إبحث عن موضوع

طوفان العشق❤الفصل الثالث

#طوفان_العشق

الفصل الثالث

تنظر إلي الجميع في رهبة ، دقات قلبها تكاد تصم أذنيها ، وذلك إلياس ينظر إليها بتهكم وسخرية .
اقتربت منه وهي ترسم ابتسامة بلهاء علي ثغرها ، تؤكد الجميع أنها بخير وإنه لن يحدث مشكلة ، أين المشكلة حقاً إنه سيقوم بتعليم فنون الدفاع عن النفس ولن يقتلها .

لكن تلك الابتسامة الخبيثة ترعبها، شهقت بفزع عندما ضم بجسدها نحوه ظهرها ملاصق لصدره العريض إرتجفت أوصالها من تلك الحركة المفاجئة دنا نحو أذنها هامساً بسخرية
- لن اعتدى عليك
صاح بصوت جهورى وهو يضع بكلتا ذراعيه تضم جسدها هاتفاً
- القانون الأول يجب عليك أن تكوني هادئة حينما يقبل عليك المجرم فهذا سيجعله صيد ليس بسهل أن أمامه فتاة واثقة

إشتد من معانقته نحوها وما زال يتحدث بجمود
- إن آتي المجرم من الخلف فهذا يعني أنه يجهز لفخ العناق وما عليكِ هو أن تنزلقي بجسمك لأسفل و اخفضي قاعدتك من خلال ثني ركبتيك فهذا سيجعله يصعب التحرك

رائحه عطره الرجولية زلزلت كيانها ذبذبتها تشعر أنها تعلمه لكن كيف ؟ ، أنفاسها تعلو وتهبط تلهث بقوه وكأنها تمشي لأميال في الصحراء العربية لكي تهتدي من وجود بئر يشبع ظمأها ، ذلك الرجل سيؤثر علي سلامة عقلها وقلبها ، لم تستمع إلى اي كلمة كل ما سمعته هي سيمفونية هادئة عزفتها أوتار قلبها من قربه ، صوته الغاضب يأتي علي بعد أميال تشعر بأنه غاضب بل بركاناً سينفجر أمامها ومع ذلك لم تكترث ، أفاقت عندما شعرت بأنفاسه تلفح صفحات وجهها حدقتي عيناه التي تتأجج منهما النيران ،ومع ذلك راقبته شفتيه التي تصعد وتهبط والغرابة كانت تصعد وتهبط ببطء شديد ،
أفاقت من تلك الحالة عندما نبهها الجرس الأخير من عقلها أنها في منطقة خطرة ويجب عليها الأبتعاد
- آسفه يا حضرة الضابط
أزاحت بذراعيه  هي تختار حد فاصل بينهما ، جالت ببصرها للفتيات نظرات الشقراء المحتقرة تجعلها تغلي في عروقها
- عودي للصف

هتف بها بصوت أجش ، عادت لموقعها كما كانت وهي مطئطئة الرأس الجميع ينظر إليها وكأن عليها الجرم ، هل فضحتها عيناها بقربة هل خانها جسدها ، لا تتذكر أي شيء من ذلك لا تتذكر .

إنتهى التدريب بعد ثلاث ساعات متواصلة ، تتجنب النظر إلي أحد ، تتحاشى النظر إليه ، لم يعلق بعدما حدث وكأنه تجاهلها هو الأخر ، سحقت شفتيها بقوة وهي تحاول الأ تبكي وخصوصا أمام تلك الشقراء .

توجه الجميع إلى الحمام لتجلس على المقعد عندما رأت جميع
الحمامات مشغولة ، انتشلها من شرودها صوت مقزز يهمس بجانب أذنها
- أنتِ عربية صحيح ؟
وذلك الصوت لم يكن سوى تلك الشقراء

- كلا أنا أمريكية

ضحكت الشقراء بسخرية
- كونك تحملين الجنسية هذا لا يعني أن أصلك أمريكي أيتها السمراء

هبت من علي مقعدها وشدتها من شعرها وقد فاض بها الكيل جميع الشحنات السلبية ستفجرها أمام تلك الحمقاء ، كانت تشد شعرها بقوه حتى كاد أن يقتلع شعرها منذ جذوره

ضربتها بقوه علي معدتها وما زالت شعرها في قبضه يداها
عندما همست الشقراء بسخرية وحقد دفين
- أنت مجرد فتاة عاهرة عربية عودي إلي بلادك

تجمهر العديد من الفتيات وهن يحاولن الفكاك من الملتصقتين كالغراء
- إستمعي أيتها الشقراء إني تفوهتِ بأي حماقة أخري أمامي صدقيني سأحلق رأسك و أشوه وجهك

هتفت بها عندما أزاحتها بعنف على الأرض ، نظرت إلي بعض من خصلات شعرها الشقراء التي كانت في قبضة يداها رمتها في وجهها وتوجهت نحو غرفتها .

.....................

- انسه سليمان ما فعلتيه هذا ليس من ضمن أساسيات المعسكر
هتفت بها مديرة المعسكر بحزم ، لترد بضيق
- أنتِ لا تعلمين ما قالته عني لذلك لا تحاسبيني على رد فعلي

- انسه سليمان نحن لسنا في الشارع لكي تأخذي حقك بيديك

- حقاً
عقدت ذراعيها على صدرها ، نبرتها كانت مستنكرة مستهزئة
لتصيح
- تأدبي يا ياقوت ، سوف تتأدبين علي تصرفك هذا ستقومين بجمع القمامة في المبنى الخلفي للمعسكر وحينما تنتهي تقابليني ، هل هذا واضح ؟

- واضح بما فيه الكفاية

خرجت ياقوت من غرفة المديرة بخطوات يتآكلها الغضب ، لتهتف كريستين بتردد
- سيدتي أظن أنكِ بالغتي قليلاً

رفعت المديرة حاجبها بأستنكار
- أستُملين بأوامرك عليّ يا كريستين

هزت رأسها نافية
- كلا سيدتي أعتذر
- جيد
................................

كانت تجمع أوراق الشجر والأوراق القديمة ، معلبات منتهية  وتضعه في سلة القمامة .

نظرت للساحة العريضة أمامها ، سيستغرق الأمر عدة ساعات حتى تنتهي ، همست بوعيد لتلك الشقراء التي قامت بشكوتها لمديرة المعسكر ..
- هذا هو عملك أيتها الخادمة ، لا تحلمي كثيراً ولا تجعلي سقف طموحك عاليّ حتي لا تقعين
أغمضت جفنيها وهي تعد للعشرة ، تتعمد استفزازها حتى تثور عليها
- أيتها الخادمة إنني أناديكي
خلعت قفازاتها ورمتهم أرضا لتصيح بعلو صوتها
- إن لم تغادري من مكانك في التو واللحظة فقولي لشعرك الأشقر وداعاً
تمتمت الشقراء بتهكم
- كيف وأنت لا يوجد معك مقص

- لا يا عزيزتي لا أحتاج لمقص يداي هي التي ستقتلعهم من جذورك وأظن أنكِ إختبرتيني

ضربت الشقراء بقدمها علي الأرض لتغادر من مكانها ،ابتسمت بنصر وتستأنف مرة أخري إلي عملها قبل أن يبدأ الليل بإسدال ستائره

- يبدو أن هناك قطة شرسة بداخلك

شلت يدها عندما إستمعت لصوته المتهكم ، تجاهلته وهي تضع بكيس في صندوق القمامة
إنحنت للأسفل وهي تقوم بجمع المعلبات الفارغة في الكيس ، يد فولاذية غرست في عضدها وأجبرتها على الوقوف
هدر بها بعنف
- إنني أتحدث معكِ يا فتاة
أشاحت بوجهها منه ، حتي لا يحدث ما حدث صباحاً وردت بجمود
- وأنا مشغولة يا سيدي ولست مضطرة للرد

رفع حاجبه باستنكار وهو يبعد يده عن ذراعها

- أتمني أن يكون لسانك في مكانه عند المساء أيتها الشرسة

تطلعت إليه بحنق حتى أختفي عن مرمى نظرها ، انحنت مرة آخري وهي
........................................

- هيا الجميع بقوم بعمل عشرون ضغط
إنزلق فكها السفلي وهي تستمع إلي صيحته الآمرة ، لتجد جميع الفتيات في الأرض سواها هي
- ماذا يا آنسه ياقوت أخبريني هل يوجد شىء

هتف بها بنبرته المتهكمة وهو علي بعد إنشات منها ، لماذا هو يقترب منها بتلك الخطورة ؟ ، قربه يؤثر على سلامة عقلها وقلبها
- لا يوجد شيء

- جيد هيا افعلي مثل باقي زميلاتك

إبتعد عنها عدة خطوات ليسمعها تمتم بحنق
- ذلك الغول سأحطم فكه السفلي ويقول  جيد إفعلي مثل باقي زميلاتك

كانت تقلد نبرة صوته وهي تقوم بعمل الضغط ، لاحت ابتسامة هادئة تزين ثغره ، الفتاه غريبة الأطوار ! ، تبدو ساذجة أيضاً لكنها فاتنة.

إنتهت الفتيات من التدريب المسائي ليهتف إلياس وهو يمسح بحبات العرق التي تجمعت نحو صدغه بالمنشفة
- جيد أقابلكم في الصباح

تأججت أنفاسها من هول كمية التدريبات التي فعلتها ، همست لسمانثا
- أتعلمين هذا الغول سيشكل ثنائي رائعا مع الساحرة الشقراء

- يا ياقوت أنتي مصيبة ماذا إن سمعنا المدرب ستحدث مشكلة

تعلقت ببصرها نحوه لتجد قوس فكه وعيناه تنظران بغضب ، تقسم أن تلك النيران التي أرسلها من حدقتي عينيه أحرقتها ، همست بأسف زائف
- سمعنا للأسف ، لكن هذا لا يعطيه الحق بالتصرف بالشكل الهمجي لقد أهلكنا ذلك الغول في التدريب وأشعر بتحطم عظامي

- آنسه ياقوت
صاح بنبرة غاضبة لتتصنم الفتاتان من صيحته الغاضبة الجهورية

غمزت سمانثا وهي تفر هاربة من الصالة التدريب
- لقد جاء أجلك يا ياقوت

نظرت إلي آثر تلك الجبانة الهاربة ، لتلاحقها غير عابئة
بذلك الوحش الي سينقض عليها
- يا فتاة انتظري
كان أسرع منها ، أغلق باب الصالة وإستند عليه بظهره هاتفاً بلهجة آمره
- توقفي عندك

- سيدي التدريب أنتهي عليّ الذهاب

- ماذا كنتي تقولين منذ قليل ؟
هتف بها بتساؤل ، كأنه لا يعلم ماذا قالت، أم تريد أن تعيدها مرة أخرى ليزداد غضباً ، هتفت بهدوء وهي تقترب من الباب ومنه
- سيدي علي الذهاب إفتح الباب أرجوك

هتف بنبرة لاذعة وبين ثناياها يحتوي الغضب
- لن تخرجين يجب على لسانك القص أولا

سحبها من عضدها ليدفعها نحو الباب وقد شل حركة ذراعيها عن الحركة وهو يثني بكلتا ذراعيها للخلف

عادت تلك الأجواء الصاخبة وكأنها في إحتفالية رأس السنة ، نبضات قلبها تدق بعنفوان ، أنفاسها تعلو وتهبط بسرعة ، أعينها أصبحت ناعستين ، وجسدها تخشب عندما ألصق بجسده العريض علي صدرها وأنفاسه الهادرة تلفح وجنتيها وعنقها

- سيدي ماذا تفعل ؟
تلجلجت وتلعثمت وهي تخرج الحروف من جوفها بصعوبة وكأنها تتعلم النطق لأول مرة !

هدر بعنف وهو يطالع بركان عسيلتها
- تعلمين ذلك اللسان يجب قصه لانه يجعلك تقعين في العديد من المشاكل

عيناها ناعستين ، شفتيها المذمومين تدعوك للاقتراب ، دعوة صريحة منها ، اللعنة ما الذي تفعله تلك الفتاه ؟ ، لا يعلم لما يحب تعنيفها ومضايقتها طوال الوقت ، لكن صاحبة اللسان السليط تبدو كهرة ناعمة الآن ، ألصق جبهته بخاصتها وهو كالمغيب يستنشق أنفاسها 
- ماذا تفعل ؟
همست بها بخجل وهي تراه يضع يديه على خصرها
- بل أنتِ ما الذي تفعلين بي ؟
هدر بها بأنفاس متأججه ، لا يستطيع يريد تذوق تلك الشفتين الوردية كشفاه الأطفال ، قبلة واحدة فقط وسيبتعد

- ياقوت اين أنتي يا فتاه
سب ذلك الصوت الذي قطع خلوتهم ، ليبتعد مغرماً عنه ،  وهي ما زالت متيبسة مكانها ، الغول كان على وشك تقبيلها هي ، كتمت شهقتها وهي تفتح الباب وتخرج نحو سمانثا
- ماذا حدث ؟
- لا شيء لا شيء هيا لنذهب
صوتها خرج مهزوز ، تحاول إخفاء وجهها الذي إنفجر بالحمرة عن أعين سمانثا الفضولية .

....................
أغلق باب غرفته ليرتمي علي الفراش ، الحمقاوات قاموا بتلف أعصابه ... تلك مهمة مستحيلة ، حركتهن بطيئة ويفهمن بصعوبة ، و يبكين ويصرخن كالأطفال إذا لوي ذراع واحدة منهن ، لكن تلك صاحبة العيون العسلية يريد أن يقص لسيريد أن يقص لسانها السليط ، لا تخشاه كيف لا تخشاه ، غريبة الأطوار  نعم غريبة الأطوار .. شرد في ملامحها جمالها هادىء يجذب العين لأول مرة ولكن عندما تفتح فاهها يخرج شيطان من أنفاسها ..
لكن مع ذلك هدأت تلك الشرسة بقربه أصبحت ساكنة لا تعلم كيف رضي ذلك غريزته الرجولية ، لا يعلم ما أصابه عقله عندما أراد تذوق ثغرها المغري ، هل ذلك بدافع الفضول ؟ نعم فضولي للغاية .
............................
توجهت الفتيات نحو صالة التدريب في اليوم التالي ، كان واقفاً واضعا يديه على خصره وفي يده
- صباح الخير
هتف بها بخشونة ، لترد الفتيات بحالميه وابتسامة بلهاء تتزين ثغرهم  عداها هي
- صباح الخير سيدى
- اليوم نستكمل باقي الخطوات

أشار للشقراء البغيضة بلهجة آمرة
- أنتِ تعالي

تقدمت الشقراء بدلال جعل ياقوت ترفع حاجبها باستنكار هامسة ..هل تلك الفتاة ذاهبة لحفل راقص ؟

صاح بنبرة عالية جعلتها ترتعد
- سنستأنف ما فعلناه ليلة أمس ، ثم سنركض في الساحة الخارجية حوالي خمسون جولة ثم سنعود إلي هنا وسنقوم بعمل خمسون ضغط وسنتوجه إلى الحلبة المصارعة

أسقطت فكها السفلي وأعينها متسعة بزهول ؟! هل هذا الرجل مجنون .. هل هذا ستفعله في اليوم بأكمله ؟ ، لقد كانت متذمرة من عملها الذي يسبب في جعل جسدها .. الرجل يحتاج لكمة في وجه ليفيق .. أين ستأتي بكل تلك الطاقة ؟! 

كانت معاملته خشنة مع الشقراء ، تلاحظ التصاقها بجسده كلما سنحت لها الفرصة ، وإبتسامة مغوية تعتلي ثغرها ، تكاد تلاحظ أن ذلك التدريب تحول إلي فيلم جنسي مقزز .. تشيح ببصرها في كل لحظة والأخرى كلما تلتصق به الشقراء .. ومع ذلك يشيح بجسدها بعنف عنها وهو يتابع بحديثه أمامهم .

تقابلت أعينهم للحظات لم تفهم نظرته ، لم ينظر لها بحنق أو بغضب .. كانت ملامحه هادئة .. هل تتخيل ؟ إنه ينظر لها ولا يوجد اي إبتسامة مستهزئة .. وترتها تلك الأبتسامة والغمزة التي أرسلها .. نظرت يمينا ويسارا للتأكد أنها هي ليست المنشودة .. عادت ببصرها إليه لتجده يتحدث بخشونة وجمود .. اللعنة هل تتخيل  في ذلك الوقت ؟ 

- يا فتاه هيا قبل أن نستمع إلي صوته الغاضب
نطقت بها سمانثا وهي تحثها على الركض في الخارج .. متى أنتهي من تمرينه ؟ مطت شفتيها بعبوس وهي تتوجه الخارج ليبدأ عذابها .

.............................................

إنتهى اليوم وهي بالكاد تري أمامها ، تحسست بالكدمات علي وجهها بألم .. ذلك البغيض لن تتحمله هي الوحيدة التي تلقت تلك الكدمات العنيفة .. هل هي وسادة تنفيس غضباته ؟!

تجمعت الدموع في مقلتيها وهي تنظر إلي المرآه .. وجهها تدمر .. خرجت من الحمام وهي تصعد الدرج للوصول إلي غرفتها .. عيناها شبه مغمضين .. تحتاج إلي فراش ووسادة ناعمة ووجبه والداها الشهية في العشاء
قطعت وصلة أحلامها صوت الشقراء وهي تصيح بكراهية

- أيتها الخادمة العربية
لم تستمع إلي ما قالته ، أكملت صعودها للدرج لتسحبها يد الشقراء من عضدها ... أفلتت يدها عنها زاجرة بعنف
- واللعنة هل جننتي ؟

- أتعلمين حينما قلت عاهرة فأنتي كذلك .. هل تظنيني لم الاحظ نظراتك المقززة للمدرب  .. لقد لاحظت عندما غمز لكِ بعينيه .. إبتعدي عنا لا تختلطي بأحد منا .. لأنك ستظلين منبوذة طوال حياتك

إذا ذلك كان حقيقة عندما غمز وإبتسم لم تكن تتخيل لم يصور لها عقلها اي خيال ، صفعتها علي وجنتيها بعنف وهي تشير بسبابتها بتحذير أمام وجهها
- أقسم لكِ إن سمعت تتحدثين معي بتلك الوقاحة ،  لن تقدري علي النظر في المرآة مرة أخرى

تركتها ورحلت وهي تصعد الدرج متوجه نحو غرفتها تاركه التي خلفها تجز أسنانها بغيظ وحقن دفين وعيناها تشتعلان بالكراهية .
......................................

- هذه لثاني مرة نتلقى شكوى منك يا آنسه سليمان

نطقتها المديرة بكل عنجهية وغرور وهي تجلس علي مقعدها ، تشعر كأنها جالسة على عرش مملكة وليس كرسي مكتب

- وما عقابي تلك المرة ؟
لفظتها ببرود وهي تعقد ذراعيها علي صدرها ، جعل المديرة تردف بحزم

- لن أفعل شيء تلك المرة لكن  المرة القادمة سيكون حسابك عسير

.....................................

كل ذلك بسببه هو ، زفر بحنق وهي تضرب على الأرض بغضب لتتأوه بألم  ، يكفي يدها ووجهها بسبب ما حدث طيلة اليوم استمعت إلي صوت ضحكات رجل صادرة من الخلف ، ميزت ذلك الصوت ميزته جيداً جزت علي أسنانها بحنق وهي تستدير  للخلف .. توجهت نحوه كالصاروخ المندفع
- أنت السبب أيها البغيض
رد ببرود وهو يضع يديه في جيبي بنطاله القصير
- يا شرسة اهدأي

التعجب والاستنكار طغي علي ملامحها .. أمسكت من تلابيب قميصة وهي تصيح بغضب

- أهدأ !! أتعلم أنت الوحيد الذي سيخرجني من ذلك المعسكر  ماذا تقصد بتلك الغمزة و الابتسامة البلهاء ؟

راقب خصلاتها الغجرية المهلكة التي كانت تتحرك مع جسدها ، يسكن مع هدوئها ويثور وسط انفعالها .. نظر إلي كدمات وجهها الذي سبب لها بأسف ، كانت دائما شاردة في حلبة المصارعة لم يجد سوي ضربها لتستفيق من شرودها.

كان عنيفاً بعض الشيء يعلم ذلك ، أنامله خانته ليلمس إحدي الكدمات ليشعر برجفة جسدها من ملمس يداه ، انتقلت أنامله تتحرك بحرية جفنيها وجنتيها وأنفها وأخيراً إلي شفتيها ..

إبتلع ريقه بصعوبة وهو يطالعها مرة آخري يريد منها تحذيراً بالإبتعاد .. لم يوجد سوى أنها صامتة وأعينيها ناعستين تنظر له بهدوء .. حرك يداه على كل إنش في جسدها ببطء ... يداه تخبرناه أنه لمس ذلك الجسد من قبل .. قرب جسده منها وهو يشم عبق رائحتها هي عبق رائحتها مختلفة .. رائحة عطر شرقي .. إنها هي ... يداه وجزء داخلي يخبره أنها هي  التي أنقذها بين براثن الذئاب

- إنها أنتِ

تطلعت إليه بدهشة وهو يخبرها تلك الليلة المشؤومة .. إنه هو منقذها  .. لأول مرة بتلك النشوة والأثارة يداه تتحسس كل إنش من جسدها العذرى .. تشعر يداها المخدرتين بل جميع جسدها مخدر من أثر لمساته التي أذابتها

أسند بجبينه علي خاصتها وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة لا يريد أن يتهور وهما أمام أعين الجمع ،، راقب الطريق الخالي من عدم وجود أحد ، ليميل لاثما عدة قبلات تدمغ عنقها .. لم لا تزيحة لما لا تجبره على الابتعاد يجدها ساكنه بين ذراعيه لا يعلم أتلك من الصدمة أم تحثه على الاقتراب أكثر .
يداه أصبحت أكثر جرأه وهو يفك أزرار قميصها ، أفاقت من تلك الحالة لتزيحه بعنف من على جسدها .. نادمة تشعر بالندم علي ما فعلته وعلى استسلامها بذلك الشكل المهين ، أسرعت مغادرة من أمام وجه لن تستطيع أن ترفع وجهها أمامه مرة آخري

تابعها حتي إختفت عن مرمى بصره زفر بحرارة وهو يشد خصلات شعره بسخط ويده الأخرى يمسح وجهه

- اللعنة ما الذي فعلته بي

مر شهر ويتبقى شهران على ذلك الجحيم الذي إرسلت إليه ، كل شيء بدأ يخنقها ويزهق روحها .

روتين أحمق ، لا وجود هواتف لا توجد تغطيه ولا يوجد واي فاي ، والداها يرسل بالجوابات إليها وكأنها تعيش في العصور القديمة ، بالرغم من عدم ردها متعللة بأنها غاضبة منه إلا إنه لم يكف أبداً عن مراسلتها .

يخبرها عندما تعود سيقوم بعمل وليمة لها ، تدمع عيناها كل ليلة وهي تعيد قراءة رسائل والداها وكأنها رسائل من حبيب .

زاد القرب بينها وبين الفاتنة الحمراء أو لعبة الباربي كما تقول لها ، 

بعد ما حدث لها أصبحت تتحاشى النظر إليه ولكن ذلك لا يمنع من أن يصبح غولاً أو دب شرس أثناء تدريبهم  ، أصبحت ترى النجوم في منتصف النهار ، إنه لا يدربهم إنه يقتلهن متعمداً  .

في النهار يذيقها العذاب والليل تحمل أضعافاً ، التمرين الحر ذلك هلك جسدها يجعلهن يركضن لثلاث ساعات متواصلة ثم بعمل ٥٠ ضغط.

مديرة المعسكر للأسف تنتظر أي خطأ يصدر منها ، دائما تكون لها بالمرصاد إن قامت بعمل اي شيء يخالف قانون المعسكر .. وكل تلك الحدة والحقد والغضب والثوران لأنها عربية الأصل .

فجأه تقدمت تلك الشقراء نحوها ، لتتفاجئ بصفعه كرد الذي فعلته المرة السابقة
ستخرج كل الكبت في داخلها ، سحبت تلك الشقراء من شعرها وهي تكيل السباب والشتائم عليها وهي ترد الصفعة عدة صفعات

اشتعل الشجار بينهما لتقوم إحدى الفتيات بسحب الشقراء من بين براثن ياقوت وتعود بها إلي داخل بناية المعسكر 

التقطت أنفاسها المتأججة وهي تتابع الشقراء حتى إختفت عن مرمى بصرها ، أخذت تعد الدقائق لتسمع صياح المشرفة أمام وجهها وتطلبها بأن تذهب للمديرة مثل كل مرة

ابتسمت بسخرية عندما  صاحت المشرفة بعنف
- ياقوت ، السيد إلياس يريدك

تشنج عضلات جسدها عن الحركة .. إلياس يريدها !!
..............................
- هي السبب ولست أنا يا سيدى
هتفت بها مدافعة عن حقها المهدور .. تعلم انه لن يصدقها أحد ولكن يوجد بها امل بقدر صغير أن يصدقها الضابط .

- كلا يا سيدي هي التي من اعتدت علي .. أثناء التدريب الحر قامت بسحبِ إلي أحدي الغرف ولكمتني فى وجهي انظر إلي

هتفت بها الفتاه الاخرى وهي تريه خدها الايمن المتورم .. لم تمنع عيناها من تفحص جسده بوقاحة وجراءة .. تتأمل ملامحه الجذابة .. جاذبية مهلكة مفرطة تعبث بقلوب جميع الفتيات فى المعسكر ... خصلات شعره الفحمية وعيناه الرماديتين وطوله الفارع الذي يتعدى المائة والتسعون .. عريض المنكبين يرتدي تي شيرت قطني اسود  يلتصق بجسده ويعتبر كجلد ثاني له .. يبرز عضلات صدره القوية وخصره الضامر وبطنه المسطحة.

نظرت لها الاولي باستهزاء وسخرية تلك الشقراء لن تمتنع من نظراتها الوقحة معه .. بل جميع الفتيات فى المعسكر يتفحصونه بشهوة ورغبة ولا يخجلون من أنفسهم .. إنها تصاب بالخجل وإرتفاع درجة حرارة وجنتيها إذا تطلع أحدهم إلي عيناها العسلية بقوة .

تتطلع للحظات إليهم متفرساً ملامحهم .. الأولي ملامحها ساخرة ممتعضة والأخرى بدأت تبكى بحرقة شديدة

صاح بغضب جاعلا إياها تتوقف عن البكاء فأكثر ما يكره البكاء وخصوصا من النساء
- اصمتي
ارتعدت أوصال الفتاة الشقراء من صيحته .. لتنكمش حول نفسها واضعة كفها على شفتيها

- هيا عودي إلي غرفتك وانتِ

أشار بأصبعه للأخرى لتعتدل فى وقفتها منتظرة حكمه عليها .. كأنها جانية  ينتظر عقوبته  وليست المجني عليها

- ستظلين تتدربين لساعات متواصلة هيا إلي غرفة التدريب ستقومين بعمل خمسون ضغط
- ولكن ان..

ليهتف ناهيا الأمر
- مائة

- لا ا

- مائتان
نظرت لها الشقراء بتشفي لتجز علي اسنانها ترسل رسالة بعينها أنها لن تتركها ستنتقم منها .. من تلك الغبية الحقيرة .
................................
هيا يا ياقوت تستطيعين فعلها .. مجرد مائتين ضغط .. أستكذبين علي نفسك يا ياقوت انتي فاشلة بها بالكاد تستطعين فعل عشرون ماذا عن مائتين ؟! 

بدأت العبرات تتجمع نحو مقلتيها .. لماذا الجميع يضايقونها ويجعلوها صغيرة الشأن ؟  ... هل لأنها من أصل عربي  .. أم لأنها ليست فائقة الجمال مثل الفتيات فى المعسكر بأعينهم الملونة وخصلات شعرهم الشقراء !! .

ارتعدت أوصالها على صوته الجهوري
- هل ستقفين مثل الخشب هيا  ليس يوجد الكثير من الأشياء لفعلها

ماذا أشياء كثيرة ؟ هل يريد أن يقتلها أم يدفعها للانتحار .. سامحك الله يا أبي لماذا أرسلتني إلى ذلك المعسكر ؟!

سحبت نفس عميق وزفرته علي مهل وهي عازمة على ألا تفشل وخصوصا أمامه.

أخفضت بجزعها نحو الأرض مثبته بيديها على الأرض وانحنت بباقي جسدها لتصبح على بعد مسافة قصيرة من الأرض .. ظلت تعلو وتهبط حتى وصلت للخمسين .. إحمر وجهها من التعب وبدأت تلتقط الهواء ببطء وهي تشعر بأنه يكاد يغمى عليها من عدم أخذ مساحة كافية من الاكسجين ..
بدأت تشعر بذراعيها تتخدر أغلقت جفنيها وفتحتهم مجدداً وعيناها تلمع بالاصرار والتحدى وهي تستكمل بالعد .. تشعر بعينيه الثاقبتين تتفحصها لكنها لم تعير لذلك آمراً .

مائة ثماني وثمانون  .. مائة تسع وتسعون .. مائتان
ما إن أنهت من قولها حتى أراحت يديها وارتمت على الأرض بتعب وهي تشعر بعدم وجود ذراعيها للعمل مرة آخرى .. تباً لك يا إلياس
أغلقت جفنيها لكى تنعم بالراحة ولو لبضع ثواني .. مجهود كبير بل عملاق فعلته منذ أن وطئت بقدميها داخل ذلك المعسكر الملعون .

- هيا قومي لم ننتهي بعد
تأوهت بصوت واهن وهي تستند علي ذراعها اليمني لكي تعتدل فى جلستها .. محاولة إثنان ثلاثة عشرة لينتهي بها فى نهاية المطاف أنها ما زالت محتضنة الارض. 

كان يتأملها بتمعن وهو يرى جسدها تعلو وتهبط بتناغم   .. يتأمل قوامها الممشوق ومنحنيات جسدها الغض .. وخصلات شعرها الحريرية قررت التمرد عن ربطة الشعر ليتناثر بعشوائية على ظهرها .. جعلها كلوحة فنية تستحق المشاهدة والتأمل .

توجه نحوها بخطوات غاضبة وهو يجدها ما زالت علي وضعها .. إزداد غضبه لأضعاف وهو لم يستمع إلي ردها

شهقت بفزع عندما وجدت نفسها قامت على أرجلها يمسك بعضديها بقوة آلمتها وعيناه تتأجج منها نيران الغضب

- واللعنة ألم تسمعيني لقد قلت لكِ لم ننتهي بعد

عيناه يجوبان وجهها .. تباً تبدو شهية للغاية يود أكلها ..حبات من العرق متجمعه على جبهتها و صدغها

وإحمرار وجهها يكسبها جاذبية أما عن خصلات شعرها يا إلهي منظرها مهلك له ..حرارة حارقة تسري فى داخله ... عدة اشياء يرغب بها بل يتوق لفعلها الآن

- ا ا ا انا اسفه يا سيدي يداي لا أشعر بهما
هتفت بها بوهن شديد وأرجلها بدأت ترتخي .. كانت ستسقط لولا ذراعيه التي تمسكت بخصرها جيدا

توسعت عيناها وهي تشعر بجسدها ملاصق بجسده لايوجد إنش فاصل بينهما .. وجهها مقابل لوجه تأخذ شهيقاً وزفيرا لعدة مرات متتالية ..

أنفاسها تلافح وجه يجعله يريد قربها .. لن يستطيع أن يصبر أكثر من ذلك علق ببصره إلي شفتيها المتوردة.. ناضجتين شهيتين

زدات عيناها إتساعاً وهي ترى عيناه تتحول إلي لون داكن .. قلبها يضطرب هلعاً ويضخ بسرعة وهي تهز برأسها بكلا لعدة مرات في محاولة يائسة فاشلة فى منعه.

- هيا قوليها إنك ترغبين بها ايضا

هتف بها ويداه أخذت طريقها في الكشف عن منحنيات جسدها .. لتهمس برجاء

- أرجوك  لا تفعلها انني أحتفظ بها لزوجي

مال بوجهه نحو عنقها زافراً بنفاذ صبر

- لا أستطيع ...  أريد أن أقُبلك

هزت رأسها نافية
- كلا يا سيدي ارجوك

ابتلع باقى حروفها فى جوفه .. ألصق شفتيها بخاصته متذوقاً شهدها .. شفتيها بطعم العسل .. يقبل كل إنش فى شفتيها بنهم .... زاد تعمقاً فى قبلاته  ..  وهي هادئة ساكنه لا يوجد أي شيء تفعله سوى أن تبقى بين ذلك العناق الملتهب

تشعر بمفرقعات نارية .. تشعر بمشاعر لم تختبرها من قبل .. أشياء تنفجر فى داخلها .. تريد أن تبادله بقبلته فتاه جاهلة أمام خبير قبلات .

لعنت نفسها ما الذي تفكرين به ياقوت ؟ لقد سرق قبلتك الأولي  وما الذي تفعليه هو شيء خاطئ مائة بالمائة.

إبتعد لاهثا جاعلاً إياها تلتقط بعض من الهواء ليعود مرة آخرى يلتقط تلك الشفتين ، أشاحت بوجهها للجهه الاخري
- أرجوك يكفي ذلك
جمعت أقصى قوه لديها لتبتعد عن ذراعيه و تركض هاربة منه هاربة من أن تخضع له ويحدث اشياء ستندم عليها لاحقا.

كور قبضته وضرب فى الحائط هاتفاً بغضب
- اللعنة عليكِ يا ياقوت .. أريد تقبيلك مرة أخرى
يود أن يركض خلفها ويحتجزها فى إحدي الحوائط ويعود لتذوقهم مرة أخرى .. ما الذي تفكر به إلياس يجب أن تفيق من ذلك الشعور الذي راودك منذ قليل .

خرج  وهو يتجه عائداً إلي غرفته .. سيرمي كل شىء بعرض الحائط .

كل ذلك حدث وزوج من الأعين كانت تتابع ما يحدث بصدمة شديدة ثم ما لبثت إلا أن تحولت إلي ماكرة خبيثة.

إنتهي الفصل 🌷

ليست هناك تعليقات