إبحث عن موضوع

الفصل الثالث من "لفة ورد"🌸🌸

الفصل الثالث من "لفة ورد"..💐💜

بينما الفتاتان تضحكان سمعتا صوت يقول بهدوء و يتنحنح:السلام عليْكم
نظروا لمصدر هذا الصوت فكان ذلك الشاب الذي رأته جميلة من قبل مااااااذا؟!......يا للهول!!!
هذا ما قالته في نفسها و بدأت تتحدث في سرها قائلة:ايييه ده؟!
اللي جابه هنا؟!؟
ياااربي أنا خايفة بجد
معقولة يكون متغاظ مني علشان خبطته بس والله ما قصدت ربنا يستر ياااارب استر والله مش هعمل حاجة تزعلك تاني و مش هغضبك تاني بس خليه يمشي
هِش هش هشششش انصرف من هنا انصرف
نشلتها نورا من أفكارها و قالت لها:طب ادخلي قولي لمدام هالة يا جميلة لأن والله هي مقالتش لينا حاجة يا أستاذ حمزة
نظرت جميلة نظرة بلهاء لنورا و همست لها بصوت غير مسموع:هاااه؟!
نعم..أقولها إيه؟
نظرت لها نورا بغيظ و قالت لها:خلاص هدخل أنا أقولها و هجيلك أعرفك الوقتي إزاي تسرحي و في زباين هنا
همَت نورا لتدخل لهالة و لكن جميلة تشبثت في ذراعها و كأنها طفلتها و قالت بصوت خافت:خديني معاكي بالله عليكي يا نورا
تعجبت نورا من طريقة حديثها و قالت لها:طب تعالي و دلوقتي تحكيلي في ايه....
أومأت جميلة برأسها و لم تتحدث ثم دخلتا لمكتب هالة و قالت نورا:مدام هالة في زبون بره اسمه حمزة مصطفي و قال أنه كان طلب منك طلبية امبارح
شهقت هالة و قالت:يااااه ده راح عن بالي خالص
هو فين يا نورا؟!
نورا:مستني بره
هرولت هالة بسرعة للخارج حتي تتأسف لحمزة عن نسيانها
و من حديث نورا و هالة فهمت جميلة ما الخطب و اعتقدت أن حمزة هذا سوف يغضب عليهن و أنه سوف يُحدث فوضي و قالت في نفسها:ربنا يستر
في هذه الأوقات في الخارج كانت دنيا تحاول جذب انتباه حمزة ففي الحقيقة كان حمزة شاب وسيم،و كانت بشرته سمراء قليلًا و برغم ذلك وجهه مُبهج و كأنه يشع نورًا،و ذو لحية سوداء ليست بالقصيرة و ليست بالطويلة،وعيونه زرقاء كعيون هدي و والدته..
و لكنه برغم محاولاتها لم يتحدث معها أبدًا لأنه لم ير ما تحاول فعله
حتي أنه لم يلاحظ وجود جميلة لأنه وجدهن كلهن فتيات فغض بصره في الحال
خرجت له هالة و قالت له:والله يا أستاذ حمزة أنا أسفة جدًا نسيت موضوع الورد و الهدايا خليك قاعد ربع ساعة بس و صدقني هنخلص كل حاجة و أصلـ...
قطع حمزة كلامها و قال:أسف ع المقاطعة يا أُمي بس ليه كل الأسف ده؟!
جل من لا يسهو كلنا بني آدمين و بننسي
صمت لثواني ثم تابع بابتسامة صافية:لعل و عسي التأخير ده يكون خير
لازم نبص لكل حاجة بالجانب الايجابي يا أُمي و بردو..
قطع كلامه آذان الظهر فقال لها:اتفضلي و براحتك خالص و أنا هروح أصلي أهو
شعرت هالة براحة بسبب كلامه الجميل و قالت:ربنا يبارك فيك يابني
حمزة:السلام عليْكم
جاوبن:و عليكم السلام
في حين خروج حمزة نادت هالة لجميلة:يا جميلة تعالي كده
ردت جميلة:حاضر يا مدام هالة
سمع حمزة هذا الصوت نعم هذا هو الصوت المقصود صوت الفتاه التي اصطدم بها فهو برغم أنها لم تتحدث إلا القليل حفظ صوتها و حُفِر بقلبه فنظر لمصدر الصوت و المفاجأة أنها فعلًا هي
فقال بصوت مسموع:ياااااه ده فعلًا هي البنت اللي قابلتها يعني اسمها جميلة سبحان الله يعني يارب أنت سببت موضوع التأخير ده علشان أشوفها و أعرف اسمها و مكان شغلها ولا بتختبر إيماني و صبري!!!!!....يارب ألهمني الصواب
قال هذا ثم ذهب و لكن عادته البلهاء هذه سوف تجعله يقع في المتاعب و هي أنه يتحدث بصوت مسموع و هو يظن أنه يخاطب نفسه و لكن هذه المرة سمعته دنيا و قالت:جميلة جميلة جميلة هو فيها إيه زيادة عني فيها إيه حلو يعني؟!
أنا حاولت ألفته ليا و هو حتي مبصليش و لا عرف شكلي إيه
صمتت قليلًا ثم قالت:و الله لسه يا جميلة ما عملت فيكي حاجة و هعرفك قيمتك
**********************
في هذه الأثناء دخل إسلام  ليوسف في مكتبه....يوسف يعمل في شركة إستيراد و تصدير فهو تخرج من كلية التجارة قسم إدارة الأعمال و إسلام كان مدير الشركة في نفس عمر يوسف و كان زميله في الدراسة منذ الإعدادية حتي الجامعة و حتي الآن
و لكن هذه الشركة كانت تِركة والد إسلام له بعد وفاته لأنه الإبن الوحيد له
فقال له إسلام:إيه يا عم يوسف الكلام علي إيه؟!!!
رد يوسف باستفزاز:علي وشك إن شاء الله يا قلبي
صرخ إسلام و قال:يابني حرام عليك قول قالت إيه،وافقت ولا لا؟!
ده أنت عذاااب ربنا يكون في عونها والله
نظر له يوسف و قال:هي مين دي يالا
نظر إسلام برهبة مصطنعة:اللي أمها داعية عليها
رد يوسف بسخرية:هاهااااا يابابا أنا مش أي واحدة كده هتعجبني أنا حاطط مقاييس لفتاة أحلامي و لازم كل المقاييس تتحقق و إلا مش هوافق بيها
ضحك إسلام و قال:يا بابا الحب مالوش مقاييس زي ما أنت متوقع ربنا اللي بيزرع جوانا الحب والمشاعر دي و إحنا مالناش إيد فيها
نظر يوسف للفراغ و قال:مش عارف يا إسلام بس بردو في مبادئ مستحيل أتنازل عنها
إسلام:مختلفناش يا يوسف،،،بص بكرة تقول إسلام قال إن الحب بييجي من غير إستئذان
يوسف بعدم اهتمام:و ده إمتي ده؟!!
إسلام:ربك لما يريد....بس لما تحس أنك مستعد تخسر أي حاجة مقابل الشخص اللي قلبك قبَله،،و لما تحس أن حياتك مش هتنفع من غيره
يوسف:أنت بقيت فيلسوف من ورايا ولا إيه!!
إسلام:أنت مش بتشبع تريقة عليا يا أخي ارحمني..بس عارف من امتي؟
يوسف:ارغي
إسلام و هو يتمتم:مـ مــ مـ.....
ضحك يوسف و قال:أنت هتمأمأ و لا ايه؟!
إسلام:من ساعة ما حبيت أختك
نظر يوسف لعينيه فلمح فيهما شئ غريب و لمعة غريبة لم يفهم معناها
نشله إسلام من تفكيره و قال له:أنت سمعت أنا قولت إيه؟
يوسف:هاا بتقول إيه؟!!
إسلام:بقولك بحب أختك يا يوسف بجد مشوفتش في احترامها و نفسي تكون زوجتي و أم أولادي بجد
نظر له يوسف بمكر و قال له:بس هي مش موافقة
صُعِق إسلام و قال:لييييه يا يوسف لييييه!!!!!
يوسف:كده..كيفها كده
أنا عن نفسي أتمني ليها واحد شبهك لأنك صديقي الصدوق و حبيب قلبي و محترم و ابن ناس بس هي مش موافقة
أنا موافق بس أعمل إيه هي صاحبة الشأن و كل شئ قسمة و نصيب
نظر إسلام إلي الأرض و قد شعر بأن قلبه تحطم و اغرورقت عيونه بالدموع و قال:حاضر يا يوسف أنا هقوم أمشي دلوقتي معلش
و بالفعل قام و ذهب عند الباب و هَم بفتحه سمع يوسف يقول له ببرود:بالليل بعد المغرب يناسبك يا شقيقي ولا إيه؟!!
أصل منمن عاوزة الرؤية الشرعية الأول و عاوزة قاعدة تعارف و كدزة يعني و كدزة
نظر إسلام ليوسف غير مصدق لما سمعه و قال:أنت بتقول إيه يا يوسف بجد الكلام ده والله!!!
أنا فرحان فرحان اوووي
و للمرة الثانية لمح يوسف نفس اللمعة في عيون إسلام و لكنه سرعان ما نشل نفسه من توهانه و قال لإسلام:معلش يا إسلام بقا بحب أغيظك يا أخي
ذهب إسلام ليوسف و احتضنه بقوة و قال له:والله يا يوسف هحطها في عينيا الاتنين
نظر يوسف له بحب و قال:و أنا واثق من كده يا إسلام
رد عليه:طب أسيبك أنا بقا علشان أخلص شوية الشغل اللي ورايا و ألحق أجهز نفسي أنا أمي هتفرح أوي يا جدع والله
يوسف:أيوة يا عم مين قدك النهاردة
إسلام:احسدني بقا احسد
يوسف:يلا يابني هويني بقا أنت خنقتني ياااباااي
إسلام:مع السلاااامة يا چوووووو
يوسف:مع السلامة يااخويا
***********************
يااااا مااااماااااااا
كان هذا صوت مني و هي تصرخ بسبب والدتها
مني:لا يا ماما لا مش هقلع الخمار هو جاي يشوفني فالمفروض أبقي علي طبيعتي
عزة:يابنتي حرام عليكي اللي بتعمليه فيا ده و كمان مش عاوزة تحطي مكياچ طب أعمل إيه أنا دلوقتي
طبطبت مني علي كتف والدتها و قالت بتأفُف:طيب خلاص هحط زبدة كاكاو من الحمرا إغراء أهو يا سعدية عاوزة إيه تاني
ردت عزة ببرود و فقدان أمل:ما أنتِ بتاكليها يا قلب أمك
ضحكت مني و قالت:بحبك و أنت كاشفني يا حلو أنت يا حلو
يلا يا ماما نقوم نظبط البيت كده علشان الناس لما تيجي
قامت عزة بتأفف و مني تضحك بنفس الوقت بشدة
مني كانت معجبة بإسلام و لكن لم تقُل لأي أحد و لكن عندما نضجت عرفت أن هذا لا يليق و تركت قلبها لربها فعوضها ربها بما صبرت عليه فكانت فرِحة جدًا بسبب هذا العوض
*********************
أنهت جميلة لف الهدايا و الورود فأتت نورا لها و قالت:ها مش هتحكيلي كان مالك
تنهدت جميلة ثم حكت لها كل شئ من أول رؤيتها له حتي أخر مرة رأته فيها
ضحكت نورا كثيرًا عليها و قالت لها:أنتِ هبلة يا جميلة ده أكيد خيال واسع منك مش أكتر لأن الراجل والله شكله محترم و كويس جدًا
ردت جميلة بحزن:ما ده اللي أنا حسيته بردو و كمان مني قالتلي لازم يبقي عندي حسن ظن بالناس
نورا:والله البت مني أختك دي ربنا يبارك فيها بجد
ضحكت جميلة و قالت:هو أنا مقولتش ليكي أن هي جالها عريس
نورا بفرحة كبيرة:بجد يا جميلة لا معرفش والله فرحتيني أوي
جميلة:والنهارده هنعمل قاعدة كده علشان يعني يتعرفوا علي بعض
نورا:ربنا يقدم اللي فيه الخير
أتت دنيا و قالت بكل تكبر:يلا هاتوا الحاجة وتعالوا ورايا الزبون وصل
ردت نورا:تعالي يا دنيا شيلي معانا احنا هنا كلنا زي بعض سواسية مش واحدة تؤمر و الباقي ينفذ
فحملت دنيا حقائب بكل غيظ و تأفُف
خرجن فوجدن هالة تعتذر منه مرة أخري فقال لها حمزة:والله يا أمي حضرتك كده هتخليني أزعل من نفسي
حضرتك في مقام والدتي ليه بتعملي كده!
هالة بحزن:لأن والله غصب عني نسيت السن يابني و حكمه
حمزة:و لا يهمك يا أمي
نادت نورا علي هالة و قالت لها:الأوردر جاهز يا مدام هالة
قالت هالة:مين اللي جهز الورد
ردت نورا:أكيد جميلة يعني
نظرت هالة لحمزة و قالت له:أصل جميلة ليها ذوق خاص كده و مش بحب حد غيرها يجهز الورد و يلفه
بمجرد سماع اسم جميلة شعر حمزة بشئ غريب في قلبه و لكنه شعور ليس بسئ
استلم حمزة الورود فلمح زهور بأشكال غريبة فقال:ايه الورود دي؟!
أنا مشوفتش الورود دي قبل كده!!...
قالت هالة:جميلة اللي تقدر ترد علي أسئلتك دي لأنها اللي تعرف في أنواع الزهور
خفق قلب حمزة بشدة فما هذا الذي وضع نفسه فيه!!!!
فقالت هالة:ردي يا جميلة
قالت جميلة:.........

ليست هناك تعليقات