إبحث عن موضوع

عايزة لحمة

غريبة أوي إن حد يخبط عليك في نص الليل ويقولك أنا عايز أكل لحمة!
اسمها ضياء.. وقت ما عرفت منها الحكاية دي كانت على أبواب المية سنة تقرييا.. لكن وقت ما الحكاية دي حصلت معاها في الخمسينات.. كانت لسه على مشارف الأربعين.
الكلام ده حصل في قرية من قوى القليوبية..  كانت الحاجة ضياء في الوقت ده قاعدة في الدوار بتاعهم.. الوقت كان نص الليل وجوزها مكنش في الدار ليلتها.. مكنش في غير عيالها.. وكلهم نايمين.. ومكنتش هي قادرة تنام فقدت تحت في الدار شوية عسى إنها تغفل شرية قبل الفجرية.
كل حاجة في الوقت ده متوقعة.. كل الكوارث ممكن تحصل.. لكن في الوقت ده وفي المكان ده كان صعب إنهم يتخيلوا إن الباب ممكن يخبط في نص الليل.. لإن ده مش معناه غير مصيبة!
الحجة ضياء انتبهت لصوت خبط الباب فاترعشت في مكانها وبصت ناحية الباب علشان تتأكد إنه مش بيتهيألها.. فخبط الباب تاني!
سألت بصوت واطي.. مين؟
محدش رد!
جربت تعلي صوتها..
مين؟!
.....
..
- أنا
الصوت اللي رد عليها من وراء الباب صوت شابة.. صوت هادي وجميل.
فسألت الحاجة ضياء.
-انتي مين؟
= أنا محتاجة مساعدة.
رغم الخوف والقلق إلا إن وجود شابة زاي دي لوحدها بره في الضلمة بتطلب مساعدة خلا الحاجة ضياء تنسى كل الاعتبارات وتفتح الباب.. واللي شفته وقتها كان مفزع..
أو على حد تعبيرها (جميل بشكل يخوف)
فتاة فائقة الجمال.. جميلة في كل شيء.. حتى في نبرة صوتها.. فتنة تمشي على قدمين..
فضلت الست ضياء واقفة متنحة قدمها لبعض الوقت لحد ما البنت اتكلمت:
- عايزة أشرب
-ايه؟
- محتاجة ماية.. ماية الترعة مبقتش حلوة زاي الأول.
فضلت الحاجة ضياء مستغربة من الموقف ومن طلبها قبل ما تقولها.
- طب خشي يابنتي الأول من الضلمة والبرد.. انتي بنت مين.. وايه اللي موقفك لوحدك كده في الوقت ده.
كررت البنت نفس الكلمة.
-محتاجة ماية؟
رغم غرابة اللي بيحصل إلا إن إلا إن الحاجة ضياء قالتلها:
- حاضر.. ادخلي انتي يابنتي بس من البرد واقفلي الباب عقبال ما اروح أجيبلك الماية وأجي.
فعلا جريت الحاجة ضياء جابت قلة مليانة ماية ورجعتلها.. لقيت البنت دخلت وقفلت الباب وقاعدة على كنبة من الكنب اللي في الدوار.
نولتها الحاجة ضياء القلة.. فبدأت البنت تشرب.. وتشرب.. وتشرب.. لحد ما خلصت كل الماية اللي في القلة..
خالتها صعبت على الحاجة ضياء فسألتها:
-عايزة حاجة تانية يابنتي؟
= جعانة.
-جعانة؟!.. طب حاضر يابنتي عندي فطير جوه استني أجيبهولك.
البنت ملامحها بدأت تقلب ملامح حزن وقالت:
-أنا عايزة لحمة.
= لحمة!.. معنديش يابنتي والله.. بس استني أشوفلك عندي ايه.
راحت الست ضياء تشوف الأكل اللي عندها في الدار ولما رجعت.. لقت باب الدوار مفتوح.. وملقتش البنت.
خرجت بره الدار تبص عليها لكن ملهاش آثر!
اللي حصل كان غريب لدرجة إن الحاجة ضياء مقدرتش تنام يوميها..
طلع النهار ومحكتش الحاجة ضياء على اللي حصل لحد.. لحد ما انتشر خبر اختفاء أحد رجالة القارية في نفس الليلة اللي جات فيها البنت للدار!
عرفت خبر اختفاء الراجل ده من ستات البلد الكبار اللي بتقعد معاهم.. حادث الاختفاء يبدو عادي وملهوش علاقة بالبنت.. ده لحد ما واحدة من الستات قالت:(إن النداهة ندهته)
التفسير ده خلى الحاجة ضياء تترعش وتحس بقبضة في قلبها خصوصا لما افتكرت البنت.. وافتكرت كلامها
(أنا عايزة لحمة)
تمت

ليست هناك تعليقات