إبحث عن موضوع

رواية عشقتك و حسم الامر 😍 الحلقه الاولي😍

1_ حالة من الحزن

وعد سامي الابراهيمي
بنوته ع قدر عالي من الجمال .. خريجه كليه لغات وترجمه الجامعه الامريكيه بكاليفورنيا .. بعد وفاة والديها .. تولي جدها امرها .. كفل براعايتها واحتوائها الي ان نفدت اخر انفاسه

الآن....
اكتب اليكم في ظلام دامس .. في ليل لم تشرق شمسه حتي الان ..
بيدين مرتعشتين .. ذات اكمام اطرافها مبلله كثرة ماجري من دمع عيني ..
اكتب لكم وانا بداخلي بركان ع وشك الانفجار ..
بركان حرق كل ما بداخلي ولم يبق عليه سوا الانفجار في وجه الجميع ..
للاخذ بذلك الثأر الذي غفلت عنه العين لسنوات كثيره
لهيب الانتقام بداخلي اشطاظ شراره وفاح دخانه
ليصل كل ذي حق لحقه
هكذا هو القرار الذي .. حُسم امره

وعد سامي الابراهيمي ✍

في ذلك اليوم الذي غابت فيه شمس عائله الابراهيمي .. بوفاه جدهم الاكبر .. منصور الابراهيمي .. وسط حاله من اليأس والحزن والصراخ والعويل

تجلس فتاه بعيدا بمفردها منعزله عن ضجيجهم .. واصواتهم المزعجه .. لانها تري ماكان بداخلها من بكاء وعويل لم يصف حزنها والمها

نفس الشعور الذي عاشته منذ 10 سنوات سابقه .. وهي طفله لم تدرك شئ غير انها باتت في احضان امها واستيقظت ع نفس ضجة العويل اللعينه .. يوم وفاة وابيها وامها واخيها الوحيد في حادث .. لم تتذكر منه طفلتنا غير اختفائها في خزانه حجرتها واضعه كفيها ع آذانها بجسد مرتعش وعينين حمراوتين .. وهذا اليوم يتكرر فيه نفس الوجع بوفاة جدها .. الذي احتضنها وكان اقرب شخص لقلبها .. بعدما فارقت عائلتها عالمنا

تجلس وعد تراقب الجميع بصمت .. مندهشه لدموعهم الكاذبه .. ومشاعرهم البلاستيكيه .. وتصنعهم للحزن ع فراق جدهم .. وهم انفسهم اول من تمنوا الموت له مرارا .. وراء ستار الورث والممتلكات الثروه

اصابتني الدهشه والذهول عندما رايت
جميع السيدات الجالسين بالمجلس وقفوا مرحبين بمجموعه سيدات اخريات اتوا للعزاء .. اجهل حقيقتهم تماما .. ولكن ما خطف انظاري اهتمام عمتي وزوجة عمي بيهم
يبدو عليهم انهم يحظون بمكانه مرموقه افرضت الجميع ع احترامهم

نجوي مراة عمها في استقبالهم
" اتفضلو اتفضلو .. مكنش ليه لزوم تتعبوا نفسكم"

جلست ست يبدو عليها ملامح الوقار والفخر مرتدية سترتها السودا .. بجوار وعد وهي ترتسم معالم الحزن والضيق

"منصور بيه كان غالي علينا كلنا .. الله يرحمه "

نجوي وهي تصطنع الحزن والهم قاضبه حاجبيها باسف وهي تضرب كف ع الاخر
"الله يرحمه .. الف رحمه ونور عليه .. فراقه قطع بينا .. كان فرحة وبركة البيت "

ثم وجهت كلامها لوعد
"سلمي ياوعد علي عمتك الهام هانم .. مراة عاصم بيه الخياط"

وعد ابتلعت ريقها وابتسمت بهدوء وبصوت خافت
"ازيك ياطنط"

نظرتلها الهام بإعجاب ثم القت نظرها ع نجوي بنظره لا يفهمها سواهم

ثم وجهت كلامها لوعد
"بخير ياحبيبتي .. البقية في حياتك ياغاليه"

وعد بحزن : سبحان من له الدوام .. بعد اذنكم

تركتهم وذهبت لغرفتها محدثه الدكتور طارق حبيبها الذي تعرفت عليه منذ 3 سنوات في امريكا

وعد وهي تلقي بجسدها ع الفراش وبتنهيده قويه واضعه كفها ع جبهتها
" ايوة ياطارق .. عامل ايه؟ "

طارق بضيقه : في المعمل ياوعد هكون فين يعني .. وانا ورايا غير الماستر والدكتوراه يعني

"ربنا يقويك ياطارق .. شد حيلك "
قالت وعد جملتها وهي مستغربه ع الطريقه التي يحدثها بها

طارق باهتمام : المهم قوليلي جاايه هنا امتي؟

وعد تنهدت : انا لسه راجعه امبارح ياطارق .. يعني اكيد معرفش هرجع امتي .. اكيد ع بدايه الدراسه عشان الماستر

طارق وهو بيحاول يقفل في المكالمه
"اول ماتخلصي حوار الورث دا تيجي ع طول .. عشان انتي وحشتيني اوي ع فكرة "

وعد بتفكير : ربنا يعديها ع خير ياطارق .. انا هقفل دلوقتي وانزل تحت .. مع اني مش طايقه البيت من غير جدو

طارق بلا اهتمام : خير ياحبيبتي ربنا يرحمه بقي متعمليش ف نفسك كده

وعد بحزن : اللهم امين

انهت المكالمه مع طارق وغادرت غرفتها ودلفت مجددا الي اسفل تجلس ع اقرب اريكه ف العزاء

التفتت لنداء نجوي اليها
"وعد .. ياوعد .. تعالي وصلي الهام هانم واللي معاها لبره"

امسكت هاتفها وتقدمت نحواها
"اتفضلو من هنا"

تقدمت وعد صفوفهم وسبقتهم الخطي .. وبين الحين والاخر تلقي الهام عليها نظرات اعجاب وانبهار

اثار فضول الهام شعر وعد الذي ينسدل وراء ظهرها الي اسفل ظهرها المرفوع ع هيئه ذيل حصان

وصلوا عند البوابه
مدت الهام كفه وتشبثت بشعرها وجذبته بقوه لاسفل متصطنعه اختلال توازنها

وعد بتلقائيه اصدرت صرخه مرتفعه ونظرت خلفها
اذ للتفاجئ بانها اصطدمت بصخره امامها

انتفض جسدها عندما وجدت نفسها محاصره بين ذراعين مجهول واضعه كفيها الرقيقين ع صدره ممسكه بلياقة جلبابه
تلاقت العيون للحظات وكلا منهما ينظر للاخر مستفهما

قطع صمتهم صوت الهام قائله بخبث وبلهجه صعيديه
"متأخذنيش يابنتي .. كنت هتجحرت .. مقصدكيش .. هو انا وجعتك ولا حاجه؟"

ظهر عليها علامات الارتباك والقلق والرجفه
ابتعدت بسرعه عن الشخص الذي اصطدمت به

وعد بتلقائيه موجهه كلامها للشخص
" i am so sorry "

الشخص خفق قلبه ..و مازال محدق النظر اليها بعيون لامعه .. وبلهجه صعيديه وصوت اجش
"حصل خير عاد "

الهام بفرحه وفخر : ولدي حمزه زينه الرجال .. ودي ياولدي وعد يبقي جدها منصور بيه الله يرحمه

ابتسم اليها حمزه قائلا بصوت هادي : البقاء لله ..

اؤمت براسها واغمضت عينيها لبرهه بحزن
"سبحان من له الدوام .. طيب هستأذنكم انا .. تأمري بحاجه ياطنط"

الهام وهي تحدق النظر بها من راسها لصابع رجلها
"لا شالله تعيشي ياروح طنط ياقمرة انتي"

وعد ابتسمت : بعد اذنكم

كالفراشه تسللتت من امامهم بثبات وخفه وجاذبيه وشعرها الذي يتحرك خلفها يمينا ويساارا

الهام نكزت حمزه : ايه رايك ف عروستك ياولدي؟؟

حمزه رفع حاجبه متبسما : هي دي بنت سامي .. صوح ؟

الهام بهمس من خلف توبها الاسود الذي يغطيها من رأسها لقدمها
" ايوه هي .. والبت تعليم خوجات وحاجه اخر اوبهه .. ربنا يجعلها من نصيبك ياولدي "

حمزه ارتسم الجديه وامسك بطرف جلبابه

"يلا ياامي اتفضلي مش وقته الحديت دهون "

الهام وجهت نظرها للبناتها وخدمها اللاتي خلفها
"يلا يابت منك ليها .. عاوزين نوصلو البلد قبل ما الشمس تغيب "

■■■

2_ اول فخ

مر شهر ع وفاة الجد الاكبر .. وفي خلال هذا الشهر لم تفارق وعد حجرتها الا في مواعيد تناول الطعام وتعود لغرفتها ولعالمها الخاص الذي ينحصر في كتبها الاجنبيه التي تحولهم الي العربيه
وهاتفها وطارق حبها الاول
ودادا انعام ام وعد الثانيه .. التي تأتي كل مساء تتسامر فيه مع وعد

وفي مساء هذا اليوم ..استجمعت وعد كل قوتها .. واعدت ما تقوله من جمل .. خرجت من غرفتها بخطوات متأرجحه وهي تحاول استجماع قواها

تسللت الي الغرفه التي يجلس بها عمها جمال
طرقت الباب طالبة الاذن الدخول

جمال ترك الاوراق من يده رافعا نظارته : تعالي ياوعد .. مالك؟

وعد تفرك ف كفيها وبدا عليها علامات الارتباك وبتقرب رويدا رويدا وبخطوات متبطئه
"بصراحه ياعمو كنت عاوزه حضرتك ف موضوع كده "

جمال هم بالنهوض من فوق مقعده وبنبره حمااس

"بنت حلال لسه كنت هبعتلك .. وانا كمان عاوزك .. تعالي نقعد اهنيه .. بلاها قعاد مكاتب "

جلست ع اريكه الانتريه
"اتفضل حضرتك ياعمو عاوز تقول ايه "

ابتسم جمال ممسكا بكفها برفق
" سيبك مني وقوليلي الاول انتي جايه ليه "

وعد حدقت النظر اليه وابتلعت رقيها وتنتهدت ببطء

"بصراحه كنت عاوزه اخد نصيبي من ورث جدو واسافر عشان دراستي وكده اللي هتبدا كمان اسبوع ماحضرتك عارف"

كلامها اشعل النيران .. وغلي الدم بعروقه تغيرت ملامحه وجهه .. وازداد احمراره وكإن الدخان يشطاظ من اذانه لينهرها بقوه

" انتي عتقووولي ايييه .. ورث اي اللي انت عتطالبي بيه .. اتهوستي ياك .. من ميته احنا عنورثو بنات احنا "

وعد اتصدمت من كلامه وحاولت تستجمع كل قوتها .. انها حقا لوحدها في مواجهه ذلك العم الذي انفجر بوجهها

"بس انا ياعمو مش بطلب حاجه مش من حقي .. انا عاوزه نصيبي وخلاص وهمشي "

جمال بانفعال وهو يضرب كف فوق الاخر
"والله عال .. عاوزه تسافري تاني وتعيشي مع الخوجات لوحدك .. انسي "

وعد استغربت وقضبت حاجبيها
" منا طول عمري عايشه لوحدي هناك ي عمو .. اي الجديد؟"

جمال بحده وبنبره تحذيريه
" الكلام دا لما جدك كان عايش وبيصرف عليكي .. دلوق مين هيصرف عليكي يابت اخوي"

وعد قضبت حاجبيها وعقدت ساعديها مستفهمه
"افهم اي انا من كلام حضرتك دا .. انك مش هتديني حقي.. ؟"

جمال ارتفعت نبرة صووته وانفعاله

"حق مين يابت انتي .. اقولك ايه من النهارده انسي السفر دا خلاص .. ومش هتطلعي من البيت دا غير ع بيت جوزك .. وحظك حلو .. عريسك متقدملك من زمان ومستنيكي .. ومستني اشاره منينا .. وانا هبلغه بموافقتنا "

وعد بسخريه :عريس !!! عريس مين ؟؟ وكلام فارغ اي اللي حضرتك بتقوله .. وبعدين ازاي حضرتك بتكلمني كده اصلا .. اي الرجعيه دي والاسلوب القيادي دا

جمال بنبرة صوت قويه وانفعاال وهو يلوح بكفيه
"لا عليِ .. علي صوتك كمان وكمان يابت سامي .. اقولك ايه انا مش بشاورك ( باخد رايك ) ودي مصالح واقفه ع الجوازه دي واعتبرها تمت خلاص .. وورث بح .. مافيش ورث "

وعد بتحدي وعند : يبقي مابينا المحاكم ياابو رامي .. عن اذنك

قالت وعد جملتها الاخيره وهي تهم بالذهاب .. وتركته وغادرت بعدما اصدرت ضجيجا قويا نتيجه قفلها للباب خلفها بقوه وعصبيه

جذب الصوت انتباه نجوي زوجته
"مالها البت دي .. اي اللي قلبها اكده "
قالت نجوي جملتها بنبره فضوليه وهي تغلق باب المكتب خلفها

جمال بعصبيه : الهانم قال ايه عاوزه ورثها .. عاوزه تقلب البلد حريقه ..

نجوي ربتت ع كتفه
"هدي حالك ياابو رامي .. تعملشش ف نفسك اكده .. من ميته عناخدو ع حديت العيال احنا "

جمال بصوت منخفض
"المصيبه مش اهنه .. المصيبه لو مجوزتش ابن الخيااط .. هتفتح بيبان كاتير في وشنا احنا مش قديها "

نجوي بخبث : تقلقش هتتجوزه ورجلها فوق رقبتها .. وهتشووف

جمال بقلق وارتباك : حمزه ايدو طايله ومابيرحمش يانجوي

نجوي بتفكير : يبقي خلاص اتحلت .. هو عينو ع وعد من زمان .. ياخدها وبكده يبقي يريحنا منها وكفانا من شره

جمال بتوتر وارتباك : اعملي حسابك انهم جاايين اخر الاسبوع يتقدمو رسمي .. لسه قافل معاي

نجوي ضربت ع صدرها بكفها
"يادي العيبه .. ابوك لسه مبردش ف تربته ولا ربعن .. وهما جايين يطلبو البت "

جمال بضجر : مخابرش انا هما مستعجلين ع ايه

نجوي بتنهيده ونبرة اهتمام وحذر
" لازمن نخلص من الموضوع ده في اقرب وقت .. وعد لو عرفت انك ليك علاقه بموت وابوها وامها واخوها .. وكمان لو عرفت جدها اللي كاتب باسمها نص التركه .. هتولع الدنيا ومش هتسكت.. دي بت متنوره ومتعلمه .. منه لله ابوك علمها لحد ما ركبت ودلدلت رجليها .. فاحنا اييه لازمن نفكر بعقلنا "

جمال بانتباه : وطي حسك يامراه هتودينا ف داهيه

■■■

3_حيره

فالغرفه عند وعد الملقيه بجسدها ع الفراش عاقده ركبتيه .. متحدثه مع طارق وبداخلهاا بركان غضب
" ورحمة جدي لاولعها حريقه لو اللي عاوزينه دا حصل"

طارق يقلب في الاوراق المايتر التي امامه : اهدي بس ياوعد .. بطلي جنان

وعد بحده : طارق .. انت لازم تيجي بكره وتكون هنا تتقدملي ونتجوز وتقف معايا قصادهم

طارق بصدمه : انتي بتقولي ايه .. مانتي عارفه مش فاضي اروح الشقه حتي اخد شاور

وعد بحزن وتوسل : طارق انا بضيع منك اعمل حاجه

طارق بانفعال : اعملك اي يعني ياوعد .. مانتي عارفه ظروفي .. وعارفه اني مطحوون هنا

وعد بحزم : طيب ياطارق .. خليك فاكر انت اللي بعت

وعلي الفور اغلقت الخط دون ان تنتظر منه اي رد

مسكت راسها بكفيها الاثنين متألمه وبعيون لمع الدمع بهم
قطع شرودها صوت خبط ع الباب

اعتدلت ف جلستها وهي تمرر اناملها ع وجنتيها لتجفف دموعها : اتفضل

الخدامه انعام
"الجميل نام ولا لسه "

وعد بنتهيده : اتفضلي يادادا

انعام قفلت الباب وجلست بجوارها .. مصففه شعر وعد باناملها برفق

"عارفه انك موجوعه قوي يانور عيني "

وعد اترمت ف حضنها وانفجرت ف العياط
"انكسرت يادادا ومابقتش مستحمله .. كلهم مشيو وسابوني .. وعمي بيبع ويشتري فيا كإني جاريه عندو"

انعام ربتت ع كتفها
"وهو دا الموضوع اللي جتلك عشانه"

وعد بعدت عنها وقضبت حاجبيها وضاقت حدقت عينيها مستفهمه
"مش فاهمه يادادا قصدك ايه "

انعام بصوت منخفض
"عمك جمال مفتري ..ومابيرحمش اللي يقف ف طريقه "

وعد تنهدت بضيق ونفاذ صبر : اعمل بس يادادا تعبت اووي

انعام بحده واهتمام : اسمعي كلامي للاخر .. اهنه غابه البقاء فيها للاقوي .. وانتي مش هتقدري عليهم لوحدك .. عشان القوي ليه الاقوي منه .. وحقك مش هيرجع غير بجوازك من ابن الخياط

وعد بعدم تصديق : دا جنان رسمي .. مستحيل اتجوز حد بالطريقه دي .. حتي ولو هخسر كل حاجه .. وبعدين البلد فيها قانون يادادا

انعام تضرب كف فوق الاخر بحسره :حليني عاد لما القانون يجيبلك حقك .. يوم المحاكم بسنه

وعد بحزم : يبقي خلاص مش عاوزه حاجه .. هسبهالو يشبع بيها ..

انعام بهمس. : تبقي غبيه وعبيطه .. بتاع اي انتي تسيبي نصيبك ونصيب ابوكي واخوكي لجمال .. دخلتي ف حرب ياوعد وعشان تكسبيها لازمن تتجوزي من ولد الخياط .. اللي هيسندك

قالت انعام جملتها وبدون اي رد من وعد غادرت وتركتها ف حيرتها وصدمتها ودهشتها

مسكت راسها م الوجع بذهول وهي تشعر بان الدنيا كلها تدور بها محدثه نفسها

"يعني عشان اخد حقي اتجوز واحد معرفهوش .. وكمان طارق حب عمري يبيعني بسهوله كده .. انا اكيد بحلم مش كده ... اي اللي بيحصل دا بس"

■■■
4_خبر طال انتظاره

حمزه الخياط .. شباب في منتصف الثلاثنيات سوهاجي من قلب الصعيد .. متوسط الطول .. عريض المنكبين .. مفتون العضلات .. اشبه بالخضامه .. شاب صارم وحازم بداخل عيونه لغز وحيره والف سر وسر .. كبير عائلة الخياط .. ذو هيبة ووقار .. لديه حب تملك وسيطره رهيب ..

جالسا ف الظلام الدامس ع ضفة النيل بيعزف عود وهو شاردا في عالمه .. بعيد عن خدمه وحشمه .. ع روتينه اليوومي
صمت لبرهه وتذكرها .. عندما ارتطما الاثنين معا وانحصرت بين احضانه لثوان معدوده ثم تنهد
"هانت ياوعد .. هانت يابت الابراهيمي"

سرح بخياله مجددا كإنه تذكر شئ اعاد الحنين الي قلبه فتبسم .. قطع شروده صوت رنين هاتفه ..

"جمال الابراهيمي بجلالة قدره .. يامرحب يامرحب "

جمال تبسم : عندي ليك خبر طال انتظاره

*خير ..
_منتظرينك بعد بكره تيجي تقابل عروستك

*ايوه اكده ياراجل فرحت قلبي ..هي دي الاخبار ولا بلاش

_انا نفذت وعدي ليك .. الدور عليك يابن الخياط

*وابن الخياط ماعيرجعش ف كلامه واصل .. ولا انت لساتك هتعرفه ؟؟
_ده عشمي بردك ياحمزه بيه

انهي حديثه مع جمال
وعاود العزف مجددا ودقت طبول بيبان قلبه .. واخيرا .. حان الوقت الذي يأسر فيه قطته داخل عرينه .. اميرته داخل مملكته .. عشيقته داخل زنزانة قلبه ..

نعود الي التي جن جنونها .. شاعره ببركان سينفجر بداخلها
حتي ارهقها التفكير وخلدت لنومها وهي متورمة العينين وشاحبة الوجه

■■■

5_صباح جديد

صباح يوم جديد تستيقظ فيه بارهاق وكلل تكذب كل ماحدث ليلة امس
تنظر ف هاتفها منتظره مكالمه من طارق ليصالحها ويعتذر لها عما بدا منه .. ولكن دوون جدووي

قطعت شرودها انعام وهي حالمه صنيه الفطار
"لازمن تاكلي ياعرووسه .. ولا عاوزه الهام تاكل وشنا وتقول بنتكم ماعتوكلوهاش "

شعرت بغصه بحلقها : واي الثقه اللي حضرتك بتتكلمي بيها دي؟؟

انعام بتحدي وهي تضع الطعام ع المكتب : عشان متاكده انك هتوافقي بنت سامي وفريال ماعتسبش حقها لحد

وعد ابتسمت ابتسامتها الساخره
"بنت سامي وفريال الدنيا جات عليها بزياده اووي "

انعام : يلا قومي اكده .. وكلي وانبسطي .. وفكري زين بعقلك .. وبلاش حديت ماسخ

قطع حديثهم دخول نجوي
"وعد جهزي نفسك بكره عريسك جاي يشوفك .. اديني قولتلك اها"

دخلت وعد ف غيبوبة ضحك وهي تضرب كف ع الاخر
"انتو جايبين الثقه دي منين ياجماعه .. مش هتجوز حد انا واللي مش عاجبو يتجوز هو .. الله !!"

نجوي بنبره تحذيريه : اعقلي وبلاش شغل عيال ... بموافقتك او بغيرها الجوازه دي هتم .. فاهمه ياوعد

وتركتها وغادرت في صدمها وذهولها
"انتو متاكدين انكم طبيعيين .. ههه اي بيت المجانين اللي وقعت فيه انا دا .. الله يرحمك ياجدي .. كانو عشان يصبحو عليا كانوا يستأذنوك الاول .. دلوقتي بيبيعو ويشترو فيا "

انعام ربتت ع كتفها بشفقه : كلي وفكري زين ف كلامي .. ربنا يهديكي يابتي

وعد بتلقائيه مسكت هاتفها وعاودت الاتصال بطارق مرارا وتكرارا دون فائده
"اوووف حتي انت كمان .. طيب ياطارق صبرك عليا "

قالت جملتها بنبره توعديه ووهي تلقي بهاتفها ع الاريكه التي بجوارها وتصفف شعرها باناملها

ف مكان تاني قصر الخياط .. استيقظ حمزه من نومه بدا في ممارسته تمارينه الرياضيه القاسيه ..
قطعه صوت طرق ع بابه .. جن جنونه .. لان الشخص الذي يمر من امام عتبه غرفته يعني ذلك بتعديه لمنطقة الخطر

اقترب من الباب وفتحه بنرفزه وهو عاري الصدر
"من ميته حد بيتجرأ ويهوب ناحية اوضتي "

ضحي الشغاله والولهانه في عشقه .. اول ماشافته تنهدت وشردت فيه متأمله معالم جسده بعيون لامعه ومغرمه

حمزه جز ع سنانه وضرب الباب بقبضة يده
"انتي سمعتنيش قولت ايه؟؟؟ "

انتفضضت من مكانها واهتز كوب اللبن بالبيض الذي تحمله
"اصل اصل .. حـ حضرتك اتاخرت .. قولت اما اجـ اجيبلك كوباية اللبن بالبيض لعندك يعني "

زفر بقوه وامسك بالكوب وشربه مرة واحد .. ووضع الكوب الفارغ ع الصنيه بغل .. وقفل الباب ف وجهها بقوه

هامت فيه عشقا وولها
"هييييييييييييييييييييح لو تعرف عحبك كد ايه ياحمزه "

قطع شرودها صوت باب غرفته وهو يفتحه مجددا .. وموجها حديثه اليها
"قولي لامي .. تجهز زياره زينه بكره لبيت الابراهيمي .. عشان رايح اخطب بنتهم "

ثم غلق بابه بقوه مجددا
وقع كلام حمزه ع قلبها كجمرات م ناار

■■■

6_عريس الغفله

في قصر الابراهيمي .. الذي كان مقلوبا راسا ع عقب تجهيزا وتحضيرا واحتفالا بعائله الخياط التي تعتبر من اكبر واغني عائلات الصعيد

سمر بحقد : والله ياماما ماعارفه حمزه دا اي حبه ف وعد دي .. دي حتي بنت ملزقه كده وملهاش ولا لون ولا ريحه

نجوي : اسكتي يابت خليه ياخدها ويريحنا منها ومن همها

سمر وهي تقطم الخياره
"انا مش عارفه انتي وبابا هاممكم ف اي موضوع وعد دا .. ماخلوها تعمل اللي هي عاوزاه وتسافر "

نجوي بهمس : اسكتي انتي فهماااش حاجه واصل .. مش فالحه غير ف الوكل والزفت المخروب اللي ف يدك دا

سمر باهتمام وغمز : طيب مترسيني ع الفوله يانوجا ياعسل انتي واعتبري سرك ف بير

نجوي بنفاذ صبر : امشي من وشي بس وبطلي حشريه
سمر بتريقه وضيق : الله! يعني اكبر دماغي ابقي مستهتره .. اسال واستفسر .. ابقي حشريه .. اعملكم اي طيب عشان يعجبكم

نجوي : ورينا عرض كتافك يلا مش فااضيين

جالسه في حديقتها الخاصه وهي منغمسه في تفكيرها

"طيب اسيب حقي واسافر؟ .. ولا اقعد واتجوز شخص معرفهوش!! ..
طيب ازاي وانا الاقامه بتاعتي عاوزه تتجدد ف امريكا كمان كام يوم .. ومحتاجه 20 الف دولار؟؟ .. اعمل ايه بس ياربي .. اي اللي بيحصل معايا دا بس"

مر اليوم ولم يكن به اي احداث غريبه تذكر واتي اليوم التالي .. والموعود بالنسبة لحمزه .. والمشئوم لوعد

اتي حمزه وعائلته المكونه منه 4 اعمام وزوجاتهم واولادهم وبناتهم وامه واخواته البنات الاربعه

كانت عائله الابراهيمي واولاد عم جمال ف انتظارهم مرحبه بهم ومهلله بحضورهم
قاد حمزه رجال عائلته سيرا

وكذلك قادت الهام السيدات وتوجهت لمجلس السيدات

قدمت نجوي اشهي العصائر والحلويات امامهم
"والله نورتونا ياالهام هانم .. اليوم زارنا النبي .. والله مالهوش لزوم كل الحاجات دي "

الهام بوقار وثبات تزيح سترتها السوداء : متقوليش اكده يانجوي احنا هنبقي نسايب .. وكله من خير ولدي

مراة عم حمزه نعيمه بتناكه
"اومال عروستنا فين اللي خطفت قلب ولدنا زين رجاله الصعيد"

نجوي ابتسمت : حالا هتيجي تسلم عليكم .. انعاام استعجلي وعد

انعام ارتبكت وضربت كف ع كف بتوتر
"حاضر ياست نجوي "

ركضت مسرعه الي غرفتها .. وجدتها جالسه ع اريكتها وتصفح هاتفها مرتديه تيشيرت قصير فضفاض اسود وبنطلون اسود

انعام ندبت الخدين
"يابتي الله يهديكي سيبي اللي ف يدك دا .. الناس عيسألو عليكي تحت و "

وعد بلا اهتمام :قوليلهم مش نازله .. واللي عاوز يسلم عليا يجيلي هنا

انعام بقهره : كيف اللي عتقوليه ده بس .. غلط يابتي .. اعقلي متفضحينااش

وعد بانفعال وهي تشير لها بسبابتها
"الغلط اللي بجد اني انزل وانا مش موافقه ع الجوازه دي .. ولو نزلت معناها اني موافقه .. ودا محصلش ولا هيحصل"

انعام بتقفل الباب : اشش اشش حيلك حيلك .. وطي حسك احسن يسمعووكي

وعد هزت راسها بسخريه وصوت مرتفع
"طيب ياريت يسمعو ويعرفو بقي ويخلو عندهم دم ويمشوا "

انعام بتوسل : يابتي وطي حسك ورحمة جدك متفضحينا .. احسن تطير فيها رقااب

القت هاتفها بعيدا و بحده : لا مش هوطي .. وهنزل اقولهم الكلام ده بنفسي ..

مسكتها انعام من معصمها
"اهدي بس وبطلي هوس .. تعالي اهنه "

سحبت وعد ذراعيها بقوه فتحت الباب .. وركضت ع الدرج .. مسرعه وبحركات جنونيه .. وفجاه وبدوون مقدمات اقتحمت مجلس الرجال
ووقفت وعقدت ساعديها وهزت رجلها وبنبره قويه

"مين فيكم بقا عريس الغفله "

■■■

وبكده انتهي البارت
ياتري اي اللي ماسكه حمزه ع جمال مخليه زي الخاتم ف صباعه كده
ومخوف نجوي كمان منه
وياتري حمزه يقصد اي بجملة "هانت ياوعد .. هانت"
واي السر اللي مخبيه حمزه واي سبب تمسكه كده بوعد .. مع انه ميعرفهااش
وياتري اي هيكون رد فعل حمزه وجمال ع مافعلته وعد ؟؟
هنشووووووووووووف
عشقتك وحسم الامر
نهال مصطفي
يتبع

ليست هناك تعليقات