إبحث عن موضوع

طوفان العشق ❤الفصل الاول

#طوفان_العشق

الفصل الأول ..

- يا فتاه أغلقي ذلك الصوت المزعج
هتف بها رجل في أوائل العقد الخامس بحنق شديد علي صغيرته التي قامت برفع صوت المكبر بأغاني صاخبة وهما ما زالا في الصباح

كانت ترقص علي الأغنية الصاخبة بمرح وتناغم ، خصلاتها الغجرية تعزف بألحان هادئة وتواكب خطوات جسدها ، عبست ملامحها وهي تستمع إلي صوت والدها الجهورى ، توقفت عن الرقص وأغلقت المكبر الصوتي بتأفف شديد .

صاح والدها وهو يضع بالأطباق علي الطاولة
- هيا يا ياقوت إنه وقت الإفطار

في لمح البصر وجدها جالسة علي مقعدها ، رفع حاجبه الأيمن فى إستنكار
- عندما أطلب منكي برمي القمامة تضعين سدادة فى أذنك ولكن عند الطعام أجدك أمامي في غضون ثوانٍ

كانت تأكل بتلذذ و هي تستمع إلي حديث والداها المتكرر كل صباح .. وكأنه صار عادة والداها
- البيض لذيذ يا أبي

هتفت بها بملء فيها وهي غير عابئة بصراخ والداها عليها ، يزجرها يعنفها وهي كلوح الجليد تبتسم ببلاهة أمامه
  إلتقطت بكوب العصير وشربته دفعه واحده لتضعه علي الطاولة مرة أخرى
- لقد شبعت ، سأراك عند موعد الغذاء سلام

ودعته وهي تطبع قبلة على وجنتيه ليجز والداها أسنانه بغيظ حتي اختفت عن مرمى بصره
- هذه الفتاة تحتاج إلى من يُقوم سلوكها

إلتقط صحيفة اليوم وهو يتابع أخبار اليوم  ، لا يوجد خبر جديد ، ظل يقلب الصفحات بسرعة مني توقفت يداه عن الحركة وهو يرى خبر جعل عيناه تتسعان بدهشة وقلبه يتراقص بفرح .. إنها الطريقة الوحيدة لجعل لتقويم سلوك ابنته والاعتماد علي ذاتها ..
قام من مقعده بنشاط رجل في العقد الثالث وليس في العقد الخامس ، إلتقط هاتفه وهو يضغط بالأرقام على أزرار هاتفه
- وأخيراً هناك شيء سيُقوم سلوكك
....................
- ياقوت هيا إلي  الطاولة أربعة
هتف بها رجل بدين أصلع الرأس بملامح بشوشة ، تقدمت نحوه وأخذت بالطلبية وأوصلتها للطاولة لتعود أدراجها مرة أخري
إلي المطبخ .

توجهت نحو ذلك البدين وهتفت
- إستراحة خمس دقائق يا روجر
توقفت يد روجر عن العمل ليرد بنبرة حازمة

- خمس دقائق يا ياقوت ، إن لم يجدك المدير في موقعك ستطردين من العمل
أمسكت بوجنتيه وهي تقرصهم بخفة
- لا تقلق يا روجر لن أتأخر
خرجت من الباب الخلفي للمطعم الذي تعمل به ، أسندت بظهرها علي الحائط مغلقة جفنيها وشردت

ياقوت سليمان فتاة في منتصف العقد الثالث من العمر ، أنهت مراحلها التعليمية بأكملها ، لم يحالفها الحظ في إيجاد وظيفة تناسب شهادتها العلمية .. كيف ذلك وهي تعيش في الولايات المتحدة الأمريكية حقاً لم تجد جواب لذلك السؤال !

في كل مرة تتقدم للوظيفة تجد نظرات الرجال المقززة نحو جسدها ، منهم من يخبرها بصراحة إن كانت تريد الوظيفة يقيم ليلة معها والآخرون يغلفونها بكلمات راقية
إبتسمت بتهكم أي كلمات راقية وهو يريدها أن تكون في فراشه ولا يوجد عقد زواج بينهما .. تفكيرها العقيم كما يخبرونها أصدقائها يجعل الشباب ينفرون منها .

رغم السنوات الطويلة التي عاشتها من طفولتها حتى الآن في تلك البلد الغربية ، لكن بعض المبادىء التي زرعتها والدتها منذ المهد لم تُدفن .

تذكرت نصائح والدتها عندما كانت في السادسة عشر .. ألا تشرب .. ألا تدخن .. ألا تقيم علاقات بعلاقات عابرة مع الشباب .. لا ترتدي القصير .. لا ترتدي الضيق .. لا ترتدي ما يشف جسدها

مشاجرات يومية بينها وبين والدتها كانت في الماضي بسبب الثياب .. كانت ترمي بحديثها بعرض الحائط وترتدي مثل الفتيات في عمرها  بما يسمي بالموضة .

والآن من ينصحها ؟ ... لا أحد  عندما رحلت والدتها وهي في العمر الثامن عشر و تركتها في ذلك العالم الموحش مع والداها .

والدتها الجميلة يمني .. فتاة شرقية مسلمة محافظة علي دينها وثقافتها الشرقية .. قابلت والداها صدفة في ندوة لنشر الدين الإسلامي الصحيح و ليست بتلك الصورة المشوهة أمام العالم .

كانا يلتقيان دائما في الندوات .. تعددت اللقاءات وانجذبت القلوب لبعضها وانتهى الأمر بزواج سعيد .

أنجبت والدتها ياقوت بعد سنوات طويلة من اليأس .. مدللة أبيها كما كانت تقول والدتها .. جميع أوامرها تنفذ والأب ما عليه سوى السمع والطاعة .. كانت تحدث مشاجرات خفيفة بين والديها بسببها .

كان البيت يملؤه الحيوية والطاقة .. ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن لتغادر فرحة تلك العائلة الصغيرة بموت والداتهم .

فاقت من شرودها علي صوت روجر وهو يلكزها على ذراعها هاتفاً بيأس
- يا فتاة ليست وقت للشرود لقد جاء المدير هيا إلي عملك

كلمة "المدير" أشبه بجرس المعلن عن وجود حريق  لتستفيق  من حالتها وهي تعود معه للداخل حتى تسلم من المدير الغاضب المتهجم الوجه طول الوقت .

....................................
- ذلك الملف يا سيدتي بجميع المدربين للمعسكر لذلك العام
هتفت بها كريستين وهي تضع بالملف علي مكتب رئيسة المعسكر
تنحنحت السيدة الأربعينية وهي تعدل نظارتها الطبية وتقرأ الملف بعناية
ثواني تبعتها دقائق وكريستين تقف بأحترام وهدوء حتي إنتهاء سيدتها من القراءة .. تساءلت بهدوء وهي تري
- ولكن من سيحل مكان جوش في العمل بعد إعتذاره عن مشاركته في ذلك الموسم
ردت السيدة
- لقد اتفقت مع السيد إندرو وقال سيرسل لي أكفأ الضباط من الشرطة الفيدرالية
لمعت عين كريستين بذهول
- حقا سيدتي هذا خبر عظيم بالطبع سيكون الإقبال علي المعسكر تاريخياً
هزت السيدة رأسها إيجابا
- بالطبع وهذا ما نبتغيه
.....................................
- سيدي ماذا ؟ هل تخبرني أنني سأذهب إلي معسكر لتدريب فتيات  فنون الدفاع عن النفس

صاح بها بغضب شديد يختلطه الاستنكار ، هو أكفأ ضباط الشرطة الفيدرالية يذهب إلي ما يسمي ***

رد إندرو بهدوء وهو ينقر بقلمه علي سطح مكتبه
- سيكون المعسكر لمدة ٣ أشهر ، لقد بعثت بملفك لرئيسة المعسكر و ستذهب إلى هناك في بداية الشهر القادم

إبتسم إلياس بسخرية .. فمديره لا يأخذ رأيه أو يناقشه .. بل كان آمر واقع ويجب عليه التنفيذ قام من مقعده وهتف بنبرة حازمة
- حسناً .. لكن سأضع أنا القوانين والشروط وليس بمديرة المعسكر التدخل في شؤوني حتي نهاية الفترة
- كما تريد
إجابه إندرو جعلته يستشاط غضباً ، ضم قبضة يده بعنف حتى أبيضت سلمياته وغادر غرفة مديره مغلقاً الباب خلفه بعنف .
...................................

عادت إلي منزلها في موعدها كل يوم ، إلتقطت أنفها عدة روائح شهية آتيه من المطبخ ، أصدرت معدتها أصوات مطالبة بالغداء وبالطبع لن ترفض وخصوصاً الأمر صادر من معدتها ، توجهت نحو المطبخ وهتفت بصوت عالي
-  إنني أتضور جوعاً يا أبي

إنتفض سليمان من مكانه ليصيح بعنف
- ألن تنضجي وتتوقفي عن تلك الحركات الصبيانية

هزت رأسها نافية لتجلس علي مقعدها منتظرة طبقها
- ماذا أعددت اليوم ؟

وضع سليمان بالطبق الخاص بها على الطاولة لتصفق بيديها
- رائع يبدو شهياً

تناولت المعلقة من على الطاولة وشرعت في الطعام بشراهة تحت نظرات والدها المستنكرة
- أين تذهبين بكل ذلك الطعام ؟
أجابت بملء فيها
- لا يغرك يا أبي قوامي الممشوق ، فمعدتي تتسع للطعام بقدر ثلاثة أمعاء
- قومي بتنظيف الأطباق حينما تنتهين والحقيني في غرفة المكتب أريدك في أمر هام

كانت نبرة والدها جدية وحازمة للغاية ، تري ماذا يريد منها ؟
نفضت تلك الأفكار التي تراودها وهي تتابع تناول الطعام.

إنتهت من تنظيف وترتيب المطبخ لتلحق بوالدها إلي غرفة المكتب ، طرقت الباب وفتحته وهتفت بعجالة
- هيا يا أبي أخبرني ما الأمر الهام ولكن أسرع فلن أستطيع التأخر على العمل وإلا سيقومون بخصم المرتب

رمي بالصحيفة التي قرأها فى الصباح وهتف بجدية
- اقرئي ذلك الخبر
منذ متي  والدها يتحدث معها بذلك الغموض والجدية ؟!
أمسكت بالصحيفة وقرأت العنوان بملل وهتفت
- ماذا يا أبي لا ارى شيئا هاماً أو عظيماً
أجاب والدها بحزم
- يوجد معسكر لتعليم فنون الدفاع عن النفس وأشياء أخرى
ردت بملل وهي تضع بالصحيفة على المكتب
- أبى وما دخلي أنا
هتف ببساطة
- لقد قمت باشتراكك في ذلك المعسكر
ضحكت رغما عنها
- أبي ليس هذا وقت المزاح الآن ، هيا سأبدل ملابسي وسأذهب للعمل
تحركت عدة خطوات متوجهة نحو الباب لتسمع صوت أبيها صارخاً بغضب
- توقفي عندك لم أنهي حديثي بعد

أجفلت علي نبرة والداها القوية ، لأول مرة أبيها يتحدث معها بذلك العنف
- يبدو أنني دللتك حتى أفسدتك
- بابا
نطقتها بأستعطاف شديد في محاولة يائسة لجعل أبيها يهدأ ، لقد أصبح والداها بركاناً علي وشك الثوران
- إنني لست صغيرة حتى تقوم بتسجيل اسمي في معسكر دون أن تراجعني
- يا الفتاه أنا والداك .. ألا يوجد ذرة احترام تُكنيها لي ، كوننا نعيش في مجتمع غربي هذا لا يعني أننا سنختلط به
ردت بهدوء
- ولكنني عشت في ذلك المجتمع منذ أن كنت صغيرة ، فسواء ذلك متعمداً أو عفويا فمن الطبيعي سوف أتأثر بالوسط المحيط .. ومن قال يا أبي أنني لا أكن الأحترام لك ، أتعلم جميع صديقاتي تركن بيتهم وقررن الاستقلال والاعتماد علي النفس لكنني لم أفعلها رغم أنك تعلم أنه لا يوجد لدي مانع لأفعلها .. لدي وظيفتين في الصباح والمساء والدخل جيد للغاية حتي أتكفل بمصاريف شقة جيدة بمفردي .

لاحظت ضيق وعبوس والداها لتحتضنه وهي تمرمغ برأسها نحو عنق والدها
- لكنني أحب العيش معك ، إنك ماهر في الطبخ
ضربها سليمان بخفة علي كتفيها
- قولي لي إنك تحبين الطعام أكثر من والدك
ضحكت بأستمتاع
- كلا الأثنين
- ولكنك ستذهبين للمعسكر مدته ثلاثة أشهر سيعجبك كثيرا وأنا متأكد من ذلك
إبتعدت عن والدها وزمجرت بحنق
- هل تريدني أن أبتعد عنك لثلاثة أشهر كلا لن أذهب
- ياقوت
أغمضت جفنيها بيأس ، لقد قرر والداها ويجب عليها التنفيذ
- حسنا حسنا ولكنك لن تجبرني على الذهاب
……………………….

كانت شاردة للغاية لم تنتبه إلي الزبون الواقف أمامها ، حمم الزبون بجدية
- يا آنسه
انتبهت على صوت رجل .. لتبتسم في هدوء و بعملية هتفت
- تفضل يا سيدي

- أريد كوب من القهوة سادة
اومأت في خفوت وهي تتوجه نحو ماكينة القهوة ، عادت مرة أخري لديه وهي تضع بالكوب أمامه مبتسمة بتكلف متمتمه ببعض العبارات التي حفظتها عن ظهر قلب .

تابعت باقي عملها وهي تلاحظ قدوم العديد من الزبائن .. مرت ساعات عديدة وهي تقوم بعملها بنشاط لا تعلم من أين آتي فجأه .. زفرت براحة حينما انتهت من عملها لتخلع بقبعة العمل وتأخذ بحقيبتها وتتوجه نحو الخارج .
.................................
الشارع أصبح مظلماً .. لا تسمع صوت رقع أقدام أي شخص .. دب في قلبها الرعب وهي تتسارع بخطواتها لتخرج من ذلك الشارع المظلم .

إرتفع معدل الأدرينالين بجسدها عندما شعرت بيد شخص تتمسك بذارعها ويهمس نحو أذنها
- مرحبا يا جميلة هل تريدين قضاء ليلة جامحة

أنفاسه المقززة لفحت صفحات وجهها .. إنه ثمل للغاية .. جيد هذا سيسهل عليها الفرار منه

أشاحت بذراعيها عنه وهي تنبه بأخر ذرة من عقلها الذي شل عن الحركة .. بالركض لأنها  وسيلتها الوحيدة للنجاة .

إزدر ريقها بتوتر .. وتيبست قدماها عندما حوصرت برجلين من الملثمين غير ذلك الحقير .

نظرت بعينيها إلي الشارع المضىء المبتعد عنها بمسافة ليست بالبعيدة  بقدر أمل صغير .

أشاحت بكفها عندما شعرت بيد مقززة تتلمس ذراعها ويهمس برغبة
- ذراعيك ناعمة يا حلوة فماذا عن جسدك ؟

أجاب رجل آخر وهو يمرر يديه على خصلات شعرها
- وشعرها ناعم ايضاً يا صاح

صرخت بفزع عندما شعرت بيد رجل آخر يتحسس بجسدها بشهوة
- ومنحنيات جسدها متفجرة الأنوثة إننا محظوظون يا رجال

عاد الرجل الأول يهمس بجانب أذنها بتقزز جعلها تبكي بحرقة
- صوتك ناعم أيضاً  ستكون ليلتنا رائعة يا جميلة

صرخت بعلو صوتها وهي تحاول الأستنجاد بأحدهم ليضحك ثلاثتهم وهم يهتفون بسخرية
- إصرخي بعلو صوتك لن يسمعك أحد

قام بسحبها إلى  أحد الأزقة والاثنان يتبعونه وهي ما زالت تصرخ بعلو صوتها فى محاولة أخيرة للنجاة .. قلبها يعلو وينخفض من الهلع لأول مرة تختبر ذلك الموقف .. بل تلك الفاجعة
دنا الرجل بوجهه نحو وجهها وهمس بصوت شبيه بالأفعي
- أظن أننا أصبحنا متعادلين تركتك تصرخين والآن حان دورى

أغمضت جفنيها بإستسلام .. ماذا ستفعل فتاة بائسة أمام ثلاثة رجال يتضورون جوعاً لجسد امرأة .. شرع الرجلين بتجرد ملابسها وهي تنتحب بصمت .. ولسانها ينطق لقد خذلتك يا أمي لقد خذلتك .

إنتهي الفصل 💜
ميار_عبدالله

ليست هناك تعليقات