إبحث عن موضوع

ملاكي الحارس 🙂الجزء الثالث

ملاكي_الحارس
الجزء_التالت

أن تحتفظ بسر في داخلك لا أحد يعلمه سواك ،يظل يتردد علي قلبك بين الحين والآخر ليعكر صفوه ويحزنك أكثر وأكثر
هاجر : أيوه يا يوسف أنت كويس ؟!
مجهول: حضرتك صاحب الرقم موجود في المستشفي ومحتاجين حد من أهله
هاجر : أنت بتقول ايه  يوسف ماله
مجهول :  الأستاذ يوسف جالنا عشان كان بيغرق ومبدأيا كان بيتخانق مع حد عشان في أثر ضرب علي جسمه ،هو حالته مش مستقرة ياريت تحضروا فورا
هاجر ببكاء  ماما حد كلمني من شرم بيقولوا يوسف في المستشفى
سهير : انتي بتقولي ايه ،كلمي مراد فورا افهمي منه وانا هكلم أبوكي ونسافر حالا
هاجر : ألو أيوه يا مراد ، يوسف ماله
قابلها صوت أنثوي علي الجانب الآخر ،نظرت هاجر إلي هاتفها أنه رقم مراد لم تخطئ في الرقم أغلقت الهاتف باكية
سهير : مكلمتيش مراد ليه
هاجر : كلمته بس مش فاضي
سهير طب يالا عشان هنسافر حالا
وأمام إحدى غرف العناية المركزة
الطبيب : البقاء لله عمره انتهي
الجميع يتساقط حولها وهي تنظر بحسرة وصدمة ،ماذا يحدث ؟!  يوسفها مات ،رحل عنها بكل تلك السهولة ،هل حلمها أمس أنه ترك يدها يتحقق ،هل يترك يدها ويرحل ،لما تدري ماذا تفعل خانتها قدامها وسقطت لم تتحمل أن تتجرع كأس الفقد ،وتفقد من ؟!  أخيها تؤأم روحها ،كاتم أسرارها ، جدارها الذي تستند عليه ، تذكرت كيف كانت الحياة من بعده قاسية مؤلمة تذكرت الأشهر التي قضتها في العلاج النفسي وحيدة لا أحد معها ولا سند
أفاقت من ذكرياتها علي صوت طرقات تعلو باب غرفتها
أدخل
ريهام : انتي لسه نايمة
هاجر : أيوه ،كنت بحلم بيوسف
ريهام بأعين دامعه : ربنا يرحمه ان شاء الله
هاجر : ها جاية ليه
ريهام : انتي رخمة يعني مش عايزاني اجي
هاجر : مش الفكرة بس بدل صحتيني يبقي في حاجه ،قولي في  ايه
ريهام : مراد بره وعايز يتكلم معاكي
هاجر بضيق : يتكلم معايا في ايه ؟
ريهام : معرفش لسه هو قال هيتكلم معانا
هاجر : قوليله نايمة
ريهام : بس انتي مش نايمة ،اخلصي بقي الموضوع   باين مهم
هاجر بضيق : طيب ناديه لحد ما البس الحجاب ونشوف اخرتها ايه
طرقات علي الباب
هاجر : أدخل
مراد : عايز اتكلم معاكي في موضوع
هاجر: خير مع ان مش بيجي من وراك اي خير
مراد : اتكلمي عدل يا هاجر ،الموضوع مش مستدعي طريقتك دي
هاجر : مش هتقولي اتكلم ازاي
ريهام: يا جماعه صلوا علي النبي مش كده ،انتوا مش أطفال
مراد : أنا جبت تحاليل عمي
ريهام : أيوه طلعوا كويسين مش كده
مراد : للاسف اللي هقوله صعب ،بس لازم تعرفوا عشان نعرف نتعامل مع الموقف
هاجر : اخلص في ايه ،بابا ماله
مراد : عمي عنده كانسر في المخ
جلست هاجر علي طرف سريرها ،متقولش كده أنت أكيد مش صح أنت بتكدب ،أنت بتكدب يا مراد مش كده ،قولي انك بتكدب أنت متعود تكدب عليا ،قول يا مراد
مراد : لا مش بكدب وانا زعلان قدك ويمكن أكتر ،ده ابويا زي ما هو ابوكي رباني انا واختي زي ولاده وعمره ما حسسنا بالفرق  أنا مش بقولك عشان اكسرك انا بقولك عشان إحنا لازم ندعمه ونقويه ، مينفعش نضعف قدامه
ريهام ببكاء : هنعمل ايه دلوقتي ،هنقوله إزاي
مراد : مش هنقول حاجه ، الدكتور هو اللي هيقوله بس لازم نبقي موجودين جنبه فاهمين مش عايز عياط ولا انكسار قدامه ، واقترب من هاجر وجلس أمامها ،أنا عارف انه صعب عليكي ومقدر اللي انتي فيه ،بس ارجوكي متضعفيش يا هاجر عمي عايز اللي يقويه
هاجر : أنت عمرك ما هتحس بيا فبطل تمثيل واوعي تستغل اي فرصة عشان تقرب مني عشان انا مش هسمحلك بده أبدا
مراد : أنا مش هحاسبك علي كلامك دلوقتي عشان مقدر حالتك ،وعموما أنا نازل اشوف عمي ياريت تجهزوا وتلحقوني عشان رايحين المستشفي
جلست هاجر لا تعلم متي ينتهي كل هذا الألم ،تخرج من صدمة لاخري 
ريهام : عشان خاطري يا هاجر أحمدي مش عايزين يحصلك زي ما حصل قبل كده
هاجر : متقلقيش يا ريهام ،أنا اتغيرت وكل حاجه اتغيرت ،اسبقيني بقي وانا هلبس وأنزل
ابدلت هاجر ملابسها وارتدت حجابها وقلبها يردد اللهم احفظه لي
نزلت بالأسفل ووجدتك الجميع بإنتظارها
عبد الرحمن : أيه يا هاجر يا بنتي ماسكة فيا كده ليه مش هطير متخافيش
هاجر : لا أخاف طبعا يا حج وانت حلو كده أخاف اي ممرضة هنا تاخدك من ماما ،البنات كلها بتقع في حبك
ضحك بشدة وقال : لا انا خلاص راحت عليا ،باقي أفرح بيكي ، ونظر نحو مراد نظرة ذات معني فهمتها هاجر ولم تعقب
مراد : أنا هدخل انا وعمي أوضة الكشف وانتوا استنوا هنا
هاجر : لا أنا جاية معاكوا
عبد الرحمن : خليها تيجي يا بني
الدكتور : ازيك يا حج عبد الرحمن ،ما أنت زي الفل اهو يا راجل ما شاء الله امال بيقولوا تعبان ليه
عبد الرحمن : متقلقش يا دكتور إحنا لسه شباب برده
الدكتور : طيب أنا عندي ليك خبر وحش يا راجل يا طيب ،بس أنت مؤمن بإبتلاء ربنا
عبد الرحمن : الحمد لله اللي يجيبه ربنا كله خير
الدكتور : أنت عندك ورم في المخ ضاغط علي مراكز الإحساس ،وده اللي بيسببلك الدوار والاغماء والصداع المتكرر
اقتربت هاجر وامسكت بيد والدها الذي ظهر عليه الصبر والجلد
الدكتور : إحنا هنعمل عمليه ونشيله ، بس العمليه فيها خطورة شوية وبعدها هنحلل عينة منه وإن شاء الله خير
عبد الرحمن : الحمد لله في السراء والضراء
هعمل العمليه دي إمتي
الدكتور : هنعمل شوية فحوصات وتحاليل قبلها وإن شاء الله في اسرع وقت
عبد الرحمن : ان شاء الله يا دكتور
هاجر : هتبقي كويس يا بابا والله انا واثقة في ربنا أنه هينجيك ويخليك ليا
عبد الرحمن : متقلقيش يا بنتي هأبقي كويس ،بس عايز اطمن عليكي
دقت طبول الخوف في قلب هاجر الذي علمت بمغزي والدها وتاهت الكلمات فلم تستطع الرد مراد : مش وقت الكلام ده يا عمي يالا نمشي عشان هتيجي بدري تعمل التحاليل
رجع الجميع إلي المنزل وكل منهم في عالم غير الآخر كل منهم بفكر ماذا سيحدث في الايام القادمة ؟!
سهير : تعالي يا هاجر ابوكي عايزك في اوضته
طرقت هاجر الباب عدة طرقات
عبد الرحمن : تعالي يا هاجر
هاجر : خير يا بابا عايزني
عبد الرحمن : أيوه اقعدي عايز اتكلم معاكي في موضوع
هاجر بقلق : خير يا بابا
عبد الرحمن : أنا شايف انك بتعاملي مراد معاملة وحشة اوي ،مع انه واقف معانا من يوم موت يوسف الله يرحمه ومستحمل معاملتك ليه وعمره ما أتأخر علينا
هاجر : اعمله ايه يعني
عبد الرحمن : عامليه كويس بس ده اللي انا عايزاه منك دلوقتي
هاجر : ده هيفرحك  يعني يا بابا
عبد الرحمن : أيوه يا بنتي ،هيفرحني ويريح قلبي
هاجر : حاضر يابابا اللي تشوفه
عبد الرحمن : طيب كلميه يجي يتغدي عندنا
هاجر: بس هو اكيد في الشركة ومش فاضي
عبد الرحمن : لو كلمتيه هيفضي ويجي وكلمي ريهام كمان
هاجر: حاضر يا بابا
عبد الرحمن : حاجه كمان ، مش ملاحظة أنك بطلتي تروحي الشغل ،أنا كويس مش تعبان ارجعي الشركة من بكره وشوفي شغلك
هاجر : تمام هرجع بكره  ،عن إذنك بقي عشان اكلمه
عبد الرحمن بابتسامة : ماشي
خرجت هاجر من عند والدها وهي تشتعل غيظاً ،كيف ستتعامل مع هذا الأحمق وهي لا تطيق رؤيته حتي في خيالها
هاجر : ألو ،أيوه يا مراد
مراد : هاجر ،خير في حد حصله حاجه ،عمي كويس
هاجر : كلهم بخير
مراد : امال اتصلتي ليه ؟!!!!
هاجر : بابا عازمك علي الغدا ،بس انا قولتله انك مش فاضي وعندك شغل ،يالا مش مهم تتعوض بقي سلام
مراد : استني مين قال اني مش فاضي ، أنا فاضي وهاجي اتغدي معاكوا
هاجر بضيق : طيب هات ريهام معاك
مراد : حاضر ،وياريت تعملي حاجه حلوة بقي بإيدك وانا مش هتأخر
أغلقت هاجر الهاتف وهي تشتعل غضباً وتفكر ماذا تفعل مع هذا الأحمق وكيف تنتقم منه وهنا جاءتها فكرة عظيمة للإنتقام ، دخلت هاجر للمطبخ لتعد طعام الغداء
سهير : هاجر في المطبخ من امتي
هاجر : قررت اعمل هدنة مع مراد وهعمله المكرونة اللي بيحبها
سهير بإستغراب انتي بتتكلمي جد
هاجر : اه طبعا يا ماما كفايه خناقات بقي إحنا مش أطفال
سهير : مش مصدقاكي بس ربنا يستر
هاجر : كلمي طنط نجوي تيجي هي كمان
سهير : ماشي
استغرقت هاجر ساعات لتنهي طعام الغداء وتلمع عينيها بلمعة غريبة
علي مائدة الغداء
عبد الرحمن : كل يا مراد مش بتاكل ليه
هاجر : لا يا بابا مراد هياكل من المكرونة اللي عملتها
مراد بتعجب: مكرونة إنتي عملتيها ليا أنا
سهير : دي واقفة في المطبخ من بدري عشانك
ريهام :  وانا عايزة منها
هاجر : لالا دي لمراد بس
ريهام بتعجب : أيوه يا مراد يا بختك
هاجر : دوقها بقي وقول رأيك
مراد باستغراب : حاضر
نظر لها مراد بحدة وتوقف عن الأكل
نجوي : أيه يا مراد مبتاكلش ليه هتكسف هاجر
مراد : لا ازاي هاكل اهو
بدأ وجه مراد يشتعل من الغضب
هاجر بخوف : هروح اعملكم شاي بقي
هربت هاجر إلي المطبخ سمعت صوت من خلفها
مراد : أنا قولت بطلتي حركات العيال وعقلتي مفيش فايدة فيكي
هاجر بخبث : هو أنا عملت حاجه ،ده ذنبي اني عزمتك علي الغدا وكمان عملتلك أكل
مراد : أيوه والشطة اللي حطتيها في الأكل وانتي عارفه اني عندي حساسية
هاجر : شطة ايه
جذبها مراد من ذراعها : انتي هتستهبلي ياهاجر
هاجر ببرود : وقعت غصب عني في الأكل سوري
حاول مراد الكلام لكن بدأ بالسعال بقوة
هاجر بسخرية : معلش اشرب مايه
تركها مراد وذهب ويعلو علي وجهها نظرة إنتصار " بعض المعارك الصغيرة نكسبها لتعطينا القوة لنكمل الصمود في معاركنا الكبري "
في المساء رن هاتفها برسالة ظلت تنتظرها طوال النهار
" مشاغبة صغيرة ، مجنونة كطفلة ذات تسع سنوات ،تترك ضفائرها السوداء في مواجهة الريح وهي تبتسم لتزيل الشقاء عن عالمها ، ابتسمِ لتزيلِ الشقاء عن عالمي "
ملاكك الحارس
Hadeer_saeed

ليست هناك تعليقات