إبحث عن موضوع

ضحية مخلوف(الحزء الثاني)

ضحية_مخلوف
الجزء التاني
علي أ انتَ بخير؟

قالت ريم بتوجس عندما رأت ملامحي المرتعبة وعيناي المثبتة على شيئا ما خلفها.

لقد التفتت وعادت برأسها وكأنه لا وجود لتلك الفتاة الميتة.

بت اقتنع بأن هذا كله من وحي خيالي كما كان يقول عادل لي.

-لا..لا شئ عزيزتي..هيا نرحل

-لقد أتيت لأرى الشقة دعني ألقي نظرة اولا..كما انني اثق بك علي لا داعي لكل هذا الخوف

"اهدأ ياعلي لا داعي لكل هذا،إنها مجرد أوهام لا أكثر"

حاولت تهدئة نفسي بينما افسح لريم كي تدلف إلي الشقة.

وبالفعل لا شئ،لقد اختفت تلك الفتاة كأنها لم تكن موجودة من الأساس.

مر اليوم وقد اقتنعت أن الأمر لم يكن أكثر من انني تأثرت بالحكايات التي تروى عن الانتقال إلي الشقق الجديدة والتي تكون مسكونة..حسنا لم اكن مقتنعا تماما لكنني لم ارد اشغال عقلي بأمور كانت في نظري دائما مجرد خرافات.

~مراهقة صغيرة تجلس أمام معلمها في غرفة مغلقة.

لـ..لحظة هل تحرش بها المعلم لتوه؟!

-استاذ محسن ارجوك ابتعد عني

قالتها المسكينة الصغيرة وهي تحاول التملص من بين يدي معدوم الشرف والإنسانية ذاك لكن لا حياة لمن تنادي،بل وبكل وقاحة قال:

-اصمتي ..وإلا فضحت أمر والدتك وألقيت بها في أقذر الزنانات

لا أفهم أي شئ مما يحدث أمامي..ولا ادري لماذا جسدي متحجر وصوتي لا يتخطى حاجز حنجرتي

لا استطيع مساعدتها.

وفجأة بدأت الدماء تتدفق من أسفل ملابسها لتملأ يدي محسن القذر وتملأ ارضية الغرفة.

استيقظت من هذا الحلم فزعًا فالمنظر كان مؤلمًا مرعبًا.

لا اعرف بالضبط ما الشئ الذي اُقحمت به،لكن المهم انني يجب ان ارحل من هنا حالا فتلك الافكار التي كنت اقنع نفسي بها تبخرت الآن

لا ليس بسبب الحلم المخيف بل بسبب الواقع المرعب

انها تنظر نحوي واللعنة..تقف هناك في ركن الغرفة ودموعها السوداء تتهاطل..تقترب مني رويدًا رويدًا ومن رعبي لا قدرة لي على الفرار من أمامها..لا ادرينالين يندفع في أوردتي يحرك جسدي الذي شل تمامًا.

جلست على فراشي لينتقل دماء ملابسها إلي شراشيف الفراش،امتدت يدها نحو وجنتي لتلامس يدها الباردة سخونة وجنتي،وبعدها تلاشى كل شئ من امام عيني.

-ريم

صوت امرأة ما يهمس في اذني لييقظني من نومي الهانئ،ما به الجو كاتم هكذا!

ترى هل تعطلت المروحة؟

لحظة..من صاحبة الصوت التي أيقظتني؟!

انتفضت من فراشي انظر يمينًا..يسارًا..لا أحد معي في الغرفة

لكنني واثقة من سماعي لصوتٍ ما.

-اااه

تألمت بسبب شئ ما خدش طول ذراعي،اكاد ابكي من خوفي وانا لا اعرف ماذا يحدث حولي.

انطفأت الاضائة الخافتة التي كنت قد تركتها قبل نومي وسمعت صوت خطوات يقترب مني.

اجاهد كي اصرخ او اتحدث لكن لا استطيع اصدار اي صوت،وبسبب الظلام لا استطيع التحرك.

فجأة شعرت بأصابع تلتف حول رقبتي تمنع عن رئتي الهواء،لوحت بذراعي احاول ابعاد ذلك الشخص الذي يريد قتلي لألامس جسده فأشعر بشئ لزج دافئ يلتصق بيدي.

-أنا الروح المعذبة..انا الروح المنتهكة

صوت همس مرعب وكأنه جاء من قعر الجحيم اسمعه يتردد ويتردد في أرجاء الغرفة،لم اعد بقادرة على المقاومة أكثر من ذلك فغرق عقلي في الظلام كما غرقت عيناي من قبل.

يا الهي..ماذا حدث البارحة؟لماذا اشعر بجسدي وكأنه...

لحظة تذكرت..تلك الفتاة المرعبة

انتفضت من مكاني انظر في أرجاء الغرفة لكن لا فائدة.

البارحة ليلا فقدت وعي من شدة الرعب،فلا اعرف ماذا حدث بعدها.

ترى هل تركتني بكل سهولة...

-علي

هُمس في اذني لألتفت إلي الهامس فأجدها هي،ففزعت وانتفضت من الفراش متسطحًا ارضًا انظر إليها برعب،بينما هي تنظر إلي بجفاء وعيناها الجاحظة قد أسرت عيني انا.

صباح الخير..علي

بصوت قادم من الفراغ نطقت اسمي لأرتعد مكاني،لكن المرعب كان اقترابها مني بلمح البصر فلم يعد يفصلنا غير أنشأت..وبملامح مرعبة وابتسامة جحيمية قالت:

-لا تخف..إتبع ما سأقوله ولن ا اذيك

انا لست خائفًا..انا مرتعد أكاد أقضي حاجتي بملابسي من شدة الرعب؛شل لساني وتحجر جسدي وهي مازلت علي وضعها امامي.

فجأة شعرت بألم حاد في ذراعي وهنا غادر صوتي حنجرتي لأصرخ بصوتًا عالًا.

اقتربت تهمس في أذني:

-اسفة ياعلي..لكن لا توجد طريقة اقل المًا لوشم العهد على ذراعك

تشوشت الرؤية أمامي من جديد لأسقط بعدها في نوم عميق.

أين أنا؟

ما هذا المكان؟

اوه انها تلك الفتاة من جديد..وذلك الحقير ايضا معها

-تناولتِ الحبوب؟

سأل القذر محسن لتوما تلك الفتاة بالإيجاب

عن أي حبوب يتحدثون؟

استيقظت من ذلك الحلم البسيط على رائحة طعام شهية،يا ويلي هل جائت ريم!

بسرعة نهضت من الفراش لكن شعرت بألم رهيب في ذراعي لأتفاجأ بمنظره،ذراعي وشم بدائرة داخلها نجمة خماسية الشكل.

شعرت بها معي في الغرفة فرفعت رأسي إليها وانا اصيح:

-ماذا تريدين مني؟

لتبتسم مجددا وتقترب مني بروية بينما تقول بصوت هادئ مرعب:

-في البداية كنت اريد طردك من شقتي..لكن تغيرت بعض الاشياء فصرت اريدك ان تساعدني في انتقامي

وقفت امامي لألحظ تبدل هيأتها..الملابس الملطخة بالدماء اختفت،مازالت شاحبة لكن عيناها لم تعد مخيفة كما كانت؛ولا اعرف كيف تبدل هذا.

-أريدك أن تنتقم من محسن المخلوفي..فهو من قتلني..هو وابيه قتلاني

محسن!ذاك المعلم؟

يا إلهي نعم..انها نفس الفتاة،لها نفس الملامح لكن الاخرى كانت اصغر..واشد ادمية.

هل قتلها حقا؟و كيف لأبيه دخل بهذا!

وكأنها استمعت إلى صوت عقلي فأجابة اسالتي قائلة:

-نعم محسن المخلوفي هو معلمي..هو الذي اعتدى علي..هو من قتلني

قتلني حينما حملت بأبنه..اعطاني بعض الحبوب وتركني اتلوى الما وانزف دما حتى صفيت آخر قطرة في دماء جسدي وفارقت الحياة

ماذا!

اللعنة عليه كيف فعل هذا بطفلة!

انه حقير قذر،

لكن بالرغم من ذلك كيف لي أن أساعدها؟

-كيف اساعدك؟

ترجمة أفكاري إلى حديث لتهم هي بالرد علي،لكن قاطعها صوت رنين هاتفي لتتبخر هي في الهواء وكأنها لم تكن.

بعد أن تحررت من دهشتي اتجهت إلي هاتفي وفتحت الخط بسرعة عندما وجدت انه رقم ريم

-انجدنا ياعلي إن ريم متعبة للغاية

صرخت امها ببكاء ليهبط قلبي إلي قدماي،الهذا اختفت تلك اللعينة؟

هل قامت بإيذاء ريم؟

-انا قادم في الحال

قلت بسرعة وانا اخرج من الغرفة اتلفت يمينا ويسارا بحثا عنها لكن لا فائدة.

-اخرجي من مخبئك أيتها اللعينة..كيف تجرؤين على التعرض لريم

صرخت في منتصف الشقة لكن لا أحد يجيب.

نظرت إلي الطاولة لأجد الطعام الذي شممت رائحته من قبل،هل كانت تطهو!

لا افهم اي شئ.

انفلتت اعصابي ولم اجد شئ امامي أفرغ به غضبي سوى تلك الأطباق فما هي إلا ثوانٍ وكانت الأرض ملطخة بما كانت تحتويه الاطباق.

لأجدها همست في اذني.

لقد تعبت في صنعها..من أجلك.
يتبع........
رونالدو

ليست هناك تعليقات