٩/٢٠٠٨ الموافق ٧ رمضان الساعة ١٠ صباحًا

صخور مختلفة الأحجام واقعة على البيوت من هضبة المقطم اللي بتضلل على أهالي العزبة، سيارات شرطة و أسعاف و أصوات صرخات أطفال و سيدات و بكاء رجالة و ناس بتنبش ف الصخور الصغيرة و ناس تانية بتدور على جثث أهاليهم و جثث مالية الشوارع مع بقايا البيوت المتهشمة بسبب سقوط الصخور عليها، صفيح و طوب و جدران، رجالة أسعاف شايلين نقالات و رجالة شرطة بيبعدوا الأهالي عن المنطقة و بيقولوا ... (يا جماااعة معدات تفتيت الصخور مش عارفة تدخل المنطقة بسبب ضيق الشوارع و الصخور اللي مانعانا نشوف شغلنا) .

عساكر بيحاولوا يساعدوا الأهالي و الأطفال و وسطهم واقف رجل أسعاف بيجري ناحية صخرة و بيجري وراه زميلة و ظابط شرطة و اتنين عساكر و أمين شرطة و أول ما بيوصلوا بيبدأ رجل الأسعاف يزيح ف الصخور الصغيرة و معاه زميله و الظابط و العساكر و أمين الشرطة و من وسط الصخور تظهر أيد شاب مليانة دم...
يستمروا ف أزاحة الصخور علشان يخرجوا شاب جزء جسمه العلوي من غير ملابس و جسمه مليان خدوش و ف أحد قدميه مربوطة بنت صغيرة من أيدها بتي شيرت .

ياخد المسعف البنت على نقالة و يركبوا سيارة الأسعاف اللي ركب فيها الشاب بعد ما أتكلم معاه و اتطمن عليه الظابط (لطفي) و اتأكد أنهم هيوصلوا بخير لكن الشاب كان فحالة بكاء هيستيري و قعد جنب المسعف و قال ...
- أهلي كلهم ماتواا .
رد عليه المسعف و هو بيبكي ...
- أحمد ربنا يا ...
- عوض، أسمي عوض و دي نور أختي الصغيرة أخر حد اتبقى من أهلي.
يحط المسعف أيده على ضهر الشاب و يقوله ...
- ماتقلقش يا ابني، أن شاء الله ربنا هيقومها بالسلامة، بس تعرف أنا حلمت بيك أمبارح و انت بتستغيث بيا و ده كان السبب اللي خلاني أروح أشيل الصخور من المنطقة دي بالذات، ربنا كان بيوصلي رسالة، سبحانه يحي من يشاء من العدم .
يبص عوض ناحية المسعف و يقوله ...
- غريبة أن كلامك نفس كلام الظابط لطفي، هو كمان قالي أنه حلم نفس الحلم يا عم ...
- عمك سامي رحيم يا ابني، أسمي سامي رحيم و هفضل جنبك لحد ما أختك تقوم بالسلامة، سبحانه بيسبب الأسباب.
يبص الشاب للأرض و الدموع ف عيونه و يقول ...
- الظابط لطفي برضه قالي أنه هيجي ورانا عالمستشفى علشان يطمن عليا أنا و أختي، سبحان الله.

*****************

بعد مرور خمس سنين قاعد عوض ف صالون شقة ساعده الظابط لطفي أنه ياخدها كتعويض عن اللي حصله هو و أخته اللي قاعدة على كرسي متحرك جابه المسعف سامي رحيم و قصادهم التلفزيون على قناة أخبارية فيها مذيع و شخص ما و مكتوب في شريط العناوين أسفل الشاشة ...

(بعد مرور خمسة أعوام على حادثة سقوط صخرة على منطقة الدويقة تسعى الدولة لأخلاء المنطقة بالكامل من السكان و نقل سكانها إلى مساكن حي الأسمرات، و يذكر إنه قد توفى في تلك الحادثة ما يزيد عن ١١٩ شخص و أصيب حوالي ٥٥ شخصًا أخر و يذكر أنه قد تحطم حوالي ١٦٦ منزلًا عشوائيًا)
.......
تمت

ملحوظة :
من الممكن أن تكون تلك الروايات و الشخصيات من وحي الخيال و لكن الأحداث حقيقية ١٠٠% بالتواريخ و الأماكن.

#محمد_شعبان
#العارف

ليست هناك تعليقات