إبحث عن موضوع

الفصل السادس عشر من "ويشاء القدر"💜

الفصل السادس عشر من "و يشاء القدر"..🌍💙

عندما سمعوا صراخ حسن انتفضوا جميعًا من هول صراخه..
ركض ياسين سريعًا للأعلى فغرفة حسن في الطابق العلوي من المنزل،عندما دلف إلى الغرفة صرخ في وجه ولاء حتى تتوقف عن ما كانت تفعله،فقد كانت تضرب وجهها بعنف و تهذى بكلام لم يفهمه إلا حسن و ياسين و سمية..!
صرخ ياسين في وجهها قائلًا بعنف:فوقي بقا يا ولاء فوووقي
لو إنتِ فاكرة إن عمايلك دي هترجعها تبقي غلطانة!!
صرخت هي بوجهه و قالت بكل طاقتها و الشرر يتطاير من عينيها التي تلون أبيضها باللون الأحمر:بس بلال قال إنها هترجع يا ياسين بلال قالهالي
أشارت برأسها و إصبعها لبلال و قالت له بنظرة رجاء:إنت قُلتلي إنك هتيجي و ندى هتيجي بعدك صح؟!
اتسعت عيون بلال و محمد و إيمان مما قالته هذه المرأة الآن..!!!
عنفته ولاء بشدة و ظلت تضرب صدره بقوة و هو لا يتفوه بأي شيء...
شعر بأن ضرباتها هذه ما هي إلا ضربات القدر له..!
ماذا تقول هذه المرأة الآن..؟!
أفاق من بحر تفكيره الذي غرق به بسبب كلمات ولاء عندما خارت قواها و فقدت الوعي
لم يشعر بلال بنفسه إلا و أنه يجذب ياسين له بشدة و قال له و الدموع قد احتلت عيونه بجدارة:ابنك اللي مات اسمه ايه؟!!!
نظر له ياسين بعدم فهم ثم قال له بغضب:هو ده وقته يعني يا بلال!!!
جذبه بلال للخارج فخرجوا جميعًا خلفه حتى حسن وضع زوجته في فراشها و خرج لهم..
إيه اللي إنت بتعمله ده؟!
كان هذا ياسين يعنف بلال بشدة بعدما جذب ذراعه من بين يديه
قال له بلال برهبة:آسف آسف والله بس ممكن أعرف هي كانت بتقول ايه؟!
عاوز أفهم بس اللي هي قالته!!
ابننا كان اسمه بلال و ندى دي بنت عمه
كانت هذه سمية تتحدث و الدموع تنهمر بغزارة على خديها
ثم أشارت لحسن و تابعت:ندى بنت حسن و ولاء
و الحقيقة إن هما ماماتوش إحنا أصلًا مانعرفش هما فين!!
و هما صغيرين اتخطفوا من البيت و ماعرفناش عنهم حاجة أبدًا من يومها
هو أكبر منها بسنة واحدة بس الكلام ده من ٢١ سنة بس ولاء غصب عنها بتتعذب
أنا عمري ما فقدت أمل رجوعه بس غصب عني بيأس
كان بلال يبكي بحرقة لأنه تيقن بما كان يشك به..!
نظرت له إيمان و هي لا تعلم ما هذا الذي يحدث هل يكون هو ابن أخيها؟!
هل هذا الشاب الذي وجدته في صغره هو ابن ياسين؟!
نظر ياسين لبلال و محمد و إيمان الذي انبعثت الدهشة و التعجب من وجوههم ثم قال لهم:هو ممكن أعرف في ايه؟!!!!
مالك يا بلال؟!
نظر له بلال و هو يبكي بشدة ثم قال له:أنا بلال أنا ابنك
نظر له ياسين لوهلة ثم ضحك بهستيريا ثم قال بألم:عارف لو ماكنتش ابن إيمان كان فاتني بقول إنك بتنصب عليا!!!
ذهبت سمية له ثم قالت بهدوء:إنـ.. إنت بتقول إيه؟!
إنت بتقول إيه ياابني!!!!
مش إنت ابن إيمان و محمد ؟!!
قاطع حديثها صوت إيمان التي قالت بهدوء:بلال مش ابني
واصل ياسين ضحكاته و ملامحه التي شقها الكِبر ترتعد من شدة الضحك ثم قال:إنتوا بتهزروا يا جماعة؟!!!!
صرخ بلال ثم قال و هو ما زال يبكي:أنا كنت في القاهرة في دار أيتام و كان معايا صاحبتي هناك اسمها ندى
دايمًا كنت بلاقي أستاذة أسماء اللي كانت مديرة الملجأ عاوزانا سوا و عاوزانا قريبين من بعض
في مرة قبل حريق الملجأ بكام يوم سألتها هي ليه عاوزانا سوا على طول كده؟!
ماتوقعتش الرد اللي ردت عليا بيه
لقيتها قالتلي إنت و ندى أولاد عم!!!
اتصدمت طبعًا من الحقيقة دي و قُلتلها ليه ماقولتيش من زمان؟!
لقيتها طلعت ورقة مكتوب فيها الكلام ده..
"دول طفلين أولاد عم ولد و بنت هو اسمه بلال و هى اسمها ندى بس سموهم بألقاب زى ما إنتوا عاوزين ما دى شغلتكم
آه و كمان هما مش من نفس المدينة اللى فيها الملجأ
هبقى أبعتلكوا فلوس كل شهر علشانهم و زيادة كمان
بس اللى أنا عاوزاه أنهم ماينقصهمش حاجة
و مهما حصل متعرفوش حد فيهم إنهم قرايب علشان تصرفى ساعتها مش هيعجبكوا"
قالتلي مااقولش لندى خالص لإنها خافت علينا من التهديد اللي كان في الورقة
و قالتلي علشان أفضل دايمًا مع ندى لإنها خافت من النصيب و القدر!!
لحد ما جه يوم الحادثة في الملجأ و حصل حريقة كبيرة و وقفت و سمعتهم بيقولوا إن ندى ماتت جريت برا الملجأ و عيطت كتير و وقتها...
قاطعته إيمان قائلة:وقتها كنت راجعة من عند الدكتور لإني ماكنتش بخلف و كنت بعيط و محمد كان بيواسيني و كنا هنخبط طفل بالعربية اللي هو بلال و يومها محمد قال ناخده معانا و نعامله على إنه ابننا ....
صدقني أنا فعلًا كنت دايمًا أقوله إنه شبهك يا ياسين!!
أنا مش قادرة أستوعب الي حصل ده؟!
صمتوا جميعًا و ما كان هناك إلا صوت شهقاتهم و بكائهم....!
نظرت له سمية متفحصة إياه ثم قالت له بتردد:كان ابني عنده علامة في دراعه اليمين
فرح بلال بشدة و ارتسمت البسمة على وجهه ببراعة وسط الدموع ثم خلع سترته و من ثم قميصه و أظهر لهم جميعًا هذه الشامة المميزة التي تتحدث عنها سمية
عند رؤية ياسين لهذه الشامة شهق بقوة و شعر بالدوار فجلس على أريكة بالقرب منه ثم فرت الدموع من عينيه و كأنها كانت أسيرة و لاقت حريتها..!!
لا أحد يعلم بأمر هذه الشامة من منزلهم غير هو و سمية فقط..!!!
هذا يعني يا رباه بأنه ابني؟!
كانت سمية في حالة ذهول فهذا الذي حدث لا يصدقه عقل أبدًا
ذهبت لبلال و أمسكت بكلتا يديه ثم قالت له بهدوء:إنت بلال بجد يا ابني؟!
إنت ابني بلال بجد؟!!!!
احتضنها بلال بقوة بعدما جلس بجانبها و هو يبكي كطفل صغير و يهذي بكلمات غير مرتبة.... ندى ....ماما....بابا.....الملجأ..الحريقة...!
حتى انقطعت هذه الكلمات و استشعرت بأن رأسه ثقلت على صدرها فوجدوا بأنه قد نام و الدموع قد رسمت خطوطًا على وجهه..!!!
تركته سمية على الأريكة وحده بعدما وضعته في وضع مريح له ثم ذهبت و جلست على كرسي بعيد عن الجميع..!
ذهب لها ياسين ثم قال لها و هو يرتجف بعض الشيء:صدقيني ماكنتش متخيل إني يوم ما ألاقي ابني هيكون وضعي كده..!!!
كنت متخيل إني هفرح أوي و بصراحة ماكنتش متوقع مشاعري الملخبطة دي؟!!!!!!
قالت سمية بحزم:ياسين اعمل تحليل الـ D N A
لازم قبل أي حاجة نتأكد ١٠٠ % من إنه ابننا!!!
صرخت إيمان بوجههما قائلة:إنتوا إزاي كده؟!
أنا لو ابني كان رجع بعد فترة الغياب دي كلها ماكنتش هشيله من حضني أبدًا لحد ما أشبع منه!!!!!
إنتوا إزاي سايبينه كده؟!
انفجرت سمية بالبكاء و قالت بحرقة:أنا قلبي والع يا إيمان و نفسي أحضنه جامد و أخده في حضني و أنام بس للحظة خُفت يكون مش ابني و إني أقربله كده حرام!!!
أنا متأكده انه ابني....و من أول ما عيني شافته و أنا مايلة ليه على فكرة!!
بس عاوزة أكفي كل الأدلة يا إيمان
احتضنتها إيمان بقوة و قالت لها:متفهمة
أنا فرحانة أوي يا سمية والله من القدر اللي جمعنا ده
طب تعرفي إني مش بحضنه بردو علشان مايبقاش حرام عليا و قلبي فرح إني هقدر أحضنه لإنه يعتبر ابن أخويا يا سمية
أنا حبيته كإنه ابني بجد و الله و ربنا يعلم أنا و محمد بنحبه إزاي كمان
ذهب إليهما ياسين و احتضنهما ثم قال بابتسامة صغيرة:مش دايمًا كل حاجة بتروح و مش بترجع،
في حاجات بتروح علشان ترجع أحسن مما كانت
و ربنا مش بينسى حد أبدًا يا إيمان
ربنا ضيعه مننا و إنتِ ربنا مارزقكيش بطفل بس رزقك بيه علشان يعوضك و تكوني سبب لرجوعه لينا و في أجمل صورة..!
أنا مش متخيل اللي حصل ده!!!
حاسس إني لسه في حلم من اللي كنت بحلمهم في غيابهم...!!
شهقت سمية و قالت بدهشة:ندى يا ياسين!!!!!
معقول تكون ماتت فعلًا؟!!!!
ولاء طول عمرها زي ما بيقولوا فيها حاجة لله قالت إن بلال جالها في الحلم و قال إن ندى هتيجي بعده
محدش يجيب لولاء سيرة الموت دي
ربنا يستر على اللي جاي
.....
كانت سهير تستمع لهم من فترة قصيرة و كانت تحترق بنار الغيرة هذه..
كانت تقول بكل غل و هي تطلب رقم على هاتفها:أنا مش كل اللي عملتهزفي حياتي هيضيع!!!!!!
إزاي ده حصل يعني؟
معقول القدر بيعاندني كده؟!!!
آلوووو
إزيك يا سامي
عاوزة أشوفك ضروري..!
***********************
لا تنتظر شيئًا من القدر غير كل خير،كن على يقين بذلك لأن القدر ليس إلا من تخطيط ربك..!
تعود أن تضع الخير في طلبك بقلبك و يشاء القدر بأن يرزقك ربك به..!
و إن قابلك ابتلاءًا في حياتك اربت على قلبك و قل له "الله قدّر كل هذا و الله كفيل به"
......
كانت صفا تنتظر ندى التي تأخرت عليها كثيرًا فلمحت إسلام من بعيد فنظرت للجانب الآخر حتى لا يراها و شعرت بشيء غريب داخل قلبها..!
هذه أول مرة تشعر بهذا الشعور
انتفضت عندما شعرت بيد تمسك بكتفها و صرخت صرخة مكتومة فوجدتها أختها ندى التي تلهث بشدة و تقول:آسفة آسفة آسفة والله كنت في السكشن الغبي ده و اتأخرت خالص
ابتسمت لها صفا و قالت بهدوء:و لا يهمك يا حبيبتي
اتسعت عيون ندى بشدة و قالت بابتسامة:ماتوقعتش الرد ده يا صفاصيفو خالص
نكزتها صفا ثم قالت:طب يلا بقا يا ندوش علشان نلحق نلف شوية على الهدوم
ضحكت ندى و قالت بحنان:حاضر يا حبيبة قلبي
........
ذهبت الفتاتان إلى مول للتسوق و كانت صفا سعيدة بهذا القرار الذي اتخذته..فقد شعرت بأنه أفضل قرار في حياتها...!
كانت تتحدث مع ندى التي كانت تنظر لشخص ما..!!!
هزتها صفا و قالت بتعجب:بتبصي على مين يا ندى؟!!
اغرورقت عيون ندى بالدموع و هرولت بسرعة لهذه الفتاة التي رأتها منذ وهلة ثم وقفت أمامها و قالت و هي تبكي بحرقة:أنا مش مصدقة عينيا!!!!
ماتغيرتيش عن زمان!!!!

ريهام_يحيى

ليست هناك تعليقات