إبحث عن موضوع

قصه جديده

اشتريت مجموعة كتب قيمة بمبلغ كبير من المال من احدى المكتبات القديمة القريبة لمنزلي، حاولت عبثا ان اخفض من سعرها لكن صاحب المكتبة رفض باصرار وقام بأعطائي اجندة غريبة الشكل تشبه دفتر اليوميات في محاولة لارضائي عوضا عن تخفيض المبلغ.

وصلت المنزل فرحة بمجموعتي الجديدة  من الكتب وبدات في تنظيمها ورصها في مكتبتي الصغيرة واحتفظت بكتاب لتشارلز ديكنز في يدي على ان ابدا بقراءته فور انتهائي من عملية التنظيم، جلست لأرتاح قليلا و تذكرت الاجندة الغريبة التي اعطاها لي البائع  كنت لازلت في حالة غيظ منه  لعدم تخفيض اي مبلغ من ثمن الكتب حتى ولو صغير، فامسكت بالقلم وكتبت في اول صفحة من الاجندة " يارب صاحب المكتبة يفلس زي مافلسني" ووضعت الاجندة مع باقي الكتب ونسيت امرها.

بعد مرور فترة من الوقت ذهبت مع مجموعة من اصدقائي للتسوق ومررنا بالصدفة من شارع المكتبة:
- تعالوا يا بنات اوريكم المكتبة اللي بشتري منها كتبي
= لا كتب ايه احنا النهاردة حنشتري لبس وبس مش هنشتري كتب
_ مش هشتري حاجة انا هسأل بس على الجزء التاني من رواية نزل ولا لسة،، لكن غريبة هي المكتبة قافلة ليه دلوقت  وايه اليافطة الكبيرة دي، استنوا كدة اقرب شوية و اشوف مكتوب عليها ايه...

"تقرر بيع المكتبة في مزاد علني لسداد الضرائب المستحقة عليها واعلان افلاسها".

احسست باحساس غريب وكأني المسؤولة عن افلاس المكتبة فأنا لم اتمنى يوما الشر لاي مخلوق لكنه كان مجرد تنفيس لحظة غضب،  اعتذرت من صديقاتي بحجة احساسي بالتعب وذهبت للمنزل سريعا  ابحث عن تلك الاجندة  كان الشك يعتريني بوجود  رابط بينها وبين افلاس المكتبة  مما دفعني   لاجرب كتابة امنية اخرى لعلها تتحقق..

يتبع ...

الجزء الثاني

تمنيت الحصول على وظيفة افضل من وظيفتي الحالية  بمرتب شهري اعلى، وان اجدد سيارتي القديمة  المتهالكة بسيارة احدث ولا مانع من فيلا صغيرة للتصييف في احدى قرى الساحل الشمالي، كتبت كل هذه الامنيات في دفتر اليوميات الذي اعطاني اياه بائع الكتب و انتظرت بعدها بترقب شديد لأرى هل  ستتحقق هذه الامنيات ام ان الموضوع كله مجرد خيال.

لكن للأسف مرت فترة طويلة ولم يتحقق اي شئ ... يبدو ان افلاس صاحب المكتبة كان مجرد صدفة وان عقلي هو الذي اصبح مريضا بالتهيؤات من كثرة قرائتي للقصص الخيالية.

لم اجد سببا للاحتفاظ بهذه الاجندة غريبة الشكل عديمة الفائدة فقررت ان ارميها في سلة المهملات لكن قبل ان ارميها كتبت فيها  امنية اخيرة نسيت ان اكتبها مع باقي الامنيات
" يارب الشغل يولع واخلص منه"  ثم اغلقتها و رميتها في سلة المهملات...

لم تمضي ساعات قليلة على كتابتي لهذه الجملة  حتى تلقيت مكالمة هاتفية من زميل لي:
- السلام عليكم
= عليكم السلام، خير في حاجة؟
- للاسف مش خير انا بتصل عشان ابلغ حضرتك ان مفيش شغل بكرة
= مفيش شغل بكرة!! غريبة ايه السبب
- حصل حريقة كبيرة في الشركة وكل حاجة اتدمرت والمدير بلغني اقولكم ان جميع الموظفين في اجازة مفتوحة.

" سبحان الله  نفس الامنية التي كتبتها من ساعات قليلة  تحققت بالنص، لكن لماذا هذه الامنية  تحقققت وباقي الامنيات لم تتحقق؟!
اسرعت بأحضار الاجندة مرة اخرى وتفحصتها من جميع النواحي و لم اعثر فيها على اي كتابة او كلام غريب إلى ان احضرت عدسة مكبرة وكشاف يميل لون اضاءته للازرق فظهر لي مجموعة من الحروف والطلاسم مكتوبة بنفس لون الورق، حاولت قرائتها بصعوبة بالغة حتى توصلت إلي ان صاحب هذه الاجندة  كان يمتلكها من سنين طويلة وكان يستخدمها في كتابة  التعاويذ والاسحار للانتقام من اعدائه، ويحذر  كل من يكتب فوق هذه  التعاويذ والاسحار  أن لم يكن مظلوما  او على حق سترتد عليه هذه  اللعنات وسيلقى اضعاف ماتمنى للغير فطريق الشر دائما  اخرته دمار.

شعرت برهبة شديدة ورعشة غريبة تسري في جسدي وانا   اقرأ هذا الكلام  وقررت ان  اتخلص من الدفتر سواء بالرمي او الحرق لكن عدت و فكرت مرة اخرى إذا كان لا امل لي في الحصول على ثروة كبيرة اوعمل افضل من خلال الاجندة فما المانع ان استفيد منها في الانتقام من اي انسان ظلمني ولم اقدر على رد هذا  الظلم حينها،، حتما سأشعر براحة كبيرة ان فعلتها الان،
لكن اهم شئ ان اخذ حذري و اخبئها في مكان سري حتى لا يعثر عليها اخي الوحيد فهو اخر من تبقى لي في هذه الدنيا بعد وفاة ابي وامي ولا اريد اصابته باي مكروه بسببها.

اول من رغبت في الانتقام منه هو خطيبي السابق  فهو اكثر انسان ظلمني على وجه الارض إهانة و غدر و خيانة، اردت الانتقام منه بأسلوب يليق بندالته وخسته معي وخصوصا ان زفافه بعد ايام قليلة فتمنيت له ما  يجعله يشعر بالمهانة والذل في ذلك اليوم.
ثاني شخص هو استاذي في الجامعة الذي حرمني من اعمال السنة وترتب على ذلك عدم تعيني في الكلية كما كنت اامل، ولم انسى ايضا الطبيب الذي رفض اجراء العملية لوالدي قبل ان يأخذ اتعابه كاملة رغم خطورة حالته فتسبب في موته وحرماني منه

لم اكن انوي الانتقام سوى بعدد قليل من الاشخاص الذين ظلموني، لكن يبدو ان الانتقام لصيق بالادمان، فلذة الانتقام  والنشوة التي تعقب الانتقام من شخص اذاني هي نفس لذة تلك الاقرص الصغيرة التي تذهب العقل. 
في كل مرة انتقم فيها كانت تزيد الهلاوس السمعية والبصرية التي اراها واسمعها حتى سرت اتكلم مع اشخاص لا وجود لهم في الواقع، خسرت عملي بسبب استغناء صاحب العمل عن اغلب الموظفين بسبب الحريق وافلست كما تمنيت لصاحب المكتبة، تلون وجهي بالسواد فلم يعد احد ينظر إلي.
تدمرت حياتي لحد كبير وسرت انتقم من كل من هب ودب، لدرجة في مرة كنت ابارك لجاري على سيارته الحديثة فأجاب بسخرية "عقبال ماتجيبي زيها" كان رده هذا كافي لاستفزازي فتمنيت ان تنقلب سيارته وتتدمر بالكامل

كتبت تلك الامنية ووقفت في النافذة اتمنى ان تنفجر امام عيني الان حتى اشعر بلذة الانتقام اكثر واكثر  لكن لم اتوقع مرور اخي الصغير في هذا الوقت بالذات وفعلا انفجرت السيارة  واخي حبيب عمري و كل ما لدي في هذه الدنيا امام السيارة، جريت بأقصى سرعة  تجاه الباب  وانا اصرخ باعلى صوتي اخي اخي وكدت ابدأ في نزول السلم لكني تذكرت الاجندة... من الجائز  إذا احرقتها ان تلغى الامنية وانقذ حياة اخي
وبالفعل احضرت جاز وكبريت لكن من سرعتي و لهفتي على انقاذ حياته سقط عود الكبريت على ملابسي المبتلة بالجاز واشتعلت النيران في جسمي كله.. حاولت اطفائها بكل قوتي فطارت الاجندة  من بين يدي لتستقر بعيدا  على درجات السلم وتنجو من النيران المشتعلة لتبدأ هي حياة جديدة وتنتهي حياتي انا .

تمت
مروة_عزمي

ليست هناك تعليقات