إبحث عن موضوع

الفصل الخامس عشر من "ويشاء القدر"💜

الفصل الخامس عشر من "و يشاء القدر"..🌍💙

كان بيت آل حجازي يضج بالفرحة للمرة الأولى بعد سنوات كثيرة مرت عليه بالحزن و الألم
...
كانا ياسين و سمية فرحين بزيارة إيمان و محمد لهما
و على وجه الخصوص ياسين الذي كان يتخيل ملامح أخته التي لم ينسها أبدًا طيل هذه السنوات التي مرت...
قال ياسين لسمية و قد غمرت الفرحة وجهه:أنا فرحان يا سمية بجد
أنا مافرحتش كده من زمان..
حاسس إن الفرحة هتيجي و مش هتسيبنا تاني يا سمية..
كانت سمية ستتحدث و لكنهما سمعا صوت ضحكات تأتي من الخارج..
ضحكات متتالية لا تتوقف أبدًا.....
نظرا لمصدر هذه الضحكات فوجدا أن ولاء هي من تضحك و تتراقص بفرح كبير مثير للدهشة..!
ذهبت إليها سمية و قالت لها بتعجب واضح:في ايه يا ولاء؟!
بتضحكي ليه كده؟!
قال لها حسن و قد شق الحزن طريقه لوجهه:بتقول إن بلال و ندى هيرجعوا خلاص!!
صعقت سمية ثم زوجها الذي قال بعدم فهم:هيرجعوا إزاي؟!
مش فاهم؟!
قالت لهم ولاء بصوت عالٍ و هي ما زالت تتراقص على أنغام ضحكاتها و هي ممسكة بملابس ابنتها من الذراعين كأنها ترقص معها:بلال جالي في الحلم إمبارح و قال أنا جاي بس ندى هتتأخر شوية
كنت زعلت في الأول لإني كان نفسي الاتنين ييجوا سوا بس طالما هي هتيجي هستنى شوية كمان ما أنا استنيت سنين كتير
نظرت سمية لزوجها و عينيها قد اغرورقت بالدموع على حالة ولاء التي لا تُحسد عليها أبدًا ثم ذهبت لها و احتضنتها و قالت بهدوء و حنان:طب تعالي ندخل يلا ارتاحي شوية يمكن تهدي
نظرت لها ولاء بحزن قادم من أعماقها ثم قالت:اخص عليكِ يا سمية إنتِ مش مصدقاني؟!
أوشكت سمية على الحديث و لكن ولاء قاطعتها بضحكاتها التي رنت في الحديقة ثم قالت بهدوء تام:اسمعوا أهو جاي أهو..
تِك تِك تِك تِك..
فُتح الباب الخارجي للحديقة فصعقوا جميعًا ثم نظروا لولاء التي اندفعت على القادمين و قالت ببكاء هستيري:يا بلااااال يا بلاااال..!!!
كانت إيمان تمسك بيد زوجها و زوجها ممسك بيد ابنه بلال و لكن عندما سمعوا نداء هذا الصوت أفلتوا أياديهم من بعضها..
أتت إليه ولاء و وقفت أمامه و ابتسمت ابتسامة كبيرة رأوها جميعًا لأن سمية و ياسين و حسن قد لحقوها فالتقت الأعين كلها ببعضها و لكنهم في حالة ذهول لا يعرفوا ما الذي يحدث؟!!!!
قالت ولاء لبلال الذي يقف مذهولًا من هول ما حدث كن يردد في نفسه "هل تناديني بالفعل؟!" و كأنها تعاتبه:إنت طمنتني يا ابني إنك جاي بس ليه قُلتلي إنها هتتأخر؟!
كان نفسي أشوفكوا سوا يا ابني كان نفسي أشوفكوا سالمين مع بعض
قالت هذا ثم خارت قواها فلحقها زوجها و أخذها للداخل في وسط هذه الأعين التي تتلهب بالحيرة..!
***********************
محظوظ من يقف عند نقطة معينة في حياته ليعيد حساباته مع هذه الحياة..
و الأكثر حظًا هو الذي يضع الله له هذه النقطة بدون سابق إنذار له،
سننجرح،نتعب و سنحزن..و لكن هل ستكون هذه النهاية؟!
سينشلك الله من أحزانك نشلًا حتى و إن كنت غريقًا فيها..!
أؤمن كثيرًا بهذه المقولة "رب خير لم تنله كان شرًا لو آتاك"..
ما عليك إلا أن تقترب من الله دائمًا..فهو القريب الذي لا يبتعد أبدًا..و هو الصديق الذي لا يخون..و هو الحبيب الذي لا ينساك...فهو الذي بقربه تحلو الحياة...
........
كانت صفا في غرفتها تصلي الظهر..
بعدما سلّمت قالت الأذكار بمشاركة أصابعها لها و عندما انتهت قالت بحزن:يا ربي أنا من دلوقتي هتوكل عليك بإذن الله حق تُكالك..
هحاول على قد ما أقدر أكون كويسة في حق نفسي و مش هظلمها تاني
آسفة ليك و لنفسي اللي ظلمتها..
سامحني يارب سامحني غلطة و مش هتتكرر
..
خرجت صفا من غرفتها و ذهبت لغرفة ندى التي وجدتها ما زالت تصلي..
ذهبت لدولاب ندى رغمًا عنها لأنها وجدته مفتوحًا و كانت تتنقل بين فساتينها باعجاب لأول مرة!!!
رأتها ندى و قالت:امسك حرااااامي!!!
رغم أن ندى كانت تمزح و لكنها أفزعت صفا بحق..!
قالت صفا و قد شعرت بأن قلبها خرج من بين ضلوعها:حرام عليكِ يا ندى والله اتخضيت
ضحكت ندى بشدة ثم قالت مازحة:عليا الطلااااج إنت اتخضييييت
ضحكت صفا رغمًا عنها ثم قالت بعدها و هي مترددة:هو ممكن يعني ألبس من هدومك و تقابليني بعد الدرس أشتري هدوم طويلة؟!
كام طقم بس كده يكونوا عندي كنت حاطة فلوس و بحوش عليهم علشان أشتري اللاب بس حاسة إن الهدوم أهم دلوقتي
ذهلت ندى من سؤالها و كلامها و قالت بتعجب:بجد الكلام ده؟!
ابتسمت صفا و قالت و هي تومئ برأسها:آه والله عاوزة أجرب كده لإني حبيت الطويل من يوم خطوبة أبرار و أنا حاباه
احتضنتها ندى بشدة ثم قالت بحب:فرحتيني أوي والله بالخبر الحلو ده
عقبال الخمار يااارب
نكزتها صفا ثم قالت و قد عقدت ما بين حاجبيها و زمت شفتيها:أنا لسه مش عارفة هاخد الخطوة دي و لا لا يا ندى بس مش بفكر فيها دلوقتي
ربنا يسهل بقا
لمحت ندى التغير في حديثها و طريقتها حتى في نظرة عيونها و نظراتها الشاردة فقالت بقلق:هو في ايه يا صفا؟!
تصنعت صفا الابتسام و قالت:مفيش يا ندوش ليه.بتقولي كده؟!
أمسكت ندى بيدها ثم قالت:طب في ايه كده؟!
وقفت صفا و هي تحاول أن تجعلها تكف عن سؤالها هذا ثم قالت:يا بنتي أنا كويسة والله
قومي بقا اختاريلي حاجة حلوة كده ألبسها علشان ماتأخرش على الدرس
قالت لها ندى بابتسامة:حاضر يا حبيبتي ربنا يفرح قلبك و يهديلك بالك
قالت صفا بحب:يا رب يا حبيبتي
ربنا ما يحرمني منك يا ندوش
و بإذن الله النهاردة بعد الدرس قابليني علشان أشتريهم
ابتسمت لها ندى و قالت:من عينيا يا حبيبتي أول ما تخلصي رني عليا و هنزل على طول
يلا في رعاية الله
......
خرجت صفا من منزلها فسمعت خطوات تأتي من أعلى السلم فظهر أمامها إسلام الذي عندما رآها بهذه الطلة مرة أخرى انتفض قلبه و شعر بأنه سيخرج من صدره الآن و لكنه ربت عليه و قال في نفسه:ربنا يهديك يا رب
إنت قلب مجنون و وحش يا وحش إخص مش ده اللي اتفقنا عليه و كمـ...
نشلته صفا من أفكاره و هي تقول بخجل:إزيك؟!
هو في حاجة؟!!
تمنى و لو تُشق الأرض و تبتلعه من خجله ثم قال:هاا؟!
أنا كويس الحمدلله في نعمة و حضرتك أخبارك ايه؟!
ابتسمت صفا و قالت:الحمدلله والله بخير
عندك درس؟!
رد عليها بعدما تأفف:عندي النهاردة أربعة والله بس خير
ابتسمت له مرة أخرى و قالت:ربنا يعينك يا رب و يعيننا
يلا همشي بقا علشان اتأخرت في رعاية الله
قال لها:في رعاية الله
خلي بالك من نفسك
شعرت بانتفاضة في قلبها و لكنها تغاضت عنها هذه المرة و قالت:ماشي إن شاء الله شكرًا
*******************
يعني هي كان عندها بنت و ضاعت و هي صغيرة و هي بتستنى رجوعها؟!!!!
كان هذا محمد يتحدث معهم جميعًا بعدما قص عليه ياسين قصة ولاء و لكنه لم يذكر قصة ولده هو..
كانوا في عالم و سمية بعالم آخر..!
كانت تنظر لبلال من وقت لآخر و تقول في نفسها بحسرة:لو كان ابني بلال معايا كان فاته قدك
كانت تتمنى لو أن ولدها معها الآن..!
كان ياسين يجلس بجانب إيمان و ينظر لملامحها التي لم تتغير بتغير الزمن كما اعتقد..!
قال ياسين لإيمان بحنان:وحشتيني يا أختي والله
وحشتني لمتنا سوا كده
فرحان إني شايفك و شايف ابنك و جوزك مش هتتخيلي الفرحة اللي مالية قلبي يا إيمان والله
نظر إلى محمد و قال له بابتسامته الصافية:فرحان إني شُفتك يا محمد والله
و سبحان الله محترم زي ما تخيلتك بالظبط ربنا يبارك فيك
ابتسم له محمد بصفاء و قال:ربنا يعزك يا ياسين ده من ذوقك والله
نظرت له إيمان بتعجب و قالت:أنا ماسألتش إنتوا عندكوا أولاد ايه؟!
والله نسيت خالص يا ياسين راح عن بالي
نظر ياسين لسمية التي فرت من عينها دمعة حبيسة منذ رؤيتها لبلال فمسحتها بسرعة ثم قالت بابتسامة:احنا ربنا مارزقناش غير بواحد بس و القدر حرمنا منه
شعرت إيمان بالأسى حيالها فقالت معتذرة لأنها ظنت بأنه توفى:أنا آسفة يا سمية والله ربنا يرحمه يا رب و يجعل مثواه الجنة
سألهما محمد:كان اسمه ايه و توفى ازاي؟!
كاد ياسين أن يتحدث و لكنه سمع صوت حسن يصرخ و يقول:الحقني يا ياسين بسرعة الحقنييي

ريهام يحيى

ليست هناك تعليقات