إبحث عن موضوع

قصة جديده👻

التجربة الأصعب في حياتي بدأت بإعلان ممول على الفيس بوك, كان بيحكي عن بيت رعب في مول في القاهرة معمول بتقنية الفايف دي بتشوف فيه بعض المواقف المرعبة وأنت بتتنقل بين عشر غرف عاملين زي متاهة وفي مجموعة ألغاز لازم تحلها عشان توصل لنهاية المتاهة,,
كل مرحلة فيها لغز عشان توصل للمرحلة اللي بعدها وإلا تفضل في المرحلة المرعبة اللي أنت فيها لآخر الجولة ..

عجبتني الفكرة وقررت أروح وأنا مش مدرك أن البيت ده بكل ما فيه هيكون مجرد خطوه أو مرحلة للي هيحصل بعده..

المهم أني وصلت المول وقطعت التيكيت وقبل ما أبدأ التجربة وأدخل أول غرفه علقولي جهاز في دراعي بيبعتلهم اشارات عن حالة القلب عشان يحصل تراجع بسرعه في حالة دخولي مرحلة الخطر وبعدها دخلت أول غرفة,,
كانت ضلمه كحل وعدى عشر ثواني بسمع صوت صرخات جايه من بعيد, زي ما تكون بتخترق الجدران, وفجأة الغرفة نورت بضوء أحمر باهت وأول حاجة عينيا جات عليها كانت مومياء نايمة على الأرض في جانب الغرفة الشمال جسمها كله ملفوف بالكتان ومش باين غير عينيها المفتوحين وسنانها,, لكن السنان كانت ضخمة, بمعنى إن السنة كانت في حجم عقلة الصوباع وأرضية الغرفة زي ما تكون تراب وسقفها اللي كان فوق راسي على طول وجدرانها كانوا من الخشب زي ماتكون قبر خاصة إن عرضها كان مترين تقريبا وطولها زيهم,, ولقيت بابين قصادي في مواجهة الباب اللي أنا دخلت منه وبين البابين لوحة إلكترونية فيها زرار أحمر من فوق,, فرحت ضغطت عليه فظهر فيديو لحد ملثم في وسط غابة متشابكة راكع على الأرض وبيجز رقبة واحدة نايمه قدامه ودمها بيندفع بيغرق لثامه وعينيه,,
لغاية ما فصل راسها عن جسمها ورفعها من شعرها وهي عينيها مبرقة ,, بعدها الفيديو أختفى وظهر عداد ب 30 ثانية وظهر تحته اللغز اللي من خلاله هختار الباب اللي هدخل منه,, ساعتها بدأت الموميا تئن بصوت كله حشرجه,,
فقرأت اللغز ,, كان بيقول... اتبع الدقات المنتظمة اللي
ما تتوقف إلا في المكان الضيق المظلم,,

قعدت أفكر بسرعة لغاية ما عدى عشر ثواني وساعتها كانت المومياء بدأت تنتفض,, كان كل تفكيري منصب على المكان الضيق المظلم, لغاية ما عدى عشر ثواني كمان, ساعة ما المومياء قامت وقفت وبدأت تتحرك ناحيتي,,
ساعتها كان التفسير الوحيد اللي وصلت له,, إن المكان الضيق المظلم هو القبر والدقات اللي بتقف في القبر هي دقات القلب, فلو تبعت دقات القلب يبقى...
ففتحت الباب اللي على شمالي ودخلت الغرفة التانية ومجرد ما دخلتها الباب قفل ورايا كانت إضائتها ساطعة جدا لدرجة أني قفلت عينيا من شدة الضوء ومجرد ما فتحت عينيا بعدها بشوية لقيت خفاش بيدور في الغرفة اللي كانت أوسع شوية من الغرفة الأولى, ماكنتش عارف الخفاش دا مؤثرات بصرية ولا حقيقي لكن كان بيدور بصورة منتظمة وجسمه صغير لكن جناحاته كبيره,, والغرفة أرضيتها وسقفها وجدرانها حجارة زي ما أكون جوه كهف ولقيت المرة دي تلات أبواب ونفس اللوحة بالزرار الاحمر فضغطت عليه لقيت نفسي في اللوحة,, كأن في كاميرا مخفية في الأوضة اللي أنا فيها وبتعرض التصوير بتاعها على الشاشة اللي قدامي,, لكن التصوير كان متأخر حوالي عشر ثواني ومشوش ومهزوز,, يعني الحركة اللي بعملها بتظهر قدامي على الشاشة بعد عشر ثواني,, كان واضح عليا الهلع في الفيديو المعروض في الشاشة أكتر ما اللي أنا كنت متخيلة عن نفسي أو حاسه جوايا,, عينيا مبرقة إلى حد ما وبلتفت بقلق كل شوية, إلتفاتات لا إدراكية, وموطي راسي طول الوقت خوفا من الخفاش اللي فوق راسي بعدها الفيديو بتاعي اختفى وظهر قدامي فيديو تاني لشاب كان تقريبا في نفس الغرفة دي,, وهو منزوي في ركن الغرفة وعمال يصرخ والخفاش بيرفرف وبيضرب راسه بجناحاته وبيخربش وشه بحوافره لغاية ما الدم بدأ يسيل من عينيه,,بعدها أنفتحله التلات أبواب ودخل من كل باب شخص وفضلوا يضربوا بايديهم ناحية الخفاش لغاية ما بعد الخفاش عن الشاب ده,, وشالوه طلعوا بيه بره,, وساعتها الفيديو أختفى وظهر عداد بتلاتين ثانية وماظهرش لغز,,

كنت مستغرب ازاي مفيش لغز وازاي هختار الباب اللي هدخل منه في الوقت اللي بدأت حركة الخفاش تبقى غير منتظمة وبيقرب مني جدا أثناء طيرانه ويرجع يبعد تاني,, ساعتها اخترت باب من التلات أبواب بناءا على الفيديو اللي ظهر فيه التلات أفراد,, لأن ساعة ما دخلوا الغرفة مافتحوش التلات أبواب في وقت واحد, تقريبا في بابين اتفتحوا مع بعض وبعدها بثانيتين أتفتح التالت,, وعشان كده فتحت الباب التالت اللي كان على اليمين, وتقريبا كان إختياري صحيح,, لأني أول ما دخلت إنقفل الباب ورايا ولقيت غرفة واسعة جدا وكأني في بيت مهجور,,
فيه سفرة مكسور منها رجلين ومايله ناحيتهم وكراسي مرمية حواليها وتليفزيون عتيق فوق كوميدينو من غير أدراج والتليفزيون شغال على شاشة سودة وفوقه لمبة صفره منورة الغرفه والشبابيك متغطية بستاير سوده فمتعرفش بره ليل ولا نهار,, وفي وسط الهرجله دي لقيت زومبي موطي على رقبة طفل صغير ورا السفرة وبيشرب من دمه,,
لما عيني جات عليه إلتفت ناحيتي, كانت عينية واسعة وبؤبؤها ضيق زي ما يكون نقطه سودة وسط بياض عينيه وأقرع مافيش شعر في جسمه نهائي وبشرته مايله للصفار وضهره محني, بص ناحيتي وبعدها رجع لجثته, بصيت ناحية التلات أبواب اللي أكيد فيهم طريقي ومشيت ناحيتهم لما الزومبي ساب الطفل وكان جاي ناحيتي زاحف على أيديه ورجليه وضهره مقوس,, ماكنش في لوحة ولا لغز فقررت بتلقائية إني أجرب أفتح أي باب وبدأت بالباب اللي في الوسط ما اتفتحش معايا فحاولت افتح اللي ع الشمال ما اتفتحش بردو, ففتحت اليمين ساعة ما كان الزومبي مسك رجلي الشمال بأيديه ساعتها اتفتح الباب معايا فضربت راسه برجلي اليمين ونفضت رجلي الشمال من أيديه وجريت علي الباب بسرعة عشان الاقي غرفه فيها أتنين شباب واقفين بيسقفوا لي وواحد منهم قال لي:
- أنت كده خضت التجربة الأولى بنجاح..
إحنا عندنا تلات تجارب كل واحده عشر غرف..
كلهم نفس الدرجة اللي أنت شفتها دي من الكفاءة لو حابب تجرب دلوقتي احنا تحت أمرك بس طبعا بتيكيت جديد..

وابتسم ابتسامه صفره وبعدها كمل كلامه...ولو مش حابب دلوقتي ممكن تزورنا في أي وقت..

فابتسمت وقلت له_فعلا التجربة عجبتني وباذن الله هرجع تاني..

وأنا في الحقيقة كشخص مدمن رعب التجربه ماكيفتنيش بالدرجة اللي كنت اتمناها ماخفتش الحقيقه ومش ناوي ارجع تاني بس قلت كده على سبيل المجاملة وساعتها سيبتهم وخرجت للمول,, كنت محتاج أشرب أي حاجه فقعدت على كافيه في المول وطلبت قهوة وطلعت سجايري الميريت وولعت سيجارة لما القهوة جات,, لكن الغريب أني كنت حاسس أن في شخص متتبعني من ساعة ما خرجت من بيت الرعب ده, مادخلش الكافيه وفضل واقف بره وعامل نفسه بيتكلم في التليفون,, أنا من النوع اللي عنده فوبيا من أن حد يراقبني أو يتتبعني او حتى يركز معايا من بعيد وهو مايعرفنيش فخلصت قهوتي وخرجت من المول كله لما ببص ورايا لقيته بردو فرحت واقف وقلت له وأنا مكشر...خير,, في حاجة؟؟

فابتسم وقال_اه في..

وساعتها حسيت بحاجه نزلت على دماغي من ورا والدنيا اسودت في عينيا..

-------------------

فوقت لقيت نفسي في بهو قصر فاخر وقبل ما أتأمل ملامح القصر لقيت حد بيقول_على فكرة إنت مش مخطوف..

فالتفتت على شمالي, كان راجل في أواخر الخمسينات قاعد علي كرسي صالون وماسك سيجاره فاتعدلت من رقدتي على كنبة الصالون وعقدت حواجبي وانا بقول=أمال جايبيني تفسحوني مثلا ولا إيه..

فاتعدل في قعدته وبص في عينيا وقال_أنت مابتخافش, يعني لو قلنا أن معدل الخوف عند البشر ممكن يتقاس بمقياس من واحد لعشرة حسب شدة الخوف في المواقف المرعبة فانت ممكن يكون معدل استفزاز خوفك واحد من عشره او اقل,,
وساعتها شاور على لاب توب كان على ترابيزه قدامي وقال لي_افتح الفيديو اللي قدامك

=أنا لا هفتح فيديو ولا همسك لابات, أنا عايز أعرف انا هنا بعمل إيه..

_الفيديو اللي على اللاب هو الفيديو الأصلي بتاعك لما كنت في الغرفة التانية بتاعت بيت الرعب,,
على فكرة,, من أكتر الحاجات اللي ممكن تضاعف رعبك هو إنك تشوف نفسك وأنت خايف عشان يبقى شعور الخوف الطبيعي نابع من جواك إلى جانب شعور رعب تاني داخلك من خلال عينيك اللي أنت شايف بيها نفسك وأنت مرعوب, يعني رعب مزدوج..ودا اللي هما بيحاولوا يعملوه في بيت الرعب..
حالات كتير من اللي دخلت الغرفة التانية دي قطعوا التجربة بتاعتهم وطلعوهم,, وحالات كتير عدت وكملت مع معدلات نبضات قلب عالية جدا,,
معظم الناس كان الفيديو بيعرض منظرهم العادي من غير ما الديزاينرز يلعبوا فيه لأنهم كانوا بيبقوا مرعوبين طبيعي,,
اما انت فالفيديو بتاعك كان ملعوب فيه عشان تشوف نفسك مرعوب لانك في الحقيقة كنت عادي جدا..

ساعتها الفضول خلاني إني اشوف الفيديو ففتحت اللاب وضغطت على الفيديو الاصلي,, الصورة ماكنتش مهزوزة
ولا مشوشة زي اللي شفتها في شاشة الغرفة التانية,,
وفعلا كان واضح عليا اللامبالاة,, ويمكن لو في حاجة فعلا هزت خوفي وانا في بيت الرعب كانت فكرة أني اشوف نفسي وأنا مرعوب دي ..

فابتسمت بلامبالاة=فعلا انا كنت حاسس أن في حاجة غلط,, لكن المطلوب دلوقتي إيه,, هتشغلوني معاكم في الرعب مثلا وتجربوا عليا الالعاب..

ساعتها ابتسم ابتسامه باهته وكأنها ابتسامة مصحوبة بغصة وقال_أنا ماليش دعوة ببيت الرعب,, كل ما في الأمر إن صاحب بيت الرعب دا صديقي وكان بيعملي خدمة,,

=وهي أنه يبلغك بالناس اللي بتتجاوز الاختبار بنجاح..

_مش نجاح وخلاص, احنا كنا بنبحث عن حالة نادرة وسبحان الله وقعنا فيها بسرعة..

=بردو مافهمتش المطلوب إيه..

_أنا إبني مختفي من شهر تقريبا,, هو كان طايش شوية,, وكل شاب فيكم وليه طيشه,, كان زي ما بتقولوا كده مغامر,, بس كان مغامر فيما يخص الماورائيات وخاصة الجن والاشباح,, كان بيصور فيديوهات في القصور والبيوت المهجورة,, أو في الصحرا والجبال والكهوف أو حتى في ممرات البحيرات الكثيفة,,
ومن شهر تقريبا أبني طلع رحلة سفاري في سينا لكن بعدها اختفى ولما سألنا القايمين على الرحلة باستخدام سياسة العصاية والجزرة وبسؤال صحابه المقربين إتأكدنا أنه أختفى في كهف أو مغارة في وسط سلسلة جبال في قلب سينا,, بدو المنطقة اللي هناك بيسموه جبل الجن,,
الكهف دا ماحدش عارف طوله قد إيه لأن ماحدش قدر يكمل فيه,, البدو نفسهم قدمت لهم كل المغريات عشان يوافقوا يدخلوا يدوروا على إبني ورفضوا وقالوا إن ياما ناس دخلته ومارجعتش , جبت فرقتين حراسات خاصة مع بعض ودخلت معاهم وقبل مرور نص ساعة كنا طالعين,,
الكهف من جوه فعلا عامل زي متاهة أنفاق وفيه منحدرات وفجوات وحفر وممرات وأخاديد ولو كملت فيه احتمال كبير جدا ماترجعش وكل الوسائل الالكترونية مش شغاله جواه,,, دا غير الأمور والاصوات الغير طبيعية اللي بتحصل جوه,, وطبعا الشرطة عمرها ما هتقدر توصل أكتر من اللي
وصلتله فرق الحراسات الخاصة فمافكرتش أفتح على نفسي سين وجيم ..
وطول الفترة اللي فاتت دي وأنا مقيم هناك في المنطقة اللي جمب الجبل مع تجمع بدوي,, لغاية ما في يوم وصل للتجمع دا شيخ كبير من كباراتهم وبيقولوا عليه أنه له بركات فحكوا له حكايتي فطلب يقعد معايا وقال لي كلام أنا مش مقتنع بيه بس أهو الغريق بيتعلق بقشايه,, قال لي إن الكهف دا ليه عمّاره من الجن,, وسكان كهوف سيناء غير أي عمّار أو جن تاني,, وقال لي لو عايز إبنك يرجع فاللي هيقدر يجيبه واحد يدخل لجوف جوف الجبل من غير ما يفكر في طريق الرجوع زي ابنك ما عمل,, واللي هيدخل دا يكون لوحده ويكون يقدر يتحمل حضرتهم من غير ما يتهز ولا يجزع, لأن غير كده
يا اما بيموت وينشف الدم في عروقة,,,  يا أما هم ما بيظهروش وهو يتوه ومايرجعش,, فلو قدر يتواصل معاهم هم اللي هيدلوه على ابنك وعلى طريق الرجوع..
ومن وقتها كنت بدخل لوحدي كل يوم تقريبا وأحاول أنده عليهم أو أنده على ابني لكن ماكنش في جديد فاقتنعت أنهم فعلا مش هيظهروا لي وإني لازم أدور على حد يكون فيه المواصفات اللي قال لي عليها الشيخ كأمل أخير وبدأت أبحث باكتر من طريقة لغاية ما وصلت لك ..

ساعتها كان الأب خلّص سيجارته وحكايته وسكت وهو في عينيه نظرة رجاء,,
فسألته_طيب معلش أنا آسف في السؤال ده,,
لكن أنت بتقول انه غايب من شهر في جوف الجبل فأيه ضمنك أنه لسه عايش؟؟

فسمعت صوت واحدة ست جاي من ورايا= عايش,, قلب الأم بيحس يا ابني,, وانا قلبي بيقول لي أنه لسه عايش..

وجات قعدت جمبي وبتتكلم باسلوب كأنها بتستجدي مني
= لو في ايديك الحل يابني روح وانجده وأنا ممكن اقدملك روحي نفسها لو تحب,, بس تنجده, ومش معنى كده أنك تروح تهلك روحك, لو في ايديك الحل روح ولو مش في ايدك بلاش وابني ليه ربنا هو اللي هيرجعهولي إنما الباقي دا كله اسباب  ..

وساعتها الاب قطع كلامها وقال_وحتى لو مش عايش,,
أنا عايز جثته عشان ادفنه..

وساعتها الأم صرخت فيه= ماتقولهاش على لسانك,, أنا ابني عايش وأنا واثقة..

أما أنا وسط خناقتهم دي كان جوايا كام إحساس متناقضين منهم الشفقة على الأبوين دول اللي ملهوفين على ابنهم اللي مش عارفين هو مات جوه ولا لسه عايش وبردو الشفقة على ابنهم نفسه لو كان لسه موجود ..
والاحساس التاني هو الفضول حوالين ممكن واحد بالثراء دا ممكن يدفعلي كام لو قدرت أوصل لابنه أو حتى لجثته,, والحاجة التالته هي الفضول والترقب وبعض الخوف من تجربة كنت اتمنى أخوضها على حسابي من زمان فلو كان ابنه مغامر فانا مجنون مغامرة ورعب أكتر منه,,
لكن بردو ماكنتش أحب أول مغامرة بالشكل دا تكون ورا واحد مختفي,, لكن لو كل الحكاية جمدان قلب وعدم جزع واني اتكلم معاهم في جوف الجبل فيا أهلا بالمعارك..

شوية أحاسيس متناقضة قطعهم صوت الأب وهو بيقول_ بص يابني لو وافقت فقبل ما تدخل الكهف هتخد ربع مليون جنيه ولو طلعت بابني هديك قدهم تلات مرات
سواء بيه أو بجثته ولو ما طلعتش أنت خالص فلوسك هتروح في المكان اللي تحدده..

فابتسمت وقلت له= ماتقولش حاجتين لو سمحت,,
الاولى كلمة جثته لان فعلا قلب الام بيحس,,
والتانية أن أنا مش هطلع دي,, لاني بعون الله هطلع حتى لو هخرم الجبل بدراعاتي ..

يتبع ...الجزء الثاني و الاخير...
بعد ما خلصنا كلامنا عربية طلعت وصلتني من الفيلا دي لغاية باب شقتي ومعايا المبلغ اللي أخدته مقدم,,
وعلى وعد إنه هيعدي عليا من الفجر عشان نسافر,,
وأول ما قفلت باب شقتي بدأت أفكر ...
أنا ليه وافقت بسرعة كده؟؟
صحيح أنا طول عمري بيقولوا عليا إن قلبي زي الحديد,, وإني مابتهزش لا من حد ولا من حاجة, بس هل ممكن أرمي نفسي في طريق ممكن يؤدي للموت كده عادي ..

كنت بفكر وأنا بقلع قميصي قدام مراية التسريحة وببص لنفسي في المراية,, أو تحديدا ببص على بقايا الحروق اللي في رقبتي وكتفي وجنبي الشمال,,
طول عمري ببصلها بشرف وعمري ماندمت عليها,, على الرغم من أني طول عمري كان نفسي تختفي وأبقى طبيعي,, وبحمد ربنا أنها مش في وشي واللي ظاهر منها في رقبتي بسيط..
و رجعت بذاكرتي لوقت ما كنت لسه عيل عنده 13 سنة 
لما كان في حريقة في الدور التالت في العمارة اللي أنا وأهلي كنا ساكنين فيها,, شقتين قصاد بعض بيولعوا,,
وألسنة اللهب طالعة من الشبابيك والابواب,,
وكله بيجري ويهرب للشارع خوفا من انتشار النار ومن خنقة الدخان,, ساعتها خرجت أنا وأهلي للشارع اللي كان فيه جارتنا صاحبة شقة من الاتنين وهي بتصرخ وتقول ولاااادي جوه,, والناس ماسكاها وهي بتحاول تفلت منهم عشان تدخل تجيب ولادها,, ماكنتش عارف هي كانت بره أصلا ورجعت وقت الحريقة ولا هي هربت ساعة الحريقة ومن هول الفاجعة نسيت ولادها, لكن اللي اتاكدت منه ساعتها إن ولادها الاتنين التؤم جوه,, وفعلا ناس طلعت لغاية باب الشقة وماقدرتش تدخل ونزلت تاني,,
والنار كانت بتعلى وبتزيد وماحدش شايف حد والمطافي إتأخرت,, ساعتها بدون تفكير إتسحبت من وسط الناس على شقتنا اللي في الدور الاول ورحت جبت شكارة خيش بعد ما غرقتها ماية وخرمت فيها خرم قصاد عين واحده وربطت فانله داخليه زي كمامة على مناخيري وطلعت جري على فوق وعند باب الشقة لبست الشكارة وعديت من وسط النار اللي كانت سادة الباب عشان الاقي العيلين مغمى عليهم في أوضتهم وخدت واحد معايا تحت الشكارة لغاية ما طلعنا من الباب ونزلته للدور التاني استلمه واحد من الشباب ورجعت عشان أجيب أخوه وساعتها وانا بلبس الشكارة على الباب لقيت إن النار نشفّت المية اللي على الخيش والمفروض أنزل أغرقها من جديد لكن ساعتها ماكنتش هلحق الواد التاني وكانت النار أكيد هتطوله فلبست الشكارة ببللها الخفيف اللي فاضل فيها ودخلت من الباب بسرعه وخدت الواد وطلعت بيه لغاية ما سلّمته للشباب وأنا مش حاسس بأن الخيش كان ساح من عند جنبي الشمال وحرقني كل الحروق دي  
يمكن زي ما بيقولوا أنا ماعرفش الخوف ولا عمري كنت بخاف حتى روايات وحكايات الرعب كنت دايما بسمعها أو أقرأها زي ما أكون بسمع تراجيدي
لكن لما أنقذت الاطفال دا كان موقف انساني وليد التفاعل اللحظي,, أما اللي أنا فيه دا فحاجة بأيدي أعملها أو ماعملهاش وماحدش يقدر يجبرني..
بس يمكن اللي دافعني المبلغ اللي عمري ما هقدر ألم ربعه
لو دخلت وطلعت,, خاصة مع كوني عاطل بلا شغل بقالي فترة وبصرف من معاش أبويا الله يرحمه,, ويمكن اللي دافعني روح المغامرة وإني مش حاسس بخوف وبقول دايما ما عفريت الا بني آدم ومش مقتنع أصلا بفكرة إن في جن جوه زي ما بيقولوا,, وحاسس بردو إني هطلع لو حسيت إني ممكن أضيع وساعتها هشوف هرجعله كام من المبلغ واخد كام خاصة أنه واضح عليه أنه مايفرقش معاه اي فلوس,,
أفكار كتير بتروح وتيجي لغاية الفجر لما عدت عليا العربية وسافرنا,,

لما وصلنا عند باب الكهف أو المغارة كنا العصر تقريبا,,
كان جبل ضخم فعلا أو هي سلسلة جبال بالمعنى الحرفي للكلمة,,, ولقيتهم كانوا مجهزين كل حاجه في شنطة كتف,, كشاف قوي وكمية من البطاريات اللي تقضيني حوالي أسبوع,, مياة وأكل معلب يقضوا نفس المدة,,
وكاميرا تسجيل متعلقة في جراب على راسي وحاجة زي دهان عشان أعمل بيه علامات طول ما أنا ماشي عشان وأنا راجع أعرف طريقي
وسلمت على والده ووالدته وطمنتهم ودخلت
الكهف مظلم من أول ما تحط رجلك فيه وكأنه ثقب أسود بيبتلع الضوء,, فنورت كشافي,, في البداية كان مجرد كهف إرتفاعه تلاته متر تقريبا وعرضه حوالي خمسة متر ومافيهوش أي حاجه توحي بالقلق,, فمشيت تقريبا لمدة ساعة متواصلة قطعت فيها تقريبا حوالي كيلو ونص ماكنتش محتاج فيهم إني أحط أي علامات وخلالهم كنت كل ما اتقدم أكتر كان الكهف ارتفاعه بيعلى  عشان في الآخر أوصل لمفترق فيه تلات مداخل لتلات كهوف اللي على اليمين كان عرضه حوالي تلاته أو أربعه متر والطريق فيه نازل تحت بزاوية إنحراف عن السطح المستوي حوالي خمسة وأربعين درجه وارتفاع الكهف نفسه كبير ممكن يعدي السته متر والتاني كان في نفس مستوى الكهف اللي أنا فيه من كل النواحي والتالت كان بيميل الطريق اللي فيه للارتفاع بنفس الزاوية,, فعشان أخد قراري فكرت بدماغ المغامر,, مش بدماغ واحد داخل يدور على حد,, يعني هفترض إني جاي هنا أعيش جو المغامرة وأقرر بناء على الاحساس ده,, وساعتها قررت إني همشي في كل طريق حوالي مية متر وأرجع تاني للمفترق وأقرر بعدها هكمل في أي واحد من التلاته,,
ارتحت شوية وشربت وبعدها سيبت شنطتي وأخدت الكشاف وعلبة الدهان وأخدت الطريق اللي نازل لتحت ومشيت فيه,, كنت حاسس أني بجري مش ماشي نتيجة ميل الطريق اللي كان كل شوية معدل إنحرافه بيزيد
لغاية ما في وسط جريي ده وعلى نور الكشاف وعلى بعد خطوات مني ماكنش في طريق,, فحاولت أفرمل نفسي لدرجة إني إترميت ببطني على الارض وزحفت خطوات بعدها بحكم اندفاعي,, عشان جسمي يقف بالظبط قبل الحفرة أو الأخدود اللي كان بينتهي بيها الطريق ووقعت علبة الدهان فيها,, فسندت على آخر الجدار وقمت بهدوء وبصيت على الحفرة اللي كان بيني وبينها سنتيمترات كانت حفرة دائرية ضخمه نور الكشاف مش واصل لقعرها ولا لسقفها نصف قطرها ممكن يزيد عن عشرة متر فبدأت أتراجع بهدوء وأنا بزحف بايديا ورجليا وطالع في نفس الطريق اللي دخلته لغاية ما وصلت لمفترق الطرق,, لقطت نفسي وشربت مياة,, وانا بتحسر على علبة الدهان اللي ضاعت في أول طريقي,, بس قلت هستبدل العلامات بفوارغ الاكل والمياة,, وقررت أدخل الطريق المستوي اللي بعده اللي كان في النص,, ومشيت فيه شوية لغاية ما بعد المسافة اللي كنت قطعتها في الطريق اللي قبله لقيت نفس الحفرة الضخمة اللي كانت ناهية الطريق اللي قبلة لكن الحفرة كانت واكله نص الطريق أو اكتر وسايبه نصه يعني مفيش جدار على يميني والطريق بدل ما كان عرضه حوالي خمسه متر كان عرضه حوالي مترين,, نص طريق,, نص سقف,, نص كهف بس المهم أنه مكمل فقلت هكمل المية متر بردو وأتجاوز الحفرة أشوف أيه بعدها في الطريق وبعدها ارجع المفترق تاني,, وساعتها كنت ماشي بحذر كبير بتحسس خطواتي خايف من الطريق ومن مدى متانته وفجأة اللي كنت خايف منه حصل وبدأ الطريق ينهار من ورايا فبدأت أجري بسرعة وتقريبا كل ما كنت بجري كل ما الطريق كان بينهار ورا رجلي,, لغاية ماعديت الحفرة ووصلت الناحية التانية من الكهف بعد ما الطريق بقا في خبر كان,, وبقيت ساعتها من غير مياة ولا زاد ولا طريق رجوع,,
ساعتها كنت مبرق عينيا وأنا ببص على الحفرة ورايا, ومش عارف أفكر إزاي أو اقول إيه أو أعمل إيه,,

ثواني مرت في ذهول وبدون تفكير,, فقعدت على الأرض,, وقعدت اقول في بالي أكيد في مخرج تاني من سلسلة الكهوف دي,, ولازم أكمل في طريقي وبسرعة لأن ماعدش في بطاريات للكشاف ولا زاد ولا مياة,, فبدأت اتحرك لقدام وكل شوية كنت بلاقي تقاطع كهوف فاخد أي طريق من غير كتر تفكير أو إختيار أحيانا كان يبقى الطريق مكمل واحيانا كنت ألاقيه طريق مسدود فأرجع تاني عشان أخلف طريقي والحفرة الاولى ماكانتش الأخيرة عديت على حفر وأخاديد كتير كان يبقى مارر عليها طريقى واحيانا كان بيبقى في سقفها اللي على بعد أكتر من كيلو أو أتنين نور وكأنها فتحات في سقف الجبل من فوق,, كنت بمشي ساعة وأريح شوية وأرجع أمشي تاني,,لغاية ما مر على وجودي جوا جوف الجبل أكتر من سبع ساعات كان نور الكشاف ضعف,, وكنت أنا في قمة التعب والعطش,,
فوقفت وبدأت أزعق بصوت عالي_إنتوا ماظهرتوش ليه...مش عايزين واحد قلبه ميت....ولا أنتوا مش موجودين أصلا....أيوه أنتوا مش موجودين...
كنت بقولها بأعلى ما فيا من صوت وبتحدي,,,

يمكن يظهروا وساعتها ممكن يكون في أمل لكن ماكانش في أي رد إلا صدى صوتي المتآكل اللي كان بيتكرر مع كلمة [موجودين]
=دين...دين..دين
حسيت ساعتها للحظه أنه مش صدى صوت,,
وأنهم فعلا بيردوا عليا,, بس بطريقتهم  وبيكرروا كلمة موجودين..أو أنا بخرف..

المهم إني مددت في محاولة بائسة للنوم في ظل العطش اللي أنا فيه,, وماكنتش خايف لا من حشرات ولا من زواحف لأن المكان فعلا مقفر, مافيهوش حياة نهائي
كان بيغلبني النوم لهفوات وأرجع أفوق طوال فترة ماكنتش عارف هي قد إيه ولا عارف أنا في ليل ولا نهار لغاية ما قمت من نومي وكان الكشاف فصل تماما
فقررت اقوم واتحسس طريقي في الضلمه,,
كنت ماشي زي الأعمى ساند على الجدار وكل شوية رجلي تخبط في صخرة وأقع وأرجع أقف تاني وأرجع أكمل 
وبعد ساعات من المشي في الظلام قعدت
شفايفي جافة,, حلقي مشروخ,, ألم في كل جسمي,,
وهن تام وماعدش في أي قدرة على الحركة
وماعدش في أمل ,,

ماكنتش متصور إني هموت كده,,
طول عمري فاكر إني بطل الحكاية,, اللي بيعدي كل المصاعب وفي الآخر بيرجع يحكي حكايته,,
لكن تقريبا لو حد عرف حكايتي هيعرفها من الكاميرا اللي على راسي لو جه يوم وحد دخل هنا ..

ساعتها بدأ شريط حياتي يعدي من قدام عينيا
بس أكتر حد كنت مفتقده هي أمي الله يرحمها,,
واللي تقريبا هكون معاها قريب
حتى جا على بالي ساعتها آخر كلامها ليا
لما كانت بتقولي,, خلي بالك من نفسك وحط ربنا دايما قدام عينيك,, ودايما إصلح من نيتك في أي طريق تمشيه,,
صلاح النية بيفتح الابواب المقفولة وبينور الطرق الضلمة ..

ساعتها فكرت ثواني وافتكرت إني وأنا داخل هنا ماكنش في ف دماغي الا الفلوس والرحلة والمغامرة,,
ساعتها نطقت وقلت وكأني بكلم نفسي _طالما لسه فيا نفس داخل ونفس طالع فإيه المانع من إني أنوي من دلوقتي أني هنا عشان أنقذ روح إنسان وبس ..
حتى لما أموت أبقى ميت على نية سليمه..
ونويت كمان إني لو طلعت هتبرع بكل الفلوس اللي هتطلعلي لأعمال الخير..
وتحاملت على نفسي وقمت وقفت عشان أمشي ولو خطوات بنيتي الجديدة وبمجرد ما خطيت أول خطوة اتصدمت بريح بارد في وشي وصدى صوت بيقول..
_مش خايف؟؟

فابتسمت وقلت بصوت متهالك=ماعدش فيا طاقة للخوف..

_وليه رميت نفسك في التهلكة..

=جيت احيي روح انسان

_لولا خطيت بنية الخير خطوة لكنت هلكت,,
اللي جاي في الخير بنحمل له الخير واللي جاي في اللهو بنلهيه أكتر وأكتر..

=يعني هخرج؟؟

_خروجك على بعد خطوات,, بعد ما هنكشف عن عينيك كل مخرج غميناها عنه,, واللي أنت جيت بنية الخير عشانه هتلاقيه مرمي في طريقك,,

وساعتها إختفى الصوت زي ما ظهر لكن شفت بصيص نور داخل في آخر الكهف اللي أنا فيه,, فحسيت بطاقة جديدة إتضخت في عروقي,, وبدأت أمشي لغاية ما لقيت شاب مرمي جنب الجدار, ساعتها روحت سندت دراعه على كتفي,, وبدأت أجر فيه وأنا ماشي لغاية ما خرجنا من بطن الجبل وماكنش قدامنا غير الصحرا  فرميته واترميت جنبه لغاية ما عدت رحلة سفاري ..

الشاب رجع لأهله بعد تعافي اسبوعين في المستشفي
ومن حسن حظه أنه ماكنش بيسيب شنطته وهو بيتحرك وكان معاه زاد اسبوعين فلما حس بالتوهه بدأ يختصر في اكله والمياة ..

الحقيقة أنا اتبرعت بنص المبلغ بس لأعمال الخير
والنص التاني إتجوزت بيه,,
ماهو بردو الجواز من أعمال الخير..

تمت...

ليست هناك تعليقات