إبحث عن موضوع

الفصل السادس من "ويشاء القدر"💜

الفصل السادس من "و يشاء القدر"..🌍💙

'يا دنيا ما بدالك ماشوفتش غير جمالك'..
كانت ندى تدندن قبل أن يبدأ الحفل فقالت لها سما بملل:يا ندى أنا زهقت أوى والله من القاعدة دى
بقولك ايه ما تيجى تشاركى فى الحفلة الكبيرة اللى هتتعمل بعد التخرج الأصلية يعنى
ضحكت ندى ضحكة شريرة مصطنعة و قالت:لااااااء
أنا قُلت إنى مش عاوزة أشارك و إنتِ أصريتى و أنا مطيعة و بسمع كلامك يا حبعمرى
قالت سما بتصنع للبكاء:كنت تتقطع يا لسانى قبل ما تطلب منها كده
ثم ضحكتا معًا و قطع ضحكاتهما صوت صديقتهما أبرار قائلة برفق:السلام عليكم يا حبيباتى
ردتا السلام عليها ثم قالت أبرار بإحراج لاحظته ندى و لكن تركتها تتحدث دون مقاطعة:أنـ أنا عاوزة أقولكوا حاجة لأنى حاسة أنكوا اللى هتفرحولى بجد و أنا ماليش حد غيركوا أصلًا
ابتسمتا الفتاتان لها فشعرت بالهدوء قليلًا و قَل التوتر:فاكرين لما حكيت عن الشاب اللى اتقدملى أكتر من مرة ده
ابتسمت سما و قالت بسرعة:فاكرين فاكرين طبعًا بس فرحينى و قولى إن بابا الحاج وافق
نكزتها ندى بذراعها و قالت معاتبة:يا بنتى سيبيها تتكلم براحتها مينفعش كده
ضحكت أبرار و قالت ملاحقة لتُسكت ندى:سيبيها تتكلم يا ندى أنا مزعلتش والله
ابتسمت سما و حركت حاجبيها بطريقة مضحكة تجاه ندى ثم ابتسمت و قالت لأبرار:كملى يا بنتى كملى
انتاب أبرار التوتر مرة أخرى ثم قالت:بابا وافق
صرخت سما و قالت بفرحة:بجد بجد؟!
أمسكت ندى بيد أبرار و قالت و هى تحملق لها:بتتكلمى بجد والله؟!
قالت بخجل:أيوة والله بجد و عملنا الرؤية الشرعية كمان
احتضنتها ندى بقوة و قد اغرورقت عيونها بالدموع و قالت:ألف مبارك يا حبيبة قلبى ربنا يتمم على خير
احتضنتها سما هى الأخرى و باركت لها و كل هذا و أبرار لا تتحدث أبدًا
فسألتها ندى و هى تعلم الإجابة:طب مالك كده يا أبرار؟!
حساكى زعلانة...ايه اللى مزعلك كده؟!
لم تتحدث أبرار لأن عيونها تحدثت عنها بالدموع
سألتها سما:مالك يا أبرار خوفتينى؟!
اوعى تكونى مش عاوزاه
قالت ندى برفق لأبرار بعدما احتضنتها بشدة مرة أخرى:ربنا يرحمها يا حبيبتى ربنا يرحمها
فهمت سما أنها تتحدث عن والدة أبرار المتوفية منذ صغرها
نشلت أبرار نفسها من حضن ندى ثم مسحت دموعها بسرعة و قالت بأسف:والله أنا آسفة يا بنات بس غصب عنى اتخنقت يلا خير
المهم خطوبتى هتكون يوم الجمعة و العقد كمان بإذن الله و قال لبابا ان بعد التخرج الفرح على طول
هو ممكن تيجولى من الصبح أصل زى ما أنتوا عارفين أنا مش عندى أخوات بنات هو أخويا الكبير بس
قالت ندى بسرعة:بإذن الله طبعًا يا حبيبتى ربنا يتمم على خير بإذن الله بارك الله لكما
تحدثن لفترة ثم تركتهما أبرار و قالت بابتسامتها الصافية:يلا فى رعاية الله
عندما ذهبت ظلت ندى تنظر إليها و هى تمشى حتى اختفت من أمامها تمامًا ثم قالت لسما:أبرار صعبانة عليا أوى يا سما والله
مش بتخلى حد يقرب منها خالص لأنها بتخاف من الفراق و مفيش ليها أى أصحاب و مهما حاولت أتقرب منها كانت مش بتوافق بس جه الوقت اللى احتاجت حد يقف جنبها و لازم نقف جنبها فرحت أنها اتكلمت شوية لأن طبعها كتوم و دى حاجة بتأذيها هى
و كمان مامتها اتوفت من صغرها تقريبًا كان عندها ٣ سنين بس يعنى حتى مش ليها أى ذكريات معاها
ردت سما:بيتهيألى كده أحسن يا ندى لأن الذكريات اللى بتبقى قبل الفراق بتقتلنا
سرحت ندى بكلام سما و تذكرت ذكرياتها مع بلال و أنها بالفعل تقتلها الآن
هزتها سما فأفاقت من خيالاتها و قالت بصوت مخنوق:فعلًا الذكريات بتقتل يا سما
قالت سما و قد أدركت ما يدور ببال ندى:افتكرتيه؟!
فرّت دمعة من عين ندى و قالت:و هو أنا بنساه؟!
تنهدت ندى و مسحت دموعها و قالت بمحاولة منها أن تتغاضى عن كل هذه الأحاسيس:يلا بقا سيبينى أجمع شوية كده علشان أعرف هقول ايه فى الحفلة
أمسكت سما بيدها و قالت بابتسامة:حاضر يا حبيبتى
************************
كانت هذه المرأة العجوز تداعب هذا الطفل الصغير بمحبة كبيرة ثم جاءت والدته و قالت:يا آسر يا حبيبى يلا علشان نروح لبابا
قالت العجوز بحزن:بقا كده يا دينا هتسيبينى من غيره تانى مش كفاية قعدت يومين كاملين مشوفتهوش
قالت دينا بعدما أمسكت بيدها و قالت بحب:والله أبدًا يا أستاذة أسماء ده أنا بس هروح لأحمد علشان هنشترى شوية حاجات للبيت كده و آسر مصمم إنه ييجى معانا و هنرجعلك على طول
ابتسمت أسماء و قالت بأريحية:خلاص طالما كده يبقى الحمدلله بس بردو متتأخروش عليا هااا
ابتسمت دينا هى الأخرى و قالت بحب:من عينيا يا حبيبتى .. يلا فى رعاية الله
ذهبت دينا و بقيت أسماء تنظر للفراغ و هى فى حديقة منزلها فجاءت لها رباب و جلست بجانبها و قالت لها:بردو سرحانة؟!
أكيد بتفكرى فى بلال و ندى صح؟!
تنهدت أسماء بأسى و قالت:مش متخيلة هما وحشونى إزاى يا رباب والله وحشونى أوى
قالت رباب بتردد:طـ طب ما يمكن ماتوا يومها يعنى يا أستاذة
نهرتها أسماء بقوة قائلة:أنا قُلتلك متقوليش كده تانى يا رباب إنتِ مش بتفهمى ولا ايه!!!!
قالت رباب:بالله عليكى يا أستاذة أنا قلبى بيوجعنى عليكى كده والله و بعدين ده عدى على الحادثة ١١ سنة و مش عارفين عنهم حاجة و أحمد دور عليهم فى أماكن كتير أوى و مفيش و لا أثر ليهم
بكت أسماء كالأطفال الصغار و قالت:بس أنا حاسة إنهم عايشين والله حاسة بيهم فى قلبى ده أنا اللى مربياهم يا رباب..وحشونى أوى والله
اللى كانوا فى الملجأ يوم الحادثة عرفنا اللى ماتوا و الباقى كل واحد راح لنصيبه فى السنين اللى عدت
بعدها مفيش غير بلال و ندى اللى منعرفش عنهم حاجة و دى حاجة مش طبيعية
و لولا ستر ربنا و انى كنت حاطة فلوس فى البنك عرفت اشترى البيت ده و قدرت أوصل لدينا و أحمد و بجد مقدرش أنسى أنهم قطعوا شهر العسل علشان خاطرنا بعد يومين بس و زعلوا إن احنا مقولناش يومها على طول
ربتت رباب على كتفها و قالت بحنان:ربنا يرزقهم خير بالمقابل ده حتى مش بينسونا خالص و سايبين آسر معاكى دايمًا و يعتبر إنتِ اللى ربيتيه و أحسن تربية والله
ربنا ما يحرمنا منهم أبدًا
رددت أسماء:ياااارب ياااارب و يبرد قلوبنا من نار الشوق لندى و بلال
***********************
السلام عليكم يا رفاقنا الكرام مع بداية الحفلة كده نحب نبدأ بالقرآن الكريم بصوت زميلنا محمد
كان هذا مقدم أول فقرات الحفل للشباب و قد مر الكثير من الوقت بمرور الكثير و الكثير من الفقرات كالقرآن و الإنشاد و التنمية البشرية..و...و..
عندما بدأت فقرة الفتيات التى تقدمها أيضًا إحدى الفتيات و التى اشتركت بها ندى،بدأت ندى بالتوتر بشدة و كانت سما تهدئها قائلة:إنتِ قوية يا ندوش إنتِ أقوى من إنك تخافى
قالت ندى بتوتر شديد و تلعثم:بـ بس يا سما أنا مرعوبة عمرى ما ألقيت شعر قدام أى حد غيرك إنتِ و ماما و صفا فخايفة أوى والله
قالت سما بابتسامة:لا متخافيش أنا جنبك
قالت هذا ثم احتضنتها بشدة فسمعتا صوت مقدمة الفقرة تقول:و الآن جه وقت الشعر و اللى بيحبوا الشعر و اللى بيكتبوا الشعر
بينما المقدمة تتحدث كان بلال يقول لعلى بضجر:أنا همشى يا على أنا مليت و تعبت و كمـ...
لم يكمل كلماته لأنه سمع المقدمة تقول:معانا زميلتنا ندى من كلية تجارة الفرقة الرابعة هتلقى شعر لأول مرة معانا
و كأن الزمان توقف و المكان به تقهقر فبمجرد سماع اسم ندى شعر بأن قلبه سيكسر ضلوعه و يقفز من بينهم..
هزه على فلم يرد فهزه مرة أخرى فقال بلال:سمعت قالت ندى
نظر له على بشفقة وقال:عادى يا بلال عادى ما فى بنات كتير اسمهم ندى يعنى
قال بلال بخيبة و كأنه أفاق من حلم:حاضر أيوة إنت معاك حق
على:هنمشى؟!
بلال و كأنه تائه:هاا؟!..لا خلينا نشوف الشعر ده
سمعوا جميعًا صوت ندى و هى تقول برجفة صوتها الواضحة:أنا اسمى ندى الجوهرى من الفرقة الرابعة و هلقى جزء من قصيدتى شعر عامى بعنوان "الفراق"..
سمع بلال صوتها و ظل ينظر لها و لكنه لا يرى وجهها أبدًا..لا يرى غير يدها الصغيرة تمسك بفستانها من التوتر فحملق بها فهذه الحركة تشبه حركة ندَاه أيضًا فصرخ و قال لعلى:شوف كده ماسكة فى فستانها إزاى!!!!
ندى كانت لما بتتوتر بردو كانت بتمسك هدومها كده
نهره على بشدة قائلًا:يا أخى فوق بقا ندى ماتت
قطع حديثهما بدء ندى للشعر قائلة:
الفراق
كلمة و فيها ياما تاه عشاق
فيها ساعات نهاية لـحُب
و بداية دايمًا لاشتياق
كنا صغار و أول لهفة
كانت لهفة بس رفاق
بدأت حياتنا تنور ببعض
بنور الصحبة و الأشواق
عدت سنين و فضلنا سوا
لوقت ما بنينا كتير أحلام
أحلام العمر و رغم المُر
دُقنا الحلو من غير آلام
نفس آلامه كانت آلامى
حسيت بتعبه من غير كلام
رغم صُغر السن بس اتعلمنا كتير دروس
دروس حياة كاملة و معانى يتكتب بيهم قاموس
كان بيمحى عنى أى بداية عبوس
و أول ما أقول عاوزة و أريد
كان يغنيلى ربك لما يريد
لوقت ما فرقتنا الأيام
و فى لحظة واحدة لقيتنى
بلاقيه بس فى الأحلام
صعب الفراق مش سهل لكن
هتفضل جوا القلب ساكن
انتهت من شِعرها و انتفض مكان الحفل بالتصفيق و التهليل لها..
و لكنها هرولت و هى تبكى بشدة حتى ذهبت لسما و احتضنتها بشدة و ظلت تبكى بمرارة شهدتها سما لأول مرة و قالت:مش دى القصيدة اللى كنتِ هتقوليها يا ندى!!!...
و المسكين بلال كان ينظر لمكانها حتى و هو فارغ كان يتهيأها مازالت واقفة حتى هزه على و بمجرد هزه له انفجر بالبكاء فقال على محاولًا تهدئته:اهدى يا بلال مالك كده؟!
يا ربى ايه الحالة اللى إنت فيها دى بس أنا مش عارف أعمل ايه!!!
احتضنه و بدأ بتلاوة بعض آيات سورة البقرة حتى هدأت نفس بلال و قال بصوت قادم من أعماقه،صوت مُحمل بكثير من الكلام الذى لا يستطيع قوله و اختصره بالقليل:كل اللى قالته ده معناه ايه يا على؟
دى مييين!!!!!
كل دول معقول مجرد صدف؟!
لم يستطع على الرد لأنها بالفعل عبّرت عن حياة بلال
قال بلال كالتائه:و قالت بيغنى ربك لما يريد!!!!!
انتفض بلال و قال بعزم:لازم أشوفها يا على
بس أنا مشوفتش وشها
قال على:أنا شوفتها
قال بلال بسرعة:يلا تعالى أشوفها بس لازم أعرف هل كل ده حلم و لا أنا اللى بعشم نفسى .. لازم أواجهها
على:بس لو طلعت هى بجد!!!
بلال:مش عارف يا على أنا أصلًا حاسس إنى بحلم أنا مش فى الدنيا أصلًا

ريهام_يحيى

ليست هناك تعليقات