قصة لم يكن شيخآ الجزء الثاني
لم يكن شيخاً
(الجزء الثاني)
"قصة حقيقية"
لأعود لوعيِ مرة اخرى و اجد نفسي على سريري و قد أتى الصباح ، كيف يمكن ان يكون اتى النهار سريعاً هكذا ؟ ، و ما تفسير ما حدث بالأمس ؟ ... كل تلك الاسئلة لم أجد اجابة لها حتى أتى الشيخ (عبد الحي) بعد اذان العصر و بعد ان اتى الي منزلنا بعدة دقائق حضرت امي الي غرفتي و طالبتني بأن الشيخ (عبد الحي) يريد رؤيتي مرة اخرى ، حينها لم ارفض و لم اتناقش مع امي بل ان تلك المرة اردت انا ان اراه و ان اسأله عن ما حدث بليلة امس و بالفعل استبدلت ملابسي و خرجت اليه .
- اهلا اهلا بعروستنا .
- اهلا يا شيخ عبد الحي ، ماما ممكن تسيبينا لوحدنا .
- حاضر يا بنتي حاضر ، ربنا يجعل ف ايدك الشفا يا شيخ عبد الحي .
ذهبت امي و اخذت معها (محمود) و بقيت انا و (عبد الحي) وحدنا .
- ها شوفتي ايه بالليل بقى ؟
- كنت عارفة انك السبب ، بس ممكن تقولي تفسير اللي انا شوفته ؟
- ده اكيد الجن العاشق اللي مسببلك الكوابيس اللي انتي كنتي بتشوفيها .
- كنت بشوفها ايه ، دي بقت اكتر و امبارح بالذات كانت اشد و افظع .
- لا ده بس علشان بدأنا العلاج فالجن منزعج من اللي حصل .
- و انت عرفت منين انا شوفت ايه ؟
- اكيد يع ... يع ... يعني طالما عليكي جن عاشق يبقى اكيد انزعج و جالك ف المنام بالليل و بعدين انا شيخ يعني بعرف كل حاجة .
- طب و اللي انا شوفته ده هشوفه تاني ؟
- الله اعلم ممكن اه و ممكن لا ، الا اذااااا .
- الا اذا ايه ؟
- الا اذا سمعتي كلامي ف اللي هقولك عليه .
- قول .
صمت عبد الحي لدقائق ثم قام باغلاق كف يده اليمني و وضعه امام فمه و ظل يتمتم و يتمتم بصوت منخفض ثم فتح كف يديه مره اخرى و كتب علي كفه بسبابة يده اليسري و قال .
- بصي علي كفي كده و قوليلي شايفه ايه؟
نظرت بكفه و كان العجب ما رأيت ، رأيت خطوط بيضاء طولية تقتطعها خطوط عرضية مكونه مربع كبير بداخله مربعات صغيرة ، قلت له ما رأيته و هنا امسك يدي و ظل يتمتم و يتمتم حتى رأيت مخلوقات صغيرة تظهر من حوله و هو مستمر بتلك الهمهمات و بدأت حرارة جسدي ب الارتفاع و شعرت بخنقة قوية و ضيق بالتنفس ، حينها سحبت يدي من يده و ذهبت مسرعة الى غرفتي و اغلقت الباب من خلفي و بدون ارادة مني بكيت بكاءاً الشديد حتى شعرت بالتعب و غفوت قليلاً و بمجرد ان اغمضت عيني رأيت ذلك المخلوق الظلالي و الذي يشبه الانسان واقفاً امام سريري و يقترب مني اكثر فأكثر ، حاولت ان اصرخ او ان افر هاربة و لكن حالت محاولاتي دون جدوى ، نعم فقد تملكني و اصبحت غير قادرة علي فعل اي شئ سوى الاستسلام و هنا اقترب مني اكثر حتى اصبح نائما فوقي و بدأ بالاقتراب اكثر لأشعر باشياء لم اشعر بها من ذي قبل ، نعم انه يقوم بمعاشرتي رغماً عني ، ما اصعب ذلك الشعور علي اي فتاة و خصوصاً اذا كانت فتاة تعيش بقرية منغلقة مثلي و بعد وقت لا اعرف مدته اختفى كل شئ و فقدت الوعي مرة اخرى لأستفيق و اجد نفسي على سريري ممدة و دموعي تبلل وسادتي .
خرجت من غرفتي و انا متعبة حقاً و منهكة نفسياً و جسدياً و رويت لأمي ما حدث و كيف كانت ليلتي و كان ردها كالأتي .
- مش يمكن يا بنتي زي ما عمك الشيخ قال انه الجن غضب و بيخرج منك .
- يا ماما عمي مين و شيخ مين يا ماما ده رجل دجال يا ماما و بعدين جن ايه اللي يخرج مني و انا اصلاً مكنتش بشوف الحاجات دي قبل ما هو يجي ، انا اه كنت بشوف كوابيس و بحلم بالأموات بس عمره ما وصل الحال بيا لكده .
- بس يا بنتي .
- مابسش يا ماما ، الرجل ده ميدخلش البيت تااااني و مش عاوزه اشوفه و ياريت حضرتك تتصلي بيه و تقوليله ميجيش هنا تاني والا لو شوفت وشه هنا تاني هضربه و هفضحه و مش هيحصل طيب.
- حاضر يا حبيبتي حاضر اللي تشوفيه .
و بالفعل هاتفت امي المدعو (عبد الحي) و قالت له اننا لم نعد بالاحتياج اليه في مساعدة (محمود) بمذاكرته ، و بالتأكيد كان رده علي امي.
- ليه يا حاجة كده ده (محمود) اخويا الصغير و انا مش منزعج ولا حاجة ، ده انا حتى ممكن اجي اذاكرله من غير فلوس خالص .
و بالطبع كان رد امي بالرفض و شكره علي ما قدمه ل اخي من خدمات و عون و و و و و الي اخره و اتفقت معه امي على ان لا يأتي الي منزلنا مرة اخرى و مر ذلك اليوم كبقية الايام حتى اتى الليل .
ذهبت الى سريري و انا علي يقين بأنني سأرى ما رأيت أمس و اول امس و بمجرد ان اغمضت عيني رأيت نفسي واقفة بصالون منزلنا و امامي ذلك الظل الذي كلما رأيته شعرت بشلل تام بجميع انحاء جسدي و لكن تلك المرة كانت مقاومتي اكبر و اكبر و استطعت التحدث تلك المرة و قلت بكل ما أوتيت من قوة ( الله لا اله الا هو الحي القيوم ، لا تأخذه سنة ولا نوم .... ) حتى اقتطع قرأتي ل اية الكرسي صوت باب شقتنا يفتح و يدخل منه ثلاثة شيوخ لم تكن ملامحهم واضحه و لكن كان وجههم يملاؤه النور و كانت ملابسهم مثل ملابس مشايخ الازهر و بمجرد ان دخلوا شعرت بجسدي يعود للحياة ، و استكملوا هم قرأه القرأن و التفوا حول ذلك الظل الذي كان واقفاً امامي و ظلوا يقرأون و يقرأون و يكررون اية الكرسي حتي انشقت الارض من اسفل ذلك الظل و اختفى بداخلها ليخرج بعدها من ذلك الشق او (الحفرة) التي سقط بها ذلك الظل ناراً عاليه ثم هدأت ، اقتربت من الشق و وقفت بجوار الشيوخ الثلاثة الذين قالوا لي ( لا تحزني فقد ذهب الشر و حبس الجن المسلط ) .
استيقظت من نومي و انا اشعر براحة لم اشعر بها من فترة طويلة ، نعم ذهب الشر و ذهب ايضاً المدعو (عبد الحي) بشره و بتمتمته و بافعاله التي تبعد كل البعد عن كونه شيخ او جاراً لنا او حتى معلم يصلح لتربية اجيال .
اما بالنسبة لما حدث فأنا لم اجد له اي تفسير و لم و لن ابحث او اسأل فيما حدث فبمجرد ان اتذكره فقط تسوء نفسيتي و اشعر بضيق .......
و تستكمل مروة حديثها قائلة : ها قد مرت سنوات و لم يحدث اي شئ و لم ارى باحلامي ذلك الظل و لكن تظل الكوابيس التي كنت اراها تلازمني كل ليلة ، و كل ليلة ارى اموات يتحدثون الي و قد اعتدت علي تلك الكوابيس فهى ارحم بكثيييير من شيطان من الانس مدعي التدين و هو بالأساس (لم يكن شيخاً) ........ تمت
كل ما ورد ذكره بهذه القصة منقول عن تلك الفتاة و التي تقول بأن هذا قد حدث لها بالفعل و قد قمت بتغيير الاسماء بالقصة بناءاً علي رغبتها ، و يبقى الحكم لك عزيزي القارئ اما ان هذه القصة قد حدثت بالفعل ام لا ، و يبقي التصديق من عدمه قرارك عزيزي القارئ و تبقى دائما (العهدة علي الراوي)
بقلم
محمد_شعبان
العارف
التعليقات على الموضوع