إبحث عن موضوع

الفصل الرابع من "ويشاء القدر"💜

الفصل الرابع من.."و يشاء القدر"..💙🌍

حلت الفوضى فى جميع الأنحاء و تبعثروا من بعضهم البعض
حتى جاء صوت صراخ رباب قائلة بفزع:بلال مات يا أستاذة أسماء بلال مااات
فزعت أسماء لهذا الخبر الذى وقع كوقع الصاعقة عليها و قالت بتلعثم و دهشة معًا:بتقـ بتقولى ايه؟!
أنتِ بتقولى ايه يا رباب؟!!
أنتـ أنتِ بتقولى كده ليه؟!
ظلت رباب تبكى بحرقة فهزتها أسماء بقوة و قالت بعنف:اخلصى و انطقى يا رباب
فأظهرت رباب ملابس بلال ملطخة بالدماء و قالت و هى تبكى بشدة:لقيت جثته جوا و النار أكلت وشه خالص
صرخت أسماء لأنها لم تصدق أو بالأصح لم تستطع التصديق فما هذا الذى صار؟!
لم تفِق من هذه اللعنة التى حلت عليها إلا و سمعت أيضًا صراخ ماريا مقدمة عليها من بعيد و هى فتاة من الملجأ تبكى و تقول بصراخ و هى ترتعش:الحقونى لقيت ندى واقعة على الأرض و لما رحت علشان ألحقها خشبة كبيرة والعة بالنار وقعت عليها و أكيد موتتها
صرخت أسماء لأنها لم تستوعب ما كل هذا؟!
صرخت كالتى فقدت عقلها و قالت ببكاء هستيرى:أنتوا بتقولوا ايه؟!
أنتوا أكيد بتهزروا مش معقول الاتنين يموتوا كده لا متهزروش بالله عليكم أنا قلبى مش مستحمل
ثم سقطت على الأرض و ظلت تبكى بحرقة
ماتا معًا؟!
أيعقل هذا؟!
الصغيران سويًا؟!
توقفت عن البكاء ثم مسحت دموعها و وقفت على قدميها و قالت بثقة:بلال و ندى لسه عايشين و مش معقول الاتنين يموتوا سوا كده يعنى!!
قالت لماريا بلهجة صارمة:تعالى يا ماريا ورينى جثة ندى شوفتيها فين
و أنتِ يا رباب تعالى بردو ورينى شوفتى جثة بلال فين
صرخت رباب و قالت بلهفة:لا أنا مش هدخلك للنار يا أستاذة
صرخت أسماء بوجهها و قالت و هى محتفظة بالنبرة الصارمة:لا ما الناس طفوها
يلا دخلونى ليهم اسمعوا الكلام
لم تستطع رباب إلا بالموافقة على أوامر أسماء ثم أمسكت بيدها و أدخلتها للمكان الذى رأت فيه جثة بلال مع ماريا
وجدن أن الجثة ما زالت بمكانها فجثت أسماء على ركبتيها و هى ترتجف و عقلها يردد لا هذا ليس بلال لا..
وجدت أن وجهه قد احترق بالكامل و لكن نظرت على يده فوجدت أنها ليست محترقة و تذكرت أن بلال يمتلك شامة كبيرة و مميزة على كتفه الأيمن
فكشفت كتفه و هى ترتجف بشدة حتى وصلت لكتفه فلم تجد الشامة فصرخت قائلة:ده مش بلال ده مش بلال يا رباب
بس ده مين ؟!
و دى هدوم غير هدوم بلال أصلًا و أنا مخدتش بالى من لهفتى
بس إزاى لقيتى الهدوم بتاعته هنا؟!
شيلى الطفل ده يا رباب و تعالى نخرجه برا علشان الإسعاف ياخدوا الجثة بتاعته
قالت رباب:روحى مع ماريا و شوفى جثة ندى و أنا هروح أنادى للإسعاف
أومأت أسماء برأسها و ذهبت مع ماريا و قلبها ينكوى بالنار فهى لا تعلم ما كل هذا!!
أهى تحلم؟!
أم أن هذا هو الواقع و الواقع الأليم؟!!!
ذهبت إلى مكان جثة ندى و لكن لم تجد فى هذا المكان أى جثث من الأساس فسألت ماريا بلهفة:أنتِ متأكدة أن ده المكان يا ماريا
افتكرى كويس
قالت ماريا بتوتر:والله هو ده المكـ.. المكان حتى حفظته صم علشان أجى أقولك
قالت أسماء و هى تبكى:أنا مش عارفة حاجة
أنا مابقتش عارفة حاجة خالص والله
احتضنتها ماريا و اسندتها لكى تقف و خرجتا معًا فركضت عليهما رباب و سألتهما بنبرة خائفة و مترددة فى نفس اللحظة:عملتوا ايه؟!
انفجرت أسماء بالبكاء و قالت بحزن شديد:خلاص يا رباب أنا مش عارفة حاجة خالص
أنا معرفش إزاى كل ده حصل أصلًا
القدر المرة دى لعب معايا لعبة صعبة أوى بس اتكسرت والله
الملجأ اللى من سنين بعمر فيه فى ثانية يضيع منى كده؟!
و الأطفال اللى حبيتهم كأنهم أولادى يتصفوا منى و أرواحهم تروح بسببى و بسبب اهمالى؟!
قاطعتها رباب قائلة بسرعة:لا مش إهمال منك و لا حاجة و ربنا يشهد أنتِ عملتى ليهم ايه
يمكن ده اختبار من ربنا و يمكن ده خير و الله
احنا منعرفش الخير فين و يمكن ده الخير
نظرت أسماء للفراغ و قالت بنبرات يذوب الفؤاد لها قهرًا:أنا هستنى و أشوف القدر هيعمل فيا ايه تانى
أنا خلاص اتعلمت أنه بيحاول يهدنى بس أنا ربنا يرزقنى البركة فى العمر و الصحة و هحارب بنفسى...
*********************
           "و بعد مرور إحدى عشرة عامًا"
خلقنا فى هذه الحياة لنعش فى اختبار شامل...
حتى و إن كان هذا الاختبار صعبًا فالله لا يضع عبدًا إلا بمكانه الصحيح..
فالمعلم يضع الاختبارات لطلابه فى مستوى واحد إلا و أنه يضع بعض الهفوات للطالب المميز
و لله المثل الأعلى فى كل شئ يضع للمؤمن الحق هفوات فى حياته،قدره و طريقه لأن الله إذا أحب عبدًا ابتلاه ليتقرب منه أكثر و أكثر..
فقط ثق أن ربك يضع عثرات فى طريقك من -وجهة نظرك أنت أنها عثرات و لكنها منقذات- كى تسقط و تجثو لترى أنه كان هناك فجوات و حفرات كبيرة فى الطريق فتنتبه و لا تسقط فيها و تعلم أن الله ما أراد بك الأذى...
دخلت إيمان إلى غرفة ولدها الذى تعشقه و قالت بصوتها العذب و نبراتها الحنونة:يا حبيبى اصحى يلا علشان متتأخرش على حفلة التخرج بتاعتك
ثم شدت الستائر عن النافذة فـعَم الضوء فى جميع نواحى الحجرة و هى تقول مازحة لأنها تعلم أنه استيقظ من وقت دخولها الغرفة:طب مش ناوى تجيبلنا عروسة كده من الحفلة دى؟!
فُزِع هو من مكانه و قال بنبرة خائفة مصطنعة:و أروح أجيب عروسة تيجى تصحينى من النوم زى ما بتعملى كده يا ماما لا مش هيحصل لااااااا لاااا نااااهِييييي ناااهِييييي
ضحكت إيمان بشدة و قد سمعها محمد من الخارج فدخل لهما الغرفة و قال بابتسامة مداعبًا لهما:ينفع أضحك معاكم يعنى و لا ماليش مكان؟!
قفز الابن على الأرض و احتضن محمد بشدة و قال بحُب:أنا بحبك يا بابا ربنا ما يحرمنا منك ثم همس فى أذنه:ابقى احضنلى ماما
أدمعت عيون محمد و إيمان لهذا الموقف فجذب محمد إيمان إليه و احتضنها بذراعه الآخر و قال بحنان:ربنا ما يحرمنى منكم أبدًا
ده أنا عايش بسببكوا أنتوا
ضحكت إيمان و قالت بمزاح كى توارى حزنها الذى فتح مرة أخرى الآن:هاااا يلا يا بلال بقا أنت هتدلع يعنى؟!
ضحك بلال بشدة و قال:لا خلاص خلاص خلاص
هقوم أنا أخد شاور كده علشان ألحق الحفلة الهم دى و الله مش عاوز أروح علشان فيها اختلاط و كده بس هروح علشان أصحابى و هحاول نكون فى جنب كده
ابتسم محمد و قال بفخر:ربنا يحميك و يثبتك يا حبيبى
ابتسم بلال لابتسامة والده ثم قال:طب يلا هخرج أنا بقا
ما إن خرج بلال من الغرفة حتى انفجرت إيمان بالبكاء و قالت بحزن لزوجها:قلبى واجعنى والله يا محمد أنا محرومة من أنى أحضنه
محرومة من حضن ابنى
قال لها محمد مواسيًا:مش إنتِ اللى علمتيه كده؟!
و من لما كبر و قولتيله ماينفعش نحضن بعض تانى علشان مايبقاش حرام و هو يا حبيبى تقبل الفكرة و تفهمها
إنتِ اللى علمتيه الحلال من الحرام يا إيمان و صدقينى ربنا هيعوضك
و على فكرة هو كل ما بيحضنى بيقولى احضنلى ماما يعنى مش ناسيكى
و على فكرة بردو هو محتاج للحضن ده أكتر منك بس هو بيعمل كل ده علشان ربه و إنتِ اللى علمتيه كل أمور دينه اللى يعرفها و خلتيه راجل يعتمد عليه و ما شاء الله هيتخرج أهو من هندسة عاوزة ايه تانى بقا؟!
ابتسمت بعدما مسحت دموعها و قالت بحب:ربنا ما يحرمنا منه أبدًا يا محمد
احتضنها محمد و قال مداعبًا لها كى يضحكها:أهو يا ستى ده حضن ابنك بلال
ابتسمت و لم تتكلم
كان بلال يستمع لكل هذا من الخارج و هو يبكى بكاءًا مكتومًا حتى لا يحزنهما عليه أكثر
**********************
لماذا نفترق؟!
لماذا لا نكون معًا حتى نلملم شتاتنا سويًا؟!
لماذا خلق الفراق؟!
لماذا؟!..لماذا؟!....
كانت هذه الأسئلة تدور برأس ولاء و هى جالسة برفقة سمية حتى قالت بصوت مسموع يتفتت له الصخر حزنًا:ليه اتحرمنا منهم يا سمية؟!
احنا عملنا ايه فى حياتنا وحش علشان نتعاقب بيهم هما؟!
صرخت سمية بوجهها و قالت:مفيش حاجة اسمها كده يا ولاء ربنا مش بياخد حاجة بذنب حاجة و إنتِ مش جاهلة و عارفة كده كويس
و لا تزر وازرة وزر أخرى
المفروض نكون عارفين إن دى اختبارات من ربنا و بإذن الله هنعديها
بكت ولاء بحرقة و قالت بحزن شديد:بس أنا تعبت من الانتظار بقالنا ٢١ سنة بنستنى و مفيش أمل بييجى ده حتى مفيش أى حمل جه بعدها و بقينا لوحدنا خالص يا سمية
بكت سمية لبكائها ثم احتضنتها و قالت بثقة:أنا حاسة أن الفرج قرب خلاص يا ولاء متيأسيش و الله الفرج قرب
كان ياسين يستمع لهما و يبكى بمرارة و شفقة عليهما و على حاله أيضًا
فهل سيأتى المُنتظَر؟!
أم أنه منتظر لآخر العمر؟!
*********************
ربك لما يريد قلبى العاصى يسلم و عيوننا هتتكلم و لا شئ يبقى بعيد..
كانت هذه الفتاة تدندن أغنيتها المفضلة التى تعشقها بشدة بدون موسيقى و هى تكوى خمارها و تبتسم ثم قالت بصوت مسموع:يارب بقا ريح قلبى
دخلت إليها أختها الغرفة و قالت مداعبة:يا صباح الخير يا أستاذة على الصبح كده
مازحتها أختها و قالت:لا صباح الخير بالليل
نكزتها أختها بذراعها و تصنعت الحزن و قالت بطريقة طفولية:يوووه يا ندى بقا ماتبقيش رخمة
ضحكت ندى و قالت:على فكرة إنتِ اللى رخمة يا صفا داخلة تقولى صباح الخير على الصبح أومال هيكون امتى يعنى؟!
تأففت صفا و قالت بعدما ضحكت:مش هتبطلى الطبع ده بقا و تعلقى للناس على كلامهم كده؟!!
تحدثت ندى بأنف مرفوع و قالت:نيفر نيفر
و يلا بقا علشان كده هتأخر على الجامعة و كمان عاوزة أشوف حفلة التخرج دى
نظرت لها صفا نظرتها المعروف غرضها فقالت ندى بعدما فهمت مغزاها:هااا قولى عاوزة تقرى بإيه
ابتسمت صفا و قالت:بحبك و إنتِ كاشفانى كده
عاوزاكى تلقى شعر فى الحفلة زى ما طلبوا منك يا ندى
ضحكت ندى و قالت بثقة كبيرة فهى تعرف كل ثغرات أختها:كنت عارفة والله إنك هتقولى كده بس أنا مش بحب جو الإختلاط ده خالص
ترجتها صفا مرة أخرى و لكن ندى صدتها فهى أخذت قرارها
ثم خرجت صفا لتتركها تبدل ملابسها..
عندما انتهت ندى من ارتداء ملابسها خرجت من غرفتها فوجدت أن والدتها استيقظت من النوم فقبلت جبينها بحب و قالت لها بابتسامتها الجميلة:صباح الفل على عيونك يا أجمل حاجة فى الدنيا
ردت لها إيناس القبلة و لكن على خدها و قالت بحب:و عليكى يا أجمل بنوتة
يلا يا حبيبتى جهزتلك أكلك و العصير خديهم معاكى و توكلى على الله
ضحكت ندى و قالت:مش عارفة هفضل أمشى بالساندويتشات و العصير دول كده لحد امتى؟!
قرصتها إيناس من أذنها و قالت مازحة:لحد ما تخلصى دراسة يا هانم فاهمة!!؟
تصنعت ندى الخوف و قالت بنبرة طفولية:حاتر يا ماما
قالت لهما صفا بغضب:طب و أنا فين من الحب ده كله؟!
قالت لها ندى فى محاولة منها لاستفزازها:يلا يا بتاعة تالتة ثانوى روحى شوفى مصلحتك الجغرافيا و الفلسفة بينادوا عليكى
صرخت صفا بانزعاج شبه طفولى و قالت لوالدتها:لمى بنتك يا حاجة
فضحكن معًا على طريقة كلام صفا فقالت ندى بلهفة:يلا بقا يا حبايبى هخرج أنا علشان أنا تقريبًا اتأخرت
دعت لها والدتها قائلة بكل الحب المكنون لها:ربنا يوفقلك طريقك و يرزقك الخير و يحققلك أحلامك إنتِ و أختك و اللى زيكوا يا رب..

ريهام_يحيى

ليست هناك تعليقات