إبحث عن موضوع

قصة ❤

زي العادة و زي كل يوم كنت مروح البيت في الأوتوبيس،كنت بحب أركب فيه جدًا مع إني معايا عربية بس كنت بسيبها في البيت للخروجات و المشاوير بس يعني،لكن الشغل كنت بحب أركب الأوتوبيس..
المهم أول ما دخلته لقيت مفيش و لا مكان غير جنب بنت بس و باصة قدامها كده و شكلها كانت سرحانة جدًا
وقفت جنب المكان الفاضي و سندت على الكرسي و مسكت في الحديد بس ماقعدتش جنبها أنا مش ملتزم جدًا يعني بس بعمل اللي بقدر عليه و أنا بصراحة ماحبتش أضايقها
بس جه واحد دخل الأوتوبيس شكله غلط كده و مش مظبط خالص ماعرفتش أعمل إيه غير إني أقعد أنا جنبها ما أنا بصراحة خُفت منه شخصيًا هي مش هتخاف؟!
و كمان شكلها محترمة،قعدت جنبها و هي ما أبدتش أي رد فعل و أنا اتعجبت من كده!
ده أنا محروج معقول هي مااتحرجتش؟!
المهم كانت طول الوقت باصة قدامها..قدامها و بس
طب مش بتبص على أي حاجة في الطريق ليه؟!
ده أنا بحب أقعد جنب الشباك علشان أبص على الناس اللي رايحة و جاية!!
بس هي حلوة!
دي حلوة أوي بجد
بصيت نحيتها أكتر من دقيقة و بعدين بصيت قدامي
ده إيه اللي بعمله ده؟!
أو بمعنى أصح ده إيه اللي هي عملته فيا ده؟!!!
دي خطفتني!
خطفتني مني!!!
بصراحة استغفرت كتير كده لإن كان ليا واحد صاحبي قالي إني لما أعمل ذنب و عاوز أتوب منه أستغفر كتير و ربنا هيقبل صدق التوبة بتاعتي بإذن الله
و يعتبر لما بصيت ليها أوي كده ذنب
بس اللي اتعجبت لأمره إنها مابصتش عليا أصلًا!
و كمان ماحستش بيا و أنا ببص ليها ده أنا بحس بالناس و هي بتبص عليا و الله!
بعدها عدى الوقت و الأوتوبيس وقف خلاص علشان ننزل و المفاجأة صدمتني!
دي مش بتشوف!
دي عامية!
مسكت عصايتها اللي ردت على كل الأسئلة اللي دارت بيني و بين نفسي كتير
و لقيتها باصة قدامها بردو و اتوترت كده و بتحسس على شنطتها بتوتر و قلق كإنها بتفتش على حاجة فلقيت جنب رجلها لعبة صغيرة خالص في ميدالية على شكل بو اللي في كارتون شركة المرعبين و فيها صفارة و اسم منحوت بالفضة..شادن
اسمها شادن؟!
ده إيه الإسم الجميل ده؟!
لقيتها متوترة جدًا فقُلتلها:اتفضلي يا آنسة دي وقعت منك
و عطيتها الميدالية و هي ابتسمت ليا ابتسامة أنا لتاني مرة اتخطفت ليها!!
قالت بفرحة:شكرًا لحضرتك بجد ربنا يعزك
رديت:ربنا يفرحك دايمًا كده يا رب
حسيت إنها اتحرجت جدًا فبعدت وشي عنها رغم إنها مش شايفاني
لقيتها صفرت بالصفارة اللي كانت معاها دي كان صوتها عالي شوية لا ده شويتين
لقيت شاب ظهر كده و طلع الأوتوبيس و قالها:أخيرًا وصلتِ يا حبيبتي!
يلا تعالي بقا ننزل علشان نلحق ماما
ابتسمت و قالت:حاضر
لفت شوية لنحيتي و قالت:شكرًا يا أستاذ..
قُلت:حمزة....اسمي حمزة
لقيت الشاب ده قال بتعجب:ليه بتشكريه؟!
قالت:وقعت الميدالية بالصفارة و هو اللي جابهالي يا مازن
ابتسم ليا أوي و قال:شكرًا لحضرتك يا أستاذ حمزة ربنا يباركلك
ابتسمتله و أنا زعلان مش عارف ليه و كنت حاسس إني بضحك غصب عني مش عارف ليه بردو!
المهم قُلتله:العفو يا أستاذ مازن
أستأذنكوا
نزلت بسرعة من الأوتوبيس و روحت البيت و أنا متعصب و أوي كمان
ماما فتحت ليا الباب و قالتلي باستغراب كده:مالك يا حمزة؟!
قُلتلها:مفيش حاجة
قالتلي:على ماما؟!!!!
بصيت ليها لثواني و بعدين ضحكت و قُلتلها:دايمًا بتدخليلي من ثغراتي كده!
ضحكت و مسكت إيديا و قالتلي:يا ابني لا ثغرات و لا حاجة بس محدش يقدر يفهمك قدي
تعالى يلا جهز معايا العشا و احكيلي
و إحنا بنتعشى قالتلي:يعني يوم ما تعجب تعجب بواحدة مرتبطة يا موكوس!
قُلت:ما أنا ماكنتش أعرف يا ماما و بعدين دي أول واحدة أحس بيها بجد كده رغم إنها ماحاولتش تلفت انتباهي زي ما شُفت كتير!
قالتلي:يا ابني مش بتقول كفيفة؟!
قُلت:أيوة
قالتلي:ممكن أسألك سؤال؟!
رديت:أكيد
سألتني:هي لو ماكانتش مرتبطة كان ممكن تتقدم ليها و هي تعبانة؟!
أنا بصراحة فكرت كتير قبل ما أجاوب ماعرفتش ألاقي إجابة للسؤال ده!
هو صح ممكن أتعايش مع المرض ده؟!
قالتلي وهي مبتسمة:ربنا هيرزقك الخير لإن أكيد ربنا مش بيرزقنا غير الخير
......
تاني يوم و أنا مروح من الشغل طلعت الأوتوبيس لقيتها قاعدة بردو بس المرة دي هو معاها و شافني كمان!
لقيته رحب بيا جدًا و سلم عليا بعد ما قعدت على الجنب التاني قصادهم و قال:إزيك يا أستاذ حمزة؟
رديت:الحمدلله بخير
إزيك إنت يا أستاذ مازن و أخبار الآنسة إيه؟!
قال و هو مبتسم:أنا بخير الحمدلله و أختي بخير الحمدلله
إيييييييه قااااال إييييييه؟!
قااال أخته؟!!
يعني هي أخته؟!
أيوة شادن و مازن
يا حالولي يا حالولي و الله
طبعًا زي الأهبل سرحت و ضحكت مع نفسي لقيته بيقول و هو بيضحك لضحكتي:طب ضحكني معاك طيب اللي بيضحك لوحده حرام يعني و كدهو
قُلتله:ربنا يفرح قلبك و يرزقك الخير يا رب
قالي:أنا فرحان إني اتعرفت على شخصية حلوة كده زي حضرتك و الله
رديت و قُلت:ده أنا يزيدني شرف و الله
قال:حضرتك بتروح فين كده بالباص؟!
قُلتله:بلاش حضرتك دي و بلاش أستاذ خلينا حمزة و مازن و بس
هو إنت عندك كام سنة؟!
قال:أنا لسه في تالتة كلية أنا و أختي توأم و بروح معاها كورسات ليها كل يوم معينة علشان يعني....
بص ليها و عيونه دمعت كده و هي كانت حاطة الهيدفون و ماسمعتناش بقا
فأنا ابتسمتله و قُلت:أنا أكبر منك بأربع سنين لإني متخرج من تلات سنين أهو
ربنا يعينكوا يا رب و يرزقكوا الخير
طب هسألك سؤال رخم ممكن؟!
رد بعد ما ضحك و قال:اتفضل طبعًا
أنا ماعرفش إزاي سألت سؤال بارد زي ده بس الفضول قتلني
قُلتله:هي مولودة كفيفة و لا إيه؟!
عيونه دمعت تاني و قال:من سنتين كان في واحد بيحبها و جه اتقدم و هي كانت فرحانة جدًا اتخطبوا سنة و في مرة كانت رايحة مشوار عربية خبطتها ففقدت بصرها من أثر الحادثة و هو لما عرف كده حتى ماكلفش نفسه بإنه ييجي يتطمن عليها و بعت أخته و مامته يقولوا إن الموضوع اتقفل خلاص
هي انهارت أكيد لإنها كانت بتحبه و رغم إن الدكاترة قالوا إن في أمل كبير يرجع بصرها إلا إنها مش راضية خالص تعمل العملية
في مرة سألتها ليه ردت و قالت:لما بصري راح شوفت حاجات و اتأكدت من مشاعر ناس كتير ماشوفتهاش و أنا مبصرة و أنا مش مستعدة أتجرح تاني
هي تعبت كتير بس هي اتأقلمت مع الوضع و أنا بصراحة نفسي تعمل العملية نفسي تعيش حياتها دي دفنت نفسها و هي عايشة
بصلي و قال لإني ماتكلمتش:كلامي كتير أنا آسف يا حمزة
ابتسمتله و أنا قلبي بيتقطع عليها و الله بس قُلت:ربنا هيقدم ليها الخير صدقني يا مازن
.......... 
عدت الأيام و الأسابيع و الشهور و أنا و مازن قربنا من بعض جدًا و عرفت أهله كلهم و كمان والده بقا بيحبني جدًا جدًا
و بصراحة حبي ليها كان بيزيد كل يوم عن التاني و نفسي أتقدم ليها بس خايف
مش عارف أنا كنت خايف من إيه بالظبط!
خايف من خوفها؟!
و لا خايف ترفضني؟!
و لا خايف تفكرني بشفق عليها؟!
بس اللي متأكد منه إني بجد عمري ما هزهق منها و هتأقلم مع كل حاجة بإذن الله و حتى مش هطلب منها تعمل العملية علشان ماتفهمنيش غلط
..........
في مرة كنت قاعد مع والدتي و قُلتلها:عاوز أتقدم لشادن
لقيتها سكتت شوية و قالت بعدها:هتتحمل؟!
ضحكت و قُلت:دي على راسي و في عينيا يا ماما
حضنتني و قالت:أنا مش هعرف أرفضلك الطلب ده بس أنا على فكرة خايفة عليها مش عليك
خايفة تتكسر هي تاني لو إنت ماتحملتهاش يا حمزة
و أنا اتعرفت عليها و على والدتها و حبيتهم بطريقة مش قادرة أوصفها
بس هي مش حمل تتكسر تاني يا حمزة
و لو أقدمت على الخطوة دي احذر إنك تكسرها لإني ساعتها أنا اللي هقف ضدك
ضحكتلها و قُلتلها:صدقيني أنا مش هاخد خطوة غير و أنا حاسب كل حسابتها
و أنا حبيتها يا ماما حبيتها بجد و مستعد أعمل كل اللي أقدر عليه و أكتر علشانها
قالتلي:و أنا مش هقف في طريقك
......
اتكلمت مع أخوها في موضوع إني عاوز أتقدملها فضحك و قالي:أنا كنت مستني اليوم ده و الكلام ده منك لإني كنت حاسس بيك و الله يا حمزة
بس...بس أنا مش عارف هي هتقول إيه و مش عاوزك تزعل
قُلتله سيبها على الله
اتكلمت مع والدها و هو رحب جدًا لإنه بيحبني بس قال نفس كلام مازن و كان خايف يسألها بس المفاجأة إنها وافقت تقابلني!!
كلهم اندهشوا طبعًا و أنا أولهم لإني مش عارف هي وافقت ليه ده أنا كنت بحضر نفسي لخطط كتير هعملها و خطط كمان بديلة لإني كنت متأكد من الرفض!
....
جينا يوم ما قعدنا سوا هي كانت مبتسمة كالعادة يعني و كنا قاعدين قدامهم كلهم لإني قُلتلها كل كلمة هقولهالك هخليهم شهود عليها بعد ربنا
فقالت:ليه؟!
قُلتلها:ليه إيه؟!
قالت:ليه أنا؟!
إنت ماقرأتش قصيدة نزار قباني؟!
قُلت:اللي هي؟!
قالت و هي مبتسمة بس الدموع اتسللت بسرعة لعينيها:أتحبني و أنا ضريرة
و في الدنيا بنات كثيرة
الحلوة و الجميلة و المثيرة
ما أنت إلا بمجنون
أو مشفق على عمياء العيون
رديت عليها و أنا مبتسم:
بل أنا عاشق يا حلوتي
و لا أتمنى من دنيتي
إلا أن تصيري زوجتي
وشها بقا لون الطماطم و قالت:على فكرة ماينفعش كده؟!
ضحكت و قُلت:أنا بكمل القصيدة على فكرة
هو أنا عملت إيه بقا الله!!
ما تتكلم يا مازن إنت كمان كده
مازن كان بيضحك جدًا و قال:إتلم يا عم على فكرة دي أختي الله!
قُلت:أنا بوعدك قدامهم كلهم إني عمري ما هزهق و لا همل
أنا شُفتك كده و حبيتك كده و مش عاوزك غير كده
فممكن تقبلي بيا؟!
عيطت جامد و قالت:و أنا مش عاوزة أتجرح تاني
قُلتلها:يوم ما هجرحك ده مش هييجي!
قالت:موافقة بس بشرط!
و هو إني أعمل العملية
باباها حضنها و قالها:فرحتي قلبي يا بنتي ربنا يفرح قلبك و يسعدك يارب
.........
من اليوم ده عدى أربع سنين و الحمدلله كانت عملت العملية و فتحت من تاني وردتي
و حاليًا معانا بنوتة زي القمر شبه والدتها
....
اللي بيحب حد هيوصله حتى لو الوصول مستحيل
أحيانًا عثرات القدر بتكون على هيئة مرض أو أي شيء تاني بس البطل هو اللي بيكمل و بيحارب
و دايمًا الحب للشجعان
....

ممكن الحالة دي بتحصل نادرًا من ناس أندر بس حبيت أوصل مغزى معين بيها..🌸

ريهام يحيى

ليست هناك تعليقات