إبحث عن موضوع

رواية اميرتي الحلقة الرابعة

الرابع
يوم الخطبة
كانت أريج تتألق في فستان انسيابى ازرق اللون انعكس على لون عينيهاو أظهر قوامها الممشوق وطولها قامتها الملفت تتهادى بجوار باسل يخطفا الابصار،بينما وقفت أميرة تراقبهما من بعيد وقد هدأت اوجاع قلبها فترى فقط فرحة شقيقتها لم تعد تنظر ل باسل تلك النظرة العاشقة ،بل لم يعد قلبها يفقد صوابه لرؤيته وكأنه فقد مصداقيته كرجل بنظرها فأسقطه قلبها من اهتمامه فورا .
تم عقد القران لتبدأ فقرات الحفل ليتوجه أمجد الى أميرة وينحنى بإبتسامة : اتشرفنى أميرة العائلة بمشاركتها هذه الرقصة ؟
ضحكت أميرة وهى تضع كفها بكف شقيقها ليتوجها لمنتصف القاعة يشاركان شقيقتهما فرحتها ،توالت الفقرات وقد قدمت أميرة الطعام كهدية منها ل أريج وكان هذا سببا في ازدهار عملها فيما بعد .
انتهى الحفل وعاد أفراد الأسرة أريج بقلب حالم سعيد ،أميرة بقلب هادئ وأمجد بقلب منشغل على شقيقتيه كالعادة .عاد الأب لنفس موقعه يتخلى عن كل مهامه كأب لزوجته التى تفرق بين طفلتيها لأسباب هى نفسها لا تعلمها .
تتابعت الأيام إلتزمت أريج بدراستها فهى شغفها الأول وبدأ باسل يتقرب منها فهى فى نظره زوجة مثالية له ،بينما تتفانى أميرة فى عملها الذى زاد رواجه وعرفت لدى العديد من العائلات وبالتالى زادت الأعباء فبدأت تفكر جديا فى الاستعانة بشخص يقوم بالتوصيل بدلا عنها .
تحدثت مع أخيها قبل الإقدام على هذه الخطوة والذى شجعها فهى خطوة ثانية للارتقاء بعملها نحو الاحتراف .نشرت إعلان تطلب عامل توصيل لعدة ساعات باليوم على أن يكون مالكا لدراجة بخارية .
اختارت يوم إجازة أمجد ليساعدها فى إختيار الشخص المناسب فإستيقظت باكرا وانتظرت أن يتقدم لها من يرغب بالعمل.
مرت الساعات بطيئة وهما ينتظران بلا فائدة، كاد النهار أن ينقضى ولم يتقدم شخص واحد يطلب العمل ، مما أصاب أميرة بالاحباط الشديد.
نظر أمجد لها بشفقة إنها تنتظر منذ الصباح ولم يتقدم شخص واحد، حاول أن يبث فيها شيئا من الأمل : صغيرتى لنعيد نشر الإعلان مرة أخرى. لابد أن أحدهم يحتاج للعمل .
رفعت عينيها الذابلتين له : لا أظن أن أحدهم يريد العمل مع جهة مجهولة مثلى .سيخافون حتما من المخاطرة .وربما الأجر الذى عرضته لا يناسب من يرغبون بالعمل لكنه اجر مقابل مدة قصيرة...ثلاث ساعات من العمل يوميا .
نهض أمجد ليتوجه حيث تجلس : المهم ألا تفقدى الامل سنحاول مرة أخرى فى يوم اخر ...
طرق الباب فتوجه أمجد إليه فتحه ليجد شاب طويل القامة عريض المنكبين ذو طلة مهيبة يبتسم بهدوء: اتيت اتقدم لوظيفة عامل التوصيل.
قالها هذا الشاب ببساطة لينشرح قلب أمجد فحتى لو لم يقبل العمل فيكفى أن أحدهم تقدم للعمل ليعطى شقيقته الامل لإعادة المحاولة.
نظر له أمجد بدقة : مرحبا بك تفضل .
دخل الشاب بخطوات ثابتة ليجد أميرة تجلس أمامه بينما قال أمجد: صغيرتى أنه يريد العمل معك.
نظرت له أميرة بتمعن ،انها تذكره جيدا ...أنه نفس الشخص الذى لقبها بالأميرة هذا الطول الفارع هذه اللحية السوداء التى تحيط بوجهه الابيض لتناقض لونه وتبرزه ،هذه النظرة التى لم تراها من قبل ..أنه هو ..أنه نفس الشخص فى محل الفساتين.
رفعت إصبعها تشير له : لقد تقابلنا سابقا !
ابتسم نفس الابتسامة: كان هذا من دواعى سرورى سيدتى هل انت صاحبة العمل؟
اومأت برأسها ليتساءل أمجد : اين تقابلتما سابقا ؟
شعرت أميرة بالحرج خشية من أن يعلم أمجد بشأن فستان الزفاف: فى أحد المتاجر.
قالتها ببساطة وهى تنظر لهذا الشاب : ما اسمك ؟؟ وسأحتاج صورة لبطاقتك الشخصية.هل تملك دراجة بخارية؟
ابتسم وهو يرفع كفه يتلمس التمهل ليتمكن من الإجابة: أسمى نائل الطوخي
وضع يده بجيب سترته ليخرج أوراقه : هذه بطاقتى وصورتها .ولدى دراجة اسفل المنزل يمكنك تفقدها ..انها بحالة جيدة.
تناولت منه أوراقه لتتوجه إلى أمجد الذى فحصها ثم قال هامسا : أظنه مناسب صغيرتى لنمنحه العمل فانت تحتاجين إليه .
اومأت برأسها: لكن أخى ايمكنك أن تتفقد دراجته اولا ؟
ابتسم أمجد: بالطبع سأفعل .
كان ينظر لهما بهدوء لا يبدو عليه اى توتر لانتظار نتيجة المقابلة بينما قال أمجد: هلا ألقينا نظرة على دراجتك .
اومأ نائل برأسه وهو يسير للخارج ليتبعه أمجد وأميرة التى تنظر لخطواته الرشيقة وبنيته القوية وتحدث نفسها : ما هذه الضخامة !!! ماذا يأكل هؤلاء الأشخاص؟؟ حمدا لله ليس على إطعامه ..فشخص مثله يستهلك طعاما لاسبوع فى يوم واحد.
هبطوا جميعا ليتفحص أمجد الدراجة .حالتها جيدة بالفعل وهذا الشخص مناسب للعمل .نظر لشقيقته: حسنا أظنه سيحصل على العمل .
نظرت أميرة ل نائل : حسنا نائل العمل كما أوضحت بالاعلان ثلاث ساعات يوميا وسيكون اجرك .
قاطعها نائل : اعلم سيدتى انا موافق على الأجر ويسعدنى العمل معك.
هزت كتفيها ببساطة وهى تعيد له بطاقته: حسنا اكتب رقمك هنا وسأتصل بك غدا .نسلم الطلبات بدءا من الساعة الثانية ظهرا حتى الخامسة وباقى اليوم هو لك .
كتب رقم هاتفه واعاد لها صورة بطاقته قبل أن يتوجه لدراجته ويشير برأسه: اراك غدا سيدتى
ووضع خوذته وانطلق من فوره بينما تنهدت أميرة براحة : كدت أفقد الأمل.
ابتسم أمجد وهو يحيط كتفها بذراعه: الأمل موجود معنا دائما صغيرتى .انسيتى أنه والدتك؟؟
قالها بمرح لتضحك وهى تضربه بصدره : ما هذا الطول أمجد وذلك العامل ايضا ماذا تأكلون فى صغركم ؟؟
علت ضحكة أمجد: نأكل قصيرات القامة هههههههههه.
قالها قبل أن ينطلق راكضا وتنطلق هى فى أثره دون أى امل للحاق به.
*******************
اوقف نائل دراجته وترجل عنها ليرتقى برشاقة الدرج صاعدا لمنزله .فتح الباب بهدوءه المعتاد
ليتوجه لغرفة والده الذى يجلس ممسكا بكتابه كالعادة: السلام عليكم
رفع الاب ويدعى ابراهيم عينيه عن الكتاب: عليكم السلام..
ابتسم فورا : يبدو أن ولدى العزيز نال ما يريد كالعادة.
ضحك نائل : لقد احسنت اختيار أسمى أبى أنه يلائمنى تماما .بالطبع اسير على خطواتى التى رسمتها وسأنال ما اريد قريبا جدا.
يزداد أشرق وجه ابراهيم: أعلم بنى..هيا إجلس وقص علي ما حدث.لقد وعدتنى
جلس نائل امام والده يتنهد براحة : اتذكر يوم ارسلتنى لشراء قميص لحضور حفل زفاف ابن صديقك ذاك ؟
هز ابراهيم رأسه فقال نائل : يومها رأيتها بنفس المتجر ..فى قسم فساتين الزفاف.
لمعت عينيه وهو يقول: كانت أميرة هاربة من الأساطير القديمة تضع تاجا ماسيا وفستان خطف انفاسى وتوقفت له دقات قلبي.
عاد يتنهد : وكم شعرت بالحزن وقتها فهى تجرب فستان زفاف وهذا يعنى أن شخصا ما قد حظى بهذا الملاك البرئ.
ظهر الحماس على وجهه : لكن حين توجهت لدفع الحساب لاحظت مغادرتها المتجر بلا فستانها وتاجها البراق فتوجهت فورا للعاملة التى اراحت قلبى الملهوف .
نظر لوالده بدقة وهو يقول: اتدرى ما قالت؟؟
ابتسم ابراهيم ليقول نائل بسعادة : قالت ستعود لشراء هذا الفستان حين تقابل أميرها.
ضحك بسعادة: وبالطبع لحقت بها فورا .اووف كم يهوى النساء يوم التسوق
أشار لقدميه : لقد ذابت قدمى يومها من كثرة السير وتفقد المتاجر .
أسند وجهه لقبضته : لكن المهم انى عرفت منزلها إنها أميرة بالفعل ..
اتسعت عينيه بحماس: اسمها أميرة وهى تعمل بالطبخ لديها مشروعا خاصا..تتبعت اخبارها حتى أعلنت تطلب عامل توصيل.
ضرب على صدره : وبالطبع قررت أن أكون هذا العامل .
قطب ابراهيم جبينه : ولم قبلتك انت بالتحديد.ما المميز بك ؟
علت ضحكة نائل : لقد حرصت على أن تضطر لذلك .فأنا ألازم أمام منزلها منذ الصباح.ههههه صرفت اثناعشر شابا أرادوا التقدم للعمل .هههههه وبالنهاية تقدمت انا فلم يكن لديها خيار آخر
ضيق ابراهيم عينيه: انت ماكر بنى ..وما العائد من كل هذا؟؟
تنهد نائل : سأحظى بقرب أميرتى ...ويوما بعد يوم سأتقرب منها ...ستكون لى يا أبى اقسم أن انال أميرتى .
#قسمة

ليست هناك تعليقات