إبحث عن موضوع

رواية عشقت ذكراها الحلقة ١٢

الفصل الثانى عشر 
                                       ***** ***** ***
تنير الحياة لأحدهم وتعتم للآخر دربه ،لكل منا نصيب بها من فرح وترح ، كل منا يمر بطريق يمر بعقبات وتليها مسرات ، فالحياة على هذا النحو تتقلب دوما ودوام الحال بها محال .

أغلقت ملك الهاتف واعترتها نشوة سعتدة افقدتها عقلها عبرت الطريق تجرى وتضحك بعفوية ؛ باغتتها سيارة مسرعة أطاحت بها وحطمت آمالها على صخور قسوة الحياة الموحشة.
سقطت على الأرض وزاغت عينيها بالفراغ ،مر شريط العمر أمام عينيها تلتقط أذناها القليل من الضجيج حولها ، صرخات النساء وحوقلة الرجال ، توقفت أمام عينيها صورة لها داخل حلم لم يكتمل وبكت طموح لن يتحقق اسدلت الستائر على عينيها وتلاشت الصورة بالتدريج حتى إحتل محلها السواد وإستسلمت لنهاية تجهل معالمها ..
              
رفع مالك عينيه بمرآة سيارته لمح سيارة تتبعه إرتاب من أمرها وشعر أنها تراقب حركته 
وضع قدمه على مكبح السيارة مرة واحدة وخرج من الطريق ملتف لطريق آخر وراقبها بعينيه ، تأكدت ظنونه بعد تغييرها الطريق خلفه ، راوغهم ببراعة حتى تأكد من الهرب منهم ، وصل إلى شقته من طريق مختلف وأخرجها من سيارته غير مباليا برؤية احد لها .
جذبها من يدها المرتعشة وصعد بها إلى شقته تحت نظرات تفحصية من حارث العقار الذى إنتظر صعودهم من أمامه وأخرج هاتفه ليقوم بالمهام الموكلة إليه من قبل والدة مالك .
دخلا إلى الشقة ، ألقت بجسدها على الأريكة .رمقها بشفقة ودلف لغرفته اخرج ملابس نظيفة ونظف جرحه وضمده وارتدى ملابسه وخرج إليها .
إقترب منها ونظرلها بتفحص قائلا:
_إنتى كويسة ؟
تطلعت له بأعين زائغة وهزت رأسها قائلة أيوه بس المهم إنت .
إبتسم بلطف  ونظر على كتفه وطمأنها قائلا : 
قلتلك جرح سطحى متقلقيش .
تنهدت براحة وجلست بصمت .
رن جرس هاتفه بإلحاح فأجاب بحنق قائلا : 
_ أيوا يا مازن مش وقته أى كلام دلوقتى قلتلك هكلمك أشرحلك كل حاجة بعدين .
تلقى رد منه صعق روحه ومزق فؤاده ، جحظت عيناه وشهق بفزع قائلا :
_إزاى وإمتى دا حصل ، طب أقفل هكلم صلاح وأجيلك 
ارتعدت من منظره وتسائلت بريبة :
_ فى إيه ؟
رفع يده على وجهه بحزن وقال :
_ملك أخت صلاح عربية خبطتها ونقلوها المستشفى 
رفع هاتفه وطلب رقم صلاح .
واكمل الحديث معها قبل ان يجيب الهاتف قائلا:
مازن بيكلمنى منهار واللى فهمته ان حالتها خطر .
شهقت بفزع قائلة : 
هاجى معاك اطمن عليها وعلى عبير اكيد هتنهار لما تعرف 
انزل الهاتف بيأس وصرخ قائلا : 
مترد يابنى فى ايه !
نظر لها وهز رأسه نفيا قائلا : 
مش هينفع تخرجى دلوقتى خليكى هنا ، أخرج من جيبه هاتف ووضعه بيدها وقال بحزم : 
خلى دا معاكى أى حاجه هتحصل هكلمك ولو إحتجتى حاجة كلمينى .
تنهدت بحزن قائلة : 
_ طب أرجوك طمنى لما تعرف حاجة .
هز رأسه إيجابا ورفع هاتفه مرة أخرى محاولا الاتصال تحدث بلهفة قائلا : 
أخيرا رديت ملك فى المستشفى .
رد صلاح بحزن قائلا : 
مازن كلمنى احنا فى الطريق رايحين المستشفى .
تنهد مالك بحزن قائلا : 
_ أنا جايلكم حالا .
**************Marwa Elgendy
بداخل غرفة العمليات ،وقف مازن أمامها مشدوها منفطر القلب ساخط على حظه من سعادة الدنيا ،فالعينان التى عشقهما من أول نظرة مغمضتان لايعرف هل سيراهما مرة أخرى أم لا ، والجسد المفعم بالحيوية تسطح أمامه لاحول له ولا قوة ،
تنهد بحزن وإستنشق هواء ملئ رئتيه ، خفف من توتره وإقترب منها مقسما بداخله على إنقاذ حياتها مهما تكلف الأمر .
أمام الغرفة وقف صلاح وأسند رأسه على الحائط وإلى جواره عبير توسدت كتفه وانسدل من عيناها الدمع انهارا ،ولم تخلو شفتيها من التمتمة بأدعية تناجى الله بها لنجاتها ، وعلى مقربة منهم وقف مالك وقلبه وعقله إنشطروا لشقين ؛ يؤلمه رؤية صديقه بهذا الوضع ، ويقلق حد الرعب على سفر التى أقسم أنه عشقها كما لم يعشق من قبل .
*************
وقفت بشرفة غرفتها ، تسلل الهواء البارد لدواخلها ولم يطفئ إشتعال قلبها ،
رفعت عينيها للسماء وفرت دمعة من مقلتيها كفكفتها بحزن ورفعت هاتفها تحادثه بتوسل قائلة :
_محمد تعالى عشان خاطرى أنا حاسة انى هموت واحتا بعيد كدا .
تنهد بضيق قائلا : 
ياريم إنتى لازم تغيرى من طريقتك  وتثقى فيا شوية .
بكت بحزن وقالت بصوت متقطع : 
هتغير بس متبعدش أول مرة أهون عليك وتسيبني زعلانة وتمشى .
صمت قليلا وقال : 
آسف ياحبييتى بس عاوزك تعرفى حاجة وحياة إبننا اللى جاى أنا مبخونك وكل اللى حكيتلك عليه كان ماضى قبل مشوفك وانتهى ياريت تصدقينى .
إبتسمت بإطمئنان ومسحت دمعها وقالت : 
مصدقاك وهغير طريقتى معاك .
إبتسم براحة وقال : 
طيب انا معايا شغل هخلصه فى خلال ساعة بالكتير هكون عندك .
أغلقت الهاتف واحتضنته بحب ودعت من قلبها بالتوفيق والسعادة لهما سويا ، أنهت دعواتها ودلفت لغرفتها لتستعد لإستقباله فى أبهى صورة .
 
أغلق معها ورفع هاتفه طلب رقما وإشتعل وجهه بالغضب وبصوت أجش قال :
_سبق وقلتلك متتكلميش معايا ولا تبعتيلي رسايل ليه حركاتك الرخيصة دى ؟
إنتظر بضيق حتى إستمع لردها قائلة بصوت منكسر : 
_يامحمد أنا بحبك إنت مش حاسس بيا ولا عاوز تسامحنى ! معقول نسيتنى خلاص !
رفع صوته بغضب قائلا :
أيوا اتهببت نسيتك ومسحتك من حياتى من زمان ومتفكريش لما تخربى بيتى هرجعلك  ،تبقى غلطانه مستحيل أرجعلك  تانى.
أغلق الهاتف على مضض وأمسك وشرع فى إنهاء أعماله مسرعا .
**************
بقصر حسن السيوفى 
جلس بمنتصف الردهة وأحكم قبضته على يد المقعد وإعتصر الهاتف بين يديه وبصوت يرهب الأبدان قال بحزم :
_عاوز كل كبيرة وصغيرة عن الواد الظابط دا ، واخلصوا من جوز البهايم اللى إتقبض عليهم ؛ مش عاوز شوشرة .
أغلق بغضب قبل أن يأتيه رد ، ودب بعصاه الأرض بإعتراض وقال :
أما أشوف ياسفر كدا قربتى تقعى فى إيدى .

مرت ساعات والجو بالمشفى متوتر الجميع ينتظر بترقب متلهف لأقل الكلمات المطمئنة ، أخيرا فتحت الغرفة وطل منها مازن بوجهه متعب وأعين تقاوم فرار الدمع بشدة .
رؤيته على هذا النحو بثت بقلوبهم الرعب ، توجهوا نحوه بلهفة وقلوب أدماها القلق نطق صلاح بصعوبة متسائلا :
أختى حصلها إيه ؟ 
تطلع له بشرود وتنهد بحزن قائلا :
مش هنعرف حاجة غير أما الليلة دى تعدى ،زفر ببطئ وأردف :
_أدعولها دا اللى فى إيدينا دلوقتى .

إقترب مالك من صلاح وربت على كتفه مطمئنا له قائلا :
_متقلقش هتعدى على خير وهتقوم منها بإذن الله .
رفع يده على يد مالك وتطلع له واغرورقت عينيه بالدمع وارتمى بحضنه وأجهش بالبكاء وأخيرا سمح لنفسه بالإنهيار .
إقتربت عبير منه ومسحت بيدها على ظهره بحنان وإرتفع صوت نحيبها .
بين ضجيج البكاء صدح صوت هاتف مالك فى جيبه رفعه وإبتعد قليلا ليجيب بلهفة قائلا :
_سفر فى حاجة حصلت؟
صمت ثانية حتى اتاه ردها فقال برعب :
أخرجى من الشقة بسرعة إطلعى عالسطح ومتنزليش الشارع انا جايلك حالا ..
_______ ________ _________ ______

ليست هناك تعليقات