إبحث عن موضوع

الفصل السابع عشر من "ويشاء القدر"💜

الفصل السابع عشر من "و يشاء القدر"..🌍💙

ذهبت الفتاتان إلى مول للتسوق و كانت صفا سعيدة بهذا القرار الذي اتخذته..فقد شعرت بأنه أفضل قرار في حياتها...!
كانت تتحدث مع ندى التي كانت تنظر لشخص ما..!!!
هزتها صفا و قالت بتعجب:بتبصي على مين يا ندى؟!!
اغرورقت عيون ندى بالدموع و هرولت بسرعة لهذه الفتاة التي رأتها منذ وهلة ثم وقفت أمامها و قالت و هي تبكي بحرقة:أنا مش مصدقة عينيا!!!!
ماتغيرتيش عن زمان!!!!
إنتِ زي ما إنتِ يا دينا..!
نظرت لها دينا بدهشة ممزوجة بالتعجب أيضًا..ثم قالت بعدما عقدت ما بين حاجبيها و ضيقت عينيها في محاولة منها أن تتفرس ملامحها و شعرت بالفعل أنها مألوفة لها:مين حضرتك؟!
بلهفة قالت ندى بين دموعها التي كانت تنهمر كالشلالات:أنا ندى يا دينا...ندى يوسف عصمت
صعقت دينا مما سمعته الآن فهل بالفعل هي ندى؟!
هل كان حدس أستاذة أسماء صحيح؟!
هل هي ندى؟!
سقطت عبرة من عينها ثم قالت بعدما أمسكت بيد ندى بعدة مشاعر مختلطة..بما أجمل اللقاء بعد فقد طويل..:بجـ.. بجد إنتِ ندى؟!
طب إزاي؟!
و ايه اللي حصل يوم الحادثة في الملجأ طب بلال!!!
فين بلال يا ندى فين...؟
و إنتِ كنتِ فين كل ده؟!
كنتِ عايشة فين و مع مين و إزاي!!؟
يا ندى إنتِ وحشتينا أوي والله و ماكنتش مصدقة إنك هترجعي تاني بعد الغياب ده كله!!
لكن...لكن أستاذة أسماء دايمًا كانت بتحلف برجوعك
ظهرت ابتسامة عريضة على وجه ندى و تساقطت الدموع من عينيها كأنها كانت حبيسة منذ زمن ثم لاقت حريتها!!!!!!
قالت لها ندى بلهفة:أنا هحكيلك كل حاجة بس بالله عليكِ عاوزة أروح لأستاذة أسماء أول يا دينا عاوزة أشوفها و أحضنها يا دينا بالله عليكِ
ابتسمت دينا ثم قالت:طب احضنيني أول ده أنا لسه مش مصدقة نفسي والله
احتضنتها ندى بقوة... كانت هذه اللحظة من أجمل لحظات ندى منذ وقت طويل..!
هي تؤمن بالصدف الربانية و تؤمن بأن الله قادر على كل شيء ...
نظرت دينا لصفا بإبتسامة ثم قالت لندى:مين الحلوة دي يا ندى؟!
قالت ندى و هي تمسك بيد أختها:دي صفا أختي اللي أهلها ربوني عندهم
هحكيلكوا كل حاجة لما أروح لأستاذة أسماء
**********************
لحظة رجوع شخص فقدناه لنا لا نستطيع وصفها و لا التعبير عنها...!
و من لا يريد الحياة برفقة أحبابه؟!
أعلم أن من أركان الإيمان..الإيمان بالقدر خيره و شره
و أنا أؤمن بشره قبل خيره يا الله لأني أعلم بأنك تضع حكمتك كلها به..
و لكن اشتياقي زاد لحد السماء..!
لم أعد أتحمل طول الغياب هذا...
أعلم بأنه اختبار منك و لكن هل لم أجتزه للآن؟!!
كانت أسماء تكتب في دفترها ثم أغلقته و وضعته تحت وسادتها ثم قالت لأحمد الذي كان يجلس برفقتها:
يا أحمد يا ابني خرجني أقعد برا في الجنينة شوية حاسة إني مخنوقة من البيت كده
و سيب الولد من إيدك مابقاش صغير سيبه يعتمد على نفسه شوية
ضحك أحمد بشدة لحديث أسماء الذي لا تتوقف عنه
ثم أمسك بيد أسماء بيد و باليد الأخرى يحمل صغيره..
خرجا سويًا للحديقة و جلسا على مقاعد بالخارج..
فقالت أسماء و هي تلهث و تضحك بنفس الوقت:بنكون عيال صغيرين زي آسر مع إنه مابقاش صغير و إنت لسه بتشيله.. و بنهبط من أقل حركة في صغرنا و نكبر شوية و نكون عندنا نشاط يهد جبال و نرجع تاني نكون عواجيز كده زي حالي دلوقتي بهبط من أقل حركة والله
حاسة إن العجز مش السبب الوحيد في اللي أنا فيه يا أحمد
حاسة إن وجع قلبي من اللي حصل في الملجأ مش بيخف أبدًا..
لا هيخف بإذن الله يا أستاذة أسماء
نظرت أسماء و من بعدها أحمد لمصدر الصوت فوجدا فتاتين برفقة دينا..
اعتدلت أسماء في جلستها و وضع أحمد آسر أرضًا يلعب..
ثم قالت أسماء موجهة حديثها لدينا:مين الحلوين دول يا دينا يا بنتي؟!
أدمعت عيون ندى ثم قالت بحب و اشتياق:أنا ندى يا أستاذة أسماء مش عارفاني؟!
شهقت أسماء ثم وضعت يدها على فمها و أسرعت دموعها بالإنهمار و كأنها كانت على أهبة الإستعداد..!
كان تأثير المفاجأة ليس بقليل أيضًا على أحمد الذي وقف و ذهب إلى دينا بسرعة و قال بلهفة و دهشة:هي بتقول إيه؟!
ثم نظر لندى و قال لها:إنتِ بتقولي إيه؟!
إنتِ بجد ندى؟!
كانت ندى تبكي بشدة فمسحت دموعها ثم أشارت له برأسها بالإيجاب ثم ركضت لأسماء و احتضنتها بقوة..!
أسماء التي لم تتفوه بكلمة حتى الآن و لكن دموعها كانت تقول ما لم يستطع فمها بقوله..!
احتضنتها أسماء هي الأخرى ثم أمسكت رأسها بكلتا يديها و قالت لها بكل الحب المكنون لها المشوب بالاشتياق:أنا كنت عارفة و واثقة إنك هترجعيلي تاني يا ندى
كنت عارفة إنك هترجعي والله
أمسكت ندى بيديها و قبلتهما بحنان ثم قالت لها:أنا عمري ما نسيتك يا أستاذة أسماء والله
عمري ما نسيت كل اللي عملتيه علشاني و عمري ما نسيت حبك ليا
بس صدقيني ماكنتش عارفة أوصلك خالص والله
أغمضت أسماء عينيها ثم قالت بإبتسامة:صادقة يا بنتي
إحنا دورنا عليكم كتير إنتِ و بلال
دورنا في كل مكان والله بس ماقدرناش نوصل ليكم
أحمد و دينا ربنا يصلح حالهم كانوا نزلوا من سفرهم لشهر العسل و زعلوا إن إحنا ماقولناش من ساعة الحادثة
و كان معايا فلوس في البنك و بفضل الله قدرت ألاقي محفظتي و اشتريت البيت ده
بس إنتوا إتقابلتوا إزاي؟!
قصّت عليهما دينا ما حدث معهما و كيف التقيتا..
احتضنت أسماء ندى مرة أخرى و هي تبكي بشدة و تقول بثقة:أنا كنت متأكدة إني هشوفك تاني يا ندى كنت متأكدة إني هلاقيكوا و كنت متأكدة إن اليوم ده هييجي مع إن محدش كان مصدقني..
بس احكيلي اللي حصلك كله من يوم الحادثة
ماتعرفيش فين بلال؟!
بدأت ندى بالحديث عن ما حدث معها و قالت و هي تسترجع شريط ذكرياتها:
أنا كنت سمعتكوا قُلتوا إن بلال مات لما ماريا جت تقولك إنه مات هربت برا الملجأ و كنت بعيط في الشارع لحد تقريبًا نص الليل و كنت ماشية لوحدي في الشارع و الخوف كان هيقتلني
لقيت و أنا ماشية راجل قاعد على كرسي قدام محل هدوم..
شافني و أنا ماشية و بعيط جالي و سألني بلهفة:مالك يا بنتي؟!
إنتِ شكلك بنت ناس بلبسك ده؟!
بس مين اللي عمل كده فيكِ؟!
حد ضربك يا بنتي؟!!!
ردي عليا!!!!
فضلت أعيط و مش برد عليه لقيته قال بهدوء:تعالي اقعدي هنا كده و سمعيني حكايتك و أنا معاكِ للصبح
جابلي عصير و سندوتشات و مسحلي وشي و ايديا بمناديل لأنهم كانوا متبهدلين من الحريقة
حكيتله حكايتي فلقيت عينيه دمعت و قال بحنان ماشُفتوش في عيون حد قبل كده:بصي يا ندى أنا اسمي عصام الجوهري و متجوز و عندي بنوتة واحدة و اسمها صفا تحبي تيجي تعيشي معانا؟!
أنا أصلًا بحب البنات يا صغنونة
و يومها خدني أعيش معاهم و الحق يتقال صفا و أمي عاملوني أحسن معاملة زي ما بابا قال بس للأسف بعدها بتلات سنين بابا عصام تعب جامد و اتوفى
لحد ما كبرت باسم ندى عصام الجوهري و بأحسن أخلاق من أمي الله يكرمها و بأجمل أخت في الدنيا...
كانت دعوتك ليا بترن في راسي كل شوية اللي هي ربنا يسترك دنيا و آخرة و يرزقك بأولاد الحلال و يبعد عنك أولاد الحرام
يمكن دعواتك ليا هي اللي أنقذتني و رزقتني بالناس الحلوة دي
ثم تنهدت بوجع و قالت:أما بلال فأنا مش عارفة عنه أي حاجة من يوم الحادثة
لم تخبرها بخبر وفاته لأنها علمت بأنها لن تتحمله
و كيف تخبرها بشيء ليست مقتنعة به هي!!!
كانت تسرد حكايتها و الكل يستمع لها بمشاعر مختلطة كثيرة..
تنهدت أسماء بوجع ثم قالت لها:أنا عاوزة أقولك حاجة يا ندى محدش يعرفها غير رباب و بلال و ماكنتش عاوزة أقولهالك علشان التهديد اللي كنت خايفة منه
بلال يبقى ابن عمك يا ندى
شهقوا جميعًا من هول الصدمة حتى صفا ذُهلت بشدة..!
بكت ندى بحرقة ثم قالت لأسماء بعتاب:ابن عمي و ماتقوليش ليا يا أستاذة أسماء؟!!
ليييه كده يا أستاذة أسماء ليييه؟!
تنهدت أسماء بألم ثم شرحت لها ما حدث كله
تفهمت ندى لماذا فعلت أسماء ذلك و لكن اشتياقها لبلال زاد...
كانت تسأل نفسها كيف حال أهلنا الآن؟!
كيف عاشوا في غيابنا و من كان السبب في فراقنا؟!
جلسوا معًا لفترة طويلة ثم استأذنت ندى بالرحيل حتى لا تقلق عليهما والدتهما
قالت لها أسماء بحزن:هتجيلي تاني يا ندى؟!
ده إنتِ رجعتيني سنين كتير والله
حاسة إن صحتي اتحسنت شوية
ماتنسينيش يا ندى بالله عليكِ
ابتسمت لها ندى بحب ثم قالت:أنساكِ؟!
ده أنا ما صدقت لقيتك والله يا حبيبتي
ربنا يديم المحبة يااارب
ودعتهم ندى و من بعدها صفا ثم غادرتا...
*************************
حتى و إن امتلك الخير العالم سيكون هناك ثغرات للشر....
اللوم ليس على الشر نفسه و لكن على من تملك منهم..!!
....
كانت سهير تنتظر سامي بإحدى الحدائق العامة و لكنه تأخر عليها...
كانت ستتصل به و لكنها وجدته أمامها فجأة بوجهه الشاحب و شعره الأشعث و ذقنه المبعثرة..
سألته بلهجة قوية:ايه اللي إنت عامله في نفسك ده؟!
قال لها بتأفف:عاوزة ايه يا مدام؟!
قالت له و هي تنظر له بتعجب من طريقته في الحديث:إنت بتتكلم كده ليه يا سامي؟
ده أنا عاوزة منك خدمة و هعطيلك منها فلوس كتير
عاوزاك تقتل واحد
ضحك بإستهزاء ثم قال لها بإشمئزاز:لا حضرتك الحمدلله توبت عن القرف ده و يارب يتقبل توبتي
و بعدين إنتِ مخلوقة من إيه؟!
ده إنتِ إبليس يتعلم منك يا شيخة
و أنا أصلًا عمري ما قتلت يا مدام سهير ربنا ما يكتبها علينا
أنا بنتي كانت بتموت و إنتِ رفضتِ تساعديني لحد ما ماتت فعلًا
اللي قلبه قاسي عمره ما يلين أبدًا و إنتِ قلبك عمري ما شُفت أقسى منه يا مدام
روحي توبي لربنا و صليلك ركعتين تقابلي ربك بيهم
ياريت تحذفي رقمي من عندك خالص و ماتكلمينيش تاني
تركها و ذهب و هي تستشيط غضبًا و لا تعرف ماذا تفعل...!

ريهام_يحيى

ليست هناك تعليقات