إبحث عن موضوع

فوق مستوي النسيان🙄

فوق مستوى النسيان
القصة كاملة
جاري شخص مريب
ماعداش تقريبا أكتر من أسبوعين على إنتقالي للكومباوند هنا عشان أتأكد من كونه غريب الأطوار
هو فيلته لازقه في فيلتي تقريبا واللي عرفته إنه عايش فيها لوحده من بعد ما مراته ماتت من عشرين سنة,,
هو مابيصدرش عنه أي أذى أو أصوات لكن كل ليله بلاقيه واقف ورا ازاز بلكونته  اللي في مواجهتي وبيفضل واقف تقريبا طول الليل,, فبلمحه أثناء ما بكون أنا وبنتي ومراتي في جنينة الفيلا بنتعشى مثلا أو حتى جوا الفيلا
ببقى حاسس إنه مراقبنا
ومش حاسس بالخصوصية
حاولت أتأقلم وأظبط ستاير جوه الفيلا بس ماحلتش المشكلة بصورة كامله وبردو فضلت مشكلة الجنينة لأنه كاشفها والمشكلة الأكبر إن زينة بنتي بقت بتترعب منه على الرغم من كوني ولا مرة حاولت أحكي عن ضيقي منه قدامها
لغاية ما في يوم قررت إني أنتهز فرصة خروجه وأتكلم معاه عن وقفته الغير مبررة دي
وفعلا قابلته في الشارع وحاولت بقدر الإمكان إني أحاول أظهر له إن المقابلة دي صدفة
كان واضح أنه في الستينات من عمره
جسمه نحيل جدا وملامح وشه باردة خاصة مع نضارة النظر اللي عدساتها مدورة اللي مغطيه عينيه وكان أصلع والباقي من شعره كله أبيض 
فكانت ردوده على محاولات تجاذب أطراف الحديث من ناحيتي بارده جدا ومقتضبة وكأنه مش عايز يفتح أي مجال للكلام بينا لكن بردو صممت أسأله عن وقفته فساعتها بص لي باستغراب ممزوج بنظرة إستعلاء وتأفف وقالي_وأنت مالك
فقطعت كلامي معاه وسبته ومشيت وانا ناوي أزرع أي شجر في الجنينة بتاعتي ناحيته بحيث لما يكبر ويعلى يحجب رؤيته
لكن الغريب إن بعد كده بنتي بقت رافضه تخرج الجنينة ولما بتشوفه وهي جوا الفيلا بتجري على أوضتها
لغاية ما في يوم قررت أروح وراها عشان أسألها عن سبب خوفها منه وقبل ما أفتح باب أوضتها سمعتها بتتكلم , وكأنها بتكلم شخصين فوقفت ورا الباب أسمع هي بتقول إيه
فلقيتها بتقول_أه فعلا هو شرير أوي بس أنتوا ماقولتوليش أنتوا بتخافوا منه ليه انتوا كمان
وبعدها سكتت شويه ورجعت قالت_خلاص مش مهم, يلا نلعب استغمايه زي ما كنا بنلعب امبارح,, أنا هغمض وهعد لغاية عشرة وأنتوا تستخبوا
وساعتها فتحت الباب
كانت زينه مغميه عينيها وبتعد وكان باب الدولاب موارب
فرحت أخدتها في حضني وقلت لها_أنتي كنتي بتكلمي مين يا حبيبتي
فردت بهدوء وهي باصه ناحية باب دولابها الموارب=ماكنتش بكلم حد يا بابا
أنا عارف إن في أطفال بيحصل لهم تهيؤات ويتخيلوا وجود أطفال وهميين معاهم ويتواصلوا ويلعبوا معاهم خاصة لما الطفل يكون وحيد زي زينة كده,, لكن مش عارف كنت حاسس إن باب الدولاب الموارب مخبي حاجه وراه فروحت ناحيته وأنا مضطرب وفتحته وفضلت أفتش جواه,, لكن مالقيتش حاجة
وخرجت وقفلت باب غرفة زينة ورايا بس مامشيتش
فضلت ورا الباب أحاول أسمع هتقول أيه
فسمعت صوت خطواتها وبعد كده صوت فتح باب الدولاب وبعد كده قالت_لأ طبعا مش هينفع نلعب في البدروم بابا هيزعق
وسكتت شويه ورجعت قالت_أوكيه بكرة لما تيجو يا هبه ممكن أفكر
ساعتها كنت بدأت أحس بقلق على بنتي وفي نفس الوقت حاسس إن الأشخاص الوهميين اللي بتتكلم معاهم دول ماهم إلا هروب من خوفها من جاري
فقررت في الليلة دي إن أنا اللي أراقبه من غير ما يشوفني,, فسيبت مراتي نامت وطفيت نور الصالون اللي مواجه لبلكونته اللي واجهتها زجاجية ووقفت ورا الشيش أتابعه وهو واقف ساكن في الاضاءة الخافته في مكانه لغاية ما مر يمكن أكتر من ساعة وتجاوزنا نص الليل وقبل ما يصيبني الملل وأقوم من مكاني لقيت أغرب حاجة ممكن أتخيلها,,
لقيت نسخة تانية من جاري جات وقفت جمبه,, وكأن في نسختين من جاري بنفس الشكل واقفين قصادي
والغريب أنهم لا بصوا لبعض ولا إتكلموا مع بعض وكأن ماحدش فيهم شايف التاني وبعدها النسخة اللي جات الاخر دي رجعت تاني إختفت جوه الفيلا
ساعتها رجعت لسريري وأنا عمال أفكر,,
لو هم أخين تؤم  ليه ما اتكلموش مع بعض لما كانوا واقفين جمب بعض,, وليه مابيخرجوش مثلا مع بعض؟! أكيد دا مش أخ توئم,, أكيد دا حاجة تانية
إرتيابي ناحية جاري زاد وقلقي منه تضاعف خاصة بعد كلام زينة مع أصحابها الوهميين وبعد الموقف اللي شفته وأنا براقبه
خاصة إن في الأيام اللي بعدها بدأت تحصل حاجات غريبة في الفيلا عندي,, أثناء ما بكون أنا وأسرتي برا البيت لأي سبب
كنت لما برجع بلاقيه واقف نفس وقفته فلما أدخل جوه الفيلا
ممكن ألاقي أكل ناقص من التلاجه
بقع دم على السجاد
ريحة دخان نفاذه
أسمع بالليل صوت حركة في البدروم
مراتي طبعا كانت خايفه وعايزة تسيب البيت لكن أنا كنت بطمنها وأقولها كل البيوت الجديدة بيحصل فيها حاجات زي كدة وإن أكيد الأمور هتستقر بعد شوية وعشان أطمنها أكتر جبت أكتر من حد يقرأ في البيت ويرقية
لغاية ما في يوم كنت في شغلي ولقيت مراتي بتتصل بيا وهي منهارة وبتقول لي إنها مش لاقية زينة
فرجعت بسرعة على البيت وأنا في بالي مكان واحد بس هو البدروم
البدروم كان عبارة عن جراج كبير غير الجراج الصغير اللي جمب باب الفيلا اللي أنا بركن فيه,,
وكان في آخره تلات غرف
واحده منهم كانت شبه فاضية ودي فتحتها الأول ومالقيتش فيها حاجه والتانية كان فيها قطع غيار قديمة بتاعت عربيات زي فرد كاوتش قديمه فانوس مكسور جراكن زيت محرك فاضية ودي قلبتها حته حته وبردو مالقيتش حاجه أما التالته كان كلها كراكيب وأثاث متهالك زي كراسي على ترابيزات ودولاب قديم وشوية حاجات على نفس الشاكله وكنت عارف من يوم ما نقلت للفيلا هنا إن لمبتها محروقة,, فشغلت تصوير فيديو على الموبايل عشان أشغل الفلاش وفتحت بابها ومجرد ما فتحت الباب سمعت صوت زينة زي ما تكون بتنهج وفي نفس الوقت حاطه أيدها على بوقها عشان صوتها مايطلعش,,
فندهت وقلت بلهجة آمرة_زينة إطلعي حالا
فسمعت صوت كراكيب بتتحرك في مكان غير اللي كنت موجه ناحيته الفلاش فنقلت الفلاش ناحية صوت الحركة لقيت زينة طالعة من الدولاب وبتبص وراها وكأنها بتطمن على حد فرحت أخدتها من وسط الكراكيب وبصيت جوا الدولاب وحسيت بانقباض لما شفت صورة زينة في مراية متعلقة جوا الدولاب وليها خيالين مع إن مصدر الضوء كان واحد وهو نور الفلاش
فأخدت زينة في حضني وأنا بنتفض بس كنت حاسس إنها اللي بتطمني مش أنا اللي بطمنها,,
ومن بعد الموقف دا بدأت زينة تنطوي أكتر وتقعد بالساعات في أوضتها ولما أكون معدي من قدام أوضتها أسمعها بتتوشوش مع صاحبتها هبه وواحدة كمان,, على الرغم إننا لما كنا بنعرضها على دكتور كانت بتتكلم معاه طبيعي جدا وتنفي أي تهم بنوجهها لها عن هبه وغيرها,,
ووقتها قررنا نسيب الفيلا باشباحها بجارها المريب وكنت متخيل إني ممكن أبيعها بمنتهى السهولة خاصة إني كنت شاريها بسعر لقطة
وبعد ما كلمت السمسار اللي كان متوسطلي في شراها وكلمت أكتر من سمسار غيره إتضحلي إن انا اتدبست ولازم هخسر كتير جدا دا إذا لقيت مشتري أصلا
وعرفت إن من فترة طويلة جدا وماحدش بيعمر في الفيلا دي,, اللي بيقعد شهر واللي آخره شهرين ويكون سايبها وعارضها للبيع,, حتى لو هيهرب منها وبعد كده تتباع براحتها يعني كل سنه أو حتى سنتين كان ممكن تتسكن شهر ويمكن دا اللي كان مخلي سعرها لقطه يوم ما قررت أشتريها وعشان أنا غريب عن المنطقة ماعرفتش التفاصيل دي إلا دلوقتي,, يوم ما قررت أبيع
لكن ماستسلمتش لكلام السماسرة بالكامل لان كان عندي شك إنهم بيقولوا الكلام دا عشان يرخصوا من سعرها ولان ماليش مكان تاني أسكن فيه وكل السيولة اللي معايا حطيتها في الفيلا دي
فبدأت أدور في السجلات العقارية للكومباوند عن تسلسل ملكية الفيلا بتاعتي وفعلا لقيت كلامهم صح,, كان معدل تداولها عالي جدا بالمقارنة بكل الفيلل اللي حواليها
لكن الغريب وأنا بدور في السجلات دي أكتشفت إن الفيلا بتاعتي كان أول مالك ليها اسمه أحمد عبدالحميد منصور ودا أسم جاري اللي قارفني في عيشتي
بعدها باعها لواحد أسمه إبراهيم المنسي,, وإبراهيم المنسي دا يعتبر من أطول الناس اللي عاشوا في الفيلا,, قعد فيها أربع سنين بعد كده إنتقلت لأخوه سالم المنسي بالوراثة واللي باعها بعد ما ورثها عن أخوه ومن بعدها بدأ تواتر إنتقال الفيلا من إيد لأيد يخد منحنى غير طبيعي
فحاولت أتواصل مع سالم المنسي عشان أسأله عن أخوه وعن حياته في الفيلا كان شكلها أيه وعن وملابسات وفاته باعتباره آخر واحد عاش طبيعي في الفيلا
لكن رده عليا في التليفون كان غريب جدا بعد ما عرف إني عايز استفسر عن اخوه وعن ملابسات حياته في الفيلا فرد وقال لي
_حرام عليكوا بقا,, بطلوا بقا تفتحوا في الجراح القديمة,, الراجل مات وشبع موت وأنا القضا برئني من تهمة قتله,, وساعتها قفل الخط في وشي
ساعتها كنت حاسس إن حل اللغز هيبقى في موضوع وفاة إبراهيم المنسي وبعد شوية مراضيات في وزارة الصحة وفي السجل المدني ولكام مخبر من مخبرين الشرطة عرفت إن إبراهيم المنسي,, المالك الوحيد اللي عاش طبيعي في الفيلا مات هو وزوجته وبنتينه هبه وهاله نتيجة التسمم يوم شم النسيم بنسبة عالية من البوتولينيوم توكسين اللي كان موجود في الفسيخ اللي أكلوه,, واللي تم إتهامه في الموضوع هو أخوه سالم المنسي اللي كان عاطي الفسيخ دا هدية لأخوه إبراهيم لأنه هو اللي كان عامل الفسيخ في بيته وماكانش شاريه حتى,,وبعد تحقيقات طويلة طلع منها براءة
وطبعا بدأ يلاعب تفكيري لما عرفت أسماء بناته,, فكرة إن هبه بنته هي اللي بتتكلم مع زينه بنتي فقررت أعمل تجربه ,,
ويومها لما روحت كنت قاعد في الأنتريه وزينة قاعده على التاب مشغوله في الالعاب فقعدت أسألها كام سؤال بديهي وتلقائي وهي ترد عليا وبعد كده رحت سائلها_هاله وهبه عاملين إيه يا زينه؟؟
فردت بتلقائية وهي عينيها في التاب=كويسين يا بابا
وبمجرد ما خلصت الجملة رفعت عينيها من على التاب وبصت ناحيتي وعينيها مبرقه,, كأنها كشفت سر المفروض متكشفوش
في الوقت دا كنت حاسس إن غموض الفيلا إنكشف بالنسبة لي
حالة وفاة جماعية وأشباح اطفال والمهم إني أسيبها في اسرع وقت وماليش دعوة بجاري المريب دا لأن يمكن يكون هو كمان بيعاني من نفس اللي بعانيه عشان كده بيقف كتير قدام البلكونه يتونس بالشارع ويمكن اللي شفته جمبه دا شبح
لكن موضوع بيع الفيلا كان صعب فعلا وزينة بدأت تنطوي لدرجة شبيهه بالتوحد والحركات المريبة اللي بتحصل لما نكون برة البيت بدأت تخد منحنى أعلى
زي إني أجي ألاقي مكتوب أسمائنا بالدم على مراية الحمام
أو الاقي كراسي البيت كلها مقلوبة
أو ألاقي ضفادع في البيت
في الوقت دا قولت أنا مش هنتظر لما أبيع الفيلا أنا هأجر أي شقة في أي مكان وألحق بنتي ومراتي قبل ما يحصل لهم حاجة والفيلا تتباع براحتها
لكن اللي ماعملتش حسابه إني حتى بعد ما نقلت,,
زينه مارجعتش طبيعية بل حالتها بقت أسوء وبدأت تتخانق مع الأوهام أو الأشباح اللي بتشوفها بصوت عالي لما تكون لوحدها ولما تكون معانا بتكون منطوية إنطواء كامل
وغلبت لف على الدكاتره ومفيش فايده
لغاية ما في ليلة وأنا سرحان في الفترة اللي عيشتها في الفيلا وفي بنتي وفي حالها,, نط سؤال لذهني
...هو ليه الأفعال الغريبة ما كانتش بتحصل إلا في وقت وجودنا خارج البيت؟؟ على الرغم من أن الخيالات اللي بتكلم زينة بتكلمها عادي وإحنا موجودين,, هو مش ممكن تكون الأفعال الغريبة اللي بتحصل بعيدا عن اللي بتشوفه زينة افعال بشرية؟؟
وساعتها قررت إني أرجع الفيلا اللي كانت لسه ماتباعتش وأقنعت مراتي بعد معاناة بالفكرة
وبالفعل رجعنا وكانت كل حاجه زي ماهي ,, جار مريب,, افعال غريبه,, لكن بعد رجوعنا بكام يوم ركبت كاميرات مراقبة وايرليس صغيرة جدا في أركان الفيلا من غير ما أعمل ضجيج وأجيب مهندس تركيب ولا اي حاجه,, كان الموضوع سر بيني أنا ومراتي وبنتي,, وحصل أغرب حاجة كنت أتخيلها لما خرجنا من البيت لوقت طويل ورجعنا تاني
لقيت كل الكاميرات متشاله من مكانها ومختفية,, حتى اللاب اللي المفروض بتنقل بثها ليه متشال فدخلت السايت الخاص بالكاميرات دي وفتحت التسجيلات اللي كانت متسجله لغاية اللحظة اللي إتشالت فيها الكاميرات,,
ماكنش ظاهر فيها أي حد
كنت هتجنن وأنا مش لاقي غير تفسير من أتنين
الأول أنه عفريت بجد
التاني أنه شخص عارف بالظبط الكاميرات محطوطه فين وبالتالي مجال رؤية كل واحدة فيهم فبيقدر أنه يمشي في النقطة العامية لكل كاميرا لغاية ما يشيلها وماحدش يعرف إني ركبت كاميرات غير أنا ومراتي وبنتي,, ودا بيرجعنا بردو لفرضية إن في قوى غير طبيعية في الموضوع لكن مع شوايب فكرة إن الأفعال دي بشرية جوا راسي أخدت الفيديوهات ورحت لواحد متخصص,, بس متخصص شمال
كانت شقته في حي شعبي وصلت هناك واتصلت بيه ففضل يوصف لي مكان البيت في التليفون لغاية ما وصلتله,, كان بيت قديم على الطوب الأحمر فقال لي_أدخل على الدور الأرضي فدخلت,, مالقيتش إلا سلم فقال لي_إدخل بقا على الشقة اللي بابها تحت بير السلم فلقيت فعلا باب شقة تحت بير السلم بس كان عليه قفل من بره فقلت له=الباب عليه قفل من بره
فقاللي_شده بايدك هيتفتح معاك
ودخلت جوا لكهف أقرب منه لشقه وتقريبا مابيدخلش هنا النور,, فلقيته قاعد في الصالة على كنبة أسطنبولي وفوقة مروحة سقف بتزيق أثناء دورانها وماسك سيجارة وعلى رجله لاب توب فشاور لي على الفلاشه من غير ما ينطق فقعدت جمبه وناولتهاله
فحطها على اللاب بتاعه ومجرد ما فتح الفيديوهات قال لي_دا حد عارف بالظبط الكاميرات دي محطوطة فين
فابتسمت=أمال أنا جايلك ليه
_في الحالة دي مالهاش سوى حل من أتنين,, إما حد من اللي كانوا معاك وأنت بتركبها
=دا مستحيل لأنهم مراتي وبنتي
_يبقى مفيش الا الحل التاني
=اللي هو؟؟؟
ساعتها نفخ دخان سيجارته لفوق _إن في حد مراقب بيتك بكاميرات من نفس النوعية دي,, ومخفيه في البيت عندك وشافك وأنت بتركب كاميراتك
ساعتها برقت عينيا وأنا بدأت فعلا أنهار
فلقيته قال وهو بيبتسم_ما تقلقش هعرفهولك
وساعتها دخلنا جوا لجهاز تاني في غرفة لا تقل كآبة عن باقي الشقة,, باقي الشقة اللي هو الصالة والحمام تقريبا
بس المروحة اللي كانت في الغرفة دي كانت مروحة استاند مش مروحة سقف وجمبها سريره
فحط الفلاشة وبدأ يكبر حجم الفيديو
_بص يا بيه,, الفيلا دي حلاوتها إن فيها بروايز ونيشات وإزاز متنطور هنا وهنا,, المبتدأ من دول بيتجنب المرايات وخلاص وفاكر إن إحنا ممكن نشوفه في المرايه وبس
إنما مع تقنيات التكبير وتحسين الجودة ممكن من انعكاسه في إزاز نيش أو برواز نجيبه من قفاه
وفعلا بدأ يكبر في الفيديو من عند برواز كان في الصالة ويحسن في الجودة لغاية ما ظهرت صورة
كانت صورة جاري المريب وكان واضح إنه داخل من الباب اللي نازل للبدروم
ساعتها قلت له=كفاية,, كده شكرا أوي
كان حسابه تقيل شوية لكن ماكنتش دي مشكلتي
كانت مشكلتي هعمل إيه مع أحمد عبدالحميد منصور
روحت البيت وأنا مقرر أقلب البدروم حته حته عشان أشوف بيدخل منين,, 
ومجرد ما وصلت للبيت رحت ناحية البدروم وأنا ماشي طبيعي عشان بقا عندي يقين إنه مراقبني فمش عايزه يحس إني عرفت حاجه أو إني هفتش البدروم
كنت متوقع إن كاميراته هتبقى في البيت بس باعتبار إن البدروم مابندخلوش أصلا أو على الأقل تمنيت ده
فقعدت أفتش في باب الجراج الكبير اللي في البدروم اللي مفتوح على الجنينة يمكن يكون ليه طريقة معينة بيتفتح بيها خاصة إني مغير كل الكوالين من ساعة ما استلمت الفيلا,, بعدها رحت للشبابيك  بتاعت الجراج وأتاكدت إن الحديد اللي عليها سليم,, بعدها ماكانش فاضل إلا التلات غرف فبدأت أتمم على شبابيكهم لغاية ما وصلت للغرفة اللي كانت مستخبية فيها زينة,, كنا بالنهار فكان في إضاءة فقعدت أقلب في حديد شباكها لقيته قوي ومافيهوش مشكلة فقعدت أقلب في الأثاث اللي فيها كأني بدور على حاجة ضايعه مني من التوهة اللي أنا فيها,, ماكانش فاضل الا الدولاب ففتحته
وفضلت شارد فيه لثواني,, لكن وانا بقفله لمحت أرضيته الخشبية مفارقة بكام سنتي فروحت مديت أيدي في الفرق باعتبار أنه دولاب قديم وممكن يكون فيه كسور فلقيت الارضية الخشبية اللي مزنوقة في الدولاب بتتحرك فشيلتها عشان أفتح عينيا من الصدمة الجديدة
كان في نفق نازل لتحت وسلم
فنزلت على السلم عشان أوصل لشبكة الصرف بتاعت الكومباوند ده,,
شبكة الصرف بتاعت الكومباوند كانت معمولة بنفس النظام الاوروبي ممرات إرتفاعها ممكن يوصل لمتر أو أكتر,, مع عرض خمسين سنتي تقريبا,, كانت المعلومة دي عارفها لما السمسار كان بيرغبني في الفيلا عشان كان بيقول إنها للصرف الصحي ولو لا قدر الله حصل سيول فهتكون مصافي للسيول,,
كانت الريحة تحت صعبه وماشي في مياة مجاري بس كنت عارف طريقي
كنت متوجه ناحية بيت جاري المريب اللي لقيت تحت بيته بردو سلم وساعتها رجعت وحطيت خشبة الدولاب مكانها
ساعتها عرفت مين المسئول عن هروب كل الناس اللي عاشت في الفيلا,, بس ماكانش كفاية,, وفاة إبراهيم المنسي دا ماكانتش طبيعية,, وأشباح بناته اللي بتطارد بنتي دي دليل على وجود شيء لسه خفي بشأن وفاته,, خاصة مع النفق اللي بيتسلل منه جاري
فبدأت أسأل عن جاري وعن إبراهيم المنسي وهل كان في أي علاقة بينهم,,
فكان تقريبا ماحدش عنده أي معلومة بخصوص إبراهيم المنسي دا أو ماحدش فاكر عنه حاجة باعتبار إنه مات من زمان,,
فبدأت أدور على البوابين الكبار في السن اللي في الشارع ده لغاية ما دلني شاب شغال كاشير في الهايبر على عم يسري
أقدم بواب في الكومباوند كله ويعتبر مخزن الاسرار وخاصة إني مابسألش عن سر حربي
أنا بسأل كان في بينهم مشاكل خناقات محاكم خاصة إن أحمد عبدالحميد منصور كان البايع وإبراهيم المنسي كان المشتري
فوصلت لعم يسري وقعدنا قدام الفيلا اللي كان بيحرسها,, كانت فيلا من الليفل الاول أعلى من فيلتي بمراحل.. بس كان راجل طيب
وأنا كنت بسأله بتلقائيه وهو بيرد ببساطة   
فعرفت إن جاري دا كان من أصحاب الأسهم في الشركة المساهمة اللي أسست الكومباوند,, وأنه من أوائل الناس اللي سكنت هنا من اكتر من عشرين سنة وكان واخد الفيلتين اللي هي فيلته وفيلتي,,
لكن مع أزمه مالية مر بيها قرر يبيع الفيلا اللي معايا حاليا والاسهم فباع الفيلا لابراهيم المنسي اللي كان راجل زي مابيقول عم يسري مبسوط جامد بس أبن بلد يعني ماكانش هاي ستايل
فكان بينه وبين جاري مشاكل جيرة,, زي مثلا عيال ابراهيم تحدف حاجة عند جاري المريب ده أو ابراهيم يقف في بلكونته يشرب سيجارة,, أو مرات أبراهيم تنشر غيارات داخلية في البلكونة 
لغاية ما مرات جاري المريب أتوفت نتيجة أزمة قلبية,, وأتهم جاري إبراهيم المنسي أنه هو السبب في وفاتها
لكن طبعا كان إتهام باطل مالوش أي أساس
وبعدها بسنة تقريبا ماتت أسرة إبراهيم المنسي بالتسمم اللي أتهموا فيه أخوه
ساعتها قلت أنا هقف لغاية هنا وأبلغ الشرطة بكل اللي وصلت له مدعوم بتسجيل الفيديو المعالج وبفيديو صورته أنا للنفق والسلمين ودي قضية لوحدها يروح فيها في داهية وتواصل هي تحقيقاتها وتحرياتها,, يمكن يوصلوا لادله تربط وفاة ابراهيم المنسي بجاري وأبقى أضيف في شهادتي كل اللي عرفته
وفعلا جات الشرطة وهجمت على بيت جاري بعد ما أتأكدوا من صحة كلامي
وأثناء ما كان خارج معاهم في الكلابشات كان بيصرخ وبيقول_سيبوني,, كلهم رعاع,, عايزين يقتلوني زي ما قتلوا مراتي
والغريب إنهم حرزوا في بيته اللاب توب بتاعه اللي لقوا فيه تسجيلات فيديو لكل اللي عمله لكل الناس اللي كانت بتسكن في الفيلا لغاية تسجيل الفيديو اللي كان دخل فيه على إبراهيم المنسي هو وولاده وهم ميتين,, وطلع فعلا كان مراقب الفيلا بكاميرات مدفونة من قبل ما يبيعها أول مرة وماكانش بلغ المشتري بيها
ولقوا بردوا تسجيل فيديو وهو بيحقن الفسيخ في الليلة اللي قبل شم النسيم بالبوتولينيوم, تقريبا كانت خطته محبوكة وكأن الشيطان هو اللي موسوس له بيها لإن الفسيخ هو أفضل ما يمكن حقنه بالمادة دي عشان هي ممكن تتكون فيه طبيعي بنسب عالية ومع كون ابراهيم المنسي راجل ابن بلد فاكيد مش هيفوت المناسبة بتاعت شم النسيم من غير الفسيخ
وكمان حرزوا خريطة لممرات الصرف الصحي بتاع الكومباوند كله اللي من خلالها حفر من البدروم بتاعه لغاية ما وصلها وحفر تاني لغاية ما وصل للفيلا بتاعت ابراهيم
أما أغرب حاجه حرزوها كانت تمثال من الشمع معمول بنفس حجم جاري وشكله,, ودا اللي كان بيحطه طول الليل قصاد جيرانه
بعد التحقيقات وتحويله لمستشفى العباسية إكتشفوا إنه كان مريض بالبارانويا بشكل حاد من قبل وفاة زوجتة ومعتقد إن كل اللي حواليه متربصين بيه وعايزين يقتلوه وبعد وفاة مراته اللي عقله المريض خيل له إن إبراهيم هو اللي قتلها اتطور الأمر معاه عشان يوصل للاضطراب البارانويي وقرر يقتل إبراهيم المنسي واسرته انتقاما لزوجته وخوفا من إنهم يقتلوه هو كمان
أما ما بعد إبراهيم المنسي فبدأ دايما يضطهد أي سكان جدد في الفيلا المجاورة ليه من خلال تمثال الشمع والافعال الغريبة اللي كان بيعملها في الفيلا وقت عدم وجودهم فيها عشان يهربوا منها لان عقله المريض بيهيئله انهم متربصين بيه وعايزين يقتلوه
لغاية ما وصلت أنا
وحاليا زينة بأمان ورجعت طبيعية,, هي فضلت زعلانه شويه على فراق هبه وهاله اللي اختفوا بعد معرفة الجاني لكن بعد كده بقت تمام
تمت 
بقلم/عبدالفتاح عبدالعزيز

ليست هناك تعليقات