إبحث عن موضوع

قصة صاحب اليد السوداء الجزء الثاني و الاخير

نفس خوفي من النداهة وأنا طفل أتحول لخوفي من كائن مجهول كل الي بيميزه أيده السودا وسكينته الضخمة وحجم جسمه الضخم!
.. لما روحت حكيت لأهلي كل الي حصل في الأول كانوا فاكرني بخرف أو بهزر معاهم كعادتي لكن لما لقوا الموضوع بالجدية دي والدي قعد يتكلم معايا وكان الحوار كالأتي:
-كبرت يا واد بس لساك خواف زي ما أنت.. فكرتني لما خدتك معايا عند جدك وأنت صغير وولاد عمتك حكولك على النداهة ورحت لعبت معاهم عند الترعة وخوفوك.. فضلت طول الليل تعيط وخايف النداهة تجيلك.. وضحك

=الموضوع مبقاش نداهة يا بابا.. الموضع حتى مش خيال دا أنا شوفته بعيني، شىء كدا من الأفلام الأجنبي دا حتى الناس هناك محدش يعرف حكايته أيه!

-أنت تعرف يا واد يا علاء.. أحيانًا لما بنسمع عن حاجة ونخاف منها عقلنا الباطن بيترجمها لحقيقة، بصراحة أنا بنصحك تطرد الأفكار دي من دماغك وصدقني كل شىء هيبقى تمام وهتقول بابا قال

أمي دخلت في الحوار وهي بترص العشا وقالت:
*تلاقيك لسة بتتفرج على أفلام الرعب بتاعتك دي يا علاء عارف لو تسمع كلام ماما وتبطل تضيع وقتك على الكلام الفاضي دا ولا هتخاف من العفريت نفسه..
وبعدها بصتلي وضحكت وقالتلي: كل كل تلاقيك مبتاكلش هناك

=لا والله يا ماما باكل بس مش زي أكلك خالص لا.. الأكل هناك أحلى
ضحكنا وأتعشيت مع أهلي ومكنش ينفع أغيب عن الشغل أكتر من كدا.

لما رجعت كان هشام بيستعد لإجازة.. تقريبًا بيعمل فيا زي ما عملت فيه وسيبته، أتصلت بحافظ وعرفته أني رجعت وفي أقل من ربع ساعة كان جالي أول حاجة قالهالي:
-أنا زعلان منك يا دكتور! بقى تمشي وتسيبلي جواب وتفضل الكام يوم دول متتصلش عليا وتليفونك مقفول.. ما علينا أنت واحشني يا أخي والله وعندي ليك خبر لا هو حلو ولا هو وحش بس هيعجبك

=قول يا عم حافظ هات الي عندك هات

-في واحد كان شغال خفير في الترب أبويا قالي أنه يعرف حكاية الكائن دا

=يا حافظ لو في واحد عارف الحكاية ليه محذرش أهل البلد، ما أكيد بيحكي أي كلام

-يا دكتور أحنا مش خسرانين حاجة! هنروح ويا يقول شىء مفيد يا أدينا سمعنا وخلاص

رحنا للراجل الي حافظ قالي عليه أسمه عم فايز.. راجل كبير في السن الوقار في هيئته سلمنا عليه وقعدنا طلبنا أن يحكيلنا لكن طلب من أهله يقفلوا الأوضة علينا ومحدش يخرج ولا حد يخبط علينا إلا أما نخلص كلامنا!
طريقته خوفتني منه أكتر! لكن بدأت أطمن لما كلمنا وضحك معانا وبعدين بدأ يتكلم:
-أنا طلبت منهم كدا عشان مش عاوز حد فيهم يسمع الحكاية دي ولا حد يقاطعنا، الكلام الي هقولهلكم دا أول مرة أحكيه لحد وكان لازم في يوم يتحكي.. حتى أبوك يا حافظ صاحبي وميعرفش عن الموضوع دا حاجة، من كام سنة كدا مش كتير يعني لاقينا جدع مرمي على الطريق قاطع النفس ومتشوه وليه أيد زي ما تكون محروقة.. جدع غريب عننا منعرفهوش ولا شوفناه قبل كده.. كنا فاكرينه مات لكنه فاق ومكنش عارف يتكلم، كان أضعف من الطفل الوليد وعينه مبتشوفش خالص كان عاوز يبكي لكنه مش عارف ولما طلبنا منه يحكي الي حصل أتعصب وبدأ يصرخ ويتشنج كأن في حد بيكهربه مثلًا.. سبناه وفضلنا عالحال دا نعالجه لحد ما بدأ يتكلم معانا وحكى حكايته الي شبه حكايات كتير لكنها أغرب من الخيال.. قال بالنص كدا أنه رحال بيلف بلاد كتير وكان في بلد جنبنا هنا وشاف بنت أهلها طيبين حبها وقلبه مال ليها بس لما عرفوا حكايته وأصله رفضوه.. كان دجال أو زي ما بيقولوا كدا مخاوي ومسخر اللهم أحفظنا ودي شغلته بالوراثة أب عن أب عن جدود وشاف البنت دي وقلبه حبها لما رفضوه بدأ يعمل عليهم الأعيبه ودجله وبرضو أهل البنت موافقوش وأخوات البنت وأخوالها وأعمامها أتعاركوا معاه كذا مرة.. لكن البنت كانت حباه! وفي نفس الوقت كانت هايباه وخايفة منه ومن أهلها.. لكنه من طريقته في الكلام كأنها أخر واحدة في الدنيا.. لحد ما في يوم خطف البنت وحاول يهرب بيها أهل البنت وأهل البلد مسكوه وضربوه وعذبوه قصاد البلد كلها وبعدها لفوا بيه لحد ما حالته بقت صعبة لكنه رجع تاني وقالهم أنه بيحب البنت بس المراد رجع وكله شر
ساعتها أهلها قرروا يقتلوه والي زود الطين بلة أن البنت شافتهم بيضربوه تاني وهيموت رمت نفسها من بيتهم وماتت.. مكنش مصدق الي حصل ساعتها ضربهم ليه زاد لدرجة انهم خلوه أعمى وشوهوا عينه ورموه على الطريق هنا يصفي دمه ووقتها أحنا لقيناه ولما خلاص بقى تمام قرر أنه هينتقم منهم على اللي عملوه فيه وعلى موت البنت بالمناسبة قالي أن كان اسمها حسناء واسمها زي ما قال زي وصفها.
لكن بعد كل الي حكاه دا أهل البنت دوروا عليه تاني.. كانوا بيشوفوه حي ولا مات، ساعتها مكنتش موجود لما رجعت لقيت لمة وعرفت أن أهل البنت وأهل بلدنا أتلموا عليه ودبحوه ورموه جوا تربة وقفلوا عليه.. الكل كان فاكر الأمر عادي وهيعدي! ساعتها بقى الموضوع كابوس لأي حد بيعدي من هنا.. أحنا منعرفش الي بيعمل كدا هو ولا عفريته! بس الأكيد أن الي حصل دا غلط وحرام والكل اتفرج والكل هيشرب من نفس الكاس على سكوته!

رديت وقلت:
-طب وليه محدش بلغ عن الموضوع دا يا حج فايز؟
=دي تهمة كبيرة يبني شوف كام واحد هيروح فيها!
-طب وأهل البنت حد يعرفهم؟ حد يعرف يوصلنا بيهم؟
=أهل البنت راحوا مصر وكل أخبارهم اتقطعت، كانوا خايفين من الفضيحة والعار ونسيوا الي عملوه في الجدع دا
-طب والكائن دا هيفضل يظهر كدا يقتل في أهل البلد مفيش عمل؟
=هو بيظهر فين؟
-على طريق الترب؟ هو أنت بطلت تروح الترب يا عم فايز؟
=أنا بطلت أروح من بعد الي حصل دا.. حتى الناس الي كانوا معايا مبقوش يروحوا كتير والمكان هناك بقى عاوز الي يهتم بيه ويحرسه، عموما الحل في تنضيف التربة الي اتدفن فيها الجدع دا وتتهد والباقي منه يتدفن بعد ما يتكفن كويس
ساعتها رد حافظ وقال:
*على فكرة يا جماعة معلش يعني على فكرة يا دكتور انت نسيت ان الكائن ده مسكك! معنى كده أنه لسة حي مماتش
رديت وقولت:
-حافظ عنده حق يا حج فايز! معنى كده انه مماتش
رد الحاج حافظ وقال:
=أنا هاجي معاكم بس عاوزين كام نفر من أهل البلد معانا
حافظ قال:
*متقلقش يا حج فايز من الموضوع دا، بس انت أيه خطتك؟
=هنقتل الكائن دا يا حافظ يبني!

ساعتها بصيت لحافظ وبصيت لعم فايز وانا متنح
رد الحج فايز وقال:
=عندك حل تاني يا دكتور؟
-نمسكه ونسلمه لأي مصحة يا حج!
=ليك عندي وعد لو طلع بني ادم زيينا كدا لنوديه مصحة!

الحاج فايز أخدنا وحافظ جاب 4 شباب من البلد معاهم حبال وشاكوش ضخم وجركن بنزين وسكاكين كبيرة احتياطي يعني كأننا داخلين معركة!
المدفن كان مدفن جديد تمامًا غير مستخدم قبل كدا ومتطرف على حدود الترب في الأخر

الخطة كانت كالأتي:
أنا والحاج حافظ هنفتح المدفن وننضفه وحافظ والأربع شباب هيأمنوا الباب
دخلنا أنا والحاج فايز، أنا ماسك كشاف وهو قدامي بشوال ضخم عشان يلم فيه أي حاجة في المقبرة.. لما دخلنا كانت المقبرة فاضية تمامًا ودا الغريب لأني شوفت الكائن دا بيسحب جثة لجوا!
فجأة سمعنا صوت زعيق الشباب الي برا كأنهم بيجروا وحافظ بيقول متبعدوش يا شباب! أحفظنا يارب لا حول ولا قوة إلا بالله..
ساعتها سمعت صوت رجل نازلة المقبرة وجهت الكشاف ناحية الباب لقيت الكائن دا واقف على الباب ومش ظاهر غير رجله.. عم فايز بدأ يستعيذ بالله ويقرأ قرآن
الصوت بعد أو سكت تمام والشخص أختفى.. جينا نطلع وطلعت عم فايز ومسكته الكشاف وبعدها لسة هطلع لقيت الكشاف اتطفى وعم فايز اترمي لبعيد ورجل بمنتهى القوة بتدفعني لجوا الشخص دا نزل بأنسيابية وقفل الباب!

لحظات من الصمت مع كيان مجهول.. همس بصوت خافت لكنه مبحوح وقال: حسناء! حسناء!!
سكت وقعدت في مكاني متحركتش وبدعي ربنا في سري!
سمعت صوت حركة وبعدها صوت رزع الشاكوش على حيطان المقبرة ساعتها الكائن دا اتعصب وبدأ يصرخ.. ثواني وكان بيطوح بسيكنته ناحيتي لكني كنت منبطح على ضهري وباصص عالسقف ومش شايف حاجة.. الحيطة اتكسرت والأربع شباب نزلوا المقبرة الي اتملت بشر تقريبًا وهم الأربعة بيضربوه بسكاكينهم وبعدها حافظ لف حبل على رقبته وبدأ يشده ويبعده عننا لحد ما طلعنا.. كان بيحاول يفك رقبته وهو بيطلع صوت أشبه بالبكاء  لكنه صوته غليظ جدًا!
بعد ما طلعنا كان حافظ رش عليه البنزين وولع فيه وكان منظر بشع! النار مسكت فيه بالكامل وعم فايز كان بيقرأ المعوذتين وبيستعيذ بالله
لحد ما الكائن دا اتحرق تمامًا وبعدها لمينا جثته ودفناها في مقبرة تانية وكل شىء أنتهى تقريبًا! أو دا الي أتهيألنا.. لأن بعد فترة مش كبيرة حافظ جالي وعنيه مليانة رعب وقالي:
-الحج فايز لاقوه مدبوح على طريق الترب يا دكتور! والكارثة الكبيرة الي حطت علينا أنه كان بيصرخ في بيته ولما دخلوا عليه مكنش ليه أي وجود!!
بصيتله وبلعت ريقي بصعوبة وتأكدت أن الي عملناه دا فتح باب مش هيتقفل مع صاحب اليد السوداء!!

تمت

ليست هناك تعليقات