عندما اصبحت انا الوحش

من "عيادة دكتور نفسى"..🍃

عندما أصبحت أنا الوحش

فى عيادة الدكتور النفسى تانى...
هى كانت قاعدة جه عليها الدور تحكى حكايتها
و هى مبتسمة ابتسامتها الصافية قالت:عمرى ما تخيلت انى هوصل للفرحة دى و الرضا ده..
أنا اتخلقت بعيب خُلقى فى وشى،كان جنب سليم و الجنب التانى من وشى بايظ بمعنى الكلمة..
أهلى كانوا بيحبونى بس غصب عنهم كانوا بيتحطوا فى مواقف بايخة بسببى و كانوا بيتعرضوا للاحراج بسبب أن الناس بتتريق عليا..
كان أى حد بيشوفنى بيقول عليا مسخ،غول و ساعات كتير وحش..
و على مدار حياتى الناس كانوا بينادونى بالوَحش...
أنا بحب من صغرى أفلام كرتون ديزنى على وجه عام و الجميلة و الوحش على وجه خاص..
كنت بقول لنفسى دايمًا معقول لو أمير شافنى و أنا وحش هيحبنى؟!
ده كمان خيال..طب لو فى الواقع القذر ده!..
حد هيحبنى و أنا ملامحى مشوهة؟؟
حد هيحبنى و أنا....،،و أنا وحش؟؟!!...
حطيت نفسى مكان الأمير و قُلت..أكيد لاء مش هرضى أن حبيبتى تكون وحش..
مع أنى لو حبيت واحد و هو شكله مش حلو مش هيهمنى أهم حاجة روحه و حبه ليا..
المهم كبرت و أنا على نفس الحال (الوحش)..
بس فى دكاترة كتير اتعرضت عليهم و قالوا فى آمال مش أمل واحد أنى أعمل عملية تجميل و أكون كويسة..
بس أهلى خافوا عليا خافوا لأحسن وشى يبوظ أكتر و أكتر
طبعًا جالى اكتئاب تانى بعد ما كان قلبى نسى طعمه..
و جيت هنا علشان أعالج الاكتئاب ده و محدش كان يعرف بالموضوع ده..
عدت الأيام وخلصت الجامعة و بعدها بسنة كان عندى 23 سنة فى واحد اتقدملى..
طبعًا فرحت بس فى نفس الوقت قعدت مع نفسى و اتكلمت معاها مع هى صديقتى الوحيدة..
و قُلتلها:يا ترى هو اتقدملى ليه و أكيد عارف أنى وحشة..مسخ..
بابا قعد يقنع فيه أنى مش عاوزة أرتبط و رفضه لأن لما كان حد يجيبلى عريس و يشوف وشى بيهرب آه و الله بيهرب..
بعد الرفض جه أربع مرات كمان و فى المرة الآخيرة بابا سأله:أنت ليه عاوزها؟!
قاله و عينيه مليانة دموع:بحبها والله
بابا رد بكل قسوة:بتحبها على ايه؟!
أنت مش شايف وشها؟!!
أنا مايهونش عليا بنتى تتعذب بعدين لما ترميها بسبب تريقة الناس عليها و أنت ماتستحملش
رد هو و قال:يا عمى..اسمعنى بترجاك..أنا بحبها بقالى أربع سنين و بستنى اليوم اللى جيت اتقدمت فيه ليها
و عارف بموضوع وشها بس كده كده وشها و جمالها مش دايمين جمال روحها اللى دايم..و أنا متأكد أن ده خير ليها لأنى عندى يقين بالآية دى..﴿و خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم﴾..
و صدقنى يا عمى هحافظ عليها من نفسى قبل الناس..
بابا وافق و فِرح جدًا و عيونه دمعت من الفرحة و ماما بردو فرحت بس أنا اعترضت..
أيوة اعترضت لأنى حطيت شرط قبل أى حاجة و الشرط هو أنى أعمل العملية..
كلهم كانوا معترضين و هو كمان اعترض فى الأول بس بعدها اقتنع و قالى كده:أنا هسيبك تعمليها و موافق بس مش علشان أنا مش عاوزك كده
لا علشان أنا عاوزك تعملى حاجة نفسك فيها مش أكتر
بابا قاله و قالى:طيب النتايج هتتحملوها أنتوا الاتنين
أنا رديت:هو مالوش ذنب أنا اللى هتحمل النتيجة
هو رد:لاء أنا هتحملها معاكى
أنا:أنت مالكش ذنب
هو بابتسامته الجميلة:بس ليا فيكى....
خدت أسبوعين أعمل أشعة و تحاليل معينة كده قبل العملية و طبعًا معدتش بروح للدكتور النفسى و لا العيادة خالص لأن الشخص اللى كنت بستناه طول عمرى ظهر فى حياتى،،الأمير اللى جه نورلى حياتى..
و عملت العملية و النتيجة محدش كان متوقعها سبحان الله بقيت إنسانة عادية و وشى بقى عادى..حسيت ساعتها أنى...أنى جميلة والله و للمرة الأولى فى حياتى حسيت بجمالى..
و هو حسسنى بجمالى كمان و دللنى و حببنى فى نفسى أكتر و أكتر..
يوم فرحنا قالى كلام حلو أوى و هـ..
قطع كلامها و هى بتحكى صوت...صوته هو و هو بيقول الجملة:ربنا خلقك كده علشان سببين
السبب الأول:أن ربنا شافك تقدرى تتحملى اختباراته لأن ..لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها....و كمان علشان تتعلمى للمستقبل ما هو محدش بيتعلم ببلاش
و السبب التانى:أن محدش كان يقدر يتحمل الجمال ده كله 23 سنة كمان
كل اللى قاعدين ضحكوا من قلوبهم و فرحوا ليها جدًا لأنها تستاهل كل خير
فقالت هى:النهاردة آخر يوم ليا هنا و مقدرش أنسى حبكوا و لا مساعدتكوا ليا دمتوا بخير..
و مسكت ايده و مشيت..

ريهام_يحيى