إبحث عن موضوع

الفصل الثاني عشر من "ويشاء القدر"💜

الفصل الثاني عشر من "و يشاء القدر"..🌍💙

كانت ندى تركض للخارج بسرعة حتى تلحق بوالد أبرار لتخبره بشئ طلبته منها أبرار
فارتطمت فجأة بشاب فقالت بخجل لما حدث: أنا آسـ.....
قُطعت كلماتها عندما رأته
وكأن هذا العالم توقف..!!
و كأن الكون توقف عن الدوران....!
و كأن الأصوات انعدمت و ما بقي غير صوت قلبها الذي علت دقاته..
أما هو فقد نظر لها بدهشة ثم قال لها بتلعثم:إنتِ؟!
لم يجب فمها و لكن عيناها ظلت متعلقة بعينيه
ذهبت لعالم آخر من هول الصدف التي تلاحقها بذاك الشاب..
هزتها إيمان بخوف فسقطت عَبرة من عينها من أثر الهزة ثم أفاقت مما كانت فيه
مسحت دموعها ثم نظرت للأرض تحاول الهروب من نظراته المتسائلة و قالت مرة أخرى بصوت قادم من أعماقها:آسفة لحضرتك
ثم تركتهم و مضت تبحث عن والد أبرار أو تبحث عن نبضات قلبها التي فقدتها عند ذلك الشاب
لا تعرف عن ماذا تبحث حقًا!!!
ظلت تردد بتمتمة و ارتجاف:أنا مش بخونك يا بلال لا..
نظرت إيمان لبلال و قالت بدهشة لما رأته:في ايه؟!
هو إنت تعرفها؟!
تنهد بلال بحزن و قال لها:ما هي دي ندى الجوهري اللي كنت بقولك قابلتها في الكلية و فكرتها ندى اللي أعرفها
عقدت حاجبيها ثم سألت مرة أخرى و قد علت وجهها نظرات التعجب:طب ليه عيطت؟!
قال لها متصنعًا اللامبالاة و في رأسه ألف سؤال يتمنى لو يصل إلى نفس الإجابة التي تطلبها منه الآن:والله مش عارف بس يمكن علشان وقفتها في الجامعة و حرجتها
قال ذلك ثم صمتوا جميعًا و لكن رأس محمد ظل يعمل في نفسه
صار يشبك الأحداث كعقد مفروط يتمنى أن يجمعه ببعضه
يتمنى أن يريح ابنه من هذه المتاهات التي حلت عليه في الأونة الأخيرة
هل هذه الندى نداه؟!
*********************
وصلت سمية إلى المستشفى برفقة سميرة و ياسين و هم ينتابهم القلق مما قد يحدث الآن..
اتصل ياسين بسامي فلم يرد..
اتصل مرة أخرى لم يرد أيضًا!!
نظروا لبعضهم البعض و القلق و التوتر يتزايدان دون توقف..
قال ياسين بهدوء متألم:كنت حاسس إنه بيضحك علينا
ربتت سمية على كتفه و قالت مدعية القوة و قد خار قلبها من خوفه و ضعفه:لا يا ياسين هو كان بيتكلم بجد
هحاول أتصل تاني
اتصلت سمية و هذه المرة رد سامي و هو يبكي بشدة:عاوزين مني اييييه أنا بنتي ماتت ماااتت ابعدوا عني بقا كفااااية
صعقوا جميعًا مما قاله سامي و خفق قلب سمية بشدة و فرت الدموع من عيونها
قال هذا ثم أغلق الهاتف..!
تقهقروا للخلف كالخاسرين في أحد الحروب!!
عند وصولهم للمنزل قالت سميرة بتوتر:طب هنعمل ايه دلوقتي؟!
فردت عليها سمية بيأس ظاهر:مش عارفة والله أي حاجة حاليًا لإني هموت من الصداع
و زعلت بجد على البنت دي
ربنا يرحمها
قال لها ياسين بخفوت:عارف إنك مخنوقة بس علشان خاطري حاولي تهدي و انسي بقا أكيد يا سمية كل حاجة هتظهر مع الأيام
تنهدت بوجع ثم قالت مستسلمة:حاضر يا ياسين
ثم نظرت لسميرة و قالت لها:روحي إنتِ يا سميرة
قالت لها سميرة بابتسامة صغيرة:حاضر يا ست سمية
ريحي شوية بالله عليكي و حاولي تنسي
أنا آسفة أنا السبب والله و بتمنى تسامحيني يا ست سمية و إنت كمان يا ياسين بيه
قاطعها ياسين بسرعة قائلًا:ماتقوليش كده يا ست سميرة ده احنا نشكرك والله لإنك نبهتينا لحاجة عمرنا ما شُفناها
تركتهما سميرة و ذهبت لطريقها
ذهب ياسين برفقة سمية لغرفتهما فقالت له سمية بوهن:كان نفسي أعرف في ايه
ربت على كتفها بحنان كعادته:بكرة كل حاجة تبان يا سمية
التفتت له بعدما ذكرتها كلمة الغد بشيء و قالت مبتسمة و كأنها نست كل ما كان يحدث منذ قليل:إيمان جاية بكرة صح؟!
ضرب رأسه بكفه ثم قال و هو يضحك بشدة:والله كنت ناسي و لو عرفت هتقتلني
ضحكت لضحكته و قالت مازحة:في حاجات ماينفعش تتنسى يا باشا
غمز لها ثم قال بنبرات ممطوطة:قلب الباشا
عقدت ما بين حاجبيها ثم قالت متصنعة الجدية:اكبر شوية بقا يا ياسين الله
غمز لها مرة أخرى و قال:يا بنتي خلينا كده إحنا حلوين
هنكبر ليه يعني الله؟!!
*********************
دلفت جميلة لغرفة أبرار و قد رسما الحزن و البكاء طريقهما بوجهها ببراعة..!
صعقت سما لرؤيتها في هذه الحال و اندفعت نحوها بخوف ثم أمسكت بكتفيها و قالت بفزع:في ايه يا ندى؟!
مالك كده؟!!!
لم ترد و لكن انفجرت بالبكاء فاحتضنتها صفا و قالت لها بخوف:مالك يا ندى ايه اللي حصل؟
قالت ندى من بين دموعها بصعوبة:شُفته برا يا سما
عقدت أبرار ما بين حاجبيها ثم قالت بعدم فهم:مين ده؟!
نظرت ندى لسما ثم قالت لها و هي ما زالت تبكي بشدة:فاكرة الشاب اللي وقفني في الكلية ده و كان معاه صاحبه؟!
هزت سما رأسها بالموافقة فقالت لها ندى:هو ده اللي كان برا  و لما شفته غصب عني افتكرت بلال و ماقدرتش أقف على رجلي حتى
نهرتها صفا بقوة و قالت لها و كأنهما وحدهما بالغرفة:إنتِ مش هتفوقي بقا؟!
ناوية تحبسي نفسك في الماضي ده كتير؟!
يا بنتي أنا تعبتلك والله
ظلت تضربها بكتفها و تقول مثل هذا الكلام
أبعدتها سما عن ندى ثم قالت صفا بغير قصد:يا سما أنا عاوزاها تعيش حياتها و تنسى موضوع الملجأ ده
هي يعني مصممة تخلي نفسها يتيمة؟!!
صمتن بسبب شهقات أبرار التي رنت بقلب ندى
فنظرت سما لصفا و الشرر يتطاير من عينيها ثم قالت لعدها بحدة:حسابي معاكِ بعدين
كانت ندى تنظر للفراغ و برغم الصمت الذي حل بالغرفة و لكن الضجيج الذي يسكن رأسها لا يحتمل....
قطع الصمت صوت أبرار و هي تقول بخجل:أنا آسفة بس ممكن أفهم في ايه؟!
قامت ندى من مكانها و تصنعت الصمود و الابتسام ثم احتضنت أبرار و قالت بحنان:النهاردة فرحتك يا جميلتي ممكن تنسي كل حاجة و تركزي بس في فرحتك؟!
كادت أبرار أن تتفوه بالكلام و لكن ندى أوقفتها و قالت مرة أخرى:ممكن بس تركزي في فرحتك؟!
أومأت أبرار برأسها ثم قالت لندى بحب:ربنا يكرمك و ما يحرمنيش منك
سمعن صوت والد أبرار يقول من الخارج:الدفتر يا عروسة علشان تمضي
احتقن وجه أبرار من الخجل ثم قالت بخفوت:حاضر يا بابا
فتحت عمتها الباب من الخارج و هي تطلق الزغاريد بالتوالي و تقول بفرحة:مبروك يا عروسة ألف ألف مبرووك
******************
من يحبك بصدق يشعر بك حتى في أوقات المستحيل..
سينتظرك في اليوم الثامن من الأسبوع لو طلبت..!
سينتظرك إذا آمن قلبه بعودتك..!
سينتظرك..!!
من يحبك...!
...
كانت أسماء مريضة للغاية و طريحة الفراش
مرضت فجأة مثلما يحدث كل شيء فجأة..
كانت رباب تعتني بها و ترعاها فمن لها سواها..؟!
أتت دينا بصحبة زوجها أحمد و و قد كانا الزعر و الحزن سيدا الموقف
قالت لها دينا و هي تبكي بشدة:مالك يا ماما؟!
ثم احتضنتها بشدة فضحكت أسماء و قالت بابتسامتها الجميلة:يا أولاد أنا كويسة بطلوا تهولوا الموضوع ما أنا بتعب كتير
قال لها أحمد بحزم:المرة دي لازم نجيب الدكتور بقا مش كل مرة تقولي مفيش داعي
نهرته أسماء قائلة:لما أقول كلمة تتسمع يا ولد
فاهم و لا لاء؟!
لو عاوزين تجيبولي حد هاتولي ندى و بلال
صرخت دينا بنفاذ صبر و قالت و هي تعنفها:أنا زهقت يا ماما زهقت
كل شوية ندى و بلال ندى و بلال ندى و بلال
مش ملاحظة إن صحتك بتتدهور بسبب حزنك ده؟!
طب مش ملاحظة إن أنا و أحمد و أستاذة رباب جنبك؟!
كان أحمد يحاول إيقافها و لكنها لم ترضخ له هذه المرة و أفلتت يدها التي حاول جذبها له
نظرت له معاتبة وقالت له هذه المرة:خليك إنت كده بتجاريها في الكلام و بتبني ليها آمال كذابة
أنا ماليش غيرها و إنتوا مش مقدرين الخوف اللي في قلبي لو حصلها حاجة
صرخت أسماء بقوة ثم قالت بنحيب و كأنها فقدتهما الآن:ابعدوا عني كلكوا أنا مش عاوزة غيرهم
اخرجوا برا يلا مش عاوزة أشوف أي حد هنا خالص
اطلعوا براااااا
********************
ها قد تحقق حلم أحد المحبين بصدق..!
من يسعى ليحقق حلمه و يتوكل على ربه فلن يخذله أبدًا حاشاه..!
كانت أبرار تجلس ناظرة للأرض و تفرك يديها ببعضهما البعض
فلاحظت ندى حالتها فابتسمت رغمًا عنها و قالت لها بحب:حاولي تهدي و ماتتوتريش كده
أومأت لها رأسها بدون كلام
ثم نظرت لها و قالت بامتنان:شكرًا يا ندى بجد
ثم نظرت لسما و بعدها صفا و قالت بحب:شكرًا ليكوا كمان
خليتوني أحس إن في ناس بتحبني و إني مش لوحدي
نكزتها ندى بكتفها ثم قالت بعد ما زمت شفتيها:عارفة أنا مش هقولك حاجة دلوقتي حسابنا بكرة بإذن الله
ابتسمت أبرار ثم قالت:حاضر
طرقت عمة أبرار الباب ثلاثًا ثم دخلت و قالت بخجل: احمم ممكن يا بنات بس تدخلوا العريس لعروسته شوية؟!
ضحكن جميعًا ثم قالت ندى بابتسامة:حاضر يا طنط من عينينا والله
خرجن معًا فرأت ندى بأن زوج أبرار هو نفسه ذاك الشاب الذي أوقفها بالجامعة..!!!!
حملقت به عن بعد ثم قالت كالبلهاء:هو للدرجة دي الدنيا صغيرة؟!
سمعت صوت رجل يقول لها بعدما تنحنح:جدًا و الله
أنا بردو بقول كده
نظرت لمصدر الصوت فوجدته.....

ريهام_يحيى

ليست هناك تعليقات