إبحث عن موضوع

الفصل الثالث من "ويشاء القدر"💜

الفصل الثالث من.."و يشاء القدر"💙🌍

ربك لما يريد أحلامنا هتتحقق و كلامنا هيتصدق
كانت هذه ندى تدندن فى إحدى غرف الملجأ و هى مندمجة لأكبر درجة ممكنة منها لدرجة أنها كانت تلوح بيديها و هى تغنى و تبتسم بشدة و كانت تقف على طاولة صغيرة..
كان بلال يراقبها من بعيد و يبتسم لابتسامتها التى يحبها جدًا...ثم قال و وجهه ما زال محتفظ بالابتسام و عقله شارد:يا ترى لما هكبر هقدر أعمل زى أحمد ما عمل مع دينا كده؟!
سمعها تغنى مرة أخرى فانتبه لها ثم دلف إلى الغرفة و أكمل عليها بالغناء و هو يبتسم بشدة:ربك لما يريد أحلامنا هتتحقق و كلامنا هيتصدق و الغايب هيعود
ربك لما يريد قلبى العاصى يسلم و عيونا هتتكلم ولا شئ يبقى بعيد
وضعت ندى يديها على فمها بحركتها المعتادة عندما تشعر بالدهشة
و بلال ظل يضحك فشعرت هى بالخجل و قالت و هى تتمتم:أنـ أنت بتضحك ليه ها؟!
توقف عن الضحك و قال قاصدًا منه أن يجعلها تخجل أكثر:هنتكلم يعنى و أنتِ واقفة فوق كده؟!
نظرت ندى لنفسها فوجدت أنها ما زالت تقف على الطاولة
فحاولت أن توارى خجلها و قالت بأنف مرفوع:احممم احممم علشان أبقى أطول منك
ضحكا سويًا لفترة و ظلا يتحدثان إلى أن رآهما أحمد و دلف إليهما و قال مداعبًا:مش عارف طفلين ايه دول اللى بيتكلموا فى مواضيع إلى حد ما شكلها مهمة!!
ضحكا الطفلان بشدة ثم قال بلال فى محاولة منه أن يتحدث كشخص واعٍ: احمم أنا عندى ١٢ سنة يا أستاذ أحمد و ندى عندها ١١ سنة يعنى احنا اتنين كبار مش أطفال
ضحك أحمد بشدة و قال بسخرية ممازحًا:١١ و ١٢ سنة و بتقول كبار طيب يا أخويا براحتك أنا مش هتكلم
ذهبت ندى لتجلس بجواره و قالت بابتسامة كبيرة:هو أنت و دينا هتتجوزوا النهاردة خلاص ها؟!
احمر وجه أحمد بشدة لأنه فى العادة يخجل جدًا ثم حاول أن يجمع الكلمات التى سيقولها دون تلعثم ثم قال بفخر:أكيد بإذن الله هنتجوز و بعدين ده أنا ما صدقت
سأله بلال و هو يبتسم قليلًا:أنا سمعتك قلتلها بتحبها فعاوز أسألك يعنى ايه بتحبها و عرفت إزاى؟!
نظر أحمد لبلال و ندى و هما ينتظران إجابته ثم ضحك و قال:تصدقوا فعلًا أنا غلطت لما قلت عليكم أطفال
ضحكوا جميعًا ثم قال بلال و لم يتراجع:طب جاوب بقا على السؤال
تنهد أحمد كأنه كان يحارب ثم قال بابتسامة ملأت كل وجهه:لما قلتلها أنى بحبها دى معنى كده أنى مستعد أعمل علشانها أى حاجة و معناها بردو أنى عاوزها تكون مراتى و أتجوزها فى الحلال
الحب للشجعان زى ما الناس بيقولوا و أنا عملت حاجات كتير علشان أقولها أنى بحبها بس و أنا واثق أنى هقدر أسعدها بإذن الله
سألته ندى و هى مندمجة مع حديثه:طب يعنى امتى أعرف أن فى قلبى حب؟!
ضحك أحمد بسببها و من احراجه قبلها ثم قال ممازحًا:أنتوا حط مسلطكوا عليا يا نهار أبيض ده أنا خدودى احمرت
قالت ندى بغضب طفولى:متتهربش من السؤال لو سمحت
قال أحمد بخوف مصطنع:حاضر يا حظابط هجاوب أهو
و آخر حاجة هقولها كمان علشان أنتوا تعبتولى أعصابى
اسمعوا بقا كويس علشان متأذوش قلوبكوا لما تكبروا
الحب اللى بجد اللى بيغيرك للأحسن و يخليك تعمل اللى يرضى ربنا فى الشخص اللى بتحبه
و كمان الحب غير الإعجاب يعنى مثلًا عندك وردة و شوفتها و عجبتك أوى لو أنت أعجبت بيها هتشدها و تقطفها و بكده هتكون أذيتها لكن لو حبيتها هتسيبها و هترويها و تكبرها و هتعتنى بيها
ممكن أنتوا متفهموش الفرق دلوقتى بس هتفهموا لما تكبروا
و الحب ممكن يكون للأهل أو لصديق أو لأى حد قريب
أنهى حديثه و قد لاحظ أن الطفلان كانا حريصين على الاستماع له
فقال ضاحكًا و مداعبًا لهما:وااو أول مرة حد يهتم لكلامى كده شكرًا جزيلًا لا داعى للتصفيق
سمعوا صوت الأستاذة أسماء تقول موجهة حديثها لأحمد:لا أنا لازم أحيِيك على الكلام الحلو ده لأن لما ترسخ الكلام ده فى عقولهم و هما أطفال مش هيأذوا حد لما يكبروا
ربنا يبارك فيكوا كلكوا و اشوفكم أحسن الناس يا حبايبى
************************
فى منزل آل حجازى الذى كوته نار الفراق لأبعد حد
كانت ولاء تجلس على سريرها ممسكة بملابس طفلتها التى التوى قلبها بالإشتياق لها..
هل هذا اختبار لى يا الله؟!
أم أنه عقاب لذنب أجهل أنى فعلته؟!
أم أن هذا هو قدرى؟!
هل سأجدها؟!
هل سيروى قلبى بلقائها؟!
أم أنى لن أراها مرة أخرى؟!!!
كل هذه الأفكار ظلت تراودها إلى أن استطاعت عيونها بالانهمار بالدموع الحبيسة التى لم تستطع أن تستكين لمدة أكبر...
سمعت سهير أنينها الذى يعكس الفرحة فى قلبها و ظلت تضحك ضحكات مكتومة على هذا القلب المكلوم من كثرة جروحه..
ظلت واقفة تستمتع بهذا المنظر المؤثر إلى أن رآها حسن الذى قال لها بعدم فهم:واقفة بره ليه يا سهير؟!
فُزعَت سهير و قالت بتوتر استطاعت أن تواريه:سمعت ولاء بتعيط و أنا ماشية من قدام الأوضة قلبى وجعنى عليها والله يا حسن ربنا يردلكوا الغايب
قالت هذا ثم بدأت فى البكاء المزيف و لكن حسن صدقها و فرت من عيونه دمعة لم يستطع إلا أن يطلق سراحها
فقال لها بصوت مخنوق:ماشى يا سهير اهدى أنتِ كده و أنا هدخل لولاء ربنا يكرمك
ما إن دلف حسن إلى غرفته حتى تنفست سهير الصعداء و قالت بتوتر ملحوظ:مش عارفة بيطلعولى منين دول ده أنا لازم أخد بالى بعد كده..
أما عن حسن بعدما رأى زوجته على هذا الحال لم يستطع إلا أن يذهب و يحتضنها إلى أن بكيا سويًا..
فقالت ولاء بصوت مكتوم قادم من أعماقها:هو لسه فى أمل يا حسن؟!
رد عليها بثقة كبيرة:أكيد فى أمل يا ولاء ربنا معانا والله
قالت بعدما تنهدت بقوة:يااارب رد ضالتنا
**********************
يقرع الحزن أبوابنا بدون سابق إنذار فهل يمكنك أيتها الفرحة أن تتعلمى هذا الأمر من نقيضك؟!
هذه خاطرة كتبتها إيمان على ورقة صغيرة و علقتها على ثلاجتها مثلما تفعل دائمًا..
رآها محمد فقال بحب:أنا واثق يا إيمان أن الفرحة هتدق بابنا من طريق مش متوقعينه أبدًا و بكرة تقولى محمد قال
ابتسمت إيمان بشدة و قالت بفرحة قادمة من أعماقها:انا حاسة فعلًا أن الفرج قرب خلاص يا محمد حاسة أن ربنا هيجبرنا خلاص والله
بجد مش عارفة مصدر الفرحة دى ايه بس حاسة أن ربنا هيستجيب يا محمد هيستجيب
احتضنها محمد و قال بفرحة لرؤية إيمان بهذه الحالة فلم يرها هكذا منذ مدة طويلة جدًا:الحمدلله على نعمة ضحكتك يا إيمان بترد فيا الروح
**********************
أحيانًا النهايات تكون بدايات للبعض..
فبنهاية النهار و حلول المساء كان بداية لفرحة قلبان تحابا منذ زمن،..
ها هى الفرحة المنتظرة من قِبَل أحمد و دينا فاليوم يوم زفافهما..
كانت دينا تجلس فى حجرتها مع بعض الفتيات و منهم الصغيرة ندى التى كانت تحاول تقليد حركات الكبار..
دخلت أسماء الغرفة فاندهشت من جمال دينا قائلة:بسم الله اللهم بارك ايه القمر ده يا دينا بجد ما شاء الله
انا كده عرفت أنتِ اختارتى الفستان بسيط ليه بجد حلو جدًا
ابتسمت دينا بخجل ثم احتضنت أسماء بقوة و قالت و قد اغرورقت عيونها بالدموع:بجد مش عارفة أشكرك إزاى يا أستاذة أسماء أنا بجد بحبك أوى والله لو أمى بجد مش هتعمل كل اللى عملتيه علشانى
ربنا ما يحرمنى منك ابدًا يا حبيبة قلبى
مسحت أسماء دموع دينا و قالت بابتسامتها الحانية:هاااا ايه الكلام ده يا بنت؟!
و بعدين كده تبوظى الميك اب اللى بقالنا ساعات بنظبط فيه!!
ثم غمزت لها قائلة:بس بردو مقولتليش ايه الحلاوة دى كلها؟!
نكزتها ندى بذراعها و قالت بتذمر طفولى و ضيقت عيونها:و أنا يعنى مش حلوة؟!
ده حتى شوفى لابسة فستان أبيض أنا كمان و بحاول أكون آنسة كبيرة و لابسة صندل بـكعب
ضحكن على ندى فهى محبوبة من قِبلهن جميعًا
ثم قالت أسماء بمحبة غامرة لهذه الطفلة بعدما أمسكت يدها:أنتِ أجمل واحدة فى الفرح والله يا ندى
ضحكت ندى بشدة و قالت بثقة: كنت عارفة أنك هتقوليلى كده أنا بحبك أوى أووى
ردت أسماء بابتسامتها:و أنا بحبك أكتر
سمعن صوت أحد يطرق على الباب فقالت أسماء:مين بيخبط؟!
قيل من الخارج:أنا بلال
ردت أسماء:طب ادخل يا بلال
قال بلال بتوتر:لا مش هدخل ماينفعش عندك بنات كتير بس يلا خرجوا العروسة علشان العريس مستنى
ضحكن جميعًا على كلمات بلال ثم قالت ندى بفخر و أنف مرفوع:أنا قولتله لو دخلت الأوضة اللى فيها بنات مش هكلمك لأخر الدنيا
ضحكت أسماء بشدة و قالت:ياااه لأخر الدنيا مرة واحدة خلاص خلاص  مادخلش اهو طلع مؤدب
خرجن من الغرفة إلى الحديقة فقد كان الزفاف فى حديقة الملجأ لأنها واسعة و لأن المعازيم من فى الملجأ فقط..
كانت الحديقة مزينة بطريقة خيالية أحبتها دينا بشدة و قالت بإعجاب:بجد اللى عمل الزينة دى عنده ذوق عالى جدًا
سمعت أحمد يرد بعدما تنحنح:احممم آه ما أنا اللى عاملها هو أنا حد بشطارتى
عندما سمعت دينا صوته شعرت بالخجل الشديد ثم نظرت له بأنف أحمر و خدود بلون الجورى
فقال بابتسامة:طيب هروح أنا لأنها اتحرجت يلا مع السلام عليكم
أمسكت أسماء بيده و قالت بمزاح:يا عم تعالى احنا ما صدقنا ندبسكوا فى بعض
ضحكوا جميعًا على خفة دم أسماء
بعد قليل بدأ عقد القران و تم التوقيع عليه و عند لفظ المأذون:قولوا لهما بارك الله لهما و بارك الله عليهما
هللوا جميعًا بهذا القول فى وسط فرحة هذا الجَمع
ثم قال المأذون:ألف مبارك
هنئوا جميعًا أحمد و دينا و استمرت الحفلة لمدة ليست بكبيرة ثم قالت أسماء بصوت عالى:اهدوا كده يا حلوين اهدوا
صمتوا جميعًا لكى يسمعوا ماذا ستقول
فقالت بمزاح:ايه بتبصولى كده ليه أنا ست كبيرة و بخاف
ضحكوا جميعًا بسببها مرة أخرى
فقالت بفرحة:يلا بقا علشان العرسان يلحقوا الرحلة
قالت دينا بتعجب شديد:رحلة ايه؟!
قالت أسماء:دى هدية الفرح رحلة لـدهَب تقضوا شهر العسل
شهق أحمد و قال بسرعة:لا يا أستاذة كفاية اللى عملتيه علشانا كده كتير والله
صرخت أسماء بوجهه و قالت بغضب:لما أمك تقول حاجة تسمعها و أنت ساكت فاهم يا أستاذ أحمد و لا لا؟!
أدمعت عيون أحمد و قال بفرحة:والله و ليا الشرف ربنا ما يحرمنا منك ابدًا يا أغلى أم
قالت أسماء و هى تمسح دموعها:طب يلا بقا علشان تلحقوا الرحلة
بعد مغادرة أحمد و دينا أشعل بعض الفتيان بعض الصواريخ و لكن سقط صاروخ فى أحد غرف الملجأ من أحد النوافذ ثم أشعلت شرارته النيران بشدة فى ستائر الغرفة حتى أضرمت النيران فى أغلبية الملجأ فرأوا جميعًا هذا المنظر و امتلأت أرجاء المكان بالصراخ بعدما كانت ممتلئة بالزغاريد..
حلت الفوضى فى جميع الأنحاء و تبعثروا من بعضهم البعض
حتى جاء صوت صراخ رباب قائلة بفزع:بلال مات يا أستاذة أسماء بلال مااات

ريهام_يحيى

ليست هناك تعليقات