السائر

السائر ......

parasomnia

أرحت جسدي على الاريكة و انا اشاهد التلفاز بمنزلي و عن دون عمد غصت في ظلمات النوم المريح و عندما بدأت في النوم بدأت ارى حلم مفزع ....

حلمت بأنني استيقظت من نومي ثم خرجت من منزلي و قدت سيارتي و ذهبت الى منزل اهل زوجتي الذي يبعد عن منزلي ب ٢٣ كيلو تقريباً ثم طرقت الباب ليفتح لي والد زوجتي الذي دفعته بعنف الى داخل المنزل و اغلقت الباب من خلفي ثم القيت به على الارض و هو في حالة دهشة و تعجب و كأن نظرة عيناه تتسأل لماذا افعل كل ذلك ، انا نفسي لا اعلم لماذا او كيف افعل ذلك !!.

طرحته أرضاً و انهلت عليه بالضرب حتى فقد الوعي تماماً ثم بعد ذلك ذهبت الى المطبخ و اخذت سكيناً كبيراً و صعدت الدرج الى غرفة والدة زوجتي التي كانت نائمة بسلام و لكنني ايقظتها و امسكت الة المكواه و ضربتها بها على رأسها ففقدت الوعي هى الأخرى ثم انهلت عليها بالطعنات حتى لفظت انفاسها الأخيرة ، كانت طعنات قاسية و عشوائية و ذلك نتيجة الى عنفي الشديد .... العشوائي الغير مبرر ..... اصيبت يداي بجروح من أثر السكين الذي كنت ممسكاً به بعشوائية من السلاح و ليس من اليد .

أنهيت كل ذلك ثم خرجت الى خارج المنزل و انا لا اعلم ماذا افعل و ماذا سيحدث لي ، و بدون ارادة مني عدت الى سيارتي و قدتها و اثناء قيادتي للسيارة بدأت ان استفيق لأدرك أنني كنت نائماً و كنت أحلم بأنني قتلت أحد ما و اكبر دليل على ذلك تلك السكين التي بجواري بالسيارة و ايضاً يداي المقطعتان بعنف ، شعرت بالخوف الشديد و لم اكن اعلم اين سأذهب و لكنني اردت حل لما يحدث لي ، قدت سيارتي و ذهبت الى مخفر شرطة تورنتو و كانت معي تلك السكين و دخلت الى شرطي و رفعت يداي المقطعتان في وجهه و قولت له “أعتقد أني قتلت بعض الناس بيدي هاتين” .

قام الضابط بحبسي و بدأ التحقيق في ما حدث و تأكدت الشرطة من أنني قد قتلت والدة زوجتي و قمت بضرب والد زوجتي الذي ظل في غيبوبة لمدة طويلة ، كيف فعلت ذلك او لماذا لا اعلم ، و لكن عندما وصلت الى المحكمة و رويت لهم ما حدث قاموا بتصديقي و أمروا بالكشف على قواي العقلية و كانت النتائج مطابقة لروايتي بأنني فعلاً مصاب بال parasomnia و و مع التحريات و مطابقة ما حدث بتاريخي مع المرض و مع مطابقة علاقتي الجيدة مع زوجتي و اهلها براءتني المحكمة و لكنني مازلت ارى والدة زوجتي بكوابيسي كل ليلة تستغيث و تقول لي ( لا تقتلني يا كينيث ... لا تقتلني ) ....... تمت القصة

( المفزع عزيزي القارئ في تلك القصة التي قراءتها للتو انها واقعية و قد حدثت بالفعل ، ففي الثانية صباحاً بعد منتصف الليل يوم ٢٤ مايو عام ١٩٧٨ و تحديداً ب تورنتو بدولة كندا ، سار الشاب kenneth parks
البالغ من العمر ٢٣ عاماً و هو نائماً الى سيارته ثم قادها الى منزل أهل زوجته و قام بضرب والد زوجته ضرباً مبرحاً حتى فقد الوعي ثم اخذ سكين و صعد الى غرفة حماته و قام بضربها بألة كي الملابس على رأسها ثم طعنها ٦ طعنات منهم طعنة بالقلب أودت بحياتها ثم خرج من المنزل و بيده السكين و ركب سيارته و قادها الي مخفر شرطة تورنتو و اخبرهم بأنه كان يشاهد التلفاز على الأريكة في منزله و غفى قليلاً ثم استيقظ و وجد نفسه يقود سيارته و بجواره تلك السكين و يديه مقطعتان تماماً ، و بالفعل تحولت القضية الى المحكمة و عرضت المحكمه كينيث على فريق اطباء متخصص و اثبتوا بالفعل بأنه يسير و هو نائم و أنه بالفعل غير مسؤل عن ما حدث و أنه فعل تلك الجريمة و هو نائم و ليس بوعيه، و اثبتوا أنه له تاريخ مع مرض ال sleepwalking و ان القاتل له سابقة و هو بعمر صغير مع السير نائماً و ذلك عندما انقذته أمه  و هو صغير من القاء نفسه من النافذة ذات مرة ، و بناء على تقارير الاطباء و اقوال الشهود و التحريات برائت هيئة المحلفين كينيث باركس من الجريمة ، و يبقى السؤال ، ماذا يستطيع الانسان فعله عندما يسير و هو نائماً ؟ ، و لأي حد تكون خطورة مرض ال parasomnia ؟ ، اترك لكم الاجابة و التعليق ) ....... تمت

محمد_شعبان
العارف