إبحث عن موضوع

المسخ (الجزء الرابع و الاخير)

المسخ
الجزء الرابع و الأخير

( الطفل هو اللي عاوزك )
اول ما جاب سيرته الرعشة مسكت جسمي تاني و بعدين الجملة دي كفيلة في حد ذاتها انها تزلزل كياني كله .

الطفل عاوزني طب ازاي ؟ و الاهم عاوزني ليه . انا اللي عايزه يبعد عني و عايزه يبعد عن تفكيري . انا الكام ساعة اللي فاتت دي عدوا عليا كأنهم سنين ، عايز مني ايه ؟؟!! كفاية ان رؤيته لوحدها في المستشفي كفيلة تجيبلي كوابيس لمدة سنين  جاية . 
الراجل فضل يبصلي شوية و انا ساكت و عمال افكر في الكلمة اللي قالهالي ، و بعدين قالي :
+ ( بص يا ابني ، انا عارف انت ملكش دعوة بأي حاجة بس انت رجليك جت معانا كده ، زي م انا رجلي جت و رجل كل قرايبي اللي ماتوا بسبب غلطة ابني ، انا مش بدافع عنه علي فكرة و لا بدافع عن نفسي . بس ساعات في حاجات صعبة بتتفرض علينا حتي لو ملناش ذنب فيها بس لازم نخوضها .
انت ملكش ذنب انا عارف ، و انا ذنبي ان ده ابني ولازم ادافع عنه و احميه بحياتي
عامة : انا مش عارف هو عاوزك ليه ، بس هو قالي ان انت اللي في ايدك حل لكل المشاكل ، مشكلتك و مشكلتنا كمان )
+ ( هو انت شفته فين اصلا ولا كلمته ازاي ؟ )
+ ( لما خدنا مرات ابني امبارح ورجعنا بعد ما هو كان اختفي من المستشفي ، لقيناه موجود في البيت هنا . معرفش ازاي ، بس ده مش طفل يا ابني ده شيطان
انا لما ابني قالي علي شكله ، انا عرفت ان احنا اتضحك علينا ، ابن بدوي ضحك عليا و عاوز يموتنا كلنا بس عاوز يذلنا الاول
فهمت و احنا في المستشفي ، هو ليه عمل كده . كان عايزنا نخلف عيل نكرهه و نقتله زي ما ابنه قتل حفيده . بيردهالنا بس بطريقة اقذر بكتير .
احنا في المستشفي كنا عاوزين الواد عشان نموته ، مكنش ينفع نعمل كده قدامكوا طبعا ، بس كنا هنموته لاني عرفت ان مش هيجي من وراه غير الخراب
الشياطين مبتجيبش غير الاذي و الخراب و اللي احنا هنعمله ده احنا مضطرين ليه ، انت شكلك انسان طيب و ابن حلال . متزعلش مني يا ابني و سامحني . )
+ ( هو موجود هنا دلوقتي ؟؟!! ) قلتها هامسا
+ ( مش عارف !! بس هو امبارح بعد ما اتكلم معانا ، اختفي فجاة . ف مش عارف هو شايفنا وسامعنا ولا لا )
+ ( طب انا عندي سؤال !! )
+ ( اتفضل يا ابني اسال )
+ ( طول فترة الحمل مكنش في اي اعراض ان اللي في بطنها ده مش انسان ؟؟ )
+ ( لا ده من اول يوم لبست الحجاب و هي متبدل حالها و التسع شهور بتوع الحمل احنا شفنا الويل و الله يا ابني ، بتعيط و تصرخ طوال الوقت و بتعمل حاجات غريبة و تسيب البيت في نص الليل و تخرج ، ده غير الحاجات اللي هي عمالة تتكلم معاها طول الوقت و احنا مش شايفينها و ... )
( اطلع بره ) جاء ذلك بصوت حاد جدا اشبه بالصفير المزعج .
+ التفت ورايا لقيت المسخ و الراجل قام و سابني و انا بتوسل اليه بنظرتي انه ميسبنيش ، بس مش انا لوحدي اللي كنت مرعوب منه هو كمان كان بنفس درجة خوفي و يمكن اكتر .
استمر المسخ في المشي و انا دورت وشي بعيد عنه و بصيت قدامي في الارض ، شكله صعب جدا علي العين انها تستحمله و صوته لما اتكلم كان اكثر رعبا من شكله .
لقيت عيني بتتسحب ناحيته غصب عني ، و لقيته بيبتسم .
زادت القشعريرة في جسمي كله ، مبقتش عارف ايه اللي خلاني ابص ناحيته اصلا ، هل هو بيتحكم في حواسي ؟ ولا انا اللي كنت عاوز ابصله .
( منصور قالك علي المطلوب منك .. ) قالها بصوت اكثر حدة .
+ هزيت رأسي و انا عايز اسال انا ايه المطلوب مني اصلا ، بس خايف اسأله . كل اللي منصور قاله ان الكائن ده قال ان حل المشاكل في ايدي .
+ دخل منصور و في ايده حاجة زي السلسلة ، هي سلسلة من معدن اصفر تقريبا ذهب و بتنتهي بقطعة دائرية كبيرة عليها كلمات غريبة و رسومات اغرب .
حطها حوالين رقبتي ، كان وزنها تقيل جدا معرفش ازاي . بس تقريبا المنطق و العلم في حاجات كتير بيقفوا علي جنب و مش بيلاقوا تفسيرات يقدموها .
اول ما لبست السلسلة حسيت برهبة كبيرة اوي منها ، حسيت كأنها بتسحب روحي و هو ده اللي كان بيحصل فعلا .
بدأ المسخ يتكلم بلغة غريبة مش مفهومة و جسمه كان بيتهز بطريقة اغرب ، كأنه بيلف حوالين نفسه بسرعة كبيرة جدا .
بدأت احس بوخز في كل اطرافي ، في ايديا و في رجلي و مش عارف اتنفس ، انا بموت !!
بدات اصرخ و المرة دي صوتي طلع ، اصرخ اكتر و انا باصص علي الكائن قدامي و بدأ يصرخ هو كمان .
بدأ صوتي يهدا و مقاومتي بدات تضعف و روحي بتتسحب مني ببطئ ، اخر حاجة فاكرها هي جسد المسخ ده و هو بيقع علي الارض .
بعد بقيت حاسس ان روحي محبوسة جوه بئر عميق و الاصوات بعيدة اوي و بعد كده سمعت صوت خبطة جامدة و فقت في المستشفي .
اول ما فتحت عيني حسيت اني كنت بغرق ، الرؤية ضبابية خالص . سامع صوت ناس بتجري و بتزعق .
حاولت اتكلم بس معرفتش ، غمضت عيني و نمت .
حلمت بمنصور لما كنا قاعدين في البيت عنده و حلمت اني طلعت مسدس و ضربته طلقة في بطنه .
صحيت مفزوع لقيت منصور قاعد علي كرسي جنبي و انا علي السرير . انا في المستشفي
حاولت اقوم من مكاني بس مقدرتش حاسس بالم كبير في بطني ، حركت ايدي مكان الالم مستحملتش و صرخت .
كان منصور قام و وقف جنبي بيحاول يهدي فيا و نده علي حد من برة يشوفني و بدأ يحكي :
( المسخ لما جالي قالي انه عشان يبعد عني و عن ولادي  لازم يدخل جسم حد تاني و اختارك انت  و ده اللي حصل لما لبست السلسلة .
انا مرضتش اقولك خفت ترفض ، و انا تعبت من الكابوس ده و كنت عاوز اخلص منه
عرضت عليه ياخد حد من ولادي بس هو مرضاش ، كان عايزك انت معرفش ليه
ولما اتنقل ليك ضربتك بالنار عشان اموتك و اموته معاك
صدقني مكنش قدامي حل تاني ، لو كان في جسم حد من ولادي كنت برضه هعمل كده
انت ليك حق طبعا تزعل و تقول عليا كلام كتير
التعويض اللي انت عايزه يا ابني انا هدفعهولك و حقك عليا ، بس انا قلتلك اني مضطر )
+ مرديتش عليه و سامعه و انا باصص بعيد عنه
( بس انت حصلتلك معجزة الدكاترة كانوا ثالوا انك مت و بعد كده قالوا انك صحيت تاني )
عدي اربعة شهور بدأت اتعافي الي حد ما ، و الحياة كانت ماشية بصورة طبيعية جدا ، بس الغريب اني بدات افتقد المسخ . لم احلم به ولا مرة ، افتقد العينين و الصرير بتاع صوته .   حاجة غريبة فعلا ، بس الاغرب اني حاسس انه لسه موجود جوايا .

تمت ………….
في انتظار آرائكم 🌷🌷🌷🌷🌷🌷

ليست هناك تعليقات