إبحث عن موضوع

الفصل الخامس من "ويشاء القدر"💜

الفصل الخامس من "و يشاء القدر"..💙🌍

عندما نفقد أعز من لدينا نتمنى أن تحدث معجزة لنلاقيه..فهل يوجد وجود للمعجزات ها هنا؟!
أتمنى أن ألاقيه يا الله حتى و لو فى أحلامى،أتمنى أن أراه يبتسم لى مرة أخرى إبتسامته الحانية التى يطمئن بها قلبى،،أتمنى أن تحدث معجزة...فهل ستحدث؟!
خرجت ندى من شقتها فى العمارة بعدما تمتمت هذه الكلمات بصدق و الدموع حبيسة تتمنى الخروج و لكنها منعتها من الإنهمار حتى لا تنهار هى..
عندما خرجت و أغلقت خلفها الباب رأت إسلام جارهم بالطابق العلوى لهم فى العمارة و هو فى نفس عمر أختها صفا و لكنه فى القسم العلمى علوم..
عندما رآها حياها و قال لها بتحفُظ و ابتسامة رقيقة ارتسمت على شفتيه:صباح الخير يا أستاذة ندى
ابتسمت ندى بتحفظ هى الأخرى و قالت له مازحة:صباح الفل يا أستاذ إسلام
ضحك إسلام و قال بخجل حاول مواراته:طب أقولك ايه بس غير أستاذة؟!
قالت و هى مازالت مبتسمة:قول يا ندى بسيطة أهى و بعدين أنا مش كبيرة أوى كده
ضحك و بعدها قال بخجل مرة أخرى و لكنها لمحت احمرار وجنتيه:هى أختك صفا أخبارها ايه و أخبار المذاكرة معاها ايه؟!
تنحنحت و قالت:الحمدلله والله كله تمام
ربنا يعديها على خير بقا السنة دى اللى جابت أجلكوا و خليتكوا تخسوا النص 
هانت لسه شهرين على الامتحانات و نخلص بقا و أنا هبدأ كمان شهر امتحاناتى و أخلص من الكلية كلها خلاص الله المستعان يا إسلام ربنا يعينكوا كلكوا
تنهد إسلام و قال:ياارب..أسيبك أنا بقا علشان متأخرش على الدرس..السلام عليكم
ردت ندى:و عليك السلام
ثم رحلا كلًا منهما فى طريقه
************************
ياااا بلااااال يااااا بلااااال
كان هذا صوت على صديق بلال المقرب ينادى عليه من أول دخوله بوابة الجامعة
وقف بلال يضحك على طريقة نداء صديقه حتى جاء و وقف لثوانى ثم احتضنه بقوة و يكاد قلبه يقفز من بين ضلوعه و قال له بفرحة واضحة و هو يلهث بشدة:أقولك اللى حصل و لا أنت فهمت كده؟!
أطلق بلال ضحكته التى أوقفت هذه المسكينة فجأة عن سيرها و نظرت له بقلب متلهف و عين تتمنى رؤية المقصود و أذن عطشى و كأنها ارتوت عندما سمعت هذه الضحكة..
ما هذا الصوت؟!
و ما هذه النبرة التى أوقفتنى و عجّزت قلبى!!
أهذه هى المعجزة يا رباه؟!
أهذا هو الذى وضعت معجزتك به؟!
أخفضت بصرها عنه و قالت بيأس:أبدًا مستحيل يكون هو
بلال مات خلاص
همَّت بالرحيل فسمعت علي يقول:بطّل ضحك يا بلال بقا و قول بقا فهمت و لا لا؟!
مااااذااا أقال رفيقه بلال؟!
يااا ربى هل هذا هو؟!
و لكنى رأيت جثته أمام عيناى
رأيته و الدماء تحاوطه و هذا المنظر لا يُزاح من أمامى
هل أقف و أسأله هل أنت هو؟!
هزت رأسها و كأنها تنفض أفكارها و قالت بحزم:ده أكيد مش بلال دى صدفة أيوة دى مجرد صدفة
ذهبت عنهم و صرفت نظرها عنه حتى لا يتعب قلبها أكثر و ذهبت تجلس بعيدًا عنه و لكنها كانت تختلس النظر إليه
قال بلال لـعلي بابتسامة:أيوة فهمت يا عم علي أكيد باباها وافق
احتضنه علي و قال بفرحة:أيوة بقا يا عم بقا بقا
تركه ثم تابع قائلًا بحب:قُلتله إنى خلاص أخر سنة أهو يوافق بقا و كمان بشتغل يعنى بإذن الله بعد التخرج هنتجوز على طول
ابتسم بلال بشدة و قال بفرحة:شوفت قُلتلك صلى قيام كتير و ادعى إن ربنا ييسرهالك
ربنا يا علي مش بيسيب عبده محتاج لحاجة و يحرمه منها
قال علي:و نعم بالله والله يا بلال
أقولك حاجة بقا أنا بقيت بحس أن القيام ده جزء من يومى لو مصلتش بالصدفة فى يوم بحس أن فى حاجة ناقصانى و بحس أن اليوم بركته قلت
بلال بابتسامة:ربنا يديمها نعمة يا حبيبى
قال علي بمزاح:ايييه يا بلال بقا مش ناوى على عروسة هااا؟!!
تغيرت ملامح بلال و عبس وجهه و تجهم ثم قال بصرامة:مش أنا قُلتلك بلاش الموضوع ده تفتحه قدامى!!؟
طب أمى و مش بقدر أزعلها و لا أقولها حاجة لكن إنت عارف إنك كده بتأذينى
علي بجدية:و أنت ناوى تربط حياتك بيها كده؟!
إنت مينفعش تفضل على حالك ده يا بلال
لازم تفرح أمك اللى تعبت فى تربيتك لازم تفرح قلبها متبقاش أنانى و تفكر فى نفسك بس
صرخ بلال و قد أدمعت عيونه:و ليه أظلم بنت ناس معايا و هكون معاها حاضر من غير قلبى
أنا قلبى يا علي متعلق بيها هي..هي بس
صرخ علي بوجهه قائلًا:يا بلال ده كان حب طفولى يعنى حتى مكنتش تعرف حاجة
بلال:لو كان حب طفولى مكنتش لما أدعى ربنا إنى أشوفها فى أحلامى يرزقنى شوفتها
قال علي بتردد:بـ بس دى ماتت
فرّت دمعة من عين بلال لم يستطع مقاومتها و قال و كأن الحروف ترفض الخروج من فمه:للأسف ماتت و سابتنى بتعذب هنا من غيرها
أنا كنت بحس و هى معايا إن حياتى لسه فيها أمل أعيش علشانه بعد ما لقيت نفسى فى ملجأ يا علي
كانت هى فرحتى..أيوة كنا صغيرين فى السن بس كنت بعشق وجودها معايا...كنت بستنى اليوم اللى هكبر فيه علشان أتقدم ليها زى ما أحمد اتقدم لدينا و كنت بستنى انى أكبر و ادينى كبرت من غيرها
كل هذا يحدث و ندى تنظر بتعجب و كأنها تسأل نفسها ماذا دهاه؟!
ألم يكن يضحك منذ قليل من الوقت؟
أمجنون هو!!؟
هى متأكدة أنه ليس بلالها و لكنها اهتمت لأمره و لا تعرف لماذا..
نشلتها صديقتها سما من أفكارها قائلة لها بعدما هزتها:الحلو مركز فى ايه؟!
ابتسمت ندى و قالت:هكون مركزة فى ايه يعنى؟
ولا حاجة يا ستى
تنحنحت سما و قالت بخوف مصطنع:أقولك حاجة و متهزقينيش؟!
ضحكت ندى و قالت مداعبة:على حسب بقا
قالت سما:احمم احممم القى قصيدة من بتوعك النهاردة فى الحفلة
تأففت ندى ثم قالت بضجر:يوووه بقا هو إنتِ كمان عليا!!
إنتِ متفقة مع صفا و لا ايه؟!
سما بابتسامة:يعنى صفا بردو فاتحتك فى الموضوع يا حاجة؟!
ندى بتأفف مرة أخرى:أيوة
سما بجدية:خلاص جربى و مش هتندمى و سألتلك على فكرة فى موضوع الإختلاط ده لقيت إن فى برنامج من البرامج دول هيكون فيه بنات بس يعنى بنت اللى هتقدمك كمان
بدأت الفكرة تدور فى رأس ندى إلا و أنها ودت من داخلها أن ترفض و لكنها لا تعرف لماذا أرادت الموافقة أيضًا
فهى تتمنى أن تصل أشعارها و قصائدها للناس
قالت بحزم:خلاص اتفقى معاهم و أنا هطلع ألقى الشعر يا ست سما
سما بفرحة:الله بقا يا عم دودو
ضحكتا سويًا ثم ذهبتا لمعرفة المزيد عن برنامج الحفل..
************************
كانت سمية تجلس فى حديقة المنزل فأتى إليها ياسين و الابتسامة تعلو وجهه و قال بفرحة قطعت شرودها ثم ابتسمت لابتسامته:يا سمية يا حبيبتى عارفة مين كلمتنى النهاردة؟!
ضيقت سمية عيونها و قالت بمزاح:اممم كلمتك؟!
يعنى واحدة؟!
ضحك ياسين بصوت عالى و قال مداعبًا:مش هتعقلى يا سمية أبدًا و لا هتكبرى
ضحكت ثم قالت:احمم احممم أحسن كده
المهم مين اللى كلمتك بقا؟!
قال ياسين بابتسامة:إيمان
تعجبت سمية و قالت:إيمان مين؟!
ياسين محاولًا أن يذكرها:إيمان يا سمية بنت عمى اللى يعتبر أختى
تذكرت سمية و قالت:ااه أيوة افتكرت اللى كنتوا راضعين سوا صح؟!
ياسين بابتسامته المعتادة:أيوة هى دى
طبعًا من زمان معرفش عنها حاجة خالص بس كلمتنى النهاردة لما شافت اسمى انا و حسن على عربيات نقل الشركة بتاعتنا و كلمتنى
سمية:طب و هى أخبارها ايه؟!
ياسين:الحمدلله بتقول دلوقتى معاها ما شاء الله شاب و فى آخر سنة هندسة و خلاص هيتخرج
ضحكت سمية بألم و قالت:اللهم بارك..ربنا يباركلها فيه
لاحظ ياسين تغير ملامحها فقال لها بقلق:مالك يا حبيبتى؟!
فرّت دمعة من عينها و قالت بأسى:لأنه قد ابننا بلال تقريبًا
يعنى لو بلال كان معانا كان فاتنا بنفرح بأنه بقا راجل محترم ملو هدومه
احتضنها ياسين و قال بصبر شهدته هى:"أما السفينة.. وأما الغلام.. وأما الجدار.."
فاللهم صبرًا على مالم نحِط به خبرًا
احنا منعرفش ربنا عمل كده ليه معانا يا سمية يمكن هيحصل حاجة حلوة بعد كل المر ده
بس إنتٍ خلّى عندك ثقة فى ربنا
قالت بأريحية فهو الوحيد القادر على تهدئتها:و نعم بالله

ريهام_يحيى

ليست هناك تعليقات