إبحث عن موضوع

الفصل الحادي عشر من "ويشاء القدر"💜

الفصل الحادي عشر من "و يشاء القدر"..🌍💙

عندما يُراد لنا التلاقي بأحدٍ سنلاقيه حتى و لو كانت المسافات بيننا هي فجوات الزمن
..
كانت ندى تصفف لأبرار شعرها و تضع لها بضعًا من الماكياچ بينما سما تجهز لها فستانها و أخيرًا صفا تضع بعضًا من الزينة في الغرفة لتضيف لها بعض البهجة..
قالت أبرار بكل امتنان و هي ترتعش  و قد سبقتها عبراتها قبل لسانها بالحديث:صدقوني أنا لو ليا أخت ماكنتش عملت كل ده علشاني والله
ربنا يكرمكوا و يجازيكوا خير
نظرت لها ندى نظرة معاتبة ثم قالت بعدما وضعت يديها حول خصرها و ضيقت عينيها:عارفة لو ده ماكنش يوم خطوبتك كنت زعلتك
ضحكت صفا و قالت هي تحرك يديها في الهواء:كل ده في الفاضي
ده إنتِ لو حد زعلان بتقعدي تعيطي جنبه
وضعت ندى يدها على رأسها و قالت و هي تتصنع بأنها تأثرت بالحديث:آااه هيبتي راحت فين؟!
ضحكت سما هي الأخرى ثم قالت:دي اتدحرجت على الأرض
ضحكن معًا للحظات ثم عادت كل فتاة تتابع ما كانت تفعله
******************
على طاولة الغذاء كانوا يلتفون حولها بحُب و قد صنعوا حلقة جميلة كحلقة من الورود..
تسلم إيديكِ يا أحلى أم في الدنيا والله
نظرت له إيمان بحُب و قالت بعيون دامعة لأنها تذكرت ما كان يفعله و هو صغير .. كان عندما يعجبه الطعام يقبل جبهتها بحب:بالهنا يا حبيبي يارب
قال محمد متصنعًا الغيرة بعدما عقد حاجبيه و زم شفتيه:و أنا مش بالهنا ولا ايه؟!
قبّل بلال خده و قال بحُب و بعض المراوغة:ده إنت بالهنا و بالشفا كمان
قهقه محمد بشدة ثم قال و هو يحرك حاجبيه:يا واد يا واد بتاكل بعقلي حلاوة
وضع بلال يده على قلبه من فرط الضحك ثم قال:يا بابا الكلمة دي مش بتتقال من سنين
نكزه محمد بذراعه ثم قال و هو ما زال يضحك:أنا أقول اللي أنا عاوزه يا بلبل فاهم؟!!
صرخ بلال ثم قال بلهفة:يااالهوي بلبل؟!
حتى بلبل دي مش بتتقال من زمان
نظر لوالدته ثم قال لها متعجبًا:ايه بلبل دي يا أمي؟!
كانت إيمان تنظر لهما بحب و تضحك بشدة على كلماتهما و أفعالهما و حركاتهما التى تغمرها بالسعادة و تنتشي بها ..
ثم قالت و هي تنظر لهما بحب:ربنا ما يحرمني من كل اللحظات الحلوة اللي بعيشها معاكوا
و يلا بقا علشان المغرب هيأذن خلاص و كده هنتأخر على الناس
ضرب بلال رأسه بيده ثم قال بذهول:طب والله كنت ناسي
لو علي عرف بكده هيقتلني
هروح بقا أظبط نفسي كده
قالت له إيمان بحب:عقبال ما تتظبط لنفسك يا نور عينيا
ضحك بلال بألم ثم ابتلعه و قال بالوجه المازح:والله يا ماما إنتِ نفسك أتجوز أكتر مني أنا سخصيًا
ضحك محمد هو الآخر ثم قال:بعد سخصيًا دي ربنا يتولاك يا بلال
ضحكوا و بعدها ذهب بلال لغرفته فنظرت له إيمان و قلبها يتألم لألمه حتى اختفى من أمامها فقال لها محمد عندما وجدها غارقة في هذا العبوس:على فكرة أنا حاسس بيه بردو
و لمحت الوجع اللي فيه
بس هنعمل ايه يا إيمان يعني!..
قالت له إيمان بعدما تنهدت بألم:ياريت كان بايدي أي حاجة و لا إني أشوفه كده
ياريت بإيدي ألاقيها
قال لها محمد و هو يحك ذقنه بتعجب:والله أنا مستغرب بس هو إزاي متعلق بيها كده؟!
يعني اللي أقصده إنه كان طفل و إحنا لاقيينه
قالت إيمان و هي تبتسم و قد نظرت لعيون زوجها:عارف يا محمد
أنا و ياسين كنا متربيين سوا و علاقتنا ببعض يمكن كانت أكتر و أمتن من علاقة بلال و ندى
ياسين أخويا و كنت بشوف فيه كل الحنية اللي مالقتهاش في حد أيامها
كنت بقوله على طول أنا فقر فيضربني ويقولي ياريت الفقر حلو شبهك
أنا ربنا خلقني من غير أخت و لا أخ و كمان مارزقنيش بابن يا محمد
بس عوضني بأحسن أخ و هو ياسين و أحلى ابن و هو بلال
و عدت السنين و ماكنتش أعرف عن ياسين حاجة و شاء القدر و جمعني بيه تاني و بإذن الله هشوفه بكرة تاني يا محمد
احتضنها محمد و قال بحنان:أنا جنبك عمرك ما كنتِ لوحدك يا إيمان أنا جنبك يا حبيبتي
***************
كانت سميرة تراقب سهير و هي تتحدث مع هذا المجهول و تصرخ قائلة:بس ده مبلغ كبير أوي مش هعرف أتصرف فيه
كان هو الآخر يتحدث بنبرة حادة و يقول:اتصرفي أنا محتاجهم بنتي بين الحياة و الموت و محتاجة عملية ضروري
قالت له سهير بنفاذ صبر:أنا كان بيني و بينك اتفاق يا سامي مش كل شوية تطلب فلوس على الفاضي و المليان
أنا مايهمنيش حد و مش هقدر أتصرف في المبلغ ده
ظل سامي يبكي بشدة و يترجاها قائلًا:أبوس ايدك يا مدام أنا بنتي بتموت والله
قالت له باشمئزاز قبل أن تغلق الهاتف بوجهه:تتحرق و لا تموت هي كانت بنتي يعني..!!
وضعت الهاتف على طاولة في غرفتها ثم دلفت للحمام..
دخلت سميرة الغرفة و لحسن الحظ أن الهاتف كان مفتوحًا فأخذت رقم سامي و سجلته لديها ثم وضعت الهاتف كما كان و خرجت بسرعة
*****************
ها هو ذا اليوم المنتظر عند هذا العاشق الصبور الذي لم ييأس من عقبات القدر
و بالأصح الاختبارات التي وضعها الله في طريقه ليزيد حماسته و حبه لهذه الفتاة التى استشعرت حبه و رضي به قلبها
إن الله يضع لنا اختبارات كى نتحقق من تعلقنا من أي شئ نريده
إن سئمنا بسرعة فإحساس التعلق كاذب،و إن تابعنا السير و نجحنا في هذه الاختبارات فهذا هو صدق التعلق و التمني
..
كان علي يرتدي بذلته و يتأنق و الابتسامة حصلت على وجهه بالكامل..
قال و هو ينظر لنفسه في المرآة:يا ترى شكلي حلو؟!
طب يا ترى هعجبها و لا اييييه؟!!
صار يدور حول نفسه و يدندن قائلًا:يا حلم نفسي تحلمه كل القلوب
يا أعلى إحساس شدني خلاني أدوب
خلاني أحس إني بشر
توقف فجأة كأنه تذكر شيئًا و بالفعل ذهب لدولابه مهرولًا ثم فتحه و أخرج صندوق كبير بعض الشئ و احتضنه ثم وضعه في حقيبة و خرج من غرفته..
******************
ذهبت سميرة لغرفة سمية و هي تركض حتى وصلت فطرقت الباب ثلاثةً فلم تُجبها ففتحت الباب ببطء فوجدتها تصلي فانتظرتها حتى انتهت ثم هرولت إليها مسرعة قائلة:تقبل الله يا ست سمية
قالت لها سمية بتعجب:منا و منك يا سميرة بس في ايه كده مالك؟!
قالت لها سميرة و قد ارتسمت الابتسامة على شفتيها:قدرت أجيب رقم سامي ده اللي مدام سهير بتكلمه
حملقت بها سمية وقالت بسعادة هي الأخرى:بجد يا سميرة؟!
طب هنعمل ايه؟!
هنقوله ايه؟!
قالت لها سميرة نكلمه حالًا
هو كان بيكلمها من شوية و قدرت أسمعها بتقول ما تموت ولا تتحرق هي كانت بنتي يعني
و تقريبًا كان محتاج مبلغ كبير و هي ماقدرتش عليه
عقدت سمية حاجبيها ثم قالت بعدم فهم:يا ترى هي مين؟!
قالت سميرة و هي تحاول الإتصال:أكيد هنعرف لو رد
أهو بيرن يا ست سمية
أشارت لها بأنه رد على الهاتف ففتحت مكبر الصوت ثم قالت بجدية:مش هقولك مين غير لما تقابلني و نتفاهم
جاء صوته باكيًا و هو يقول:والله بنتي بتموت بين ايديا و مش قادر أقابل حد دلوقتي
قالت سمية بحزن:محتاج كام ليها؟!
جاء صوت الرجل مرة أخرى و لكن بفرحة عارمة قائلًا:محتاج ١٨٠٠٠ جنيه بنتي عملت حادثة جامدة و ايدها و رجلها و دماغها اتأذوا و محتاج المبلغ ده أكمل على اللي معايا
بس بالله عليكوا اوعوا تكونوا بتكذبوا عليا
قالت له سميرة مستهزأة:اوعى تكون إنت بتكذب علينا
قال سامي بصوت حزين قادم من أعماقه:والله تعالوا على المستشفى العام و هتلاقوني هناك
وصف لهم شكله و ملابسه ثم أغلقوا الهاتف
قالت سمية لسميرة بسرعة:يلا نكلم ياسين بسرعة
******************
كانتا سما في المطبخ تساعد عمة أبرار في تحضير الأطعمة و المشروبات
و أيضًا كانت تتحدث معها عن حياتها و عائلتها حتى لا يشعرا بالوقت
فدخل المطبخ يوسف و هو يقول بصوتٍ عالٍ:عاوز أشرب يا عمتو معلـ...
قطع كلامه فجأة عندما رأى سما أمامه فشعر بالخجل الشديد ثم قال مرة أرى و لكن بصوت منخفض نسبيًا:آسف والله كنت مفكرك لوحدك يا عمتو
ضحكت العمة ثم قالت له:لا يا يوسف ماتتحرجش دي سما صاحبة أختك أبرار
ربنا يصلح حالها و الله هي و أصحابها التانيين ساعدونا كتير كإنهم أخواتها والله بجد
قال يوسف و هو يسرق النظرات لسما مبتسمًا:يشرفنا والله
ربنا يجازيكوا خير
قالت سما بخجل:شكرًا لحضرتك
ثم خرجتك مسرعة نحو غرفة أبرار و قد شقت حمرة الخجل طريقها لوجه هذه الفتاة
نظر له يوسف حتى اختفت من أمامه ثم قال بصوت مسموع سمعته عمته:سما
نكزته عمته ثم قالت:أيوة سما يا يوسف
شكل قلبك رق فجأة؟!
ضحك بخجل ثم قال:ايه يا عمتو لا خالص
هاتيلى أشرب بسرعة بقا
ضحكت و قالت:ماشي يا ابن أخويا
****************
كانت ندى تركض للخارج بسرعة حتى تلحق بوالد أبرار لتخبره بشئ طلبته منها أبرار
فارتطمت فجأة بشاب فقالت بخجل لما حدث: أنا آسـ.....
قُطعت كلماتها عندما رأته
وكأن هذا العالم توقف..!!
و كأن الكون توقف عن الدوران....!
و كأن الأصوات انعدمت و ما بقي غير صوت قلبها الذي علت دقاته..
أما هو فقد نظر لها بدهشة ثم قال لها:.........

ريهام_يحيى

ليست هناك تعليقات