إبحث عن موضوع

قصة القربان الاخير 👻الجزء الثاني

(2 )

خرجت من الأوضة وكانت بسملة حضرت الفطار، طول ما أنا قاعد عقلي بيدور في إللي حصل لي امبارح، حتى ما حَطتش لقمة في بُقي..
فُقت من سرحاني على صوت بسملة وهي بتقول لي:
- فيك إيه يا مروان انت من ساعة ما قعدت وانت ما حَطتش لقمة في بُقك, حتى وشك أصفر انت تعبان يا حبيبي.
انتبهت لبسملة و رديت عليها:
- لا يا حبيبتي ما فيش حاجه شوية تعب من الشغل ما تشغليش بالك انتي انا بخير
حسيت أنها مش مُقتنعة بالكلام سكتت بس عشان تريحني   وعارف أنها مش هتسكت غير لما تعرف فيه ايه ..

المهم قمت ورحت الشغل
يوم روتيني زي كل يوم، تقفيل ورق، حجوزات شركات..
لحد ما جات الساعة ٨ مساءً، قفلت المكتب و روحت..
بسملة كانت نايمة هي وأحمد فماردتش أصحيها، دخلت الحمام خدت دوش وكلت لقمه وبعدها دخلت انام..

الساعة كانت حوالي اتناشر لما قلقة من النوم، خرجت للصالة ورحت المطبخ، عملت كُباية عصير وقعدت أقلب في التلفزيون شوية لحد ما يجي لي نوم..
النور قطع في اللحظة دي

لما تقعد فترة في الضلمة بتتعود عليها و بتقدر تشوف كويس، دخلت الاوضة و دورت على الموبيل لحد ما لقيته، فتحت الكشاف، بسملة كانت في سابع نومه هي وأحمد ..
إضاءة الكشاف جات على حاجه سودة تحت السرير، باين منها جزء، رُحت ناحية السرير، ووطيت، مسكت الحاجة السودة دي وسحبتها..

اااااااااااااه
صرخة قوية خرجت غصب عني
صرخت لما شفت أيد طفل صغيرة و سودة اوي!!
طبعا بسملة اتفزعت هي وأحمد و صحيهُ على صوت صرختي..

بسملة كانت بآصلي وعينها كانت جاحظة من الرعب!!!
لقتها بتقول وهي خايفة اوي:
- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
قالتها وصرخة عشان تفقد الوعي بعدها!! 
احمد كان منكمش على السرير وخايف اوي
قربت له عشان الاقي صرخ أول ما قربت !!
أنا مش فاهم أي حاجه هما خايفين مني أنا ولا شايفين حاجه أنا مش شيفها؟!

عرفت إجابة السؤال ده بعد لما فاقت بسملة وهدي أحمد؛
بسملة قالت لي وكانت يمتلكها الخوف:
- لما صحيت على صوت صَرختك، شفت جسم اسود كان وراك، حاطت أيدوا الاتنين على رقبتك وبيخنق فيك، أما انت في اللحظة دي حسيت أنك بتموت!! وشك كان بيبيض، والعروق كانت بارزة اوي !!!
أنا اترعبت لما سمعت الكلام ده من بسملة يبال هي بقى إللي شافت المنظر ده تعمل إيه!!

********

عدى الموقف ده كمان، ومر كام يوم طبيعي، لحد ما كان عندي شغل خارج القاهرة وبالتحديد إسكندرية..
حضرت نفسي للسفر وبلغت بسملة اني مش هاخر يوم او اتنين بالكتير وراجع..

خدت عربيتي وسافرت، وصلت إسكندرية متأخر، فا حجزت غرفة فندقية..

نمت عشان عندي يوم مرهق جدا بكرة
مش عارف كانت الساعة كام لما صحيت على الصوت ده، صوت حاجه بتخبط تحت السرير.. قمت عشان اعرف إيه الصوت ده، رحت افتح النور، ماكنش شغال، خدت الموبيل وفتحت الفلاش، وطيت ووجهة إضاءة الموبيل تحت السرير..
جثة الطفل كانت تحت السرير !!
انصدمت، ازاي الجثة دي جات هنا، ثواني بسيطه وسمعت صوت كنت أعرفه كويس..

صوت أحمد ابني!!
أتلفت ورايا، لقيت أحمد واقف ورايا وكان جانبه طفل ف نفس طول ابني، الصدمة الأكبر أنه شبه احمد اوي ..

احمد اتكلم وقال لي:
- بابا أرجوك أدفن الجثة احسن هيخدوني معاهم !!
قال الجملة دي والطفل اللي جنب أحمد قرب لي وصرخ فيه بعلو صوته وهو بيقول
ادفني !!!!

كل حاجة اختفت عشان اصحى على صوت المنبه!!
حاولت اتناسا اللي حصل واركز ف شغلي لان ده أهم شركة هتعاقد معاها هتنقلني نقله كويسة ف شغلي
فمش عاوز اي حاجه مهما كانت هي ايه تخليني أفقد التعاقد معاها..
فعشان كده ركزت وشلت اي أفكار من دماغي
خلصت الحمد الله وتم التعاقد مع الشركة السياحة، ورجعت القاهرة بعد ما خلصت ...

لما رجعت عرفت من بسملة انها مرة هي كمان بيوم صعب جدا وانا مش معاها، حكت لي أن في حاجه غريبة بتحصل ف البيت ككل، أصوات اطفال بستمعها طول الوقت، ده غير أحمد اللي بقى بيسرح كتير، كمان كانت بتقول لي انها بتسمع احمد بيتكلم مع حد ف اوضته بليل لما كانت بتدخل له كانت بتشوفه مبرق ف الفراغ وعينه بتتحرك، كأنه شايف حاجه وبيراقب حركتها..
ده اللي حكتو ليا بسمله، حاولت ما اخوفهاش وطمنتها أن ده عادي لان احنا لسه ساكنين جديد فممكن مش متعودين على المكان..

*******

مرة كام يوم بردو عادي مافيش اي مواقف أو اي كوابيس، لحد ما كنت ف مكتبي، كنت سهران عشان كان ف كام حاجة لازم اخلصها تبع الشغل..

الساعة دخلت على عشرة، كنت قاعد على مكتبي، بالمناسبة مكتبي عبارة عن شقة صغيرة من أوضة وصاله لاستقبال العُملة وحمام ومطبخ..

وانا مركز في أوراق الشغل، سمعت صوت حاجه انكسرت برة كان صوت ازاز، خرجت عشان اشوف اللي حصل لقيت المرايا وقعة على الأرض..
رجعت مكتبي تاني بعد ما لميت الازاز على جنب و الصبح ابقى اخلي عامل النظافة يبقى يشيل الازاز ده..

مجرد ما دخلت المكتب وقفت مكاني وانا مصدوم من إللي شفته، شفت وحدة ست قاعدة على كرسي المكتب، شعرها نازل على الكرسي !!
اكيد انا بتوهم ده مش حقيقي فوق يا مروان 
الكلام ده كنت بقوله لنفسي..
الكرسي اتحرك وبان منظر الست 
شكلها كان غريب اوي، مافيش ملامح، ملامحها مطمُسة 
العينين والبُق والمناخير مش موجودين !!
وحده عبارة عن وش مطمُس من غير أي ملامح..

كانت شيلة حاجه على أيديها مش عارف ايه هي
لما اتحركت عليا عرفت انها شيلة أحمد أبني على أيديها !!!
انا كنت ثابت في مكاني مش بتحرك من كتر الرعب اللي انا فيه 
الست اتحركت و جات ناحيتي
شفت أحمد أبني مجروح كذه جرح في كل جسمه 

بطنه مشقُقة نصين !!
صوت أتكلم كان صوت أنثوي 
" إبنك هيكون القربان اللي هيتقدم عشان نعيد احياء روح الابن العظيم "  
صرخت بعد الجملة دي عشان تختفي 

مع اختفائها سمعت جرس الموبيل 
اتحركت على المكتب وجبت الموبيل، ضغطت على استقبال المكالمة عشان يجي لي صوت بسملة من الجهة التانية:
- مروان تعالى بسرعة

كانت بتقول الجملة دي وهي بتنهج، مش عارفه تاخد نفسها عشان كده كان بيخرج الكلام مش مُنظم..

رديت عليها بخوف:
- في ايه مالك اهدي عشان أفهم انتي بتقولي إيه
صرخت فيا وهي بتقول:
- تعالى ألحق ابنك !!.......

قالتها عشان مسمعش صوتها تاني
لكني كنت سامع صوت حاجات بتتهبد على الأرض ممزوج بصوت صُراخ بسملة وابني أحمد !! قعدت أقول بسملة انتي سمعاني، قولي لي ايه إللي بيحصل عندك.. لكن ما كنش في إجابة، الصوت الوحيد إللي سمعوا صوتها هي وابني وهما بيصرخوا ..

قفلت و جريت على البيت..
وصلت وفتحت الشقة، سكون، ظلام، كان مالي المكان..
ناديت على بسملة وأحمد و محدش رد عليا..

وانا بطلع أول درجة في السلام، سمعت صوت حد بيئن، كأن في حد بيتوجع، الصوت تحديداً كان جاي من الأوضة، قربت وانا خايف لحد ما وصلت للاوضة..
المشهد كان كالتالي؛
شفت واحدة مُنكمشة في جانب من الاوضة، قربت بحذر، اول ما قربت، حركت راسها اللي كانت ما بين رجليها و بَصت لي..
كانت بسملة!!
كانت بتعيط وهي بتقول لي:
- ابنك خدوا أرجوك ألحقوا قبل ما يعمل في حاجه!!

ما انتظرتش لما تفسر لي مين هو اللي خد ابني..
أنا عارف هيكون موجود فين، جريت على أوضة المخزن، الباب كالعادة موارب، زقيتوا ودخلت..

إللي شفته جوه مستحيل أنك تصدقوا
كائنات صغيرة اوي زي الاقزام، شكلهم مُخيف، كائن أسود زي اللي شفته أول مرة لما دخلت الاوضة دي، كُلهم كانوا عاملين دايرة..
ابني والكائن الاسود واقفين داخل الدايرة دي!!
نفس جثة الطفل كان مسكها الكائن وبيعمل حاجه مش قادر أفهمها، كان بيرفعها بأيدوا لفوق، وهو بيردد كلام غريب..
في لحظة الكائنات قعدوا يهللوا وهما بيفتحو الدايرة
الكائن مسك ابني و راح نايمو على الأرض!!

بصلي الكائن بعد ما نايم احمد ابني على الأرض وابتسم,
الابتسامة دي كانت زي إشارة منه للكائنات الصغيرة اللي واقفه حواليه.. كلهم هجموا عليا، وقعت بعدها على الارض ..
اخر مشهد شفته هو مشهد دبح أبني!!!

فقت لقت نفسي نايم على السرير و بسملة منهارة من العياط!!

تستكمل 😍😍
#القربان_الاخير
محمد مهني

هناك تعليق واحد: