إبحث عن موضوع

قصة ساعي البريد 📬الجزء الخامس و الاخير

ساعي_البريد
الجزء الخامس و الأخير

لم أعد أفتح الرسائل و أقرأها كما كنت أفعل من قبل ، فلقد وجدت ما يشبع فضولي في شئ آخر
كان شعورا مثيرا لأقصي درجة أختبرته في اليوم التالي و أنا أسلم رسالة أيمن إليه ، فها أنا أسلم له رسالة في الصباح كساعي بريد عادي و في المساء سأقتحم بيته .
دعاني للجلوس معه مرة أخري و تناول كوبا من الشاي ، وافقت علي الفور و جلست انظر حولي لأحفظ كل ما تقع عيني عليه . حتي عاد بالمشروب .
كنت أكثر ثقة عما كنت عليه في المرة السابقة معه ، لم انظر ارضا و هو يحدثني لم أكن مرتبكا ، لا . بل العكس كنت جريئا .
كان كلامه كالمرة السابقة ، عما إذا كان هناك جديدا في التحقيقات :
( لسه موصلوش للي عمل كده يا هاني ؟ )
( لا ، لسه يا استاذ أيمن . بس هيوصلوله قريب اوي ان شاء الله )
++ غبي ، أنا غبي كان الأفضل أن أقول له سيقبضوا عليك قريبا . هذا الكم من الأدرينالين المتدفق في جسمي حتما سيؤدي لإفتضاح أمري .
و لكن الغريب أنه تبسم بعدما قلت له ذلك ، ياله من ثبات انفعالي يمتلكه هذا الرجل .
( و أنت ايه موقفك في القضية يا هاني لو ملقوش القاتل )
( هيلاقوه و هيمسكوه ، بس انت تفتكر مين اللي عمل كده يا استاذ ايمن ؟ )
( انا عندي رأي انها ممكن كانت تبقي تعرف حد علي جوزها و في مرة من المرات لاي سبب كان حصل اللي حصل ، متنساش برضه دي ست عايشة لوحدها و جوزها مسافر بقاله فترة و الشيطان شاطر بقي . هههههه )
رددت له نفس ابتسامته ثم قلت :
( ممكن ، بس اللي يعمل كده برضه ايا كان هو مين ده شخص مريض نفسي ، اللي يغتصب واحدة و بعدين يخنقها لحد ما تموت ده انسان مريض ، بس مصير كل حاجة تبان )
تبدلت معالم وجهه بعد جملته هذه و ظهر عليه قلق مصحوب بقليل من الغضب حاول أن يداريه و لكنني قرأت هذا .
ادعي أنه بحاجة للذهاب ليقضي شيئا ما فاستأذنته و غادرت و صدري ممتلئ مفخرا بما فعلت ، فأنا استفززته و بان عليه الغضب ، حتي لو لم يكن هو قتلها و لكنه يخفي شيئا ما و سأعرف هذا في المساء .
( التفاصيل ) يقولون أن الشيطان يسكن بداخلها ، و لكن أنا لي رأي آخر : كل شخص يجد ما يبحث عنه ، فمن يبحث عن الشيطان بداخل التفاصيل يجده و لكن انا ابحث عن النشوة فأجدها هناك ايضا قابعة بجوار الشيطان .
فأنا أقدر أن أجد في كل تفصيلة شئ جميل يسري عن نفسي حتي و إن بان للناس قبيحا ،
فمثلا : تلك العجوز التي ادعيت أنني ك ( مصطفي ) قريب لها إذا نظرت لها بأعين الناس تجدها منفرة لكل من حولها ، فهي عصبية جدا و كثيرا ما كنت أراها ( عندما كنت اسلمها رسائلها ) تتشاجر مع جارتها و تسبها بأشنع الألفاظ . هذا غير أنها بدينة جدا و تفوح من شقتها رائحة كريهة جدا ، و لكنني أحببتها و أحببت رؤيتها و رؤية شعرها الأبيض الغير مرتب ، و أحببت تلك الرائحة القذرة التي تفوح من شقتها دائما .
عندما تدخل شقتها تجد أمام الباب حائط معلق عليه صورة لها و هي صغيرة ، كانت آية في الجمال . كنت أشفق عليها حقا ، و كنت أموت فضولا لمعرفة تفاصيل أكثر عنها و لكن لم تواتيني الفرصة .
تخيل معي لو رسمنا صورة لهذه السيدة في يومنا هذا و علقناها بجانب الصورة الأخري ، الا تجد هذا جميلا أكثر منه محزنا ؟. ألم أقل لكم ، ركزوا في التفاصيل قليلا و ستجدون ضالتكم .

في المساء جلست علي المقهي برفقة أصدقائي الفضوليين الجدد ، و نحن ننتظر خروج
( أيمن ) من بيته . طال انتظارنا فبدأ القلق يتسرب إلينا ، لا أعلم هل هذا القلق نتيجة تأخره في الخروج أم مما نحن مقدمون عليه ؟
و لكن كان هذا الشعور جماعيا ليس لي وحدي فبدأنا نتبادل النظرات و نحن صامتين . حتي قطع أحدهم هذا الصمت و سأل البقية إذا كانوا قد رأوه خرج سابقا ، و لكنهم أجابوا بالنفي و أنهم لم يروه طيلة اليوم .
اقترح أحدهم أن يصعد الي شقته و يطرق عليه الباب و يسأله عن أي شئ كان فقط ليعلموا إذا كان في الداخل أم لا ، فرحبوا بالفكرة و قام الرجل لتنفيذها .
عاد بعد قليل الرجل و هو يخبرنا بأنه تقريبا لا يوجد أحد هناك و لكن هناك رائحة دخان تصدر من شقته فربما شب بداخلها حريق .
فكرنا قليلا ثم تحركنا الي الشقة ، أخذنا نطرق علي الباب و لكن لا أحد يرد ، هناك دخان بالفعل يتسرب من أسفل الباب .
قام رجلان منا ضخام الجثة بضرب الباب بأكتافهم حتي أنخلع ، هب الدخان ناحيتنا بشدة و زادت اشتعال النيران أكثر فالشقة لا يوجد بها نافذة واحدة مفتوحة .
كان مصدر النيران ورق ، الكثير من الأوراق موضوعة علي طاولة خشبية تحترق ، حتي بدأت النار تمسك في الطاولة نفسها .
أخذوا يلفوا في الشقة باحثين عن أيمن فلم يجدوه و بعضهم ذهب ليحضر ماء ليطفئ هذه النيران ، أما أنا فأول ما دخلت من الباب أسرعت التقط ما أستطيع من الاوراق من وسط النيران لعلي أجد به ما أبحث عنه .
وجدت بعض الجوابات التي كنت أسلمها لرانيا من العاشق المجهول ، جوابات تخص البنك ، و الكثير من الصور التي تخص رانيا و تخص نساء آخري أيضا لا أعرفهم .
هللت لما وجدت رسائل رانيا التي اخبرت الشرطة عنها و لكنهم لم يجدوها ، لقد كنت علي صواب . هو القاتل .
اقترب الواقفين بجانبي ينظروا لما أمسك بين يدي ، اخذوا يسبون أيمن هذا بأشنع الألفاظ  و خطف أحدهم صورة من بين يدي و قطعها ثم وضعها في جيبه ، اتضح فيما بعد أن هذه الصورة تخص زوجته . و أخذوا يكسوا في أثاث بيته ، اتضح ان الرجل كان يستعمل منظارا يتلصص به علي جيرانه و كان تقريبا يلتقط صورا لمعظمهم .
أتت الشرطة بعد أن اتصلوا بهم يخبروهم أنهم وجدوا القاتل .

جاء الظابط الذي كان مسئول عن قضية مقتل رانيا و أعطيته الرسائل التي تثبت تورط أيمن و تثبت برائتي في نفس الوقت ، وسط ذهول الواقفين و اندهاشهم لما علموا من أنا حقا . و لكنها لم تدم طويلا لانشغالهم بسب هذا المختل أيمن الذي كان يتلصص علي عورات بيوتهم .
ذهب الجميع الي بيته حزينا ، الإ أنا كنت سعيدا جدا فقد ظهرت برائتي  و ظهر للناس شخص آخر يلومونه علي هذه الجريمة التي لم أرتكبها .
أظهرت تحريات الشرطة أن أيمن هذا لم يكن اسمه من الاساس و أنه كان يعيش بهوية مزورة و أنه كان هاربا من قضايا كثيرة عليه ، منهم واحدة مماثلة لقضية رانيا ، و لكن الزائد فيها أنه سرق القتيلة وسرق مبلغا ضخما جدا و لعل هذا هو سبب المبالغ الضخمة التي كانت في حسابه
و لكنه للحق كان غبيا جدا ، لماذا لم يهرب بهذا المبلغ إلي الخارج؟ أتسرق ملايين الجنيهات و تأتي لتعيش في شبرا ؟ لقد تفوقت علي في الغباء يا أيمن ، أو مهما يكن اسمك المهم أنك الأغبي .
و لكن بقي هناك شئ آخر صغير أتحرق شوقا لمعرفته كيف لم تخطر في بالي فكرة المنظار هذه من قبل ؟ ستكون هذه حتما هي الخطوة القادمة ..

تمت ..........
في انتظار ارائكم ...........
🌷🌷🌷🌷🌷🌷

ليست هناك تعليقات