إبحث عن موضوع

قصة نساء الشيطان

لو قولتلك إن في عفريت تحت سريرك او وراك دلوقتي، هتخاف؟
ولا هتخاف اكتر لو قولتلك إنك لو دخلت حمامك، هتلاقي جواه جثة نصها مسلوخ ووواقعة على الأرض!
انا أظن إن كل واحد هيخاف من حاجة من الأتنين، بس الأكيد إنك لو اتحطيت في الموقف التاني هيكون رد فعلك قريب أوي من رد فعل عزة.. عزة اللي من عندها ومن عند حكايتها بتبدأ كل حاجة..
انا ظابط شرطة، من فترة جالنا بلاغ من كذا شخص بيقولوا إن في ست كانت قاعدة عند أمها في البيت، ولما رجعت بيتها لقت جوزها نصه مسلوخ ومرمي في الحمام، وطبيعي إنها لما شافت المنظر ده ترقع بالصوت والجيران يتلموا عليها.. والطبيعي برضه إن الجيران اللي اتلموا دول هم اللي يبلغونا.. ولحد الموضوع يبان غريب ومالوش تفسير، او تقدر تقول إنه فضل غريب لحد ماروحت بقوة للشقة اللي اتبلغ عنها، وهناك واول ما دخلت، شوفت حاجة غريبة اوي!
الست اللي عرفت بعد كده إن اسمها عزة.. كانت قاعدة وسط الناس وعمالة تصرخ وتلطم على وشها وهي بتقول بصوت عالي..
(انا السبب.. انا السبب.. يارتني ماسمعت كلامها.. يارتني ماسمعت كلامها)
سيبتها مع واحد من الظباط اللي كانوا معايا، ودخلت انا وكام واحد من القوة للحمام، وبمجرد ما دخلت.. طلعت منديل بسرعة وحطيته على مناخيري لأني شميت ريحة وحشة اوي، بس الأبشع من الريحة الوحشة كان شكل الراجل.. الراجل كان مرمي على الأرض، او بمعنى أوضح وعشان اقربلك الصورة يعني؛ الراجل كان نايم على بطنه في الأرض وكان عاري تمامًا ونص جسمه تقريبًا مسلوخ، وإيديه الاتنين كانوا مرفوعين لفوق وكأنه كان بيحاول يستغيث بحد يلحقه، بس للأسف ماحدش لحقه ومات... طب ايه اللي عمل فيه كده او أيه اللي سلخ نص جسمه تقريبًا بالمنظر ده؟!
سؤال مهم انا نفسي ماكنتش عارف إجابته بالتفاصيل، لحد ما النيابة والطبيب الشرعي جُم؛ الطبيب الشرعي اللي قبل مايفحص الجُثة راح ناحية البانيو وشمه كويس وبعد مابص على بقايا المايه اللي جواه، بص لي وقال لي وهو متضايق اوي...
(أتش أف "h.f".. يعني هيدروفلوريك مع مواد حارقة تانية)
بصيت له باستغراب وانا بحاول افهم هو يقصد ايه..
(يعني ايه يا دكتور.. قصدك إن في حد حطه جوة البانيو وحط معاه المواد دي عشان يموته؟)
بص الدكتور للجثة وبعد كده رجع بص لي تاني..
(او يدوبه، بس الظروف ماساعدتش والمواد اتصرفت والراجل خرج!)
أول ما قال لي كده افتكرت مراته والكلام اللي كانت بتقوله وهي قاعدة برة، وفعلًا اللي شكيت فيه طلع مظبوط، ولو هتقولي عرفت ازاي إنه طلع مظبوط.. فانا هقولك إن بعد ما النيابة عاينت والجثة راحت المشرحة والشقة اتشمعت، الست عزة مرات القتيل، جت معانا على القسم عشان المحضر يتقفل بأقوالها ويتبعت هو وهي على النيابة الصبح.
في الأول كانت مُنهارة وماكانتش قادرة تتكلم، بس بعد محاولات كتيرة مني، هديتها وقعدت اتكلم معاها بالراحة عشان اعرف منها تفاصيل اللي حصل لجوزها، وكمان عشان اعرف هي عملت كده ليه وازاي.. انا عارف إن التحقيق من اختصاص النيابة، بس انا كنت عاوز اعرف منها اللي حصل بالتفصيل، من باب الدردشة يعني، وبالرغم من ارتباكها وحزنها وصدمتها، إلا إني قدرت اهديها زي ماقولت وابتديت كلامي معاها بكل هدوء لما سألتها..
-ست عزة.. انا مقدر الحالة اللي انتي فيها، بس انا عايز اقفل المحضر، فياريت تتماسكي وتهدي خالص كده وتحكيلي على كل حاجة بصراحة وبالتفاصيل، وصدقيني.. كل اللي هتحكيه ده هيكون في مصلحتك، لأن الاعتراف هيخفف عنك كتير.
مسحت دموعها بمنديل وقالتلي وهو بترجع ضهرها لورا..
-مش مهم بقى.. مش مهم اتعدم ولا اتسجن، المهم إن انا خلصت منه وخلاص.
-طب وليه.. ليه كنتي عاوزة تخلصي منه، وازاي فكرتي إنك تعملي فيه كده، او الفكرة جت لك منين أساسًا؟
سرحت عزة شوية وبعد كده ابتدت تحكي أبشع وأغرب وأفظع حكاية سمعتها في حياتي، حكاية مش بس كشفت لعز قضيتها وتفاصيلها، دي كمان كشفت حكاية ولغز قضية تانية اتقفلت من سنين، وكان بداية كلام عزة لما قالتلي وهي سرحانة وأثار الصدمة لسه ظاهرة على ملامحها... 
هقولك يا باشا.. انا لما عرفت محمود وحبينا بعض، كان بيشتغل ممرض معايا في واحدة من المستشفيات الحكومي.. ما انا خريجة معهد تمريض وكنت شغالة ممرضة، في الوقت ده كان لسه شاب على قد حاله، لكن انا وقفت جنبه وساعدته، وكمان وقفت قصاد امي واختي وقولتلهم إنه راجل بجد وهيحافظ عليا، ماهمنيش حاجة.. ماهمنيش لا ظروفه المادية ولا إن انا هقعد مع امه في شقة واحدة، ماهمنيش بس غير إنِ ابقى معاه، وفعلًا اتجوزنا وقبلت بيه زي ماهو، بس بعد الجواز كل حاجة اتغيرت، أمه اللي كانت ملاك وبتحبني، بقت بتستغلني وبتسرق مني فلوس، او انا كنت فاكرة إنها هي اللي بتعمل كده، لحد مافي مرة عرفت إن هو اللي بيسرقني عشان يشتري مخدرات، أيوة يا باشا.. البيه طلع مُدمن برشام وانا ماكنتش اعرف، وللأسف لما عرفت كان بعد فوات الأوان، وده لأني وقتها كنت خلاص بقيت حامل، فاضطريت استحمله واساعده واخليه يبطل، وفعلًا قعد فترة في البيت وبطل، بس حتى بعد ما بطل وانا خلفت منه إبننا الأول، اسلوبه معايا ماتغيرش لا هو ولا امه، كل يوم خناقات ومشاكل وقرف، مع إن والله عمري ما عزيت عنهم حاجة، ده كنت انا اللي بصرف عليهم وعمري ماخليتهم محتاجين لحد، مع إن المفروض اللي يحصل هو العكس، مش المفروض برضه إن الراجل هو اللي يصرف على مراته؟
بس برضه قولت مش مهم، استحملي يا بت وعيشي عشان ابنك وماتخريبيش بيتك، حافظي على جوزك وراعي امه الست المريضة عشان ربنا يباركلك في حياتك، وفضلت على الحال ده لحد ما حماتي المرض اشتد عليها وماتت، ومن بعد موتها، باع محمود الشقة اللي كنا عايشين فيها لأنها كانت قديمة، وخد مني قرشين كنت محوشاهم واشترى الشقة اللي احنا كنا عايشين فيها دي.. ومن بعد ما اتنقلنا للشقة الجديدة بكام شهر، اكتشفت إن انا بقيت حامل للمرة التانية، وبعدها بكام شهر خلفت بنتي الصغيرة، ولحد هنا الحكاية تبان عادي ومافيهاش أي حاجة غريبة.. بس الحاجة الغريبة ظهرت لما محمود حاله اتغير من بعد ما العيال ابتدوا يكبروا ومصاريفهم ابتدت كترت، لا بقى بيروح الشغل زي الأول ولا حتى بقى بيصرف على العيال، هو كان بيفضل طول النهار نايم، وبالليل كان بياخد مني فلوس وينزل يسهر بيهم لحد وش الفجر!
فاتت شهور وهو بيشتغل شهر اه وعشرة لأ، لحد ما كنت خلاص تعبت من الحِمل اللي انا شايلاه لوحدي.. انا فضلت سنين مربوطة في ساقية زي البهيمة عشان اصرف عليه وعلى عياله، وأخرتها ايه.. أخرتها اكتشف إنه رجع يبلبع الزفت اللي كان بيلبعه ده تاني!.. انا برضه بني أدمة ولما لقيت الشريط في جيبه واتعصبت وواجهته بيه مأنكرش، ده بالعكس، خده من إيدي وقال لي بزعيق وبكل بجاحة..
-جرى ايه يا ولية.. انتي هتقوليلي اعمل ايه وما اعملش ايه، انا اشرب اللي انا عايزه واخد اللي على مزاجي من غير ما تفتحي بوقك، مش كفاية إن انا بصطبح كل يوم بوشك الفقر ده.. كمان مستخسرة عليا الحباية اللي باخدها عشان اعرف اعيش معاكي؟!
لما قال لي كده اتغاظت بصراحة ورديت عليه بصوت عالي..
-وعلى ايه يا اخويا.. شيل ده من ده.. يرتاح ده عن ده، طلقني وسيبني اربي عيالي لوحدي، ما انا اصلًا كده كده بربيهم لوحدي، هو انت بتصرف عليهم ولا حتى بتهتم بيهم ولا تعرف عنهم حاجة، ده ولا بتسأل ولا بتصرف وكمان واخد اللي ورايا واللي قدامي، طلقني يا اخويا وانا الكسبانة، طلقني وروح اتجوز واحدة وشها مش فقر، وسيبني بقى اربي عيالي بفلوس شقايا اللي انت مضيعها على الزفت اللي بتبلعه ده.
لما قولتله كلامي ده اتعصب عليا وضربني.. ضربني وهو بيقولي إنه هيتجوز واحدة وهيجيبها تعيش معاه في شقتي، ومش بس كده.. ده كمان طردني انا والعيال وقال لي إنه هياخد فلوسي اللي انا شايلاها في الدولاب وهيتجوز بيها، من الأخر كده بهدلني يومها.. بهدلني وخد فلوسي وطردني من الشقة اللي انا دافعة تقريبًا اكتر من نص تمنها، بس انا كنت هعمل ايه يعني.. انا كنت قليلة الحيلة، لا قدرت اقف قدامه ولا قدرت اعمل معاه أي حاجة، انا خدت عيالي وروحت من سُكات على بيت اهلي اللي عايشة فيه أمي هي واختي الكبيرة عزيزة.. عزيزة اللي بتشتغل دكتورة ومُدرسة في كلية علوم، واتجوزت مرتين قبل كده؛ في المرة الأولى جوزها طلقها لأنها مابتخلفش، والمرة التانية جوزها سابها وطفش مع واحدة من اللي كان بيعرفهم عليها وهي ماتعرفش، ومن وقتها بقى وهي عايشة مع أمي وكرهت صنف الرجالة كلهم.. وعشان كده لما حكيتلها هي وامي على اللي حصل معايا، امي اتعصبت وقالتلي بعلو صوتها..
-الجربوع بتاع المخدرات بيمد إيده عليكي.. بس اقول ايه، انتي السبب في ده كله، انتي اللي سمحتيله من الأول إنه يستغلك لما وافقتي إنك تصرفي عليه وهو نايم على ضهره زي الولايا.
بس لما امي قالتلي كده، اختي ردت عليها بكلام عكس طبيعتها خالص..
-لا لا يا ماما.. عزة ماغلطتش لما وقفت جنب جوزها وساعدته، عزة أصيلة وعملت بأصلها مع جوزها اللي هي بتحبه وهو كمان بيحبها، هو بس تلاقيه ماكنش في وعيه لما عمل فيها كده.
وقتها بصيت لاختي عزيزة باستغراب..
-انتي بتقولي ايه يا عزيزة.. بقى ضاربني ومبهدلني وكمان عاوز يتجوز عليا، وانتي تقوليلي جوزها وبيحبها، ده انا خلاص طهقت منه ومن عيشته ونفسي اخلص منه النهاردة قبل بكرة، انا بس اللي مانعني من إن انا اجيب أجله، هم العيلين دول، ما انا لو موتته وروحت فيه في داهية، مين هيربيهم وهياخد باله منهم من بعدي؟
قامت اختي من مكانها وشدتني من دراعي وهي بتقول لي..
-بطلي هبل.. تعالي معايا الأوضة نتكلم سوا بهداوة عقبال ما ماما تعمل لك عصير.
وكملت كلامها لما قومت معاها...
-اعمليلنا عصير يا ماما.. اعمليلنا عصير، ولا اقولك.. انا هتكلم مع عزة شوية وبعد ما نخلص كلامنا انا هدخل اعمله، خليكي انتي قاعدة مع الولاد وماتخليهمش يدخلوا علينا.
بصت لها امي وهي مش فاهمة زي حالاتي، برودها ده كله جابته منين، اختي عزيزة مش كده، دي اخر واحدة في الدنيا ممكن تدافع عن الرجالة لأنها شافت منهم المُر، سواء من جوزها الأولاني اللي طلقها عشان ما بتخلفش، ولا من جوزها التاني اللي كان بيعرف عليها ستات بالكوم لحد ما سابها وهرب مع واحدة منهم، بس انا بقى استغرابي مادامش كتير، وده لأني أول ما دخلت الأوضة وقعدت جنبها، قربت عزيزة مني وقالتلي بكل هدوء..
-هو قالك إنه هيتجوز واحدة غيرك بفلوسك.. صح كده؟!
رديت عليها وانا عنيا بتدمع..
-حصل يا اختي.. هيتجوز عليا وهيطردني انا وعياله.
بصت لي اختي وابتسمت وقالتلي وهي بتمسح دموعي..
-اللي زي ده مايستحقش يعيش لأنه ماقدرش النعمة اللي معاه، انتي اكتر واحدة في الدنيا كلها وقفت جنبه.. فاكرة يا عزة لما وقفتي قصادنا واتحديتي الكل عشانه، فاكرة يومها انا قولتلك ايه.. مش انا قولتلك إنه مش مختلف وإن الرجالة كلهم صنف واحد، اهو.. ماطلعش زيهم بقى، ده طلع أوسخ ما فيهم.
غصب عني بكيت بحرقة من تاني وانا بسألها..
-طب والعمل؟!.. اعمل ايه انا دلوقتي؟!.. انا حاسة إن قلبي بيتحرق وعاوزة اخلص منه، عاوزة اموته واكله بسناني واعيش اربي العيال في شقتي من بعده.
رفعت اختي حاجبها وردت عليا بسؤال..
-حلو اوي.. طب وايه اللي مانعك؟!
-ايه اللي مانعني!.. انتي بتهرجي يا عزيزة، انا لو قتلته هروح في داهية والعيال دول هيتيتموا وهيترموا في الشارع.
ابتسمت عزيزة ابتسامة شيطانية لما قولتلها كده وردت عليا بكل ثقة..
-ومين قال إنك لو خلصتي منه ممكن تروحي في داهية او تتكشفي، ده انا اعرف واحدة ست خلصت من جوزها وبقالها تسع سنين عايشة زي الفل وماحدش يعرف عن اللي هي عملته أي حاجة.
استغربت من كلامها وسألتها باهتمام..
-واحدة قتلت جوزها من تسع سنين!.. واحدة مين دي؟!
-انا.. انا يا حبيبة أختك، وقبل ما تسألي انا عملت كده ازاي، خليني احكيلك كل حاجة بالتفاصيل، وبعد ما احكيلك.. اقسملك إنك هتبقى عايزة تقلديني وتعملي زيي..
وابتدت اختي تحكيلي حكايتها يا باشا، وانا هحكيهالك من البداية عشان الصورة تبقى واضحة قدامك.. عزيزة اختي يا بيه كانت شاطرة اوي في الثانوية، فبعد ما خلصت وجابت مجموع كبير ودخلت كلية علوم، ذاكرت واجتهدت لحد ما اتعينت مُعيدة في الكلية، ومن هنا قابلت جوزها الأولاني، كان مُعيد هو كمان وكانوا تقريبًا من سن بعض.. حبها وحبته واتجوزوا هم الاتنين، بس بعد جوازهم موضوع الخلفة ده اتأخر، فراحوا كشفوا هم الاتنين، وساعتها اكتشفوا إن العيب منها مش منه، وطبعًا البيه مارضيش يكمل معاها وطلقها عشان يتجوز واحدة تخلفله، وفضلت اختي عايشة مع ماما وهي مطلقة لمدة سنتين، بعدهم قابلت دكتور مطلق ومابيخلفش زي حالتها، كان إسمه الدكتور (طارق دكروري).. اتعرفوا على بعض بالصدفة لما في يوم ماما تعبت واختي خدتها وراحت تكشفلها عنده، عجبته وهو كمان عجبها، ومع الوقت ومع مقابلاتهم، حبوا بعض واتجوزوا، وفضلوا متجوزين لمدة تلات سنين تقريبًا، بعدهم اختفى طارق خالص.. اختفى لما في يوم قال لاختي إنه مسافر لمؤتمر في لندن وهيقعد هناك عشر أيام، وكان من طبيعي إن اختي لما جوزها يسافر زي ماهو متعود، تقفل شقتها وتيجي تقعد عند ماما لحد ما الأيام دي تخلص وبعد كده تبقى ترجع تاني لما جوزها يرجع.. بس الحقيقة يا بيه إن جوزها مارجعش، جوزها فضل غايب لفترة طويلة اوي، ولما راحت بلغت الحكومة عن إنه اختفى وقالت إنه كان مسافر ومارجعش، الحكومة اكتشفت إنه ماسافرش من الأساس، وكمان اكتشفوا إن علاقاته النسائية كتيرة اوي، فقالوا إن وارد يعني يكون هرب مع واحدة من الستات الكتير اللي كان يعرفهم وبعد فترة هيظهر تاني، بس للأسف برضه.. دكتور طارق ماظهرش، ده فضل مختفي لمدة سنة تقريبًا، والسنة جرت سنة لحد ما فاتت سنين والحكومة اعتبرته ميت، وبكده اختي بقت حرة نفسها وعاشت حياتها.. عاشت وكل اللي حواليها كانوا فاكرين إن جوزها سابها وطفش، بس الحقيقة يا بيه كانت غير كده، الحقيقة انا هقولهالك عشان لو اتعدمت وقابلت ربنا مابقاش شايلة الذنب ده على ضهري، ما كفاية عليا ذنب قتل جوزي.
لما عزة وصلت لحد هنا، بصيتلها باهتمام..
-ايه الحقيقة.. احكي يا عزة، احكي وانا سامعك.
كملت عزة كلامها لما قالتلي...
-حاضر يا بيه.. انا هحكيلك كل حاجة بس على لسان اختي، هحكيلك الكلام اللي هي قالتهولي يومها بالتفاصيل، لما سألتها عن مين الست اللي عملت في جوزها كده، هحكيلك كلامها اللي قالتهولي لما قلعت نضارتها وبصت قصادها وهي سرحانة... يتبع
(ده الجزء الأول من قصة نساء الشيطان، وهي قصة حدثت بالفعل ولكني غيرت أسامي ابطالها وبعض الأحداث البسيطة في تفاصيلها عشان تناسب الحبكة الدرامية )
الجزء الأول 
نساء الشيطان
٢ 
لما عزة وصلت لحد هنا، بصيتلها باهتمام..
-ايه الحقيقة.. احكي يا عزة، احكي وانا سامعك.
كملت عزة كلامها لما قالتلي...
-حاضر يا بيه.. انا هحكيلك كل حاجة بس على لسان اختي، هحكيلك الكلام اللي هي قالتهولي يومها بالتفاصيل، لما سألتها عن مين الست اللي عملت في جوزها كده، هحكيلك كلامها اللي قالتهولي لما قلعت نضارتها وبصت قصادها وهي سرحانة...
(من بعد ما اتطلقت من جوزي الأولاني، كانت نفسيتي متدمرة وقولت خلاص كده، انا لا هحب ولا هتجوز تاني، اه ما انا بقيت معيوبة، مطلقة ومابخلفش، مين هيبص لواحدة في ظروفي دي، وعشان كده بقى نسيت اني ست، او حاولت اتناسى واشيل من دماغي موضوع الجواز ده خالص واهتم بشغلي لحد ما قابلته.. الدكتور طارق، راجل وسيم ومركزه المادي والاجتماعي كويس اوي، ألف واحدة غيري تتمناه، بس من وسط الألف دول، كانت إرادة ربنا إنه يختارني انا عشان ظروفه نفس ظروفي.. ماهو بالرغم من إنه كان غني ووسيم وكمان دكتور معروف، إلا إنه برضه كان مُطلق لأنه مابيخلفش، ومن عند معرفتي بيه او بالظبط يعني من عند الفترة اللي بدأنا نتعرف فيها على بعض، ابتديت احس إن انا ست من تاني.. ماهي الست مابتعرفش قيمة نفسها كست، إلا لما تتجوز.. وعشان كده طارق كان بالنسبة لي هو الراجل اللي صحى جوايا مشاعر كتير كنت دفناها من بعد طلاقي، او انا كنت فاكرة إنها مدفونة لحد ما قابلته وابتدت تظهر من تاني.. انا حبيته، اه بصراحة، مانكرش إن انا حبيته أكتر من جوزي الأولاني كمان، حبيته لأني بقيت شايفة إن هو ده الشخص اللي انا هكمل معاه بقية حياتي لأنه مش هيجي في يوم ويعايرني بموضوع الخلفة ده، ولا حتى هيطلب مني إن انا اتبهدل عند دكاترة النسا عشان اجيب له حتة عيل، هو كان عارف ومتأكد إنه مستحيل يبقى أب لأن الدكاترة أكدوا له إنه مستحيل يخلف، وانا كمان.. انا كمان كنت متأكدة برضه من بعد كلام الدكاترة إنِ مستحيل اخلف، ومن هنا بقى ابتديت افكر فيه كزوج، وبمجرد ما طلب إنه يتجوزني وافقت، وافقت لأني شوفت فيه السند اللي هيسندني لما كبر.. شوفت فيه الراجل اللي هيرجعني تاني واحدة ست من بعد ما كنت خلاص يأست من كل حاجة حواليا، بس للأسف.. من بعد ما اتجوزنا وطارق اتغير معايا، بقى بيشوفني كئيبة ومملة، الحياة في نظره بقت روتينية.. وكأن حياته معايا بقت تأدية واجب، بس انا وقتها ماسكتتش، انا حاولت اغير من نفسي وعملت كل اللي يسعده، أخدت أجازة من شغلي وحجزت رحلة لفردين في اسكندرية، وفي خلال الرحلة دي.. بدأت الاحظ إن طارق عينيه مش معايا، عينيه كانت بتركز أكتر مع كل واحدة ست بيشوفها، كان بيبص لهم بنظرات ماتفهمهاش غير الست، طارق بدأ يبص لغيري رغم كل اللي كنت بعمله علشانه، وعشان كده من بعد ما رجعنا من الرحلة، ابتديت اراقبه واركز معاه اكتر.. ومن خلال مراقبتي له، عرفت إنه على علاقة بستات كتير مش ست واحدة، فمن بعد ما راقبته كويس ومسكت عليه دلايل وصور، واجهته بكل حاجة لما رميت الصور في وشه وقولتله بصوت عالي..
-اتفضل يا دكتور يا محترم.. دي صورك مع الستات اللي انت تعرفهم، الصور دي ماحدش لا صورهم ولا حد هو اللي بعتهملي، الصور دي انا اللي مصوراهم بأيدي.. الست بسنت اللي بتروحلها شقتها اللي في الزمالك، والست عفاف اللي جوزها مسافر وكانت بتتعالج عندك، مش دي برضه بتقابلها في العيادة بعد مواعيد العمل الرسمية، وغيرهم وغيرهم وغيرهم.. انت مش بني أدم يا دكتور طارق، انت حيوان.. حيوان لا يعرف حاجة عن الأصول ولا يفهم حاجة في الدين، وعلى فكرة بقى.. انا عرفت واتأكدت إنك مابتخونيش من فترة قريبة، انت بتخونني من زمان، يمكن من وقت ما كنت مخطوبة لك كمان، بس نقول ايه.. ديل الكلب عمره ما يتعدل.
كنت بكلمه وانا حقيقي بتقطع، الدموع كانت بتنزل مني غصب عني، بس اللي حرقني ووجع قلبي أكتر هو كلامه ليا اللي قالهولي وهو بيبتسم اوي، كان بيبتسم ابتسامة باردة ومميتة زي أفعاله..
-وأيه يعني.. هو في راجل مابيخونش مراته، وبعدين انتي مكبرة الموضوع اوي كده ليه، انا راجل ومن حقي اعيش حياتي، مش كفاية إن انا متجوز واحدة مابتخلفش وقابل إن انا اعيش معاها بظروفها دي.
لما قال لي كده ثورت فيه وزعقتله..
-يعني ايه يعني مابخلفش، ما انت كمان مابتخلفش ومافيش واحدة هترضى تبص لك غيري.
ابتسامته زادت أكتر لما قولتله كده ورد عليا بكل برود..
-صح.. معاكي حق في حتة مابخلفش دي، بس غلطانة في موضوع إن مافيش واحدة هترضى تبص لي غيرك، اومال كل دول رضيوا يبقوا معايا ازاي؟!
غضبي زاد بسبب كلامه وابتسامته الباردة، فغصب عني قربت منه وضربته بالقلم، وهو طبعًا ماسكتليش، ده رد لي القلم قلمين ومسكني من دراعي بعنف وهو بيقولي في وداني بصوت واطي..
-انا ممكن قصاد القلم ده، افضل اضرب فيكي لحد ما اموتك في إيدي، بس انا مش هعمل كده، انا لسه بحبك ومش عايز أذيكي.. انا اه بخونك لأني حسيت بالملل من بعد ما اتجوزنا، بس انا عمري ما خونتك وقت ما كنا مخطوبين، عزيزة.. انا لسه بحبك ومش عايز حياتنا تبوظ.
زقيت إيده وبعدت عنه وانا بقوله بنبرة ست قلبها مكسور..
-ماهي باظت خلاص يا طارق.. باظت ومابقاش في حاجة ممكن تصلحها غير الطلاق.
أول ما جيبتله سيرة الطلاق وطى على الأرض وجاب الصور وابتدى يقطعها وهو بيقول لي..
-ادي الستات اللي اعرفهم.. اعتبريهم اتقطعوا من حياتي زي ما انا قطعت صورهم كده، انا خلاص مش هبص لغيرك تاني، اعتبريهم نزوات او علاقات مالهاش معنى او تفسير، إنما طلاق مش هيحصل، انا ماقدرش اعيش من غيرك.
وقرب مني وباس إيديا وهو بيقول لي..
-انا بحبك ومابقتش احس بطعم الدنيا إلا وانا عارف إني لما ارجع في أخر اليوم، هلاقيكي في البيت.. سامحيني يا حبيبتي، سامحيني واعتبري إن اللي فات ده كله كان درس انا وانتي اتعلمنا منه؛ انا اتعلمت إني ماليش غير مراتي حبيبتي، وانتي كمان اتعلمتي إنك لازم تتغيري وتجددي من حياتنا عشاني.
والمصيبة بقى إن انا وقتها ضعفت، ضعفت بسبب كلامه اللي كان ممزوج بدموع التماسيح، دموع بسيطة خلتني اصدقه واعيش معاه وكمان احاول اجدد من روتين حياتنا اكتر واكتر، بس زي ما قولتله.. ديل الكلب عمره يا يتعدل، اللي زي ده الخيانة والكدب بيجروا في دمه، وعشان انا ست نيتي سليمة معاه وربنا بيحبني، اكتشفت بعد كده بالصدفة إنه بيخونني تاني، بس المرة دي مع مين بقى، مع زميلة ليا في الجامعة، شافها مرتين لما جالي الشغل قبل كده واتعرف عليها وحصلت مابينهم علاقة.. علاقة ماكنتش هعرفها إلا لما هي بالصدفة خدت أجازة من الشغل، وهو كمان قال لي إنه مسافر مؤتمر عشان شغله، بس طبعًا انا موضوع المؤتمر ده ما أقنعنيش وكنت حاسة إنه رجع يخونني تاني، بس في الحقيقة انا ماكنتش اعرف مع مين، وفضلت زي الهبلة كده مش عارفة، لحد ما بعتت حد يراقبه وعرفت إنه بيخونني مع زميلتي وصاحبتي وعشرة عُمري، ومش بس كده.. ده كمان كان بيستغلني وكان بياخد فلوس مني عشان يصرفها عليها، مع إنه المفروض يعنب إنه ماكنش محتاج لأن مستواه المادي كويس زي ما كان مفهمني، بس الحقيقة إنه مش كده، البيه كان عايش على قفا الستات اللي بيعرفهم، وأحيانًا كان بياخد من دي عشان يدي ل دي، يعني الموضوع كان مرض.. الخيانة كانت عنده مرض وأدمان بيجري في دمه، استغلال الستات واللعب بفلوسهم ومشاعرهم، كان زي الأدمان بالنسبة له.. وواحد زي ده ماينفعش اعالجه من مرضه أو من أدمانه ألا لما اتخلص منه، ومش بس كده.. ده انا لازم اتخلص منه واكمل حياتي من غيره واعيش، وعشان اقدر اعمل ده، كان لازم الاقي طريقة اقدر اخلص بيها منه.. طريقة تمحي طارق من على وش الأرض او تخفيه!
عدت أيام وانا مابنامش من كتر التفكير.. انا ما واجهتهوش اه، بس انا كنت بفكر ازاي هقدر اخلص منه من غير ما حد يعرف ولا اسيب دليل ورايا، ازاي هقدر اخليه يختفي او يتبخر من غير ماحد يعرف أي حاجة عن موته، وفضلت افكر وافكر لحد ما لقيتها، فكرة ليها علاقة بشغلي.. مواد مختلفة لو اتحطت مع بعض، ممكن تحول جسم الأنسان لسوائل سهل التخلص منها، فبعد تفكير أخدت قراري وابتديت احضر المواد دي واعمل عليها اختبارات، عملت اختبارات على فيران وعلى حيوانات في المعمل بتاعي، لحد ما أخيرًا وصلت للتركيبة المثالية، التركيبة اللي عن طريقها وعن طريق المايه، هقدر احول جثة طارق لسوايل سهل إن انا اتخلص منها في المجاري زي ما بتخلص من الماية اللي بستحمى بيها في البانيو، وفعلًا خططت كويس، وجهزت نفسي لتنفيذ الخطة..
جيبت المواد دي وحطيتها في أوضة مقفولة عندنا في الشقة، واستنيت لحد ما اتعشينا وحطيتله المخدر في العصير، العصير اللي بعد ما شربه بدقايق كان راح في النوم، بعدها خدته وجرجرته لحد الحمام وقلعته هدومه وخنقته لحد ما مات ونيمته في البانيو، وده طبعًا بعد ما كنت قفلت السدادة بتاعت البانيو كويس اوي عشان السائل مايتسربش منها، وبعد ما جهزته وبقى نايم قصادي في البانيو.. دخلت جيبت المواد اللي كنت محضراها وحطيتها على جسمه، كل شيء تم مظبوط زي ما كنت مخططة، وبعد ما جسمه بقى عايم قدامي في المواد اللي خلطتها بمايه، بصيتله بقرف وبصقت عليه وانا بقوله بكل غل وحقد..
-تستاهل.. اللي زيك مايستاهلش يعيش وسط البني أدمين، انت مكانك جهنم، ومش بس كده.. ده انت كمان ماتستاهلش إن يكونلك قبر عشان الناس تعرفه وتدعيلك كل ما تعدي من عليه، انت اللي زيك مكانه المجاري يا طارق مع المخلفات والقرف، يا مقرف.
قولتله كلامي ده وسيبته ونزلت من البيت بعد ما قفلت كل الشبابيك عشان الريحة ماتطلعش، وبعد ما عملت كده، خدت بعضي وجيت قعدت عند ماما وقولتلها إن طارق مسافر كام يوم عشان عنده مؤتمر في لندن، وبعد ما الفترة اللي كنت قايلة عليها خلصت.. او بالظبط يعني بعد ما الفترة اللي انا كنت محدداها عشان جثته تتحلل وتبقى سائل ما خلصت، رجعت البيت وفتحت الباب وقفتله ورايا بسرعة ودخلت جري الحمام، الحمام اللي أول دخلته ابتسمت بكل فخر لأن خطتي نجحت.. طارق جسمه اتحلل، وبمجرد ما شديت السدادة بتاعت البانيو.. السائل اللي فيها نزل في المجاري وماتبقاش منه غير بس شوية بقايا لميتهم في كيس أسود حجمه مش كبير، وبعد كده شغلت بخور في كل ركن في الشقة وخدت الكيس وأزازة بنزين وماية نار، وروحت بيهم على الطريق الصحراوي اللي منه دخلت لمكان صحرا فاضي، وهناك.. رميت على الكيس ماية نار وبعد كده بنزين وولعت فيه لحد ماكل اللي جواه اتصفى تمامًا، وبعد ما بقايا الكيس بقت رماد، حفرت ودفنت الرماد ده في الصحرا ورجعت على البيت، البيت اللي ماكنش باين فيه أثر لأي حاجة، الجريمة تمت زي ما انا كنت عايزة وأحسن كمان، واللي ساعدني بعد كده كمان.. هو إن انا لما روحت وبلغت الحكومة عن اختفاؤه، اتحروا عنه وعرفوا إنه ماسافرش، وعرفوا كمان إنه له علاقات بستات كتير، يعني وارد اوي يكون هرب مع واحدة منهم من ورايا وهيظهر تاني بعد كام يوم.. وانا بقى عشان ابين إن انا مصدومة، عيطت وقت التحقيقات وقولت إنه جوزي وحبيبي.. يعني عمري ما كنت اتصور إنه ممكن يخونني او يعرف ست عليا، وبس كده يا ستي.. اختفى طارق والحكومة قالت إنه وارد يكون اتقتل على إيدين واحدة من عشيقاته، واحدة مجهولة قتلته وخبت جثته بعد ماسرقت منه فلوسه، واديني اهو قدامك.. عايشة وماحدش قدر يمسك عليا حاجة)
لما اختي قالتلي كده يا باشا، انا بصيتلها بصدمة وفي نفس الوقت باستغراب..
(انتي بتقولي ايه.. يعني انتي اللي قتلتي جوزك، مش هو اللي اختفى زي ما كنتي بتقولي؟!)
ضحكت اختي وردت عليا بكل فخر..
(طبعًا يا بنتي.. انتي مستهونة باختك ولا ايه، ده انا طالعة الأولى على الدفعة، مش هعرف اركب مادة تخفي البني أدم اللي خانني من على وش الأرض!)
بصراحة كلامها وثقتها في نفسها خلوني اتحمست للموضوع، الشيطان دخل جوة راسي وأقنعني بالفكرة.. طب انا ليه ماعملش زي ماهي عملت، وبعدين ماهي طريقة أكيدة اهي ومتجربة، يعني هخلص من محمود اللي وراني الويل وكمان هاخد الشقة وهربي العيال ومش هتكشف، وفي الأخر هبلغ واقول إنه سابنا وطفش، طب والله فكرة، هيجرى ايه يعني لما انفذها؟
اتكلمت مع نفسي وأقنعتها إن اللي اختي عملته ده كان عمل بطولي، وعشان كده بصيت لها بفخر وقولتلها وانا ببتسم..
(طب انا عاوزة اعمل زيك.. قوليلي ممكن اعمل كده ازاي؟!)
بصت لي اختي وهي مبتسمة اوي وابتدت تشرحلي كل حاجة، وبعد ما خلصنا قعدتنا واتفقت انا وهي على اللي هعمله، رجعت البيت واستسمحت جوزي وكمان بوست إيديه، قولتله إن انا هعيش معاه على أي وضع.. وقولتله كمان إن انا هديله الفلوس اللي هو عايزها بس مايسبنيش، بصراحة هو استغرب في الأول من استسلامي ده، بس انا لعبت عليه الدور مظبوط وأقنعته إن انا بحبه وإنِ هعمل كل اللي هو عاوزه عشان مايبعدش عني ولا يتجوز واحدة غيري، فاقتنع محمود بكلامي ورجعتله وفضلت عايشة معاه لحد مافي يوم خدت أجازة من الشغل ووديت ولادي المدرسة، وبعد ما خلصوا اليوم الدراسي، رجعتهم بس مش على البيت عندي، انا وديتهم عند ماما، وبعد ما اطمنت عليهم، خدت بعضي ونزلت لاختي المعمل بتاعها، ماهي اختي كانت واخدة مكان او شقة كده عاملاها معمل عشان الاختبارات اللي هي بتعملها لشغلها، وفعلًا لما روحتلها ادتني المواد اللي كنت متفقة معاها إني هاخدهم منها، وبعد ما خدتهم، روحت على البيت وحطيتهم في أوضة العيال، وبعد ما جهزت كل حاجة وقفلت سدادة البانيو، صحيت جوزي وقولتله إن انا النهاردة أجازة وإني وديت العيال عند ماما عشان نقضي يوم لطيف سوا، وهو زي الاهبل ضحك اوي وطلب مني احضرله الفطار واعمله كوباية شاي عشان يعلي دماغ الزفت اللي هو بياخده ده، فضحكتله انا كمان ودخلت حضرتله الفطار، وبعد ما أكلنا وعملتله كوباية شاي.. حطيتله فيها مخدر من اللي اختي ادتهولي، كوباية شاي أخيرة نام بعد ما شربها، وساعتها قلعته هدومه ودخلته الحمام وخنقته جامد اوي لحد ما مات.. او انا كنت فاكرة إنه مات لكنه في الأخر طلع ماماتش، انا كنت متسربعة وخايفة، فيادوب خنقته بسرعة واتهيألي إنه مات، وبعد كده نيمته في البانيو وحطيت المواد اللي اختي اديتهالي عليه، وشغلت المايه لمدة معينة زي ما عزيزة قالت، وفي الأخر سيبته وهو عريان وعايم في المادة اللي عملتها، وسيبتله الحمام والشقة كلها وروحت عند امي، وكانت حجتي هي هي حجة اختي تقريبًا، جوزي سافر سفرية شغل وهيرجع بعد أيام، وفعلًا بعد ما الأيام دي خلصت، رجعت الشقة اللي بعد ما فتحت بابها، دخلت جري على الحمام، وساعتها اتفزعت لما... لما...
سكتت عزة وفضلت تعيط، فسحبت مناديل واديتهالها، وبعد كده سحبت مناديل تانية ومسحت بيهم عرقي وقولتلها وانا ببلع ريقي بالعافية...
-وبعدين يا ستي.. اتفزعتي لما ايه، يعني حكيتي كل ده وجاية لحد هنا وتعيطي.. ماتتنيلي تكملي خلينا نقفل أم المحضر ده، انا أعصابي تعبت.
حاولت عزة تتماسك لما مسحت دموعها وابتدت تكمل كلامها..
-انا اتفزعت يا باشا لما لقيته مرمي على الأرض ونص جسمه مسلوخ، كان عامل زي الناس اللي بنشوفهم طالعين من الترب في الأفلام الأجنبي.. وقتها مخي وقف وماقدرتش اتصرف، انا افتكرته عفريت، شكله وهو مرمي قصاد باب الحمام كان مالوش تفسير، ازاي خرج من البانيو وانا مموتاه، وبعدين هو السائل اللي كان عايم فيه ده كله راح فين.. اكيد ده عفريت، انا قولت لنفسي كده ساعتها، فغصب عني صرخت بعلو صوتي وفضلت اصوت لحد ما الجيران اتلموا عليا وبعد كده اتصلوا بيكوا وانتوا جيتوا... انا بعترف إني غلطت اه، بس هو كان يستاهل، انا لو ماكنتش قتلته، كنت هنتحر.. الحياة مع بني أدم مدمن زي ده ماتتعاشش يا باشا، وبعدين ماهو لولا إن سدادة البانيو باظت والسائل وقع منها، وانا كمان ارتبكت ومتأكدتش إنه مات.. كان زمانه دلوقتي في المجاري زي دكتور طارق، لكن هنقول ايه بقى.. ربنا عاوز كده يا باشا.
لما وصلت لحد هنا، مسكت مناديل أكتر وبصيت لها بارتباك وانا بمسح عرقي، وبعد ما شربت أزازة ماية بحالها كانت موجودة جنبي، رديت عليها وانا حقيقي قلقان من جبروتها..
-باشا ايه.. مين ده اللي باشا، دي اختك هي اللي باشا وستين باشا، بقى تسع سنين قاتلة الراجل وعايشة حياتها وماشية وسط الناس عادي كده ولا كأنها عاملة حاجة، ولولا اللي انتي نيلتيه ماكنش حد هيعرف، ولا قضية الدكتور طارق كانت هتتكشف من أساسه، لأ وتقوليلي ربنا عايز كده يا باشا!.. هو انتي واختك تعرفوا ربنا، ده انتوا منكوا لله، حسبي الله ونعم الوكيل فيكوا يا شيخة.
خلصت تحقيق معاها وبلغت النيابة بالمستجدات، وفي النهاية اختها الدكتورة عزيزة اللي بتشتغل مدرسة في كلية العلوم تم ظبطها وأحضارها، وبعد مواجهتها بأقوال اختها اللي قالتها وهي تحت ضغط نفسي وعصبي، اعترفت عزيزة بصحة أقوال اختها وقالت إن هي اللي حرضتها عشان تعمل في جوزها كده، وقالت كمان إنها بقالها سنين ضميرها بيأنبها وبتحاول تبان إنها قوية، بس الظاهر كده إن ربنا أراد.. إن كل شيء ينكشف عشان يشيل من على ضهرها الحمل الشديد اللي كانت عايشة بيه.. وفي الأخر بدوري كظباط، حولت المحاضر والتحريات للنيابة وابتدوا هم بقى يشوفوا شغلهم ويكملوا تحقيق لحد ما بعتوا القضية للمحكمة، القضية الأساسية اللي هي قضية عزة؛ واللي فيها جوزها ماكانش مات وفضل عايش لأنها ماقتلتوش في الأول اساسًا، هي خنقته وافتكرت إنه مات.. لكنه كان لسه عايش وفضل نايم وسط المواد الحارقة والمُذيبة، لحد ما صحي ولقى المواد نفسها مش موجودة لأن سدادة البانيو كانت بايظة وصرفت السوايل، ولما القتيل خرج من البانيو بالعافية وحاول يخرج من الحمام او يصرخ وينده على حد يلحقه، صوته ماطلعش وماقدرش يخرج بسبب تأثير المواد الحارقة على جسمه، وفضل يقاوم وهو واقع في مكانه على باب الحمام لحد ما مات، ومش بس قضية عزة اللي اتحولت للمحكمة، دي كمان قضية اختها عزيزة اللي كانت اتقفلت واتفتحت من تاني بعد تسع سنين لما اتعرف عن طريق اختها، إن هي اللي عملت كده في جوزها.. وهنا بقى بتظهر حكمة وقدرة ربنا عزوجل، ربنا اللي اسمه الحكم العدل.. ربنا اللي مهما فات من وقت، لازم يجي يوم ويظهر فيه الحق وكل ظالم او قاتل او مجرم ياخد عقابه في الدنيا قبل الأخرة.. ولحد هنا بتنتهي القصة او القضية اللي عدت عليا من سنين، بس انا لحد النهاردة لسه فاكرها ولسه سايبة فيا أثر، وده لأن انا مهما شوفت واتعاملت مع مجرمين او قضايا، عمري ما هشوف قضية بالشكل ده.. وانا مابقولش كده يعني عشان القضية بشعة، هي كده كده قضية بشعة ودموية وكل حاجة، بس ترتيبات ربنا عزوجل عشان يتكشف سر الدكتورة عزيزة، كانت ترتيبات وصدف هو وحده اللي يقدر يرتبها عشان الست دي تنكشف بعد تسع سنين عاشت تخدع فيهم كل اللي حواليها، وفي الأخر حابب اقولكوا إنكوا لازم تفتكروا دايمًا قبل ما تعملوا أي حاجة إن في ربنا مُطلع شايفكوا.. ربنا عزوجل اللي لا تأخذه سِنة ولا نوم، هو اللي زي ما أمهل الظالم، هيجي يوم من الأيام وهيكشفه بقدرته، وافتكروا كمان قبل ما تفكروا او تتفننوا في أذية أي حد.. افتكروا إن الشيطان مهما ساعدكوا بأفكار وخلاكوا تحسوا بأنكوا مش هتتكشفوا.. فهو برضه اللي هيجي يوم القيامة ويقول إنه مالوش ذنب، هو مارتكبش الجريمة بإيديه، هو بس جابلكوا الفكرة وانتوا اللي نفذتوها، وفي الأخر انتوا اللي هتتحاسبوا عليها سواء في الدنيا زي عزة وعزيزة نساء الشيطان.. او في الأخرة زي ناس كتير ارتكبت جرايم وجرايمهم لسه ما اتكشفتش وممكن ماتنكشفش، ودول بقى عقابهم عند ربنا بيبقى أضعاف لما سرهم هيتكشف يوم القيامة.. ربنا يسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليه، ويجعلنا من اللي بيخافوا منه أكتر ما بيتبعوا شهوة الانتقام جواهم.. اللهم أمين.
تمت
محمد_شعبان

ليست هناك تعليقات