إبحث عن موضوع

قصة اقتناص الجزء الاول

اقتناص
سمعت إنذار عربيتي بيضرب في نص الليل,,كنت لسه مخلص مكالمة تليفون,, اتفزعت وطلعت أجري على البلكونة,, بصيت على العربية ملقيتش حد جنبها وكل حاجة تمام,, فضغطت على الريموت قفلت الانذار وولعت سيجارة وأنا واقف في البلكونة ويدوب أخدت منها نفسين لقيت الانذار بيضرب تاني والمشكلة إني ساكن في منطقة هادية جدا فكان صوت الإنذار عامل إزعاج وبدأ ناس تطلع من البلكونات,, فنزلت أشوف في ايه,, مكنش في حاجة حواليها لكن الغريب اني لقيت العربية ازازها كله مشبر,, مش شايف اي حاجه جوه العربية من كمية البخار او التكثيف اللي جواها كأن في جواها حاجة بتغلي,, انتابني شعور استغراب ممزوج بشوية خوف,, مش خوف عالعربية لا خوف من المجهول أو الغير منطقي,, لكن تمالكت نفسي  وضغطت على زرار الفتح في الريموت وفتحت الباب,,عشان تزيد دهشتي لما حسيت بصهد وهوا سخن جوا العربية,,قعدت أفتش فيها وابص تحت الكراسي يمكن عقب السيجارة اللي كنت بشربها وانا مروح البيت يكون وقع فيها فملقتش أي حاجة غريبة,, ففتحت الاربع ابواب وفضلت واقف جمبها وكل شوية أطل عليها ألاقيها زي ماهي,, لغاية ما زهقت من الوقفه فقفلت الأبواب,, وقفلت اللوك وقلت هكشف عليها بكرة في التوكيل,, وجيت أطلع شقتي,, لكن جالي خاطر أبص تحت العربية,, فوطيت وببص لقيت مخلوق,, أنا متعود أن يبقى في قطة تحت العربية,, بس دا مكنش قطه,, كان كلب,, لكن كلب ضخم,, ولونه غريب خليط من الرمادي والأسود,, قاعد تحتها بيبصلي بتحدي,,
....في حاجة يا منير بيه؟؟ اتفزعت من صوت البواب اللي قطع حبل أفكاري واتنفضت وانا بلف ناحيته,, ثانيتين وتمالكت نفسي من الخضة وقلتله... بص كده معايا تحت العربية؟؟
وطينا سوى وبنبص ملقيناش حاجة كان الكلب أختفى
...مفيش حاجة يا منير بيه,,
فقلتله باستغراب.. كان في والله يا سيد,,
فرد وقاللي ..تلاقيها بسّه ولا حاجة,, وأنا جنبك أهوه بغسل عربية سعيد بيه لو أحتاجتني ازعق عليا هجيلك طوالي
دماغي بدأت تلاعبني فقلت ألف حوالين العربية فملقيتش حاجة ومكنش في أي أثر للكلب,, لكن وسط الضباب اللي جوه العربية حسيت أن في حاجة بتتحرك جواها,, ففتحت بابها لقيت الكلب,, وقبل ما عقلي يحط أي تفسير أو يخد أي ري أكشن كان هجم عليا,,لكن قبل ما يلمسني وقعت,,كنت مخبي وشي بأيديا ومرعوب مستني أنيابه في أي لحظة,, لكن مرت ثواني وملمسنيش,, يمكن سيد البواب لحقني,,بس أنا مش سامع أي حاجة,,شيلت أيديا من على وشي بالراحه وفتحت عينيا,, لقيت نفسي واقع جمب العربية لكن المكان حواليا بقا مظلم ظلام حالك ومش قادر أتكلم ولا أحرك أيديا من بعد ما شيلتهم من على وشي ولا حتى رجليا كأني مشلول,, ثواني وحسيت بحركة في الظلام وصوت الحركة بيقرب عليا بخطوات بطيئة,, لغاية ما وصل جمبي,, كان كيان أسود ,,أنحنى عليا فلقيتها واحدة ست عجوزه ومحنيه لابسه أسود في أسود,, من تحت غطا راسها باين مقدمة شعرها الابيض ومكحلة رموشها بكحل أسود تقيل وفي تلت خطوط صغيرين بالطول بلون أخضر في وسط جبهتها,, دققت العجوزة في ملامحي شويه وبعد كده ظهر على وشها المكرمش ابتسامه خبيثه وكأني صيد فازت بيه وظهر مع ابتسامتها اللي كل شوية كانت بتوسع سنتين دهب في منتصف صف سنانها الفوقاني وكانوا بيلمعوا لمعه غريبة على الضلمه اللي أحنا فيها وراحت مدت أيدها المجعدة وحسست على جبهتي وقالتلي...مش ترحب بشريكتك,, بعدها نزعت شعراية من شعرها الابيض وحطيتها في فمي من بين شفايفي المقفولين وفضلت تحشر فيها لغاية ما اختفت جوايا 
وبدأت تضحك وصدى صوت ضحكتها يرن حواليا,, وأنا زي الأخرس بحاول أصرخ ميطلعش من حلقي غير صوت كأني بزوم أو بزمجر وأنا قافل شفايفي,,, وبحاول أتحرك ألاقي نفسي عاجز عن تحريك حتى صوابعي, وفجأة العربية بدأت تتهز,, تتهز بعنف
يا منير بيه؟؟...يا منير بيه؟؟
...أصحى يا منير,, اصحى
فتحت عينيا لقيتني في أوضة البواب ومراتي والبواب بيهزوني وبيحاولوا يفوقوني,, صحيت وكأني كنت بغرق ولسه راسي طالعة من تحت المياه فشهقت بنفس طويل وقمت نص قومه وأنا بقول ...الحمد لله أنه حلم,, الحمد لله أنه حلم,,
حاولوا يقوموني بعدها, فكان جسمي زي ما يكون متخدر كأني كنت مشلول بجد ولسه بتعود على الحركة فوقفت بصعوبة وجيت أمشي لقيت نفسي عامل زي السكران بتخبط وانا ماشي شمال ويمين,, سندوني وطلعنا للشقة بتاعتي والبواب مسبناش غير لما قعدّني على كرسي الصالة,,
مراتي سألتني وهي مستغربه...ايه اللي حصل؟؟
كنت لسه حاسس أني مش في تركيزي كنت أبص في وشها أحس أن ليها سنتين صُفر في وسط سنانها أو أشوف عينيها متكحلة زي عينين الست العجوزه والتلات خطوط الخضر بيظهروا ويختفوا في جبهتها,, كان في تشويش في دماغي ومنظر الست العجوزة مسيطر على تفكيري
...في أيه يا منير,, رد عليا,, إيه اللي حصل؟؟
,, فقلتلها وأنا عينيا زايغه...العجوزة أم سنان دهب صفرة
...مين دي يا منير؟؟ ايه اللي حصل
...حسيت ساعتها أني بدأت أفوق لكن أول احساس حسيته أني عطشان جدا وجسمي سخن كأن فيه جمرة نار,,كأن السخونه اللي كانت في العربية سحبتها كلها جوه جسمي,, طلبت منها مياه فجابتلي ازازة وكوبايه فشديت منها الازازه وشربتها كلها,, ومهديتش النار اللي جوايا,,بصيت لمراتي وسألتها...أيه اللي حصل؟؟ فقالتلي أن البواب لقاني واقع جمب العربية فخدني على أوضته ورن عليها,, فحكيتلها على حلمي فحطت أيدها على راسي عشان ترقيني ومجرد ما بدأت تقرأ عليا,, الدنيا أسودت
فوقت من جديد بنفس الطريقة,, كأني كنت بغرق ودماغي تحت المية وجوايا نار وعطشان,, ومراتي بتبصلي وهي مفزوعة وقالتلي...في إيه؟؟ أنا ميته من الخوف,, أنا أول ما بدأت أرقيك أنت نمت وكنت بتزوم وجسمك بيتنفض,, وأول ما رفعت أيدي من على راسك صحيت,,
أول ما رجعلي شيء من إدراكي وبعد ما شربت ازازة مياه تانيه,, قلتلها...كل حاجة هتبقى كويسه بكرة
كان كل تفكيري منصب على العربية وأنها فيها حاجة غلط ولازم أخلص منها,,بعدها دخلنا أوضتنا ومراتي نامت بعد ما فضلت تقاوم النوم كتير,, لكن أنا طول الليل مغفيتش لحظة,, طول الليل حاسس أني عايز أشرب مياه متلجه بل حاسس أني عايز أدخل التلاجة,, حتى التكييف مش حاسس بيه نهائي وكمان كنت خايف أغمض عينيا ترجع لي الكوابيس,, وفعلا قمت الصبح غيرت هدومي ونزلت,, أول ما شفت العربية قلبي أنقبض مكنتش عايز أركبها ولا المسها حتى أحساسي بالنار جوايا زاد وأنا جنبها,, فأتصلت بصاحب معرض سيارات اعرفه كويس,, قلتله يبعت سواق يخدها أو ييجي  يبص هو عليها,, بعد ساعتين كان جالي وأتفرج عليها وبص على صاجها ولف حواليها وجربها وملاحظش حاجة فيها,, خلّص وسألني...العربية فيها حاجة
قلتله...العربية قدامك مفيهاش الهوا, فقاللي تعالى أركب معايا نجيب فلوس من البنك ونطلع على الشهر العقاري فقلتله...لا,, مادام نويت ابيع عربية مبحبش أركبها, أنا هطلع على الشهر العقاري وأنت هات الفلوس وحصلني على هناك,, رحت عملتله عقد بيع مسجل وقبضت فلوسي,,مكنش مهم بالنسبة لي أقل ولا أكتر من قيمتها الحقيقية,, لكن المهم أني أخلص منها,,
وطلعت من هناك على شغلي بس احساس الخوف والقلق والنار جوايا,, فمقعدتش هناك كتير ورحت راجع البيت بعد المغرب بعد ما وصلت وردية العمال الليلية,, كانت مراتي لسه في عيادتها,, ومكنتش شوفت أي حاجة غريبة من وقت ما خلصت من العربية غير بس الحرارة اللي حاسس بيها جوايا فدخلت أخد دش يمكن افوق من اللي أنا فيه وجسمي يبرد شويه,, خاصة مع التعب من صحياني طول الليل,, مليت البانيو مياه بارده ومددت جسمي فيه,,
وسديت بعدها مناخيري بصوابعي ونزلت أنزلقت براسي تحت المية,, ثانيتين أو تلات ثواني وطلعت ومسحت وشي بايديا من أثر المياه كان لسه في أثر قطرات على رموشي مشوشه رؤية عينيا لما شفت العجوزة قاعده على حافة البانيو وبتلعب في الدم اللي ملى البانيو مكان المياة بايدها ,, مكنتش نايم وقتها وبحلم,, دا أنا شايفها عيانا بيانا,, ثواني وانتفضت من مكاني وقفت على حافتين البانيو وقلتلها وأنا بصرخ...سيبيني في حالي
قالتلي بابتسامتها الساخرة وسنانها الدهب...المعقود معقود ما دام حل أوانه,, جسد بلا سيطرة على روح,, وروحين في جسد
ساعتها دخلت مراتي عليا وشافتني وأنا واقف في الحمام على حافة البانيو واختفت العجوزة  والدم
طلعت من البانيو ومراتي ساعدتني ألبس هدومي وأنا جسمي كله بيتنفض,, وطلعت من الحمام مسنود على مراتي,, كنت زي اللي حد مراقبه عمال أتلفت شمال ويمين أدور عليها في أركان الشقة,, كل ما ألمح حاجة لونها اصفر أحس أنها سنان العجوزه لغاية ما مراتي قعدتني في الصالة وجات تمد أيدها على راسي عشان ترقيني فبعدت راسي وبصيت لها بفزع,, كانت عيني مبرقة ورعب العالم كله فيها,, فخدتني في حضنها وأنا عمال أرتجف لغاية ما بعد شوية هديت,, ورجعت بالذاكرة عشرين يوم لورا
وكانت اول مرة أحس أنه كان غلط اللي عملته وأنا بشتري العربية دي,ولازم أحاول أصلحه...دخلت أوضتي ومددت على سريري مكنتش عايز أنام بردو ومراتي كانت صاحية جمبي بتقرأ في رواية أسمها اقتناص بعد شوية هي راحت في النوم وانا فضلت صاحي لقيتها عماله تزوم وتتنفض وهي نايمه ففضلت أهز فيها عشان أصحيها فصحيت وهي مخضوضه قلتلها..مالك في ايه؟؟
فردت وهي كلها فزع...حلمت حلم غريب أوي,, حلمت أن أنت في العربية يا منير تحت قدام البيت وكانت العربيه بتولع بيك,,, كنت بسمعلها وخيالي سرح لدرجة أني شفت نفسي في العربية والنار بتأكل في جسمي وانا بصرخ ومش قادر أتحرك وشايف وشي في مراية العربية وهو بيتحرق قدامي وجلدي بيسيح وفجأة لقيت مراتي بتصحيني
فقلتلها...ايه الحلم المفزع اللي أنتي حلمتيه ده؟؟
فردت وهي بنفس فزعها...أنا منمتش لسه أصلا عشان أحلم,, أنا كنت لسه بقرأ في الرواية وأنت رحت في النوم لقيتك بتتنفض قلت أصحيك
بصتلها باستغراب...لا انتي نمتي وحلمتي أن العربية بتولع وأنا فيها وأنا صحيتك ولما كنتي بتحكيلي عيشت أنا  الموقف كأني جوه العربية
ردت وهي بتحاول تطمني...يا حبيبي أنا لو حلمت حلم وحش كده مش هحكيهولك أصلا,, أنت اللي حلمت حلم مركب يا منير,, أنت اللي نمت,, وحلمت أني نايمه وأنك صحيتني وأني حكيتلك حلمي اللي أنت عشته جوه حلمك,,
مكنتش عارف أقولها ايه,, كنت ضايع,, لكن هي قامت وجابت جهاز الضغط قاست ضغطي لقيته 150 على 90 وبياض عيني مايل للصفار بما يوحي بمشكله في الكبد,, أما حرارتي فكانت طبيعية على الرغم من النار اللي جوايا,, فقالتلي أنت لازم بكرة تروح تحلل وظايف كبد وكلى وصورة دم وشوية تحاليل تانيه هكتبلك عليها,, ولازم نروح لطبيب نفسي.. لازم تتماسك يا منير أنت بتنهار نفسيا وعضويا,, أنت بتضيع مني وانهارت من العياط,, فطبطبت عليها وهديتها وقلتلها,, هروح لكن بعد ما أحاول أنقذ روحي قبل جسمي
يتبع...
....بقلم/عبدالفتاح عبدالعزيز

ليست هناك تعليقات