إبحث عن موضوع

الفصل العاشر من "و يشاء القدر💜

الفصل العاشر من "و يشاء القدر"..💙🌍

عند نقطة محددة في الحياة نقف لنعيد حساباتنا..
من تركنا و من ظل معنا و من جد وجوده..!
معنى هذا أننا سننسى من تركونا؟!
لا بالتأكيد...لأنهم لم يمروا على قلوبنا كمرور الكِرام
يا ليتهم مروا هكذا حتى لا تشقى قلوبنا برحيلهم..
..
كانت هذه خاطرة جديدة كتبتها ندى في دفترها و هي منتظرة لأختها و هي ترتدي ملابسها..
نادت صفا عليها و هي بالغرفة قائلة:ممكن يا ندى تجيلي هنا علشان بصراحة أنا مابقتش فاهمة حاجة
ضحكت ندى بشدة لأنها تعلم من البداية بأن صفا سيعجبها الفستان..
دلفت لغرفة أختها و عندما رأتها بالفستان أطلقت صفيرًا و هي ممسكة بيد أختها و تلفها كأنها تراقصها و قالت بكل جدية:طب و الله أجمل ما كنت أتصور كمان اللهم بارك
ارتسمت ابتسامة على شفتي صفا و قالت هي الأخرى:و أنا كمان والله ماتخيلتش يكون حلو كده!!
احتضنتها ندى و قالت بحنان:عقبال ما تلبسي كله كده يا حبيبتي
فُزعت صفا و قالت مقاطعة لندى و هي تحذر بإصبعها السبابة:ليكن في معلومك يا ندى إني وافقت ألبس الفستان بس النهاردة علشان المناسبة لكن عادي هرجع للبناطيل أوكاي؟!..
ضحكت ندى بشدة و قالت لها بحُب:محدش هيغصبك على حاجة يا صفا و بعدين الحاجات دي لازم تيجي واحدة واحدة و تكون نابعة من القلب بجد
و مش معنى كده إني بحلل لبسك للبناطيل طبعًا!!
ابتسمت صفا و قالت لها و هي تشير على رأس أختها:طب روحي إلبسي البتاع اللي هتلبسيه ده!
نكزتها ندى هذه المرة بكتفها و قالت متوعدة:كلمة زيادة هقطعلك لسانك فاهمة؟!
تصنعت صفا الخوف و قالت بتعابير وجهها المضحكة:يامي يامي يامي خاف يا عيد
ضحكتا سويًا ثم قالت ندى و هي تخرج من الغرفة:بسرعة يلا لإني هخلص بسرعة
ضحكت صفا و قالت:حااااضر
*******************
كانت دينا تتحدث مع زوجها أحمد و تقول و القلق قد شق طريقه لملامحها و لقلبها أيضًا:بس يا أحمد كده غلط ..
إنها تتعلق كده بيهم و مستنية رجوعهم والله غلط
دي كل شوية تدعي و تقول يااارب رجعهم سالمين
ربت أحمد على كتفها و قال برفق:يا دينا ماتقلقيش أستاذة أسماء عقلها كبير
و كمان قدرت تخليني أصدق إنهم هيرجعوا والله
متخيلة بقا؟!
نظرت له نظرة معاتبة و قالت بأسى:إنت كمان يا أحمد هتقول راجعين؟!
احتضن يديها بين يديه و قال بحُب:الله أعلم يا حبيبتي إحنا مانعرفش بكرة فيه إيه..
قالت و قد فرت دمعة من عينها:بس أنا يا أحمد دلوقتي خايفة على ماما أسماء أوي
خايفة بعد العشم ده كله تتأذى بإنها تكتشف حقيقة موتهم
مسح دمعتها و قال بهدوء:طب و ليه ماتقوليش تفرح بخبر رجوعم؟!
قالت بألم:يا أحمد ماعتقدش إنهم هيرجعوا إنت نسيت إن إحنا دورنا عليهم في كل الأماكن اللي هنا
ابتسم و قال بنفس النظرة الحانية:ربك كبير و أستاذة أسماء مؤمنة
و ربنا هيجبرها يا دينا والله و بكرة هتشوفي
ابتسمت له و قالت بحُب و شئ من الأمل:ياااريت والله ده أنا ساعتها هكون أسعد إنسانة في الدنيا
*********************
كان محمد يجلس برفقة إيمان في المطبخ و يتحدث معها و هي تطهو طعام الغذاء..
يتحدث معها بحب و حنان كعادته..
كانت تضحك بشدة عندما يتغزل بها و تقول من بين ضحكاتها:مش عارفة يا محمد لو كنا صغيرين شوية كنت هتعمل ايه والله!!
قال لها بكل الحب الذي يحويه قلبه لها:عمرك ما كبرتِ في عيوني يا إيمان
دايمًا شايفك طفلتي اللي ماقدرش على زعلها و اللي بحب أدللها
بحبك يا طفلتي
ابتسمت بخجل و قالت و قد تلعثمت حروفها:يـ .. يا محمد مش عارفة إنت إزاي والله كده خالص
ضحك بشدة لدرجة أنه كاد يقع من أعلى الكرسي الذي كان يجلس عليه ثم كرر كلماتها من بين ضحكاته:يا محمد مش عارفة إنت إزاي والله كده خالص
قال جملتها ثم تابع ضحكاته..
أتى على صوتهما بلال و قال و قد ارتسمت ابتسامة على شفتيه لرؤيتهما يضحكان فهو يعشق هذه الضحكات:و الله إحنا نتحسد على الضحك اللي بنضحكه النهاردة ده!!
إبقي بخرينا يا مامااا بقا
قال محمد و هو لا يستطيع كتم ضحكاته:بخري و خمسي بخري و خمسي
جلس بلال جواره و قال بلهفة:بتضحكوا على ايه بقا؟!
ضحكوني معاكوا
تسلل الخجل لوجه إيمان و تابعت طهي الطعام فنظر لها محمد و لمح كل هذا فقال لبلال و هو يبتسم:بسأل مامتك يا سيدي هتلبسي إيه النهاردة و هي بتسألني و افتكرنا أيام زمان و كذا موقف حصل معانا فبنضحك على الذكريات
تنفست إيمان بأريحية لكلام زوجها فهي تعلم أشد العلم بأنه استشعر خجلها و قال هذا..
كيف يحبها بهذه الطريقة؟!
كيف لم يتخلَ عنها منذ أول فرصة سمحت له بالزواج من غيرها بسبب عدم إنجابها؟!
هذا هو الحب الحقيقي الذي لا يحدث كثيرًا في عالمنا..بل هذا هو العشق بأسمى معانيه..
انتشلها محمد من كل هذه الأفكار و قال بسعادة:الحلو سرحان في ايه كده لدرجة إنه بيضحك أوي؟!
نظرت له بحب و قالت بعد ما أمسكت بيده:افتكرت ذكريات كتير أوي دلوقتي والله
ربنا ما يحرمني منك..
تنحنح بلال خجلًا و قال بمزاح:طب أمشي طيب و لا أعمل ايه؟!
إنتوا بتخلوني أحب على نفسي يا جماعة والله
هو في حب كده؟!!
مش بحسد يعني أنا بحقد بس
احتضنه محمد و قال بجدية و هو مازال متحفظ على ابتسامته:بكرة لما تحب و تتحب بجد صدقني هتعرف إن الحب ده أجمل حاجة في الدنيا
بس مش الحب اللي هو دباديب و قلوب
لا..ده الحب يعني إحترام و تقدير و ثقة..
الحب ده معانيه بتترسم في تجارب كتير و مواقف كتير
ربنا يرزقك اللي تحبك و تحبها بجد يا حبيبي
ابتسم بلال و قال و هو ينظر لوالده و كلماته تتردد في عقله:إنت أجمل أب في الدنيا
صرخت إيمان و قالت بلهفة:يالهوووي الأكل هيولع بسببكوا
ضحكوا جميعًا بعدها ثم قالت إيمان بأسف:و الله أنا دايمًا بقطع اللحظة الرومانسية كده فاستحملوني بقا
قال بلال بحنان:إنتِ براحتك خالص
بس لو الأكل اتحرق هزعل هااا هزعل
ضحكت و قالت بحب:لا تقلق يا سيدي
*****************
إيه يا سميرة قدرتي توصلي لأي حاجة؟!
كانت هذه سمية تتحدث مع سميرة في غرفتها..
فقالت سميرة بحزن:والله يا ست سمية ما عرفت أراقبها خالص للأخر ضاعت مني و معرفتش حتى أشوف الراجل
كان نفسي أشوف شكله علشان أروح أتكلم معاه ماعرفتش
تنهدت سمية بأسى و قالت بملامح حزينة و مهمومة:يا ترى هي بتعمل ايه كده من ورانا و خايفة منه للدرجة دي؟!
هي مين دي اللي بتعمل من ورانا؟!
نظرتا لصاحب هذا الصوت بخوف فكان ياسين فتنفستا الصعداء لأنه ياسين
ثم قالت سميرة بسرعة و هي ترتجف:طب أنا همشي دلوقتي
قالت لها سمية:ماشي يا سميرة اتفضلي إنتِ
خرجت سميرة من الغرفة ثم قالت سمية لياسين و الحزن قد غطى ملامحها:سهير بتلعب لعبة علينا يا ياسين و مش عارفة هي ايه
تعجب ياسين لما سمعه و قال بتأني:واحدة واحدة كده و فهميني اللي حصل
قصَت عليه سمية كل شئ من أوله لآخره
نظر ياسين إلى الفراغ و قال بحزن:أنا مش عارف هي بتعمل كده ليه؟!!
تصرفاتها معانا غريبة و بتتعامل بطريقة صعبة مع الكل
ربنا يستر و ماتعملش حاجة صعبة معـ..
قاطعته سمية و قالت بسرعة:المشكلة إنها عملت و الراجل اللي عمل اللي طلبته منه بيهددها
ضرب ياسين كفيه ببعضما البعض و قال بخوف:ربنا يستر من اللي جاي والله
ربنا يستر
***********************
خرجتا ندى و صفا من شقتهما فقابلتا إسلام أمام الباب
فقالت صفا لندى و هي تضحك بشدة:الواد اللي بيتكسف أهو
والله لو طالعلنا في البخت مش هنشوفه كتير كده!!
عندما رأى إسلام صفا بهذه الطلة ظل ينظر لها لدقائق دون كلام حتى احمرت وجنتيها و نظرت له هي الأخرى
عندما تلاقت أعينهما غض إسلام بصره على الفور و قال في سره:أستغفر الله سامحني يارب
لاحظت ندى كل هذا فضحكت بصمت ثم قالت بابتسامة لطيفة:إزيك يا إسلام؟!
طمني عليك و على مذاكرتك
أجابها إسلام بإبتسامته المعتادة:الحمدلله والله على كل حال ربنا يوفقنا و يفرح قلوبنا
لاحظت ندى أنه يقصد نفسه و صفا أيضًا..
قالت صفا بكسوف:مش هنمشي بقا و لا إيه؟!
نكزتها ندى بذراعها و قالت بابتسامة:هنمشي أهو
معلش يا إسلام هنمشي إحنا بقا دلوقتي لإننا إتأخرنا
ابتسم لها و قال باحترام:اتفضلوا طبعًا
و آسف لو عطلتكوا
قالت ندى بسرعة:لا والله لا سمح الله
رد عليها و ما زال متحفظًا بابتسامته:ربنا يكرمك
يلا في رعاية الله
تركهما و صعد السلم فنظرت ندى لأختها فلمحت أنها تتنهد بابتسامة و تضع يدها على قلبها
فقالت بصوت عالٍ:إنتِ مكسووووفة!!!
ضحكت صفا بخجل و قالت:و الله الولا ده بقا بيوترني يلا يا بنتي ربنا يهديه
ابتسمت ندى و قالت:و الله هو واقع من زمان بس محترم مش عاوز يكلمك من ورا أهلك
لو واحد تاني كان فاته حاول يكلمك
شعرت صفا بغصة كبيرة بقلبها  و تغيرت ملامحها و قالت بحزن:طب يلا بقا فات سما بتستنانا من بدري
لم تلاحظ ندى هذا التغير في ملامح أختها و قالت بلهفة:طب يلا فعلًا إحنا إتأخرنا عليها

ريهام_يحيى

ليست هناك تعليقات