إبحث عن موضوع

الحاصد (كامله ٣ اجزاء)

اسمي سعد من احدى قرى محافظة الفيوم، عندي ٢٥ سنه وخريج كلية  الاثار جامعة القاهرة, وتم تعييني بعد التخرج معيد بالكلية. 
من أُسرى غنية  الحمد الله والدي شغال في التجارة. 
عشة فترة دراستي كلها في القاهرة ف شقة والدي اشترهالي أُقيم فيها بدل السكن الجامعي وكمان عشان اتجوز فيها. ما انا خاطب بنت عمي ( اسماء ) حب عمري من الطفولة ومتفقين بعد ما اخد الدكتوراه وانزل مصر نتجوز ع طول وهنستقر ف شقتي اللي ف القاهرة. 

جه الوقت اللي هنزل مصر، ودلوقت انا وصلت مطار القاهرة، صديق الطفولة ( طارق ) جه هو و والدي يستقبلوني ف المطار، 

حطيت الشنط في العربية وانطلقنا للبلد، طول ما انا ماشي عمال ابص ع البلد من شباك العربية وقلت لطارق: 
- لسه الناس زي ما هي عمرها ما تتقدم خطوة 
طارق بص لي وهو بيضحك:
- ايوة بقى بدأنا يا دكتور يا عالم يا كبير ننسى اصلنا!
ابويا بص لطارق وقال له بعتراض:
- ابني عمره ما ينسى ابدا اصله، لولا اراضي ابوه وتجارته اللي خيرها من البلد دي ما كان الدكتور سعد عالم الاثار، ولا ايه يا سعد يا ابني مش كده برضه!
= اه طبعا يا بابا كلامك صح
قلت الكلام ده وبصت لطارق وانا مش طايقه لانه السبب ف ان الكلام ياخد اتجاه معاكس كده. 

المهم وصلنا البيت، البيت كله ماليان ناس جايين يستقبلوا الدكتور والعالم اللي هيشرف النهاردة واللي هوه انا، كم من السلامات والاحضان اللي خدتهم من اهل القرية كفيل ان يخليني عايز اطلع اجري ع الاوضة واقفل الباب عليا عشان اهرب منهم! 

واحد من اللي قاعدين قال لي:
- قول لي صحيح يا دكتور سعد انت بقى بترمم الاثار ازاي بتحطلها مونه وكده!!! 
مقدرتش امنع نفسي من الضحك بصراحه، ابويا بص لي بصه كلها غضب من اللي عملته فاعتذرت ع اللي حصل وقلت:
- بص يا (سليم) هو انت اللي قولته صح بس مش زي ما انت مفكر، مثلا في مقبرة فرعونية لسه فتحنها والمقتنيات اللي فيها او الحاجه اللي لقيوها زي مثلا تمثال عمره اكتر من الالف سنه حالته متدمرة ف انا ومجموعة من نفس تخصصي بناخد التمثال ده ونعيد ترميمه من الاول تاني عشان يظهر بشكل افضل واقوى. 
سمع الكلام ده ولقيته قال لي بعدم فهم:
- هاه.. ربنا يعينك يا دكتور انتم بتتعوبوا اوي!

خلص اخيرا اللقاء والسلامات الكتير دي وامي الله يديها الصحه كانت محضرالي اكل لو قعدت اكل من هنا للسنه اللي جاية مش هقدر اخلصه وهي مصره اني اكله كله! تخيل كده معايا بط ووظ ورز وسلطات ووووووو هاكل كل ده ازاي! ده غير بقى الحلويات اللي بحاول امتنع عنها عشان جسمي ما يتخنش. بس رميت كل السستم اللي ماشي بي بقالي سنين بره مصر واكلت عشان امي ما تاخدتش على خاطرها!. 

بعد الاكل دخلت الاوضة، واتصلت ب اسماء، ردت عليا وقالت لي:
- ازيك يا دكتور ولا اقولك ازيك يا عالم يا كبير 
= اه بقى.. صوتك باين اوي انك مش طايقاني ولا طايقه صوتي.. احكي يا اسماء مالك!
اسماء سكتت شوية وقالت:
- يعني انت متعرفش في ايه يا دكتور! 
= يا بت ما تحكي وتقولي ف ايه مالك
- ماجتش ليه اول ما نزلت البلد عليا زي ما كنت وعدني ولا خلاص عيشة الاجانب و ستات بره نستك حبيبتك!

فضلت اضحك عليها لسه زي ما هي عيلة صغيره ما اتغيرتش خالص بتتقمص ع طول، المهم حاولت الطف الجو معاها لان عارفها نكدية ومش هخلص من نكدها ف قلتلها:
- يا حبيبت قلب الدكتور من جوه، اقدر برضه انساكي يا مزتي! يا ستي هو انا اصلا عرفت ابص اشوف نفسي عشان اعرف اجيلك، ده انا يا دوب دخلت البيت لقيت عالم تاني مستنيني، احضان بقى وبوس وحاجه قرف خالص يعني!

خلصت كلامي من هنا لقتها اتفتحت عليا بكلامها:
- شفت اني مش غلطانه ازاي، اديك قرفان من اهل قريتك اهلك اللي اتربيت وكلت معاهم هتبصلي انا!
= يا مثبت العقل والدين يا رب، يا بنتي هو انا قلت كده انا بقولك تعبت، ايه جاي من سفر وهلكان اجي الاقي كل دول طبيعي هزهق. حبيبي انتي وحشاني وجيت خلاص ف ونبي بلاش نكد النهاردة. انا جايلك دلوقت يا ستي. 

خلصت من النكد بتعها اتكلمنا شوية وقفلة معاها، غيرت هدومي ونزلت عشان اروح ل اسماء لان لو مرحتلهاش دلوقت عارفها مش هخلص من نكدها ومش بعيد كمان تفسخ الخطوبة! رحت وقعدت معاها و مشيت بعد ما اتفقنا اني هنزل مصر هخلص شوية ورق وارجع عشان اتفق مع ابوها ع كل تفصيل الجواز. 

اليوم عدى والليل جه، الساعه بقت ٩ بليل، اتصل بيا طارق وقال لي انزل له عشان نروح الارض نقعد فيها مع بعض زي ما كنا متعودين زمان. 
رحت له ونزلنا الارض، حضر هو بقى وولع الخشب واحلى كباية شاي مع احلى شوية هوا وفضلنا نتكلم ع ذكريات زمان، طارق اتكلم وقال لي:
- فاكر ياض يا سعد لما اتقفشت انت واسماء عمالين تبوسه ف بعض هنا! 
وفضل يضحك وكمل:
- والله ما ناسي شكلك وانت واقف ساعتها انت عملتها ع نفسك ياض! 
زعلت منه وكنت همشي بس هو مسك فيه وقال لي:
- مالك يا عم سعد انا بهزر معاك، لا شكل معملت الخوجات غيرتك اوي!
حسيت انا كمان انه زعل من ردت فعلي فصالحته والموضوع عدى. خلصت قعدتنا فمشينا واحنا مشيين قلت له:
- انا بكرة هسافر مصر في شوية حاجات هخلصها وارجع، عايزين بكرة نقعد مع بعض ف الارض قبل ما اسافر ماشي. 
لقيته سكت شوية وقال لي بعدها:
- بلاش بكرة يا سعد 
استغربت وقلت له:
- وليه ان شاء الله بلاش
= ياعم بكرة يوم يخوف، بكرة ٣١/١٠

فطست ضحك لما قال لي كده وبعدها قلت له:
- ايه ياض يا طارق ما تقوليش انك بتحتفل بالهالوين! اذا كان انا يالي عايش بره عند الاجانب مش بحتفل باليوم ده
رد وقال لي:
- ياعم انت هالوين ايه بس، ده بكرة يوم الحاصد!
بصيت لطارق وانا مش مصدق وقلت له:
- يا خربيتك ياض يا طارق! مش عيب عليك مدرس ومتعلم زيك لسه بيصدق ف التخاريف دي، يابني دي حكايات اساطير كانوا بيخوفونا بيها زمان 
رد بكل اصرار:
- لا مش تخاريف يا سعد، ده انا بعيني شوفت الواد ( جودة ) وهو داخل الارض الفاضية اللي محرجين علينا نقربلها لان بعدها ارض المقبرة، الواد عمل زيك كده وقال ده تخاريف واهو دخل ومارجعش!!

بصيت له وقلت بكل تحدي:
- طب انا هنزل بكرة، وهروح الارض يا طارق، مش بس كده ياعم، انا هروح عند الارض الفاضية ولما نشوف بقى الحاصد ده هيعمل لي ايه!!
= ما تبقاش مجنون يا ابني 

انا لقيت نفسي الاصرار والتحدي زاد اكتر فقلت لطارق: 
- طب ايه رايك بقى ان انا رايح دلوقت عند الارض الفاضية! دلوقت الساعه ١١ ونص يعني خلاص اليوم التاني خلاص جه وهاروح!

سيبت طارق ومشيت عند الارض المزروعة ب القمح اللي بعدها موجود الارض الفاضية! طارق عمال ينادي ويقول لي:
- ارجع يا سعد متبقاش مجنون ارجع يا سعد!
فضلت اجري واجري، صوت طارق مبقتش سامعه، وصلت عند ارض كبيرة فاضية كلها زبالة مرمية على الارض، بعدها ف قبه عملة زي المقام مرفوعه عن الارض بس هي صغيرة! شفت باب بينزل لتحت الارض عند القبة او التبة العالية دي، نازل سلم لتحت! بدات انزل السلم، كنت بنزل لتحت كتير اوي لدرجة ان مابقتش خلاص شايف نور القمر اللي كان ظاهر لي فتحت الحفرة، بس ف حاجه غريبة المفروض ان ف رملة تنزل من الفتحه دي لكن الغريب ان مافيش حاجه بتنزل اصلا! وده يقول انها معمولة بشكل ف احترافية! المهم نزلت لحد ما وصلت ع الارض. 

لقيت ممر كبير وف مشاعل مخلياني شايف انا فين! مشاعل وخارج منها نار! كتابات فرعونية مكتوبة ع الجدارين ع يميني و شمالي! وانا بحكم اني خريج اثار ففاهم ايه المكتوب ده. 
ده صلاوات المفروض خاصة بالموتى او انها بتتقال للميت عشان يقدر يعدي برحلة ما بعد الموت!! 
مش مصدق اللي انا شايفه! الموضوع طلع حقيقي ومش اساطير! طب ايه علاقة الفراعنة بكل ده، اكيد المكان ده مقبرة فرعونية!! يااااه انا اول واحد اكتشفها يعني منتظرني مجد اكتر من المجد اللي عملته! 

اثناء ما انا بفكر سمعت صوت مزعج اوي!
صوت ابواق!! كدبت نفسي بس الصوت لسه سامعه!! 
فضلت ماشي وسرعت خطوتي وبقيت بجري! فضلت اجري لحد ما لقيت نور جاي من بعيد! جريت ع النور لحد ما وفقت لما شفت خيال واقف، ف خيال متجسم قدامي واقف مش شايف هو ايه ده كويس بس قادر اعرف معالم بسيطة من جسمه ووشه! الجسم ضخم وطويل الي حد ما، اما الوش جاي بسحبه لقدام! 

شوية والنور بقى اقوى لانه جه من مشاعل محتوطه ع الجدران! شفت ايه ، اللي انا شايفه ده معقول حقيقي! لأ مستحيل، ده هو ، هو انوبيس! بجسمه الاسود اللي جسم انسان! ، ووشه اللي وش كلب او ( ابن آوي! ) 

قرب عليا لحد ما بقى ع بعد خطوات مني، مش قادر اتحرك من الخوف ، قرب اكتر وبقى مافيش اي مسافه تبعدنا عن بعض! اتكلم بصوت مرعب اوي وقال:
- لقد تحديتني ايها الفاني و دخلت مقبرة العظيم ( انوبيس ) آله  الموت ! لهذا ايها الفاني فانت لن تخرج من هنا إلا بعد خوضك لرحلة! رحلة الموتى! 

*****

الصدمة و الخوف ماخلونيش قادر اتحرك، انوبيس واقف بجسمة الضخم ونظراته اللي كلها تحدي بتخترقني!. 
شكله زي ما اترسم في حفريات الفراعنة، جسم انسان ضخم اسود، ووجه كلب ( ابن آوي ) قرب عليا اكتر، مد ايده عليا، ماحستش بنفسي غير و حوافر ايده اتغرزت ناحية قلبي! حسيت بقلبي وهو بيخرج من جسمي! 
مسك قلبي ف ايده، انا مش مصدق نفسي، انا حي ازاي وشايف كل حاجه بالرغم ان قلبي خرج من جسمي!
انوبيس قرب قلبي ناحية فمه! ابتسم لي واتكلم بنبرة صوت اقوى: 
- عليك ان تتجاوز كل بوابات عالمي لتدخل قاعة ( اوزوريس ) كي تحاكم ويوزن قلبك بريشة ( ماعت ) اذا كانت الريشة اثقل من قلبك فهذا يعني انك لم تقترف اي ذنب، أما اذا كان قلبك اثقل من الريشة سيتكفل بقلبك ايها المسكين ذلك الوحش (عمعموت!! )..
قال الجملة الاخير وهو بيشاور بايده على كائن ضخم واقف تحت رجل ( انوبيس ) كائن منظره غريب رأسه رأس أسد وجسمه جسم فرس النهر و ذيله ذيل تمساح 
بعدها كل حاجه اسودت في وشي، ماحسش بنفسي غير وانا بقع على الارض وكل حاجه بتسود في وشي!!.. 

يتبع...

#الحاصد
#محمد_مهني

الجزء التاني 

الفصل التاني.... الحاصد... 

المكان: الارض الفاضية ( القرية ) 
الساعة: ١٢ منتصف الليل 

بعد ما لقيت ( سعد ) طلع يجري ناحية الارض الفاضية اللي بتودي على المقبرة فضلت انادي وازعق فيه انه يرجع عن اللي هيعمله ولا رجع، كمل جري، انا كمان جريت وراه لانه الغبي ميعرفش هو داخل فين! المقبرة دي ملعونة وماحدش راحلها ورجع منها ابدا، بس اعمل ايه فيه.. 
جريت لحد ما وقفت عند حدود الارض الفاضية، مقدرتش اني اكمل، ناديت بصوت عالي لكنه ماسمعشنيش. 
شفت حاجه واقفه عند اخر الارض! جسم او بالاحرى خيال واقف مش شيفُه كويس، بعدها بشوية سمعت صوت بوق قوي انتشر في المكان! وده معناه ان الحاصد ظهر!! 
جريت من غير ما افكر وبعدت عن الارض، وصلت البيت بعد كده، مش عارف اعمل ايه مش عارف اتصرف، الواد سعد جوه عند المقبرة ومش قادر اساعده، طب اروح لابوه ولا اروح فين دلوقت! 
لو رحت دلوقتي لبيت ( سعد ) وقولت لابوه ع اللي حصل مش بعيد يطب ساكت! يارب حلها من عندك.. 

ماكنش قدامي حاجه غير اني اروح لبيت سعد و اقول لابوه ع امل اننا ممكن نقدر نساعده ونخرجه.. 

رحت لبيت ( سعد ) وعم سليمان ابو سعد كان صاحي وقاعد كاعدته ع الدكة ف وسط البيت. لما شافني جاي من غير سعد ووشي مخطوف، قام واتنطر من مكانه! وقالي:
- سعد فين يا طارق! 
ما نطقتش بحرف واحد، وقفت مبلم وباصص للارض، عم سليمان قرب عليا وهو بيزعق لي قال:
- انطق يا طارق فين سعد ابني
اخدت نفسي ورديت عليه:
- سسسعد... دخل الارض الفاضية! 
وش عم سليمان اتخطف اول ما قلت اخر جمل، مسكني من لياقة الجلبية وقال:
- انت مجنون وسيبته يدخل، يا ليلة سودة يا سليمان ابنك الوحيد ضاع منك يا سليمان! 
فضل يقول الكلام ده وهو عمال يخبط بايده ع دماغه! شوية الحجة ام سعد طلعت ولما عرفت رقعت بالصوت! اهل البلد كلتهم اتلموا عند بيت عم سليمان والكل عرف ان ( سعد ) دخل نايحة المقبرة الملعونة ف يوم ( الحاصد! )...
اسماء ع الصوت لقتها جاية بتجري وطبعا لما عرفت سمعت كلام وتهزيق وتحميل مسؤولية ان لو سعد جراله حاجه هكون انا السبب ومش هتسامحني طول عمرها! 

اهل البلد كلتهم قرروا يخدوا مشاعل ويروحوا عند ارض المقبرة! رحنا فعلا ودخلنا ع الارض الفاضية ومن الارض الفاضية ع المقبرة!. والمصيبة الكبرى اننا ملقيناش اصلا اي مقبرة هناك! 
المكان عبارة عن ارض واسعه ماليانه زبالة ف كل حتة ولما دخلنا اكتر برضو مالقيناش اي اثر لمقابر! 
عم سليمان مانطقش بحرف لقيناه طب ساكت ووقع ع الارض ف اللحظة اللي اكتشف ان مافيش اي اثر لمقابر ولا حتى اي اثر لسعد!! .. 

****

رجعنا عشان نودي عم ( سليمان ) البيت بعد ما وقع ع الارض، دكتور القرية جه وكشف عليه، قالنا انه اتعرض لصدمة قوية سببتله جلطه! يعني ابنه يختفي و عم ( سليمان ) دلوقتي بين الحياة و الموت! الكل مشيلني الذنب لاني انا اللي المفروض كنت امنعه حتى لو بالقوة انه يدخل لكني مقدرتش اعمل كده.. 

عمال افكر لازم الاقي حل، جه بالي شيخنا، الشيخ ( عثمان ) ده شيخ مسجد القرية بتاعتنا واكتر واحد عارف حكاية مقبرة الحاصد وده لانه الوحيد اللي دخلها وعرف يخرج منها! كنت زمان بحاول اعرف منه ايه هي حكاية المقبرة دي وايه اللي شافه لما دخل وليه هو الوحيد اللي خرج منها؟! ماكنش بيرد ع الاسئلة كان بيهرب منها وبيرفض انه يجاوب عليها بيكتفي بس بالتحذير ان ماحدش يقربلها!.. 

رحت للشيخ ( عثمان ) وحكيت له ع كل حاجه، فضل ساكت وعمال يحرك دماغه يمين وشمال كالعادة، كأنه شايف حاجات انا مش شايفها! ( كل اهل القرية بتقول انه عمره ما دخل مسجد، لكن لما دخل عند ارض المقبرة، اختفى فترة كبيرة ورجع انسان تاني! رجع الشيخ ( عثمان ) البركة اللي بيعالج اي حد من المس واللبس و الجن! ) 

اتكلم اخيرا الشيخ عثمان وقال لي:
- قوم معايا
قومت معاه و رحنا لبيته، دخل وانا استنيته بره البيت، غاب شوية ورجع معاه كتاب كان مسكه ف ايده ومتبت عليه!.... وقال لي بعد كده:
- يالا هننزل المقبرة دلوقت!
مقبرة وننزل! خفت بصراحه فقلت له:
- احنا اصلا رحنا هناك مالقيناش مقابر اساسا
= عارف انكم مالقيتوش مقابر، تعالى معايا عشان نلحقه 
وقفت مكاني وما اتحركتش لاني خايف، انا مش عايز ادخل مقابر ولا عايز اموت!... فقلت له:
- هو لازم ادخل معاك، ما انت تدخل لانك اكتر واحد عارف المقبرة، مش انت دخلتها يعني هتعرف تخرجه!.

ما اتكلمش، مسك ايدي بعنف وسحبني معاه، ماكنش عندي مفر، لما قلت له ناخد معانا حاجه تنورلنا الطريق رفض! 
كملنا مشي ف الضلمة، وصلنا عند الارض الفاضية ، بمجرد ما وصلنا، الشيخ ( عثمان) فتح الكتاب وفضل يلف حوالين مكان معين وهو عمال يقرا من الكتاب كلام غريب مش فاهم منه حرف! كلام زي؛ يا اصحاب الارض المقدسة لقد اتيناكم نادمين ونطلب منكم العفو! وف وسط الكلام ده كان بينطق اسماء غريبة ( تحوت، ست ، عمعموت ، حورس العظيم ، اوزوريس) بس لما دققت ف الاسماء عرفت ان دي اسماء الهة فرعونية! ايه دخل الهة الفراعنة ب اللي احنا في ده! 

فضل يكرر ويزيد ويلف حوالين نفس المكان لحد ما سمعت صوت ابواق انتشرت ف المكان! مع صوت الابواق ظهرت قبة من التراب وفي وسطها فتحه! بص لي الشيخ ( عثمان ) وشاور لي اني اقرب له! قربت وانا ف قمة الخوف وقال لي انزل! 
انزل! الكلمة دي نطقتها كنت عايز اجري بس اللي منعني من كده الشيخ ( عثمان ) مسك ايدي بعنف وقال لي:
- قلت لك انزل مافيش مافر لازم ننزل والا ( سعد ) مش هيرجع تاني..
تمالكت نفسي ونزلت ع السلم، بعدها لقيت الشيخ ( عثمان ) نزل ورايا.. فضلنا ننزل لتحت كتير اوي لحد ما نزلنا للارض.. واقفين ف ممر ضلمة كحل! و عرفنا انه مرر لان ف جدارين ع يمينا و ع شمال لنا.. 
مشينا شوية وبعدها وقفنا لما شفنا نور جاي من مسافة مش بعيده اوي! اتحركنه اتجاه النور ده... واحنا مشيين سمعت صوت فحيح!! فحيح تعبان حولين مني!! اتكلمت وقلت للشيخ ( عثمان ) 
- سامع اللي انا سامعه
قبض بعنف ع ايدي وقال لي:
- اسكت ماتنطقش بكلمة، خليك واقف مكانك وماتتحركت!! 
قال الكلمة دي وظهر اضاءة جاية من مشاعل متعلقة ع الجدران!! مجرد ما نورت شفنا تعبان كبير اوي اسود وليه جنحات!! 
كنت هصرخ!! بس الشيخ ( عثمان ) لحقني وحط ايده ع فمي وقال لي بصوت واطي:
- اوعاك تطلع صوت ، اقفل عينك ، هو بيبص لنا وهيعرف كل حاجه وليه احنا هنا من النظر ف عيونا! ده حارس المقبرة!! 
يتبع...

#الحاصد
#محمد مهني

الجزء الثالث

الفصل التالت... الحاصد... 
المكان: مقبرة الحاصد ( انوبيس )

تمالكت نفسي ونزلت ع السلم، بعدها لقيت الشيخ ( عثمان ) نزل ورايا.. فضلنا ننزل لتحت كتير اوي لحد ما نزلنا للارض.. واقفين ف ممر ضلمة كحل! و عرفنا انه مرر لان ف جدارين ع يمينا و ع شمال لنا.. 
مشينا شوية وبعدها وقفنا لما شفنا نور جاي من مسافة مش بعيده اوي! اتحركنه اتجاه النور ده... واحنا مشيين سمعت صوت فحيح!! فحيح تعبان حوالين مني!! اتكلمت وقولت للشيخ ( عثمان ) 
- سامع اللي انا سامعه
قبض بعنف ع ايدي وقال لي:
- اسكت ماتنطقش بكلمة، خليك واقف مكانك وماتتحركتش!! 
قال الكلمة دي وظهر اضاءة جاية من مشاعل متعلقة ع الجدران!! مجرد ما نورت شفنا تعبان كبير اوي اسود وليه جنحات!! 
كنت هصرخ!! بس الشيخ ( عثمان ) لحقني وحط ايده ع فمي وقال لي بصوت واطي:
- اوعاك تطلع صوت ، اقفل عينك ، هو بيبص لنا وهيعرف كل حاجه وليه احنا هنا من النظر ف عيونا! ده حارس المقبرة!! 

قفلت عيني زي ما قالي الشيخ ( عثمان ) وقفت مكاني وماسك ايد الشيخ عثمان ومتبت فيها، مرعوب من الموقف اللي انا فيه، حاسس بحركات التعبان حواليه! شوية لقيت انفاسه السخنه على وشي، لسان التعبان جه ع وشي! فضل يمسح بلسانه ع وشي كأنه بيشمني! هموت من الرعب ونفسي اهرب بس مش قادر احرك حتة ف جسمي!.. 

فضل يتمسح فيه التعبان ويلف حوالين جسمي لحد ما بقتش حاسس بوجوده حواليه. حمدت ربنا ف سري انه خلاص بعد عننا، فتحت عينيا مالقتش الشيخ ( عثمان ) جمبي!! لقيته واقع ع الارض عينيه مخلوعه من مكنها!! صرخت لما شفت منظره.. 
فجأة الشيخ عثمان قام وقعد مكانه!! انت مش ميت ازاي قومت! الكلام ده كنت بقوله لنفسي.. 

بعدت عنه كام خطوة لورا، الشيخ عثمان قام وقف وقرب عليا! اتخشبت مكاني من منظر عيونه اللي مخلوعه من مكنها وسايح ف دمه، ماشي وبيقرب عليا. 
بقى وشي ف وشو، مكنتش عارف ارجع حتى خطوة لوره من الرعب اللي انا فيه! لقيت ف اللحظه دي الشيخ عثمان مد ايده الاتنين عليا وحطهم ع رقبتي، فضل يخنق فيه وهو بيتكلم بنبرة صوت مخيفة اوي.... كان بيكرر ف جملة واحده:
- كل من اخترق مقبرة انوبيس العظيم ستصيبه لعنته!! 
فضل يكرر فيها وهو بيضحك، بيخنق فيه بعنف ومابقتش قادر اتنفس، من قلة التنفس من الضغط الشديد ع رقبتي، كل حاجه اسودت ف وشي!! ماحستش غير بايد بتهزني بعنف، فتحت عيني لقيت الشيخ عثمان عمال يصرخ فيه. 
فضلت انطق بكلام انا نفسي ماكنتش فهمه من الرعب عمال اجيب كلمة من هنا ع كلمة من هنا، فقت من صدمتي ع قلم من الشيخ عثمان.. وقال لي بعدها بغضب:
- انت مجنون، قلت لك ماتفتحش عينيك، يالا اجري حالا هنموت لو فضلنا دقيقة هنا!!
خلص اخر جملة، لقينا الارض بتتهز من تحت رجلنا! حشرات شكلها غريب كانت بتظهر ع الجدران بكمية كبيرة اوي!! كنا سامع اصوت صرخات ف كل حته واحنا بنجري!!

وصلنا ف الاخر عند بوابة دخلناها، وبمجرد ما دخلناها البوابة اتقفلت علينا!! 
- احنا اتحبسنا جوه!
قولتها للشيخ ( عثمان ) 
رد عليا بصوت عالي كله غضب:
- انت تخرس خالص ، سبني اشوف هنخرج من المصيبة اللي احنا فيها دي ازاي!
سكت زي ما قالي، ببص حواليا ، المكان عبارة عن ساحة او اوضة كبيرة ماليانه كتابات ع الجدران، وطبعا بما اني مدرس تاريخ فعارف ايه المكتوب ده ، ده صلاوات خاصة للميت بيقولها لما يبعث من الموت، وبتحمي ف رحلته الاخيرة لدخول بوابة العالم الاخر وقاعة ( اوزوريس ) للمحاكمة الاخيرة... 

ف وسط ما انا بتامل وبقرا الكتابات دي ، لقيت هزه خفيفة تحت رجلي ، الهزه الخفيفة دي اتحولت وبقت اعنف واعنف! لحد ما اصبح الموقف يخوف!! الارض بتتحرك تحت رجلينا! 

كأن الارض اللي واقفين عليها بحر وف امواج قوية! هو ده اللي بيحصل بظبط تحت رجلينا!! 

حشرات ضخمه خرجت من تحت الارض! شبه الخنفساء بس اضخم.. هنا صرخت ف الشيخ ( عثمان ) وقلت له: 
- اتصرف ، شوف حل، خرجنا من هنا، احنا هنموت حالا! 
الشيخ ( عثمان ) فتح الكتاب وبدأ يقرا منه.. 
" يا ايتها الارواح لم نخطي مكانكم المقدس بغرض تدنيسة، نطلب من الاله المغفره والسماح لنا بالعبور، اسمح لنا يا حورس العظيم ان نعبر في سلام!! 

كرر كلامه اكتر من مره وامرني اني اردد معاه، رددت معاه، والحشرات دي بدأت تنسحب لحد مابقاش ليهم وجود.. هنا  الوضع بقى مختلف اكتر من الاول.. 

بوابة اتفتحت ف سقف المكان اللي احنا فيه! بصينا فوقينا ع البوابة، شفنا كائن ضخم نازل!! نازل ع الهوا مافيش جاذبية نهائي!!... 
نزل وقدرت اعرف ايه الشيء ده.. 
انسان ، اه هو انسان لكن بتكوين مختلف ، يعني الجسم جسم انسان ضخم واسود ، و الوجه وجه كلب!! مش قادر افهم اي حاجه احنا ف مقبرة فرعونية وده مش زي الحكايات اللي كانت بتتحكيلنا خالص.. وده انوبيس! وبرضه ف الحكايات المنتشره عندنا ف القرية ماحدش كان بيجيب سيرة انوبيس!! 

خرجت من تفكيري ده لما شفت ف لحظة جسم اتحدف علينا ف الارض! واتحدف من نفس البوابة اللي اتفتحت ف السقف! ولما بصينا ع الجسم كان هو جسم سعد!! 
سعد مرمي ع الارض قدمنا و عند مكان القلب ف فتحه! وقلبه مش موجود مكانه.. 
بصيت ع انوبيس وهو بيتحرك ع ( سعد ) نزل ع الارض جمب منه، بس رجلية مالمستش الارض.. 
ف ايده كان ماسك حاجه ، بصيت اكتر فيها لقيتها قلب!! 

وطه ع الارض ، وحرك ايده اللي فيها القلب ناحية سعد ، حط القلب ف جسم سعد! سعد لقيناه بعدها مباشرةً شهق شهقه وفضل يتشنج زي اللي صابته صعقه كهربائية قوية!! 

*********

الفصل الرابع..

رحلة الحاصد ( انوبيس ) 
قاعة ( اوزوريس ) المحاكمة......

الصدمة و الخوف ماخلونيش قادر اتحرك، انوبيس واقف بجسمة الضخم ونظراته اللي كلها تحدي بتخترقني!. 
شكله زي ما اترسم في حفريات الفراعنة، جسم انسان ضخم اسود، ووجه كلب ( ابن آوي ) قرب عليا اكتر، مد ايده عليا، ماحستش بنفسي غير و حوافر ايده اتغرزت ناحية قلبي! حسيت بقلبي وهو بيخرج من جسمي! 
مسك قلبي ف ايده، انا مش مصدق نفسي، انا حي ازاي وشايف كل حاجه بالرغم ان قلبي خرج من جسمي!
انوبيس قرب قلبي ناحية فمه! ابتسم لي واتكلم بنبرة صوت اقوى: 
- عليك ان تتجاوز كل بوابات عالمي لتدخل قاعة ( اوزوريس ) كي تحاكم ويوزن قلبك بريشة ( ماعت ) اذا كانت الريشة اثقل من قلبك فهذا يعني انك لم تقترف اي ذنب، أما اذا كان قلبك اثقل من الريشة سيتكفل بقلبك ايها المسكين ذلك الوحش (عمعموت!! )..
قال الجملة الاخير وهو بيشاور بايده على كائن ضخم واقف تحت رجل ( انوبيس ) كائن منظره غريب رأسه رأس أسد وجسمه جسم فرس النهر و ذيله ذيل تمساح 
بعدها كل حاجه اسودت في وشي، ماحسش بنفسي غير وانا بقع على الارض وكل حاجه بتسود في وشي!!.. 

فتحت عيني لقيت نفسي ف غرفة من اربع حيطان واسعه اوي وكتابات ع الحيطان، كتابات فرعونية، صلاوات مكتوبة وده عشان تحمي الميت في رحلته الاخيرة، شفت فتحه او بوابة هي الوحيدة الموجودة ف الغرفة.. 
بصيت حواليا، شوية سمعت صوت لاكتر من كائن بيصرخ! اترعبت من الصوت.. قربت على الفتحه عشان ادخلها وبمجرد ما وصلت لها سمعت صوت فحيح تعبان! بعدت عنها، ووقفت مكاني، شفت تعبان خارج منها! 
تعبان ضخم ولونه اسود ، عيونه جمرة من النار ، فاتح فمه الكبير ومخرج لسانه المشقوق نصين! كان بيقرب عليا!.. 

انا مش عارف اعمل ايه ولا عارف اتحرك من مكاني، بس ف حاجة جت ف بالي في اللحظة دي، حاجه جوايا قلت لي ان انطق بتعويذة ودي اللي هتحميني منه.. معرفش ازاي الخاطرة دي جت لي ازاي وبرضه معرفش ازاي انا قولتها وحافظها... 
رددت ف التعويذة؛ 
"تبقى ألهتنا المتعددة حية ولكنك يا أنوبيس العظيم حامي مقابرنا و مسئول التحنيط الأول لك السيدة بعالم الموتى كأوزيريس فأنت مرشد الاروح لمصائرها أننا نقدرك ونخلص لك حبا فيك و خوفا منك" 

فضلت اردد ف الجملة اكتر من مرة لحد ما لقيت انوبيس ظهر من العدم! كان ماسك منجل كبير ف ايده، قرب للتعبان وبالمنجل شق التعبان نصين!! ..
مجرد ما عمل كده جريت ع فتحت البوابة ودخلتها بسرعة.. 
جريت، جريت كتير اوي ، معرفش انا رايح فين بس مش قدامي حاجه غير اني اجري.. وقفت لما لقيت حيطة سد!! و ف فتحتين ع يميني وشمالي، معرفش ادخل ف انهي واحده فيهم ،دخلت ف الفتحة اليمين لاني شفت انوبيس ف اخر الفتحة اليمين، وف الفتحة الشمال اكتر من مسخ شكلهم وحش اوي! دخلتها وفضلت اجري كتير برضه ، حيطة سد ف اخر الممر اللي بجري في ، وفتحتين ع يميني و شمالي ،انوبيس واقف ف الفتحة الشمال ونفس التعبان واقف ف اليمين! طبعا دخلت ف اللي فيها انوبيس.. 

انا ف متاهة ولا ايه! هفضل ع كده كتير! وواضح ان انوبيس هو اللي بيرشدني للمكان الصح!.. لان ف كل كتابات الفراعنة بتقول ان انوبيس مرشد الارواح ف عالم الموتى وهو بيرشدني دلوقتي للمكان الصح!..

فضلت على نفس الحال ، اجري ف ممر واخره سد ، فتحتين يميني و شمالي ، فتحه فيها مسخ او وحش ، وفتحه فيها انوبيس. لحد ما ف الاخر دخلت مكان فيها مجموعة اشخاص.. 

توقعت ان دي هي قاعة المحكمة! 
لان شفت تلات اشخاص قاعدين ع عرش ضخم ، واكيد اعرفهم كويس جدا هما بنفس الوصف اللي كتبهولنا التاريخ ( الملك اوزوريس ، الملكة ايزيس و انوبيس الهة الموت التحنيط ومرشد الارواح )
وف مجموعة كبير من المسوخ اشكلهم متفوته ، مهمه وصفتهم مش هقدر اوصف قد ايه هما بشعين ومرعبين!! 
ف كمان مجموعة اشخاص واقفين مش لبسين اي حاجه ( كما ولدتهم امهم ) رقفين وبينطقوا جملة واحده ( اوزوريس العظيم إلهنا اكتب لنا الرحمه و العفو عنا! ) هي الجملة دي اللي بيكرروا وزيدوا فيها.. 

صوت غليظ لقيته بيتكلم وموجه كلامه لانوبيس:
- احضر هذا الفاني إلي!
مجرد ما قالها لقيت مجموعة من المسوخ قربوا ليا ومسكوني بعنف من ايدي! وراحوا رموني تحت رجل اوزوريس!! 

قام وقف اوزوريس وقال بنبرة غضب:
- انت بشري مُسبب للايذاء!
بلعت ريقي وقولت له:
- لا يا سيدي لم أأذي احد
رد وقال لي:
- لنرى اذا!
قال الجملة دي كامر لانوبيس ، انوبيس مسكني وخدني عند ميزان ضخم منقوش عليه عبارة بالفرعونية قراءتها ( ميزان العدل ) ف كفة كان موجود فيها ريشة ( ماعت ) وفي الكفة التانية فاضية.. ف ايد انوبيس قلبي! حطه ع الميزان، انتظرت شوية ، لقيت الريشة هي اللي طبت!! 
ابتسمت بفرح وهللت بجملة ( انا نجت قلبي ابيض كبياض اللبن! ) ابتسم كمان اوزوريس.. 

قال اوزوريس موجه كلامه ليا:
- انت انسان صالح تستحق عبور عالم الموتى ، كافئه يا انوبيس! 
قالها عشان الاقي اوزوريس بيمد ايده لانوبيس وبيديله قلادة! انوبيس مد ايده ليا وقال:
- مُكافئتك
اخدتها وتأملتها وكانت هي قلادة ( حورس ) 
اتكلم تاني انوبيس لما لاقاني مش فاهم حاجه:
- بهذه القلادة انت تملك كل ما في نفوس البشر ، احلامهم وكوابيسهم ملك يدك!
مافهمتش الجملة برضه ، امرني البسها ، لبستها فعلا ، ومجرد ما لبستها لقيت عيني بتزغلال ، شوية ومابقتش شايف اي حاجه.. 

شهقت شهقة قوية وفتحت عيني ، لقيت نفسي ع الارض و طارق جمبي وف واحد تاني معرفهوش!

اتنفضت من مكاني وقعدت اصرخ بترديد كلام زي "انوبيس و الريشة و التعبان الضخم! طارق و الشخص اللي معاه قالوا ف نفس واحد:
- يالا لازم نخرج من هنا حالا اجروا!!
اتكلمت وقلت لطارق:
- مين ده وانتم ازاي هنا
= ده يا سيدي الشيخ عثمان ، مش هنفضل هنا نحكي احنا هنا ليه، اجري هنموت هنا!
قومت فعلا، وبدانا نجري، لكن شفنا انوبيس خارج من فتحه ف الساحه اللي احنا واقفين فيها! قربلنا او قرب مني انا وقال وهو بيضحك:
- تخرجوا! تخرج انت!
كلمة تخرج انت كان بيقولها وهو بيشاور عليا ، وراح لطارق و للشيخ عثمان  ، مجرد ما رحلهم ظهر كائن ضخم! قط اسود كبير اوي، عينه حمرة اوي ، قرب ع طارق و لعثمان! انوبيس اتكلم تاني وقال:
- انت هتخرج ، اما هما ، رحلتي الاخيرة تنتظرهم!! 

قال اخر جملة ، و القط الاسود الكبير حملهم وجري بيهم! كنت سامع صوت صرختهم! الارض بدات تتهز جامد فمكانش قدامي حاجه غير اني اجري، حتى ما فكرتش ف طارق ولا ف الشيخ عثمان هيحصلهم ايه!

فكرت ف نفسي ، جريت و الارض بتتهز من تحتي كأن ف زلزال قوي هيهد المقبرة! ففضلت اجري لحد ماوصلت عند السلم اللي نزلت منه ، طلعت منه ووصلت عند الارض الفاضية! 

المقبرة لقتها اختفت ومابقاش ليها وجود! 
طارق و الشيخ ( عثمان ) اختفوا مع اختفاء المقبرة.. 

من يومها رجعت انسان مختلف، القلادة اللي اخدتها من انوبيس مجرد ما البسها و ابص ف عين اي حد اعرف منها هو خايف من ايه! من خلال الاحلام و الكوابيس اللي بيشوفها واللي بقدر اشوفها ف عينهم!! 

الاول ما كنتش فاهم ده ليه بشوفه، بس لما افتكرت كلام انوبيس ليا لما اداني القلادة؛
"بهذه القلادة انت تملك كل ما في نفوس البشر ، احلامهم وكوابيسهم ملك يدك!

ومن وقتها وانا بقيت كده 
بشوف احلام الناس و كوابيسهم.. انا مابقتش الدكتور سعد عالم الاثار، انا بقيت سعد البركة او الشيخ سعد حلال العقد و عالم المستخبي و المستور!!

تمت 

#الحاصد
#محمد_مهني

ليست هناك تعليقات