إبحث عن موضوع

قصه

هل نقدر نصور الجن والأشباح ؟ أو حتى نراقبهم ونتكلم معاهم ؟ خلوني أقولكم إن في طريقة وحيدة بتخلينا نتواصل معاهم وهي إننا نحس بوجودهم معانا لما بيجوا حوالينا في البيت، والشغل، والطُرق السَريعة والفاضية، وبالطبع في الأماكن اللي بتحصل فيها جرائم قتل، ووجودهم بيكون فعال جداً بعد الغروب وذوبان إضاءة الشمس، حَركتهم بتكون كتيره، وبيبدأوا يتغذوا على مخاوف الناس، وأكتر شخص بيخاف من الجن أو أرواح المقتولين بيشوف مِنهم عين حمراء قوية مبتحرمش، لدرجة أن مُمكن قَلبه يقف من الخوف.

ليه بقول الكلام ده ؟ من حوالي أسبوع كُنت قاعد على اليوتيوب بتفرج على الفيديوهات الترند، وفي المركز الـ11 لاقيت فيديو ليوتيوبر مَصري قناته بقالها شهر بس، كان منَزل "فلوج" ليه وهو جوه قَصر مَهجور في القاهرة، مش هقدر أقول اسمه أو عنوانه، المُهم اليوتيوبر ده دخل القَصر بدون عِلم الأمن بتاعه اللي بَره، وفتح باب خَلفي ومشي جواه، طبعًا المكان ضلمة ومليان تُراب، ومُهمل بشدة، اليوتيوبر كان معاه اتنين صحابه، واحد مِنهم اختفى فجأة ودخَل في غُرفة من غُرف القَصر، وقعدوا يدورو عليه كتير، لحَد ما ظهرلهم فجأة بلبس أسود وخضهم، موقف طبيعي جداً، وفي الأغلب كانوا متفقين مع بعض علشان يجيبوا فيوز كتيره.

بس في حاجة غَريبة لمحتها في الغُرفة اللي كان فيها الولد ده. حاجة زي جُمجُمة عليها دَم، محدش تَقريبا خَد باله مِنها غيري، وفضلت مُنتظر اليوتيوبر يتكلم عنها، بس "الفلوج" خلص ومجابش سيرتها، واللي رعبني فعلاً هو الخيال اللي كان بيتحرك جَنب الجُمجُمة دي، كان خيال أسود داكن وطويل واصل لحَد سَقف الغُرفة. عدا عَليا وقت طويل كُنت عمال بفكر في اللي شوفته وإن مينفعش أعديه، ولقُرب القَصر ده مني، ولشغفي ناحية الغوامض، قَررت أروح.

اشتريت الكاميرا اللي بتتركب في الراس، وجيبت كشاف كبير وحجارة تكفيني، ومياه، وشوية أدوية علشان لو حصَلي حاجة، ولما الليل جيه اتسحبت علشان محدش من البيت يحس بيا، ونزلت، وصَلت عند القصر بعد نُص ساعة، بَصيت على الأمن كانوا بيشربوا سجاير وشاي وعايزين حَد أصلاً يحميهم من الناموس اللي بياكُل فيهم، فضلت مراقبهم وبعد شوية نَطيت من فوق السور، الدُنيا كانت ضَلمة شغلت الكشاف على إضاءة بسيطة، ومشيت على نوره بهدوء في جنينة القَصر اللي شجرها طويل، لحَد ما وصلت للباب ودخَلت، وبعدها قفَلته ورايا وزودت إضاءة الكشاف وبقت قوية.

القصر كان يخوف، مكون من أربع أدوار، والأساس بتاعه مُتهالك، حيطان سودة، وبلاط متكَسر، والتراب يقفل الصدر، فضلت ماشي ومستحمل، لحد ما وصلت للغُرفة اللي شوفت فيها الجُمجُمة، ترددت وبَعدها ضَربت النور في المكان، الأرض كانت مليانة حصى وتراب وزبالة ومَلقتش الجُمجُمة اللي كانت في الفيديو، فضلت واقف بترعش وفي نَفس الوقت عايز أوصل لحاجة مُهمة.

  عَدت ساعة كاملة عَليا فضلت ألف فيها في الأوضة وبراها، لحد ما سمعت صوت خطوات بتتحَرك بَره، بَصت بهدوء لاقيت ظل لشخص طَويل نازل على سلالم القصر، جريت ودورت على حاجة استخبى فيها لحد ما نزلت تَحت ترابيزة مُتهالكة، وقُمت طَفيت الكشاف بتاعي، صوت الخطوات فضل يقَرب مني، لحد ما وقف قُدامي، مَكنتش شايف حاجة حَقيقي، بس سامع صوت واحد بيتنَفس والسخونية بتاعته كانت بتيجي في وشي، وشوية وخَرج صوت تنَهُد غَريب ومُرعب، كأني اللي واقف قُدامي ده عَليه روح أو شيطان وبيستنجد علشان يهرب مِنها.

قَلبي كان شوية وهيهرب، وبعد كده لاقيت صوت الخطوات بيبعد، فضلت مستني، ولما الدُنيا هديت، اتحركت تَحت الترابيزة علشان أخرُج فخبَطت في حاجة كانت متلجة، حَسست عَليها وحاولت أكدب على نَفسي وأقول أنه مش الشخص اللي كان قُدامي، فضلت مستني تحصلي أي حاجة، أو أموت حتى، الخوف كان مسلسلني، لحد ما الشجاعة جاتلي ونورت بموبايلي بدل الكشاف واتصدمت لما لاقيت جُثة في وشي، عينها بيضة، وجسمها كان لسه متعفنش، الجُثة كانت لبنت في العشرينيات من عُمرها، وكانت عريانة ونايمة على ظَهرها وبَطنها مفتوحة، خلَعت قَميصي وغَطيت جسمها بيه،
وقُمت بَصيت حواليا مَلقتش حاجة، جريت على الباب اللي دخَلت منه، وكحاجة متوقعة لاقيت بابه مقفول ومش راضي يفتح، وسمعت صوت خطوات بتجري ناحيتي من ورا، جريت دخَلت غُرفة وقفلت بابها وكان فيها شُباك كبير وفيه زُجاج، وعَليه حَديد من بَره، وقفت فيه لاقيت الاتنين الحُراس، شاورتلهم بأيدي ومَكُنتش قادر أنده عَليهم من خوفي، لحد ما شافوني وقَربوا شوية مني، وكان في واحد مِنهم ماسك في ايده جهاز لاسلكي وبيتكلم فيه وبيبُصلي بخوف، فضلت واقف مستنيه، وبَعد ما خَلص ضحك وبَصلي، خوفت أكتر وبعدت عن الشُباك، وجرت خَرجت من الغُرفة، بَصيت كويس ولما اطمنت إن مافيش حَد، طلعت على السلالم بتاعت القَصر،

وكُنت سامع ورايا كذا رجل بتجري عَليا، وصوت زعيق وخناق، فضلت أجري عَديت دور والتاني والتالت، لحَد ما وصلت للدور الأخير، كان طويل جداً ومليان غُرف على ناحية اليمين، بَصيت على السلالم ووجهت نور موبايلي عَليها لاقيت أجسام سودة بتجري وبتقَرب مني وخارج مِنهم صوت يقتل، فجريت ناحية الغُرف، الأولى كانت مقفولة، وكذلك التانيه والتالتة، لحد ما وصلت لأخر غُرفة، وضَربت بابها بقوة برجلي أكتر من مَرة لحد ما اتفتح، بَصيت قَبل ما أدخُل لاقيت الأجسام السودة وصلت وبيني وبينها 60 متر بس، دخَلت الأوضة وقفلت بابها، وبَصيت  لاقيت دولاب خَشَب قَديم حَطيته على الباب، وحَطيت وراه ترابيزة تانيه كانت كبيرة أوي وتقيلة، وثواني وبدأ خَبط شديد على الباب من بَره، بس أنا كُنت مطمن.

لفيت ورايا ونورت بالموبايل بتاعي، لاقيت جسمين سود زي اللي كانوا بيجروا ورايا، قاعدين على ترابيزة في أخر الغُرفة، فضلت متسمر مكاني، والجسمين دول كانوا بيبصلولي ومتفاجئين من وجودي معاهم، قولتلهم:
-انتوا مين ؟
بَصوا لبَعض وقاموا وكان في إيدهم سيوف طَويلة، كُنت في مَوقف حَرج للغاية ومش عارف اتصَرف، فضلت أدور بعيني في المكان، عايز أي مَنفَذ ينقذني، ولاقيت فعلاً باب لغُرفة صُغيرة، جريت عَليه، واحد منهم ضَرَبني بالسيف تفاديت الضَربة، وقفَلت باب الغُرفة وسنَدته بجسمي علشان مَلقتش حاجة أحطها عَليه، فضلوا الاتنين اللي بَره يضربوا الباب، وأنا منَور بكشاف موبايلي بحاول الأقي حَل، فضلت على الوضع ده لوقت طويل، ولحُسن حَظي إن جسمي كان طَويل وعَريض وقَوي وبروح الجيم، قدرت أقفل الباب بجسمي رغم قوة ضَربهم من بَره.

دقائق والضَرب اختفى، فتَحت الباب مَلقتش حَد بَره، ولمَحت حَديدة طويلة على الأرض، جريت أخدتها ورجعت تاني دخَلت الغُرفة الصُغيرة، حَطيت الحَديدة على الباب، واتضحلي إن المكان اللي أنا فيه كان حمام. دوَرت كتير على مَنفَذ أهرب منه، لكن كُل حاجة اتقفلت في وشي، حيطان الحمام كانت سودة ومافيش فيها شُباك، قعَدت على الأرض، وعيطت وكُل اللي حصَلي بيدور في بالي، الضَرب رجع على الباب تاني بس المَرة دي كان أقوى، بس الحَديدة مَنَعت دخولهم.

فضلت على الحال ده مش لاقي حَل، لحَد ما لمحت ثُقب صُغير في الحيطة خارج مِنه نور، جريت عَليه وحَطيت صُباعي فيه، لاقيت الثُقب ده بيزيد، واكتشَفت أن ده مشَمع غامق قافل على شُباك الحمام، شيلتُه كُله، وبَصيت لاقيت الشُباك بيطُل على جنينة القَصر، وكان في ماسورة طويلة واصلة لتَحت، طلعت من الشُباك، ونزلت على الماسورة دي، فجأة لاقيت ايد بتشدني لتَحت بَصيت لاقيت واحد بيحاول يوقعني، ضَربتُه بكُل عُنف، وسمعت صوت مناخيره وهي بتتكسر من رجلي، ووقع على الأرض من مسافة، وأنا كَملت نزول على الماسورة لحَد ما وصلت للجنينة، جريت ناحية السور وقَبل ما أنُط سمعت اتنين واحد فيهم بيقول للتاني:
-الشاب اللي جالنا النهاردة مستخَبي في الدور الأخير، بس خلاص رجالتنا كلهُم طلعوله وهيجيبوه دلوقتي، ولو مقدروش يدخلوا الأوضة هيضربوا الباب بالنار.

التاني رد بصوت خشن وقاله:
-تمام، وحتى لو أغلب أعضاء جسمه باظت أكيد هيتفضل عضو أو أتنين ناخدهم منه.
-ماشي، وياريت تكَلم الواد اليوتيوبر يعمل بعد أسبوع فيديو تاني جوه القَصر، وتأكد عَليه يلعب بالمؤثرات ويظهر خيال زي بتاع الفيديو اللي فات هو والجمجمة، علشان المُغفَلين يفتكروا إنهم شافوا حاجة غَريبة ويجوا، زي البنت اللي ماتت والشاب اللي فوق.

سمعت الكلام ده ونَطيت بعَدها من فوق السور، وأنا فاهم اللعبة القَذرة اللي اتحَطيت فيها بغشامة مني.

سامي ميشيل

ليست هناك تعليقات