إبحث عن موضوع

المسخ (الجزء الثالث)

المسخ
الجزء الثالث

لقيت الطفل واقف و بيبصلي و الاكثر رعبا في الموضوع إنه كان بيبتسم ، مع إن مفيش شفايف اصلا يبتسم بيها الا انه كان بيبتسم .
منظر مرعب جدا ، مفيش كلمات كفاية تقدر تجسده .

ساعتها مقدرتش اصرخ ، صوتي مش عاوز يطلع اصلا . عارف لما بتكون بتحلم بكابوس وحش جدا بس لا عارف تصرخ عشان حد يجي يصحيك و لا رجليك حتي عايزة تسمع كلامك و تهرب بيك بعيد ولا حتي  عارف تصحي نفسك .

نفس الاحساس بالظبط بس الفرق إن ده مش كابوس ، دي حقيقة ألعن من كل الكوابيس اللي شفتها قبل كده .
فضلت مكاني علي السرير و كأن جسمي كله متخشب ، حتي عنيا نفسي اغمضها بس برضه مش عارف . نبضات قلبي زادت بصورة كبيرة ، حسيت إني هيجيلي سكتة قلبية .
و المسخ عمال يقرب عليا بخطوات بطيئة ، دي كانت الحاجة الوحيدة اللي اخدها من الاطفال ، خطواته خطوات طفل لسه بيتعلم المشي  و قعد يقرب و يقرب عليا لحد ما اغمي عليا من كتر الخوف .
صحيت من النوم و اول ما افتكرت اللي حصل جسمي كله قعد يترعش و قعد اعيط بطريقة هستيرية ، كأن ردود الافعال بتاعتي اللي كانت المفروض تحصل في ساعتها بتحصل كلها دلوقتي .
بعد ما هديت قمت ادور في الشقة علي الشئ ده بس ملقيتهوش ، فعلا مكنتش عارف كنت بحلم ولا ده حصل فعلا .
جالي هاتف في دماغي إني انزل اروح المستشفي . قمت نزلت فعلا و اول ما دخلت من بابها الرعشة رجعت مسكت جسمي كله تاني .
روحت ادور علي اهل المسخ ده ، الناس اللي كانت جاية معاه . دول المفروض كنت اول ناس اتكلم معاهم عشان افهم في ايه .
للاسف لم اجدهم ، كانوا مشيوا بعد ما عملولنا فضيحة طبعا ، بس مرضيوش يعملوا محضر ، و ده اللي زود شكي فيهم اكتر .
جبت بياناتهم من الاستقبال بس لقيتهم من بعيد اوي من الصعيد ، فكرت شوية بس الفضول و  الرعب اللي جوايا خلوني اكمل .
سافرت و روحتلهم فعلا ، كانوا ساكنين في  قرية و طلعوا معروفين فيها . اول ما سالت علي اسم الراجل الناس وصلتني علي طول بس كانوا مقلقين مني شوية ، مبقتش عارف بيقلقوا من الاغراب عامة و لا في حاجة ورا الناس دي .
وصلت البيت كان بيت كبير ، اقرب منه لفيلا بس علي الطراز القديم تقدر تقول مبنية من زمن ، شكله بيت عائلة .
اول ما الباب اتفتح ، طلعلي راجل كبير في السن افتكرته  ( كان معاهم في المستشفي )
و الراجل اتخض اول ما شافني و قالي ( انا كنت لسه هجيلك المستشفي )
بعد كده دخلني علي جوه و بدأ يحكي :

انا ( منصور عباد ) كبير عائلة عباد اكبر عائلة في البلد ، او كنا اكبر عائلة و اغني عائلة في وجه قبلي كله . كان عندنا ارض كتير جدا و هي دي شغلانتا الاساسية و رأس مالنا  برضه ، كنا اكثر الناس في المحافظة رجالا و ارضا ، و كان بينضرب بينا المثل في الكثرة و القوة ، و إحنا كنا دايما بنتباهي بكده . عز و عزوة .
عائلة ( بدوي ) كانوا تاني اغلي عائلة ، و دايما كان في بيننا  تناطح و مشاكل و في مرة حصلت فضيحة في البلد ، و ده سبب اللي احنا فيه ده دلوقتي ، ابني الكبير  كان علي علاقة بواحدة من عائلة بدوي و خلف منها و جوزها عرف و قتلها و قتل الواد ، بس مطالش ابني .

حصلت مجازر في الوقت ده هناك بين العائلتين ، راح ضحيتها رجالة كتير من عندهم و من عندنا برضه بس احنا كانت رجالتنا اكتر  ، لحد ما عائلة بدوي كانت تقريبا قربت تخلص ، خدوا خطوة ذكية و انسحبوا و اللي اتفضل فيهم اتجمع في بيت العائلة بتاعهم و قفلوا عليهم .

الناس فكرت انهم بكده انكسروا و سلموا خلاص . هيفضلوا حابسين نفسهم لحد ما يموتوا او تحصل معجزة تخليهم قادرين يقفوا تاني و ياخدوا حقهم .

عدت فترة مش كبيرة حوالي شهرين و فجأة بدأت العائلة عندنا يموتوا واحد ورا التاني من غير سبب ، بيمرضوا يومين بالضبط و اليوم التالت بيكون مات و مفيش دكتور في مصر كلها قدر يعرف ايه اللي بيجرالهم .
بعنا ارض كتير اوي من عندنا مصاريف علي الدكاترة اللي بتيجي من كل حتة ، مفضلش غيرنا احنا الثلاثة رجالة بحريمنا . انا و مراتي و عيالي الاتنين و ستتاتهم .

الغريب إن المرض ده او اللعنة اللي حلت علينا دي جت عندنا ووقفت ، متخيل انا دفنت كام واحد من عيالي رجالة و ستات .
واحد من عيالي مبيخلفش و التاني اللي هو سبب كل اللي احنا فيه ده ، كان عنده عيلين و ماتوا
خلصنا كلنا في ظرف سنتين ، لحد ما جالي كبير عائلة بدوي و عرفني ايه اللي حصل ، و طلع زي ما كنت متوقع . كان معمولنا عمل و عمل شديد قوي هو السبب و الراجل دفع فيه كل حاجة عنده .

اقدر اقولك انه باع ارضه كلها و باع ستات بيته كمان للدجال اللي عمل فينا كده ...

هو اللي قالي كده بنفسه و كان فرحان قوي و هو بيحكيلي و ان كل حاجة في الدنيا دي تهون قصاد اللحظة اللي هو قاعد فيها قدامي و انا بالحالة دي  ..

و في اخر قعدته معايا قالي علي حاجة هي سبب توريطك معانا ، ان مرات ابني مش هتحمل تاني ولا هتشوف ضفر عيل الا لو علقت حجاب كده و سابهولي و مشي .
موافقتش في الاول طبعا و رميت الحجاب في وشه ، بس هو سابه و مخدوش و قعدنا سنة كاملة ، و البنت كل ما تحمل تسقط ..
سلمت في الاخر ، اصل الوحدة و حشة يا ابني .

تخيل يبقي حواليك جيش من عيالك و عيال عيالك كمان و فجاة كله يروح و لو فضلنا علي حالنا كده ، إسمنا هيبقي اتمسح باستيكة ، كأننا مجناش الدنيا من اصله .
انا كنت بفكر في الصالح بس معرفتش ان ده اللي هيحصل .

*** كل ده و انا عمال اسمعه و مش مصدق اللي بيتقال .

*** و بعدين سالني السؤال اللي كان بيدور في دماغي :
( عاوز تعرف بقي انا كنت هجيلك ليه ؟؟ )
*** هزيت دماغي بالموافقة ، فقالي :
( الطفل هو اللي عاوزك )

تتبع ...........

ليست هناك تعليقات