التوأم

اتجوزنا عن حب، حاتم كان صديقي في الكلية اول ما شوفته حبيته، عشنا مع بعض في سعادة وحب، كان بيعملني بحب عمره ما اتخانق معايا خالص.
لكن بعد سنه من جوزنا بدأت شخصيته تتغير ل ١٨٠ درجة، وتحديداً ده حصل بعد ما عرف إني حامل في توأم ..
بدأ يبقى مُنطوي جدا، قليل الكلام معايا، مش بيخرج من اوضتهُ.

كان منعني اني  ادخل الأوضة سواء هو موجود فيها أو لأ.
ساعات كتير كنت بسمع أصوات غريبة بتخرج من الأوضة

في يوم  سمعته كان  بيتكلم مع حد غريب، وانا كنت متأكدة أن محدش دخل عليه، قربت من الباب عشان اسمع بيتكلم مع مين:
-  خلاص قربت اوعدك أن كل حاجه هتمشي زي ما اتفقنا هي أيام بسيطة وكل حاجه هتكون تمت
شخص مجهول بالنسبة لي بادلهُ في الرد لكن صوته مستحيل يكون بني آدم الصوت كان خشن أوي كان بيرد ويقول:
- افتكر أنك عارف لو كل حاجه متنفذتش زي ما اتفقنا هيحصل فيك إيه
رد عليه وقال:
- عارف عارف وما تقلقش كل حاجه هتمشي زي ما اتفقنا
سمعت صوت حد بيقرب على الباب عشان كده جريت واستخبيت عند اخر درجة من السلم ووقفت عشان اشوف إيه اللي هيحصل  بعد كده، طلع حاتم والشخص الغريب إللي معاه .

ما كنتش عارفه أحدد شكله كويس، لأنه كان لابس عباية طويلة مش مبينه ولا حتة من جسمهُ، لكن أقدر أقول إنه طويل بشكل غريب وضخم أوي..
وقفوا شوية عند باب الشقة عشان فجأة الشخص الغريب ده يبص عليا!!
عينه كانت حمرة اوي و وشه كان اسود زي الفحم
بصلي و شاور عليا عشان بعدها الاقي حاتم أتلفت و بص ناحيتي هو كمان ..
طلعت أجري على اوضتي وانا مرعوبة ونمت على السرير واتغطية زي الأطفال إللي خايفين من عفريت أو من عقاب مامتهم  ..

بعد شوية لقيت حاتم دخل الاوضة وقرب عليا لحد ما شال الغطة من عليا وقال لي:
- هو أنا مش قلت ما تدخليش في أي حاجه ما تخصكيش انتي بترقبي تصرفاتي طب استحملي إللي هيحصلك
كان بيقول الكلام ده بغضب شديد عمري ما شفت حاتم في الحالة دي ابدا لدرجة أن عينه كانت بطق شرار من شدة الغضب .
قلت له أنا مش اقصد إني أرقب تصرفاتك انا بس سمعت صوت حد عشان كده نزلت اشوفك يمكن تكون محتاج حاجه
ما ردش عليا سبني ومشي ولا كأني قولت اي حاجه..

نمت من كتر التفكير ف كلام حاتم
عشان افتح عيني الاقي نفسي مرمية على الأرض وايدي الاتنين مربوطة مش قادرة احركها .
المكان إللي أنا في كان ضلمة اوي ومش قدرة أحدد أنا فين، لحد ما لقيت النور ولع فجأة عشان الاقي حاتم
و الشخص الغريب واقفين قدامي!

لقيت الشخص الغريب قرب عليا مسح بأيدوا على شعري كنت بحس بحرارة ايدوا القوية اللي كانت بتخليني اتنفض وانا مربوطة زي إللي بيصبهم صدمة كهربا، وهو بيمسح بأيدوا على شعري كان بيتمتم بكلام مش قدرة اني أسمعه..
كلامه ده كان بيخليني اتنفض اكتر، بدأ يزيد صوت التمتمة عشان يبقى صوت واضح وقوي ليا لكن مش فاهمه من التمتمة دي أي حاجه ..
أيدوا بدأت تتحرك لحد ما وصلت عند بطني
عشان ف المنطقة دي تحديداً يبدأ يضغط فيها بكل قوة ..
ألم فظيع بدأ يخترق بطني، كنت حاسة بحركة الجنين ف بطني كأنه عاوز يخرج، الكائن أو الشخص الغريب ده اتكلم ف اللحظة دي وقال:
- انتي ليه خايفه أنا بس بجاهز الجنين  قبل ما يخرج لحياته الجديدة إللي مستنياه
ضحك لما قال الجملة دي وحاتم هو كمان قرب عليا، عشان يشارك الشخص ده ف ضغطه على بطني!!
دم غزير بدأت أحس بي وهو بينفجر من بطني  بعدها اشوف طفلين بيخرجوا !!
لما خرجوا مسك الشخص الطفلين بأيدوا
لما مسك الطفلين بدأ يتأمل فيهم للحظة، بعدها تعبيرات وشو بدأت تتغير، صرخ بشكل هستيري، رمى الطفلين من أيدوا وقام وراح لحاتم، مسك حاتم من رقبتوا وقعد يضغط فيها وهو بيقول ماتوا الطفلين  ماتوا!!
حاتم فضل يتراجه فيه ويقول له:
- مش ذنبي أنا نفذت كل إللي طلبتهُ مني ارحمني ارجوك !!

بعدها معرفش ايه إللي حصل
فقت لقيت نفسي في مستشفى، حاتم كان واقف هو وحد اكيد ده دكتور من البلطه الابيض اللي لبسه، كانه بيتكلمه مع بعض، حاولت اسمع كويس هما بيقولوا ايه، الدكتور كان بيقول لحاتم:
- اللي مرت بي صعب هي فقدت اغلى ما تملك
رد حاتم وقال للدكتور:
- كل ما اقول انها رجعت لحالتها الطبيعية تاني القيها تاني تدخل في غيبوبة ولما تفوق تقعد تحكي كلام غريب عن كائن ما خطف الطفلين لازم يا دكتور نلاقي لها علاج مش هقدر استحمل اشوفها كدا
بادله الدكتور وقال له:
- مش عارف اقول لك ايه هي الوحيدة اللي تقدر تساعد نفسها لكن هي مصره انها تعيش الازمه بتخلق قصة وهميه لفقد الطفلين.
هنا خلص حاتم مع الدكتور كلامه واتلفت لي لما شافني اني ببص عليهم ابتسم وجري ناحيتي.
قرب عليا وقال لي:
- حمد الله على السلامه يا حبيبتي
مكنتش مستوعبة اللي بيحصل اتكلمت وقولت له عشان افهم ايه اللي بيحصل:
- انت إزاي عايش
لقيت حاتم ضرب كف على كف وهو بيقول لي:
- مش هنخلص بقا من الكلام ده ما صدقت أنك بدأتي تقومي من تاني وتنسي الأزمة إللي مرينا بيها
مش فاهمه أي حاجه من كلامه عشان كده رديت وقلت له:
- انت ما ردتش  أصلا على سؤالي انت إزاي عايش وبعدين أنا إيه اللي جبني هنا، وبناتي فين
بدأ حاتم يتعصب ويصرخ  ويقول لي كلام غريب مش معقول اني أصدقه:
- فوقي بقى، الطفلين خلاص ماتوا وده قدر من ربنا ولازم تعيشي الواقع وبلاش التخاريف دي أنا مقدر انك كُنتي منتظرة الطفلين دول إزاي وعارف اننا صبرنا سنين عشان ربنا يريد انك تكوني حامل وكمان ف توأم، بس بردو ربنا مقدر أن الطفلين ينزلوا ميتين !!
يعني إيه مش فاهمه أي حاجه ايه انا مجنونة يعني وكل إللي حصل لي ده مش حقيقي!!

كمل حاتم كلامه وقال من يوم ما ماتوا وأنتي ع الحالة دي كل يوم تدخلي ف نوبه غريبة وبعد ما تفوقي تقعدي تقولي كلام غريب زي؛
إن في كائن أو شخص ما هو إللي خطف الطفلين وكلام تاني مش فاهمه, إني أنا اللي كنت بجيب الشخص ده البيت .. وأنا كنت بساعدوا ...
يا حبيبتي لازم تكوني مؤمنه أن ربنا هو إللي في ايده كل حاجة ودي مش نهاية الكون اكيد ربنا هيعوضنا بغيرهم ..
كل  شوية بقى النوبة تجيلك تاني ولما تفوقي منها تقعدي تقولي الكلام الغريب ده !!

صوت حاتم بدأ يبقى واطي اوي الرؤية بدأت تكون ضبابية لحد ما كل حاجه اسودت
أنا فين
انا في مكان  ضلمة اوي ومش قادرة أحدد أنا فين، لحد ما لقيت النور ولع فجأة عشان الاقي حاتم
و الشخص الغريب واقفين قدامي ..

قرب حاتم والشخص إللي معاه يقربهُ عليا
بعدها الشخص  إللي معاه حط أيده على بطني وقال لي
انتي خايفه ليه إحنا بس هنجاهز الجنين!!!

تمت

محمد مهني