إبحث عن موضوع

الفصل السابع من "ويشاء القدر"💜

الفصل السابع من "و يشاء القدر"💙🌍

هناك صلة غريبة من نوعها بين قلبين أحبا بعضهما بصدق،ألا و هى اتصال روحيهما ببعضهما البعض..
أى أنك عندما تحب شخصًا بصدق تشعر حياله بعدة مشاعر لا تعرف لها وصفًا معينًا،عندما يفرح تفرح أنت و لا تعرف السبب،و عندما يصبه مكروه تشعر بغصة و لا تعرف مصدرها..
و هنا يكون الحب وصل لأعلى ذرواته حتى أنه لا يجوز أن يُطلق عليه مسمى الحب فى هذه الحالة لأنه تعداها بالكثير من درجات القلب و الروح..
.....
كان بلال يسير كالمجنون بين الناس فى الجامعة و يطلب من الله أن ينير بصيرته و أن يهديه..و لكنه لا يقدر على التوقف عن البحث عنها..
أجل كانت ترتدى فستانًا أسود اللون هذا ما لمحه منها فقط..يا رباه أنِر لى طريقى..
بحث و بحث و بحث و لكنه لم يجدها أبدًا و كان كل دقيقة و الأخرى ينظر لصديقه الذى يهز رأسه نفيًا بأنه رآها أو وجدها..
بعد بحثٍ طالت مدته خارت قواه فوقع أرضًا من التعب الجسدى و شتات نفسه و روحه أيضًا..
قال له علي محاولًا مواساته:اهدى يا بلال أنا مش عارف إنت تاعب نفسك كده ليه على أمل نسبته متعديش الواحد فى المية أصلًا؟!!!!
نظر له بلال نظرة شقت صدر على من الألم حياله ثم قال بصوت مرتجف:بس حتى لو الأمل ده واحد فى المية هحاول علشانه بردو
أصل إنت يا علي مشوفتش و محستش اللي أنا حسيت بيه
علي بأسى:صدقني يا بلـ...
بلال بتعجب:ايه؟!
سكتت كده ليه؟!!!!
نظر لمَد نظر علي حتى رأى بأنه ينظر إلى فتاة فقال بدهشة:هي دي يا علي؟!
فهز علي رأسه بالإيجاب
هرول علي بين الطلاب حتى وصل لها و قال بتعب ظهر عليه بشدة:لو .. لو سمحتي يا آنسة ممكن ثانية بس؟!
نظرت له ندى بتعجب و قالت برهبة:أنـ أنا..؟!
كان علي متردد من أن يدعها تتحدث مع بلال لأن هذه المرة بلال في بحر كبير من الثقة بأنها هي و لا يستطيع تصديق أن نداه ماتت
ماذا يقول لهذه الفتاة؟!
هل يقول بأن صديقه قد جُن!!؟
أم يقول بأنه هو من جَن جنونه لأنه يسير وراء ترهات صديقه؟!!
قالت ندى ببراءة ممزوجة بالخوف:هو في حاجة يا أستاذ؟!
لفت لها علي بعدما كان في عالم آخر و قال بحزن شديد:صديقي عاوز يسألك حاجة ممكن؟!
قالت سما بنبرة شبيهة للصراخ:في ايه يا أستاذ إنت؟!
هدئت ندى من روع صديقتها و قالت و قد لمحت الحزن في عينيه:استني يا سما يمكن في حاجة مهمة
نظر لها علي و قد لمح الصدق في حديثها و قال بامتنان:أيوة والله حاجة مهمة جدًا
شكرًا لحضرتك يا أستاذة ندى
ندى و قد تعجبت منه أيعرف اسمها أيضًا؟!!
هي تشعر بأنها رأته من قبل ولكنها لا تعلم أين..!!
قالت بتفهم:حضرتك عارف اسمي؟!
جاء بلال و قال بصوت حزين كأنه مجبور على أن يخرج من فمه:و أنا كمان عارف اسمك يا ندى
نظرت لهذا الشخص الذي تحدث
مااااذاااا؟!!
أهو ذاك الشخص الذي رأته في الصباح؟!
نعم و هذا صديقه
أهو من شعرت حياله بعدة مشاعر مبعثرة لا تعلم لها مصدر!!
أهو بلال؟!
قال بلال و قد اغرورقت عيونه بالدموع:ممكن أسألك كام سؤال بس؟؟
قالت ندى و قد شق قلبها من الحزن لرؤية هذا الغريب حزين:اتفضل بس مينفعش أقف كده كتير ميصحش كده
قال علي بسرعة ملاحقًا على بلال في الحديث خوفًا أن ينهار مثلما حدث منذ قليل:بصي يا أستاذة ندى كان لينا صديق اسمه بلال من كام سنة و توفى و كان حكى لينا حكايات عن طفولته و إنه كان في دار أيتام و إنه كان معاه بنت اسمها ندى و احنا سمعنا شِعرك و لقينا إنه بيطابق كل اللي حصل معاه استشعرنا كده مش أكتر فكُنا عاوزين نعرف هل إنتِ ندى اللي كانت معاه ولا لا علشان نريحه؟!!
استسلم بلال لما قاله علي لها بينما هي ذهب بها الزمن سريعًا لأحداث هذا اليوم المشؤوم الذي تمنت بأن يختفي من حلقات حياتها
اليوم الذى سرق منها حياتها و لم تجد بعده حياة..
يا بلال أمُت؟
كنت أعلم أنك كنت على قيد الحياة و لم تمُت يوم الحادث هذا و كان بقلبي مكان يشع منه نور حياتك به..
كنت أعلم أنك في مكان ما في هذا العالم يا بلال و كان يتملك مني الأمل بوجودك و ها هو تركني مثلما تركتني أنت
مُت بعدما حييت مرة أخرى؟!
شق اليأس صدري يا بلال..شُق قلبي..
لم تتحدث ندى و نظرت لها سما مشفقة عليها و على حالها و كسر قلبها ثم قالت لبلال و علي حاسمة أمرها:لا إنتوا أكيد غلطتوا هي قالت شعر عادي خالص ليه فسرتوا ده على هواكوا؟!!!
صمتت ندى هي الأخرى..فما الفائدة من حديثها و قد قتلها الأمل و خدعها مرتين..؟!!
قالت سما هذا ثم نظرت لندى و قالت:يلا يا ندى نمشي
تحركتا الفتاتان بينما ندى بعالم و بلال فى نفس هذا العالم بعيدًا عن عالمهم
كان التفكير يقتلهما فعلى طرف هذا المسكين الذي تحدث صديقه نيابة عنه لأنه لم يتمالك أعصابه للحديث
ألهذه الدرجة هذه الفتاة تشبه حبيبته؟!
بفعلها و قولها حتى...حتى قصتها أيضًا..!!!
ما هذا يا قدر أنت تلعب معي لعبة حقيرة لا أقدر عليها و أنت تعلم فوزك..
و من طرف آخر هذه الفتاة التي قتلها الأمل مرتين مرة عندما لم تتأكد من وفاته يوم الحادث و مرة عندما ذُكر اسمه من هذا الشاب و لكنه قال أنه توفاه الله
هذا يعني أنه كان على قيد الحياة؟!
هل كان يبحث عني مثلما كنت أبحث أم ماذا؟!
ماااذاااا يا قدر ماذا؟!!!
***********************
لعبة القدر..
نفترق و نعود ثم نفترق و نعود ثم و ثم و ثم...
و لكن الشعور بالفراق الأبدي هذا يقتُل و بشدة..
....
ذهب بلال إلى منزله بصحبة صديقه فقابلاهما محمد و إيمان بدهشة لما ما بلال عليه..!!
إيمان بفزع شديد:مالك يا بلال؟!!
ماله يا علي؟؟؟!.
طمني بالله عليك
محمد برهبة لعدم نطق الشابان:يا تنطق يا علي طمنا حرام عليك
تركهم بلال و دلف لغرفته و أغلق الباب بإحكام ثم خارت قواه فوقع على الأرض و ظل يبكي مثل الطفل الصغير الذي فقد أمه..
....
في الخارج قص علي على محمد و إيمان ما حدث فانفجرت إيمان بالبكاء و حاول محمد تهدئتها قائلًا:اهدي يا إيمان مش كده إحنا لازم نكون أقويا علشان نهديه لازم نكون قادرين نساعده مش كده يا حبيبتي
قال علي بحزن:والله يا عمي أنا قُلتله بلاش نسألها بلاش تحط أمل على الفاضي لإن ده مجرد وهم منك و تقريبًا 1% أمل و على الفاضي هو أصر إنه يسألها و يدور عليها
كل ده علشان تشابه الأسماء مش أكتر والله ده عقله بايظ معلش يعني
كل شوية ندى ندى ندى
أنا عاوزه يفوق و يشوف مصلحته و حياته ميوقفش حياته على وهم كده
يا عمي ده كل ما يسمع اسم ندى بحس إن قلبه هيخرج من ضلوعه من كتر ما بيدق بس المرة دي الوضع زاد أوي عن حده و راح سأل البنت فأنا موضحتش إن بلال هو اللي بيدور و قُلتلها إن صاحبنا و توفى كمان فصاحبتها ردت علينا مكانها و كمـ.....
قال محمد مقاطعًا و متعجبًا:اشمعنى صاحبتها اللي ردت؟!!
قال علي بتلقائية:ما أكيد البنت يعني اتفاجئت بسؤالنا يا عمي
قال محمد و ما زالت الدهشة ترتسم على وجهه:بس يا ابنـ...
قاطعه صوت بلال قائلًا بنبرات حزينة يغطيها بعض القوة:ممكن تقفلوا على الموضوع ده؟!!
و تحاولوا تساعدوني أبدأ حياتي من جديد و أنسى بلال أيمن شاهين و أبدأ حياتي لأول مرة من قلبي ببلال محمد هلالي
عاوز أتغاضى عن كل اللي حصل ده و أشوف حياتي و مصلحتي بقا كفاية وهم أنا تعبت بجد و عاوز أفوق من كل ده
أنا معرفش أنا إزاي أصلًا عملت كده النهاردة..!!
مجرد كلمتين هدوني!!!!
أنا خلاص هبني نفسي من تاني كفاية بقا
ذهب له علي و قد علت ضحكاته و قال بفرحة كبيرة:بجد بجد أحسن حاجة هتعملها في حياتك يا بلبل
ذهب له محمد و احتضنه قائلًا براحة كبيرة:ربنا يريح قلبك يا حبيبي و يرزقك الخير
*********************
على الجانب الآخر كانت ندى تبكي بحرقة في غرفتها و أختها صفا تهون عليها قليلًا بالحديث و قالت بحنان:طب يا حبيبتي ما أنا قُلتلك قبل كده متعشميش نفسك هو مات
صرخت ندى و قالت معنفة لأختها:هو مكنش مات يوم الحادثة هو لسه ميت قريب
ليه يا ربى مجمعتنيش بيه لييييه؟!!!
عنفتها صفا هي الأخرى و قالت:اللهم لا اعتراض يا ندى إيه اللي بتقوليه ده؟!!!
إنتِ متعرفيش حكمة ربنا ايه من ده كله بلاش هبل كده!!!
مش ده كلامك؟!
مش ده حسن الظن بالله زي ما بتقولي؟!!
قومي صلي و عيطي لربنا قومي و أكيد مفيش حاجة ربنا بيعملها وحشة
نظرت لها ندى و قالت باستسلام: حاضر هقوم بس سيبيني لوحدي شوية
صفا:حاضر يا حبيبتي و خلي بالك من نفسك
ندى:حاضر

ريهام_يحيى

ليست هناك تعليقات