إبحث عن موضوع

الفصل الرابع عشر من "ويشاء القدر"💜

الفصل الرابع عشر من "و يشاء القدر"..🌍💙

كانت ندى تجلس في غرفتها تفكر في أحداث اليوم الذي مر عليها..
كانت تفكر بذاك الشاب الذي يدعى بلال..!
هل هذه مجرد صدفة؟!
أم أن القدر يلعب معها هذه المرة أيضًا كعادته!!
و لكن لو كان كل هذا بفعل القدر فيا ويلي الآن..
قالت بصوت عالٍ تحدث نفسها و هي تنظر للفراغ:يا ترى لعبة القدر معايا المرة دي ايه؟!
أنا يوم ما شُفته في حاجة جذبتني ليه
مش فاهمة حاحة ياااا ربي
معقول يكون جذبني ليه مجرد الاسم؟!
ممكن أيوة ممكن
ممكن يكون علشان اسمه بلال بس
آه بس..
جاءها صوت يقول:لا مش بس
شكلك حبيتيه يا قطة
نظرت لمصدر الصوت الذي تعلمه جيدًا و قالت بلا مبالاة:حبيت مين يا بنتي بطلي هبل!!
قالت لها صفا بتعجب:طب في ايه بقا؟!
تأففت ندى ثم قالت و قد زمت شفتيها:مش عارفة
بس كل ما أنساه أفتكره تاني
أو بمعنى أصح حاجة بتفكرني بيه
ربتت صفا على يدها ثم قالت:بصي يا ندى إنتِ مينفعش تفضلي حابسة نفسك في الماضي كده كتير
بلال مات خلاص و أديكِ عرفتِ كده لما صاحبه قالك في الكلية
نظرت لها ندى و قد لمع الحزن بعينيها ثم قالت:أنا أصلًا مش مقتنعة و مش عارفة ده حصل إزاي!!
قالت لها صفا بعدما عنفتها بشدة:ندى فوقي لنفسك بقا شوية و بطلي تتعبي في روحك و تهلكيها كده
اللي مات مابيرجعش
احتضنت ندى وسادتها و هي تبكي بحرقة ثم قالت لصفا:اخرجي برا و سيبيني
خرجت صفا من الغرفة و بعدها قامت ندى و جلست على مكتبها الصغير و فتحت دفتر يومياتها و كتبت..
أقسم بأني لا أستطيع وصف ما يشعر به قلبي الآن..!!
و لكن ما أستطيعه هو أن أشعر به لأنه من الظُلم بمعناه العظيم أن لا يشعر به أحد هذه المرة،و لا يوجد سواي بجانبه الآن
أستشعر اضطراب نبضاته و شعرت حيالها أنها غير منتظمة بالمرة..
اللهم أرِح قلبي..
ثم فتحت علبة صغيرة و أخرجت منها القلادة التي أحضرها لها بلال في صغرهما
*فلاش باك*
يا بلااال كفاية بقا والله رجليا تعبت من المشي
كانت هذه ندى تتحدث مع بلال الذي قال لها بأنه أحضر لهما شيئًا ستحبه
نكزها بذراعها ثم قال كلمته المعتادة التي تحفظها عن ظهر قلب:اصبري يا ندى فإن....
أكملت عليه ندى قائلة متأففة بملل:اصبرى يا ندى فإن بعد الصبر جنة
ضحك بشدة ثم قال ممازحًا:يا خلااثثي كده و إنتِ شاطرة
تأففت مرة أخرى ثم قالت بجدية هذه المرة:بجد و الله تعبت
قال لها بحب:طب غمضي عينيكِ ممكن؟!
عقدت ما بين حاجبيها ثم قالت متعجبة:ليه؟!
ابتسم لها ثم قال:غمضي يلا يا ندى
قالت له بابتسامة هذه المرة:حاضر غمضت أهوو أهووو
أخرج من جيبه قلادتين صغيرتين بنفس الحجم و الشكل...على شكل قطرة ماء صغيرة و بداخل كل واحدة حرف كل منهما معًا
ثم قال لها بفرحة:فتحي عينيكِ..
نظرت له ندى ثم شهقت و وضعت يديها على فمها كعادتها ثم قالت له بدهشة:الله يا بلال حلوين أوي
جيبتهم منين؟!
فرح أكثر عندما فرحت هي ثم قال بأريحية بعدما اطمئن قلبه:كنت بتكلم مع أستاذة أسماء من فترة علشان كنت عاوز أجيبلك هدية بس تكون مميزة و حلوة
قالتلي سيب الموضوع ده عليا و لقيتها النهاردة الصبح عطيتلي الاتنين دول و قالت ليا إنهم على شكل قطرة ماية علشان تليق مع معنى اسمائنا
قالت له ندى بحب:شكرًا يا بلال على الهدية لما أكبر و تفضل معايا السلسلة دي هفرح أوي
نظر لها بحب و قال:و أنا كمان هفرح أوي يا ندى
...
عادت ندى من شرودها عندما سقطت عبرة على كفها ثم قالت بأسى:السلسلة فضلت معايا و إنت مش معايا يا بلال
ثم كتبت مرة أخرى في دفترها.."اصبرى يا ندى فإن بعد الصبر جنة"
********************
ذهبت صفا لغرفتها فوجدت أن هاتفها يرن فأمسكت به و ردت قائلة:آلو أخيرًا رنيت عليا يا سامر إنت وحشتني أوي
رد عليها صوت أنثوي:بصي يا حلوة إبعدي عنه بقا
إنتِ يعني مصدقة إنه ممكن يحبك كده؟!!
هو لا يعرف شكلك و لا أي حاجة عنك
إنتِ مجرد واحدة اتسلى بيها شوية للأسف و أصلًا أنا يعتبر خطيبته و بالصدفة عرفت إنه بيكلمك و هو بايعك أصلًا
صُعقت صفا مما سمعته الآن فهل هذه محقة في قولها؟!
قالت صفا و هي تتصنع القوة:إنتِ كدابة ممكن تخليه يكلمني
ضحكت الأخرى بسخرية ثم قالت:خد هزقها إنت كمان تقريبًا لسه مش مستوعبة
آتاها صوت سامر يقول:ممكن تبعدي عني يا صفا أنا بحب خطيبتي و مش عاوز مشاكل بسببك
سلام
أغلق الهاتف بوجهها بعدما سمعت ضحكات الأخرى ترن بأذنيها
جلست تبكي بشدة و تقول في نفسها:معقول يكون ماحبينيش فعلًا؟!
ده هو كان بيجري ورايا علشان أوافق أكلمه!!
أنا إزاي كنت هبلة كده!!!!
أنا مش قادرة أستوعب اللي حصل ده يا ربي
ربنا؟!
هو كان فين ربنا و أنا بعمل كل ده؟!!!
و كان عاوزني أبعتله صوري؟!!!
هه..إزاي أصلًا صدقت واحد بيكلمني من شهر بس!!
أنا إزاي كنت هبلة كده!
أهملت دراستي و أهلي.......و ربنا!!
قامت بلا تردد و ذهبت للوضوء ثم فرشت مصليتها و انفجرت بالبكاء و هي تطلب السماح من ربها الذي ظلمت علاقتها به كل هذه المدة التي مضت منذ معرفتها به..
يا ربي سامحني و أصلحني و أصلح حالي أنا آسفة يااا رب والله اهديني ليك يا الله
كانت ترتجف و هي تصلي من كثرة البكاء و تتمنى من الله أن يصلح حالها..
***************************
لا نعلم ماذا سيحدث في أيامنا القادمة..و لكننا نعلم كل العلم بأن ما سيحدث ما هو إلا الخير لكل منا...ثقة في الله و قدره ليس إلا..
....
ها قد أشرقت شمس يوم جديد..
كان بلال يصلي الضحى عندما أتت والدته لتتأكد بأنه جهز كل أمتعته..
فوجدت بأنه جهز كل شيء بالفعل حتى هذه القلادة الذي يعشقها...
انتهى من صلاته ثم قالت والدته بابتسامتها المعتادة الجميلة:تقبل الله يا حبيبي
ابتسم لها هو الآخر ثم قال:منا و منكم يا رب
وجدها قد ارتدت ملابسها و تجهزت للخروج و قد ارتسمت الفرحة ببراعة على وجهها بطريقة لم يشهدها من قبل
فقال لها بحب:شكلك فرحانة أوي يا أمي
ضحكت بشدة ثم قالت بفرحة:إحساس إنك هتقابل حد حرمك منه القدر ده من أجمل الحاجات اللي في الدنيا
احتقن وجهه بشدة ثم قال لها بصوت قادم من أعماقه:يا ما نفسي أجرب الإحساس ده يا ماما
نفسي بجد
شعرت إيمان بغصة كادت تشق صدرها ثم قالت له في محاولة منها للتخفيف عنه:يا بلال إنت ماتعرفش ربنا مخبي ليك ايه!!!
ابتسم لها بلال و تصنع الفرحة حتى لا يزيح فرحتها تلك:يا حبيبتي عارف
و كمان فرحان أوي إني هقابل أحبابك حاسس إنهم أحبابي أنا كمان
ضحكت و قالت عندما تذكرت طيبة أخيها ياسين:أنا متأكدة إنك هتحب ياسين أوي يا بلال
كل ما ببصلك بحس إنك شبهه في شبابه و الله
ربنا يحميك و يبارك فيك و أشوفك شبهه و زيه في المستقبل
ابتسم لها بلال و قال بحب:ربنا ما يحرمني منك
**************************
كان بيت آل حجازي يضج بالفرحة للمرة الأولى بعد سنوات كثيرة مرت عليه بالحزن و الألم
...
كانا ياسين و سمية فرحين بزيارة إيمان و محمد لهما
و على وجه الخصوص ياسين الذي كان يتخيل ملامح أخته التي لم ينسها أبدًا طيل هذه السنوات التي مرت...
قال ياسين لسمية و قد غمرت الفرحة وجهه:أنا فرحان يا سمية بجد
أنا مافرحتش كده من زمان..
حاسس إن الفرحة هتيجي و مش هتسيبنا تاني يا سمية..
كانت سمية ستتحدث و لكنهما سمعا صوت ضحكات تأتي من الخارج..
ضحكات متتالية لا تتوقف أبدًا.....
نظرا لمصدر هذه الضحكات فوجدا...

ريهام_يحيى

ليست هناك تعليقات