إبحث عن موضوع

رواية طغيان قلب الحلقة الثالثه من الجزء الثاني

#طغيان_قلب 
#وبقى_العشق 
#الجزء_الثانى 
#بقلمى_فاطمة_محمد 
الفصل الثالث : 
أحتلت الصدمة كيانى لا أصدق ما أستمع إليه فهل ما قاله مجدى منذ لحظات حقيقة ،فهل قُتل باسم و على يد كبير عائلة الهلالى ذلك الرجل الذي لطالما دافع عنه 

عقلها لا يستوعب حتى الآن ما نطق به مجدى و ما خرج من فوه،لاتصدق بأن ذلك الذئب البشرى لم يعد على قيد الحياة فمثلما قام بقتل صديقتها قام جدها بقتله ،إن الله يمهل و لا يهمل فكل إنسان ينال جزاءه و نتيجة أفعاله بالحياة و تلك النهاية كانت تتوقعها له و لكن ليس بتلك السرعة و على يد آخر من كانت تتوقع بأن يقوم بقتله 

ترى هل قتله لأجلها !؟ لاحت شبح ابتسامة على وجهها عندما خطر بخاطرها تلك الفكرة و لكن سريعًا ما نفضت تلك الفكرة من خاطرها فما تفكر به من سابع المستحيلات فمن المؤكد بأن هناك سبب آخر لقتله إياه

خرجت من شرودها على صوت مجدى الذى كان يتابع تغيرات و تقلبات وجهها قائلًا

-بتفكرى فى ايه يا وجد بقولك باسم خلاص مات مبقاش ليه وجود فى الحياة 

أغمضت عينيها بألم عند ذكر اسمه فموته بهذا الوقت لم يكن امنيتها و لكن عليها التفكير الآن بأن باسم لم يعد له وجود غادر حياتها...بل غادر الدنيا بأكملها 

فتحت عينيها و الأفكار لا تزال تطاردها تأبى أن تتركها ف وفاته لا تُمحىِ ما فعله بها و سلبه شرفها….

أخرجها صوت سحر المندهش و هي تتسائل بعدم تصديق سريعًا ما تحول لفرحة و شماتة

-معقول يا مجدى أنت متأكد بان سيد الهلالى هو اللى قتله

أماء لها مجدى برأسه و ابتسامة بسيطة على محياه متمتم

-اكيد طبعا متأكد يا سحر و بعدين عيب لما تسئلينى سؤال زى ده انا مصادرى موثوقة

خرج صوت وجد بتلك اللحظة متحشرجًا قائلة بهدوء و برود مميت

-متعرفش قتله ليه !؟

-لاطبعا اعرف ،السبب يا ستى انه باسم السبب فى تفليس عيلة الهلالى و طبعا الإفلاس ده كان لصالحه ،بعد ما خد كام مليون من الشركة المنافسة غير نهبه فى الشركة بمعنى اصح باسم كان معاه ملايين بس كان مخبر عشان محدش يشك فيه

صاحت سحر التى اتسعت عيناها مما استمعت اليه 

-معقوله معاه ملايين بس انا عايزة افهم ازاى يبقى السبب في انهم يفلسوا و يبقى معاه ملايين و يفضل وسطهم ما كان ممكن ينبسط بالفلوس اللى نهبها و يسبهم بفقرهم

وما كاد أن يجيبها مجدى مبررًا ما فعله باسم حتى اجابت وجد التى ضيقت عينيها بتفكير

-ومين قالك انه انه مكنش هيعمل كدة ده واطى و متستبعديش حاجة عنه و الاكيد ان اللى منعه حمل آلاء 
و اكيد بعد ما كانت هتخلف كان هيوريهم وشه الحقيقى 

اتسعت ابتسامة مجدى على ذكاء تلك الفاتنة القابعة أمامه قائلًا بإعجاب ملحوظ

-مضبوط كلامك يا وجد

زفرت وجد براحة مغمضة عينيها فاخيرًا قد انتهت منه و لكن سريعًا ما اندهشت من نفسها فهى حتى الآن لا تعلم اهى سعيدة بوفاته ام انها ليست كذلك ….

و لكن ما تعلمه جيدًا الآن فهناك شعورًا من الراحة يغمرها ...شعورًا لم تشعر به منذ فترة طويلة

ظل مجدى يتأملها و يتأمل كل شئ بها وعينيه تلمع ببريق مشاعره فحبها يزيد بداخله كل يوم عن سابقه لا يعلم ما المختلف بها و لكنها تجذبه و يحبها كثيرًا كم يتمنى لو كان أصغر سنًا أو تكون هى اكبر سنًا و تنشأ بينهما قصة حب اسطورية فهو كان سيكون لها عاشقًا حتى النخاع

انتبهت سحر على نظراته المصوبة تجاه ابنتها فحركت حاجبيها بفرحة قائلة بخبث و مكر

-طيب بما اننا خلصنا من الزفت ده و موضوعة انتهى يبقى نبعت نجيب المأذون و يكتب كتابكم و لا ايه يا مجدى

انفرجت اساريره و ما لبث أن يجيبها مبديًا موافقته على حديثها حتى قاطعتهم وجد قائلة و عينيها صوب والدتها

-انسى يا ماما جواز مش هتجوز

حلت الصدمة على وجوههم فتمتمت سحر بتلعثم وهي تنظر تجاه مجدى الذى تبدلت ملامحه الى آخرى غامضة

-يا سلام على هزارك يا وجد ، انتى

قاطعتها وجد مرة أخرى جاعلة إياها تبتلع باقى حديثها قائلة

-انا مبهزرش انا بكلم جد و لو حبين تجيبوا المأذون اوي كده يبقى مبروك عليكم انتوا الاتنين

-يعنى ايه 

قالت سحر تلك الكلمات بضيق شديد فأجابتها وجد باستفزاز و توليهم ظهرها تنوى المغادرة من امامهم

-يعنى اتجوزيه انتى و مبروك عليكى مجدى

أثارت تلك الكلمات غضب سحر فجذبتها من ذراعيها صارخة بها

-يعنى ايه الكلام هو احنا عيال معاكى يعنى ايه تبقى وعداه بالجواز و تخلفي بوعدك ها يعنى ايه يا بنت محمود….

جذبت وجد ذراعيها بغضب مماثل لغضب سحر قائلة بانفعال وصوت عالى

-والله ده اللى عندى جواز مش هتجوز أنتوا سامعين

قالت كلماتها الاخيرة وهى ترمق مجدى بنظراتها

وما لبثت سحر أن تصرخ عليها مرة أخرى حتى منعها مجدى مهدئًا اياها قائلة 

-سحر ممكن متدخليش بينى وبين وجد

-بس يا مجدى دى

قاطعها مجدى مشيرًا بيديه امام وجهها فابتلعت سحر تلك الكلمات فى جوفها فنظر مجدى تجاه وجد قاطعة المسافة بينهم واقفًا أمامها قائلًا بنبرة محبة

-أنتِ عارفة انى بحبك و اللى بيحب حقيقى يا وجد بيحب يشوف حبيبه مرتاح و مبسوط و عشان كدة انا بحترم قرارك و مش هعاتبك ومش هقولك اى حاجة و مش هفاتحك فى الموضوع ده تانى

صدمت وجد و بشدة لم تتخيل ان يخرج هذا الحديث منه فدائمًا ما كانت تراه ذلك الرجل الذى لم لا يفكر سوى برغباته و كيفية الوصول اليها مضيقاته لها و تحرشه بها لم يكن مثلما كانت تظن بل كان يفعل ذلك بدافع حبه لها…..

ازدرقت ريقها و قالت بهدوء و الصدمة لا تزال تعتليها

-أنت بتكلم جد !!!

ابتسم لها بحب قائلًا

-طبعا بتكلم جد يا وجد 

تنهدت وجد براحة تحت نظرات سحر المشتعلة فما الذي تفعله تلك الحمقاء اتترك هذا الرجل يضيع من يدها هو و نقوده فمن المؤكد بانها مختلة يا ليته وقع فى غرامها و ليس غرام تلك الحمقاء العنيدة فظلت تلعنها بسرها و عينيها تطلق شرار

فقالت بعدوانية شديدة متناسية وجود مجدى

-والهانم ناوية تقعد معايا هنا كتير من غير ما تساعدنى ، اسمعى يا بت انتى ،انتى من بكرة تنزلى تشتغلى انا خلاص معدتش هصرف عليكى تانى و اظن انك مش صغيرة و تقدرى تصرفي على نفسك

لم تفق على نفسها إلا عندما لاحظت نظرات مجدى الحادة الغاضبة فأزدرقت ريقها لا تعلم كيف قالت ذلك الحديث بوجوده 

فقالت وجد بعدما تحولت نظراتها من الصدمة الى السخرية

-متقلقيش يا ماما انتى مش هتضطرى تصرفى عليا انا ناوية أسافر هخلص امتحانات و هسافر ومش هتشوفى وشى تانى وحطى فى بطنك بطيخة صيفى 

ثم نظرت تجاه مجدى 

-عن إذنكم 

وما أن غادرت حتى اسودت عين مجدى وقالت بخفوت

-عارفة يا سحر لو الطريقة دى اتكررت مع بنتك تانى هعمل فيكى ايه 

اجابته سحر بتوتر و كلمات متقطعة

-غصب عنى والله يا مجدى بس هى نرفزتنى 

-انا لاخر مرة بحذرك يا سحر انتى سامعة 

-سامعة

تحرك تجاه الباب فصدح رنين هاتفه فأخرجه مجيبًا على الاتصال ،و لكنه سريعًا ما وقف مكانه بصدمة من ذلك الخبر الذي وصل إليه

-انت متأكد انه مات

-ايوة يا فندم متأكد

أغلق مجدي معه والتفت لسحر قائلًا

-سيد الهلالى مات

______________________________

وصل حسام أمام البناية التي يقطن بها باسم و هو ينوي على آذيته فلن يرحمه ويجعله يندم ندم عُمره فمن لا يرحم لا يُرحم و ما ان ترجل من سيارة الأجرة حتى بعض الازدحام امام البناية بفضل هؤلاء البوابين فكان بواب العمارة يقص لاصدقائه ما حدث اليوم فوصل الى مسامع حسام حديثه و تلك سيارة الشرطة التى لا تزال واقفة

-يلا ميجوزش عليه غير الرحمة دلوقتى بس حقيقى يستاهل اللى جراله كان رافع مناخيره للسما و فى الرايحة و الجاية يشخط وينطر و الله الست آلاء دى كانت خسارة فيه

أجابه صديقه قائلًا
-يا جدع حرام عليك اللى بتقوله ده الراجل خلاص بقى بين ايدين اللى خلقه 

فأجابه البواب
-و انا قلت ايه يعنى يا عم و بعدين ده حتى جد مراته مكنش طايقه 

-وانت عرفت منين انه مكنش طايقة يا حدق

-باينه يعنى ايه اللي هيخليه يولع فيه الا لو كان شايله و معبيله بقلبه

أقترب حسام إليهم بعدما استمع لاسم ابن عمه آلاء

-انتوا بتتكلموا عن مين ،مين اللى مات 

اجابه البواب و هو يبتلع ريقه فهو يعلم هويته فدائمًا ما كانوا يترددون على المنزل
-يعنى لمؤاخذة جد حضرتك قتل استاذ باسم

جحظت عينا حسام بصدمة و قام بإمساك البواب من ملابسه قائلًا

-انت بتقول ايه 

حاول رفاقة تحريره من قبضة حسام الفولاذية فلم يستطيعوا الا عندما حرره بعدما اخبره البواب بخوف

-يا بيه ده اللى حصل جد جنابك طلع لاستاذ باسم وولع فيه

حرره حسام و هرول من مكانه مسرعًا مخرجًا هاتفه مهاتفًا داغر

______________________________

فى المساء 
أجتمعت النساء بمنزل سلامة حتى يقومون بالتعزية فكانت سعاد و هدى يجلسون و عينيهم تمتلئ بالدموع و النساء من حولهم يحاولون وتصبيرهم على ما حدث لهم لم يصدر منهم سوء أمائه بسيطة من راسهم 

ام بالأسفل و خارج البناية كان يجتمع الرجال يأخذون عزاء والداهم و كان الحاضرين يعدون على الاصابع و كل من سلامة و محمود وهاني لا تحملهم قدماهم لما حدث و وفاة والدهم الذي كان سندًا لهم…

وصلت وجد امام امام ذلك التجمع بعدما رفضت ان يدلف معها مجدى و ينزلها امام المنزل لا تريد لاحدهم رؤيته معها مرة أخرى فجالت عينيها باحثة عنه و أخيرًا رأته يقف امامها بجانب عمه هانى و بجوار رائف و بجواره عدى اما حسام لم تراه او تلمحه فكيف سيكون موجودًا و هو قرر ترك كل شئ و يكون بجانب محبوبته حتى ياتى أهلها لأستلام جثمانها …

اقتربت منهم وجد بخطى هادئة فكان اول من رآها رائف الذي لكز داغر بيديه مشيرًا برأسه تجاها

نظر داغر تجاه ما يشير برأسه فرآها تتقدم باتجاهم مرتدية ملابس سوداء و حجابها يغطى خصلاتها فتطلع عليها بشوق شديد فحركت عينيها تجاه فتقابلت عينيهم بنظرة طويلة فاق منها داغر أولًا متذكرًا بأن اصبحت لا تحل له و أصبحت ملكًا لآخر

وقفت وجد أمام والدها الذى يضع رأسه بين يديه فهناك صداع شديد يفتك برأسه فتمتمت بهدوء

-البقاء لله يا بابا…

رفع محمود رأسه بلهفة عندما وصل صوتها الى مسامعها و نهض من مكانه محتضنًا إياها بحب واشتياق شديد و سريعًا ما ذرف الدموع من عينيه 

ازدادت ضربات قلبها وشعرت بالألم يغزوها لبكائه و انهياره ذلك فنهض داغر من مكانه و رائف خلفه مبعدًا عمه محاولًا تهدئته فقال محمود 

-وحشتينى يا وجد وحشتينى اوى

ابتلعت وجد.ريقها فنظر داغر تجاها متمنيًا ان يفصح عن مشاعره الجامحة مثلما فعل عمه فأغمض عينيه بألم فقالت وجد بنبرة حاولت جعلها جامدة و باردة

-مش وقته الكلام ده انا بس حبيبت أنى أقوم بالواجب و باللى عليا رغم انكم معملتوش باللى عليكم ناحيتي بس معلش خليني انا احسن

قال محمود وهو يعقد حاجبيه محاولًا تغيير الحديث

-اومال جوزك فين يا وجد

رفعت وجد عينيها تنظر لوالدها ولداغر الذي جز على اسنانه غاضبًا من نفسه فأجابته دون مقدمات
-انا متجوزتش يا بابا مجدى مش جوزى ده بس صديق مقرب لجائتله بعد ما بعنى اهلى و ناسى

ابتلع داغر ريقه و قال بدهشة 
-متجوزتيش ازاى يعنى ، يعنى انتى 

قاطعته وجد بحدة آلمتها قبل أن تؤلمه هو…

-انا مبكلمكش انت يا بن عمى انا بكلم ابويا و بس و دلوقتى انا عملت اللى عليا و قمت بواجبي عن إذنكم

تحركت من امامهم مسرعة فتحرك داغر خلفها يريد الحديث معها لا يصدق بانها لم تصبح لغيره فهى معشوقته و وجده هو…

فظل يسير خلفها منتظرًا الروج خارج تلك الحارة حتى لا يصبحون حديثهم ولكن سريعًا ما تملكة الغضب عندما رآها تستلقى بسيارة ذلك الرجل الذي ادعت بانه زوجها متحركين بسرعة من امامه

فركل داغر الارض بغضب رافعًا يديه يمسح على خصلاته بغضب ناري….

_____________________________

ومضى يوم بعد يوم و داغر لا يريد الضغط عليها تاركًا لها بعض الوقت حتى تتمكن من مسامحته مقررًا ان يذهب اليها بعدما تنتهى امتحاناتها ذلك العام أما محمود فاخرج تلك الاوراق التي اعطاه اياها والده قبل موته فرفض داغر و كذلك رائف تلك النقود فهم لا يريدون شئ من باسم مقررين تكوين نفسهم بأنفسهم أما آبائهم و عدى فكان لهم رأي آخر فهم رأوا بأن تلك النقود حقهم وبدأوا يضعون خططهم حتى يؤسسون شركة خاصة بهم من جديد و يرفعون اسم عائلتهم مرة آخرى

أما حسام و رغم مرور عدة ايام الا انه ظل حبيسًا بغرفته رافضًا الغوص باى حديث جالسًا على فراشه مخرجًا العديد من الأوراق راسمًا من سلبته عقله و قلبه معلقًا جميع رسوماته لها بغرفته

أما ياسمين فكم حاولت التقرب من داغر محاولة فتح اى حديث معه و لكنه دائمًا ما كان يصدها بالحديث متجاهلًا اياها لتغيير خططها متجهة ناحية رائف الذي كان حبه لها واضحًا وضوح الشمس فتوطدت العلاقة بينهم راسمة عليه دور الحبيبة ليكرر بأنها ستكون زوجته و لن يدخل قلبه غيرها و سيفاتح والده بذلك الأمر و لكنه الآن سيركز بعمله مع داغر ليكبرون تلك الورشة مأسسين اسمًا خاصًا بهم

فى صباح يوم جديد
أستيقظ عدى من نومه شاعرًا بتشنجات برأسه فقام بتحريكها يمينًا و يسارًا 

و سريعًا ما ارتسمت ابتسامة واسعه على وجهه عندما تذكر ذلك الذي جمعه بحوريته و الذي رآى نفسه بجانبها يزفون بعرسهم…..

فاقترب من الخزانه و اخرج ملابس له مرتديًا إياها على عجلة من أمره 

ناويًا على فعل شئ ما طال انتظاره كثيرًا فنزل من منزله متجاهلًا والدته ذاهبًا للبناية التي تقطن بها حورية واقفًا أمام الباب بانفاسة اللاهثة يهندم ملابسه طارقًا الباب بهدوء شديد و بعد لحظات فتحت له ندى الأخت الأصغر لحورية فابتسم لها هدى قائلًا

-حورية فين يا قمر

اجابته الصغيرة بامتعاض 
-انا مش قمر انا ندى و بعدين بتسئل على حورية ليه

رفع عدي و حك راسه قائلًا بابتسامة مرحة
-عايزاها فى موضوع 

عقدت الصغيرة يديها أمام صدرها قائلة بنبرة طفولية
-موضوع ايه ده بقى قول اعترف 

تأفف عدى و ادخل راسه من الباب مناديًا عليها بنفاذ صبر
-يا حوريه ،حورية

خرجت حورية من المطبخ و بيديها احدى المعالق مقتربة منه مندهشة من وجوده امامها فى ذلك الصباح الباكر و قلبها يرفرف من السعادة و لكنها لم تظهر له سعادتها تلك

-انت ايه اللى جايبك و عايز ايه

ابتسم لها عدى بحب و هيام قائلًا
-عايزك فى موضوع مهم للغاية

-للغاية !! ايه غاية دي لمؤاخذه متكلم عدل يا حيلتها

ثم نظرت تجاه اختها 
-خشى جوه يا ندى

دلفت الصغيرة إلى الداخل مهرولة من أمامها فوقفت حورية بقبالته فاقترب منها بوجهه قائلًا بجانب اذنيها

-انا عايز اتجوزك يا حورية قلبى

جحظت عينيها و ابتلعت ريقها قائلة بصدمة بعدما ابتعد عن وجهها معتدلًا بوقفته

-انت قلت ايه

ابتسم عدى مقتربًا منها مرة اخرى متحدثًا بهمس شديد تلك المرة

-بقولك عايز اتجوزك يا حورية قلبى جهزى نفسك قريب اوى هتبقى فى بيتى و ملكى

ابتعد عنها غامزًا لها مغادرًا من أمامها و السعادة لا تسعه و لا تسعها فحبها و مشاعرها ناحيته متبادلة

_______________________________

وصل داغر الأسكندرية وهو ينوي بألا يتركها تلك المرة سيقنعها سيحاول معها بكل الطرق حتى تعود اليه و يبدأون من جديد ،يعوضون كل ما فاتهم سيتزوجها و سينسيها ما فعله وما ارتكبه بحقها سينسيها خذلناه لها و رفضه تصديقه لها 

وصل امام المنزل فطرق الباب ففتحت له سحر و ما ان رآته حتى جزت على أسنانها غاضبة قائلة

-خير عاوزين ايه تانى !؟

أخفض داغر عينيه فملابسها لا تستر إلا القليل من جسدها فتمتم بصوت رجولي غليظ

-لو سمحتى عايز اتكلم ممكن تبلغيها انى عايز

-سافرت 

رفع عينيه بصدمة و نطق بصدمة 

-نعم !!

-بقولك سافرت وجد بنتى طفشت منكم و معرفش راحة فين روح بقى شوف هى فين كل اللى اعرفة انها سافرت…

-سافرت ازاى يعنى لو سمحتى بلغيها انى عايز اققابلها

قالها بصوت غاضب مكتوم فأجابته سحر بغضب

-بقولك سافرت و لو عايز تتاكد اتفضل البيت قدامك

أغمض داغر عينيه و الآلام تغزو قلبه وصدره متحركًا من امامها و ما ان غادر حتى ارتسمت ابتسامة خبيثه على وجهها دافعة الباب من خلفه

فخرجت وجد من غرفتها و هى تصفق لها بإعجاب قائلة بسخرية و حقيبتها بجانبها فطائرتها ستقلع بعد ساعات و عليها الاتجاه للمطار

-ولاول مرة تعملى حاجة مفيدة يا سحر هانم

_____________________________

فى المساء بغرفة داغر

جالسًا على فراشه واضعًا رأسه بين يديه يتنفس بصعوبة فحتى النفس بات يرفض الخروج بسهولة و الدموع تنهمر من عيناه بشدة كبيرة وكأنها تؤلمه على فعلته تلك و هى تركه لها وقت احتياجها له ..
ومع كل دمعه كانت الأخرى تتتبعها بشدة وكأنها لا ترغب بترك حبيبتها مثلما تركها هو ..
لا ترغب بالبعاد مثلما فعل ..

وكأنها تقول لها سأكون معكِ أينما تكوني .. لن أترُككِ يومًا
لن أبتعد عنكِ ، ولن يفرقُنا أحد ، سنكون معًا في السراء والضراء ..

بينما هو يلقي اللوم على نفسه وعلى الأيام وتركها بتلك الطريقة رفع يديه يضعها على موضع قلبه الذي يتألم ، وهو يتحدث معه وكأنه يتحدث معها هي مع حبيبته الآن تحقق من مشاعره التي كان يعلمها منذ زمن ولكن منع نفسه بسبب ما حدث بسبب عقله الباطني الذي صدق كل ما رائه ولم يصدقها ولم يترك قلبه يصدق حديثها ..
ازدادت النغزات في قلبه وكأنها تلومه ايضًا فهذا القلب عاشق لها .. 

خذلتها .. خذلتها كما خذلها الجميع ليتنى استمعت إليها صدقتها و لكنى لم افعل ، ليت الزمن يعود يومًا ما كُنت خذلتكِ ولم اترك دمعة واحده تفر من عيناكِ الجميلتان .. ليتني اعطيتكِ الحق لتكميل باقى حديثك ، ليتني صدقت ما سمعته منكِ .. أعلم بخذلاني وأنني لم أكن قدوه و سند لكِ مثلما ظننتي

لم اقف بجانبكِ مثلما حلمتي بل انني تركتك بكل قسوة وقسوة عليكِ ولكن ما لا تعلمين أن القسوة قد قتلتني قبل أن تقتلكِ .. أرغب بأن نعود لبعضنا .. فتلك الأيام والذكريات بيننا ما زالت تمر امام عيناي تلك العينان التي قست عليكي كثيرًا…

أعلم بأني لا استحق أي شفقة منكِ ولكن فلتسامحيني فإني أحمق أحمق كبير …

نهض من مكانه مقتربًا من النافذة يتطلع على تلك الأمطار التي تهطل بغزارة وذلك الجو الممطر الذى لطالما عشقته وجده و كيانه فأين هى الآن … 
الآن فقط يعلم ما شعرت به يعلم شعور الخذلان و الخزى الآن .. 

مرت أمام عينيه تلك الذكريات و اللقاءات التى جمعتهم سويًا تلك الأيام التى لم يدرك قيمتهم إلا بعدما فقدها 
فقدها !!! فكم ألمت تلك الكلمة قلبه و جعلته ينزف ….

يتمنى ان يعرف اين هي و أين ذهبت

______________________________

هبطت الطائرة بالمطار وخرجت وجد من المطار فأغمضت عينيها متأخذة نفسًا عميقًا فأخيرًا ستبدأ من جديد ستتناسى كل ما عاشته لن تعود لبلدها مرة أخرى جائت الى هنا و ستستقر هنا…

و بعد مرور بعض الوقت ترجلت وجد من سيارة الأجرة أمام البناية التي قامت والدتها باستئجارها لها فابتسمت ابتسامة ساخرة على محياها فهى تعلم جيدًا بان والدتها لن تفعل ذلك من اجلها فبالطبع مجدى من وراء ذلك و لكن ليس هناك مانع لديها فهى من بعد الآن ستفكر فى مصلحتها هى….فقط 

لن تفكر بالآخرين و لن تشغل عقلها بهم فتلك بداية جديدة و ستطرد جميع من كان بحياتها ستدخل أشخاص جداد حياتها ستتعرف على أصدقاء جدد و لكن تلك المرة ستحسن الاختيار …..

عودة للوقت الحالى.....

__يتبع__

#بقلمى_فاطمة_محمد

ليست هناك تعليقات