إبحث عن موضوع

يوم مرعب

كُنت بايت في شَقة خالتي بمحافظة الغربية، فطلعت في البلكونة أعمل كام تليفون علشان الشُغل، وكانت الدنيا قُدامي عُبارة عن غيط واسع جداً ومفهوش زرع، والقمر هو اللي منور المكان. عملت مكالمة وقفلت بس لمَحت حاجة سودة بتجري وملامحها مش باينه ودخلت من باب العمارة اللي أنا فيها. مهتمتش أوي بس شوية ولاقيت الباب بيخَبَط، خالتي

 كانت نايمة وولادها متجوزين بعيد عَن هنا، فروحت أفتح بدوري، بصيت من "العين السحرية" في الباب ملقتش حد واقف، ففتحت لاقيت خيال أسود بيجري بسرعة رهيبة من قدامي وبيطلع للدور اللي فوقي، سيبت الباب وطلعت على السلالم أشوف في إيه ؟, لما وصلت لاقيت الدور واسع

 وعامل زي الطرقة، وفيه حوالي 4 شقق، مشيت فيه بخوف كبير، فلاقيت باب شقة مفتوح و"الخيال الأسود" بيدخُل جواه، مشيت ووقفت عند باب الشقة دي، بصيت لجوه وكانت هادية خالص، حركت عيني في كذا اتجاه، لحد ما لاقيت جسم أسود بيخبطني في وشي وكان سُخن جداً، وبَعدها دخل للشَقة تاني والباب أتقفل. قررت أرجع تاني وكنت دايخ شوية، نزلت على السلالم لاقيت الخيال الأسود بيعدي بسرعة من تحت رجلي وبينزل على السلالم، 

وهنا قدرت أشوفه، عبارة عن جسم قصير، وضخم، ومكنش عنده رجلين وإيده طويلة أوي لدرجة إنه بيمشي عليها وبيرفع جسمه بيها، مكَنش عنده عين ووشه وجسمه مليانين سواد, اختفى فجأة من قدامي بسرعته الغريبة. فنزلت لحد شَقة خالتي وأنا راسي وجعاني، نمت من التعب.. ولما صحيت لاقيت الساعة لسه 4 الفَجر برغم اللي حَصَل وخالتي برضة لسه نايمة دخَلت المَطبخ أعمل أي حاجة أشربها علشان تساعدني أنام، عَمَلت يانسون وبَصيت في موبايلي لاقيت أمي مكلماني 20 مَرة، تجاهلتها لأن كُنت زعلان منها جداً.

 وجيت خارج من المَطبخ لاقيت "الكيان الأسود" بيجري على إيده وسرعته بطيئة شوية وقام دخَل الحمام، الرعب سيطر عَليا، هو كده دخَل الشَقة، وأنا اللي سمحتله، سمعت صوت خَبط قَوي في الحمام، فدخَلت الأوضة اللي نايمة فيها خالتي وقفَلت بابها وفضلت صاحي للصُبح. نمت من التَعَب وفوقت لما خالتي جَت وصحتني علشان الفطار، قعدت معاها على السفرة باكل وعيني باين عليها قلة النوم.
 سألتني: "مالك" ؟
قولتلها: "مافيش" 
 قالتلي: " عيزاك في موضوع"

بدأت تتكلم معايا عن الخلافات اللي بيني وبين أمي، بس أنا كُنت شايف وراها الكيان الأسود واقف مش بيتحرك, عايز أقولها أجري، لكن لساني كان عاجز، وودني كانت سامعة صوت غَريب عبارة عن "واش" عالي جداً، الكيان مشي بخطوات بطيئة على غير عادته، وقَرب من ظَهر خالتي وعمَل حاجة غَريبة دخَل جوه جسمها، خالتي كانت لسه بتكلمني

 وتَقريبًا مكَنتش حاسة بيحصل إيه. النقاش بينا خلص وهي خَرجت. جت الساعة 1 بليل وكل شوية بدخل أوضة خالتي أبص عليها وهي نايمة في سريرها, وفي كل مَرة كُنت بلمح الكيان الأسود قاعد عَلى طَرف السرير ومديني ظَاهره، وبأيده الطويلة كان بيحاوط أبعاد السرير، العَجز كان جوايا كبير، مش عارف اللي بشوفه ده بجد ولا خيال، مَكنتش قادب أصحي خالتي.

الباب خَبَط فروحت وبَصيت من العين السحرية، وقَلبي خَرج بَره جسمي، لما لاقيت كيان أسود شيطاني زي اللي بشوفه واقف قُدام الباب، كُنت مرعوب وخايف أعمل أي صوت، وفضلت باصص عَليه، خَبَط تاني فسمعت صوت حَد بيتحَرك ورايا، أتلفت وبَصيت لاقيت اللي معانا في الشقة بيخرج من أوضة خالتي وبيقف قُدامي، إيده كانت واقعة على الأرض وطويلة مَدها ناحيتي وشَدني بقوة للصالة، وبَعدها جري ولف حواليا واختفى، فضلت أبص حواليا وأتلفت وأنا بدور عَليه

 وهو عمال يلف حواليا بسُرعة رَهيبة، وقعت على الأرض من "الدوخة"، بَعدها لاقيت جسمي بيتحرك وحده وبيمشي ناحية الباب كُنت عايز أقف بأي طريقة، وأدخل لأوضة خالتي بس في قوة غَريبة بتدفعني ناحية الباب بتاع الشَقة لحد ما وصلتله، وفجأة لاقيت إيدي بتتمَد على الباب علشان تفتحه، فضلت أجاهد علشان مفتهوش وَقت طويل، لحد ما قدرت أتحكم في نَفسي من تاني، ولاقيت الكيان الأسود ظَهَر ورايا بصيتله لاقيته بيدخل أوضة خالتي. جريت وراه وصَحيت خالتي، وحكيتلها كل اللي شوفته وكانت ساكتة تمامًا وعينها باين عليها الخوف، لحد ما 

قالتلي وعيونها فيها دموع:"أنت أتمسيت من الجِن" 
قولتلها:"فهميني"
قالتلي:"أنا نَفسي مش فاهمة بس لما جيبت مُعالج روحاني قالي إني بَليل لو باب الشَقة خَبَط في أي وقت مفتَحش علشان المَنطقة هنا فاضية زي ما أنت شايف، وكمان المُعالج ده قالي إن المكان اللي فيه العمارة بتاعتنا كانت فيه بعض من معارك الحَرب العالمية الثانية، وفي ناس كتيرة ماتت هنا، ومن زمان أوي يابني من وقت ما جوزي كان عايش وولادي متجوزوش بنيجي بَعد الساعة 12 ومنفتحش الباب لحد، 
قولتلها:"طب دلوقتي الحَل إيه ؟ هَفضَل كده ملبوس ؟, وبعدين فين سكان العُمارة" ؟

قالتلي:"العُمارة كُلها بتاعتنا يابني"
قولتلها:"طب وليه قاعدة فيها مَمشتوش من بَدري ليه"؟
قالتلي:"الفلوس اللي معانا كُلها بانينا بيها العُمارة ، ولما حاولنا نبيعها معرفناش"
قولتلها:"أرجوكي يا خالتي أتصرفي متسبنيش كده، أنا لسه ببدأ حياتي ومش عايز كُل حاجة تبوظ" 
 قالتلي:"النهاردة بليل كُل حاجة هتتحَل" 
سابتني وقامت وأنا فضلت قاعد في أوضة بوحدي لحَد بَليل، أمي اتصلت بيا كتير جداً لدرجة إن تليفوني كان باقي فيه 5%  من البطارية.... أمي اتصلت تاني فَرديت عَليها، قالتلي وهي بتصَرخ:"أنت فين يابني" ؟
قولتلها:"عَند خالتي"

قالتلي:"أنا عَند خالتك دلوقتي, طمني عَليك وقولي أنت فين" ؟
قولتلها:"انتي بتقولي إيه ؟ مش خالتي ساكنة في البيت اللي قدام الغيط الكبير الفاضي" ؟ 
قالتلي:"لا ساكنة في الشارع اللي قَبله، أنت فين يابني طمني"
باب الأوضة خَبَط ولاقيت صوت خالتي بتقولي من بَره"يلا يا حبيبي تعالى المُعالج جيه"
جريت على الباب وفضلت أزُق في الدولاب بتاع الأوضة لحد ما غطى الباب، لاقيت خالتي أو الكيان الشيطاني اللي متمثل فيها بيقولي:"يا حبيبي ليه مخَرجتش ؟، أنت فاكر إن الدولاب هيحميك ؟ أحسنلك تُخرُج دلوقتي بدل ما الظِل الشيطاني هيجيلك".

فتَحت الشُباك بتاع الأوضة اللي أنا فيها كُنت في الدور التالت صَعب جداً أنُط، فضلت أدور في الأوضة على أي حاجة تساعدني، مَلقتش وسمعت صوت الباب بيتخَبَط عَليه جامد كأنه هيتكَسَر، جاتلي فكرة فجريت على السرير شَديت الملاية بتاعته كانت طويلة جداً وقَوية لفيتها على شَكل حَبل وفَتحت الدولاب اللي حاطه على الباب خَرجت منه ملايتين كمان وعَملتهم بنَفس الشَكل، وربطهم في رجل السرير
 وفتَحت الشُباك ورميت مِنُه الملايات، طلعت من الشُباك و على الملايات، سمعت صوت باب الأوضة بيتكَسَر وخالتي بتبصلي من الشباك وأنا بَنزل وضحكت بشكل مُرعب ودخَلت تاني، والملاية أتفَكت من فوق ووقعت على الأرض بس مِن حُسن حَظي إني كُنت قُريب منها. 

جريت بعيد عن البيت، وبدأت أشوف ملامحه اللي مكانتش ظَهره، بقى كُله أسود مُظلم، والحيطان بتاعته أتحولت وبَقت قَديمة، وبقى شَكلُه مُخيف.
فيما بَعد عِرفت من خالتي وأمي لم روحتلهم، إني دخَلت لعُمارة غَلط لأني أول مَرة أروحلها، والعُمارة دي مَهجورة من سنين طَويلة، ومَحدش هناك في المحافظة يعرف ليه مهجورة. 
سامي ميشيل
#يوم_مرعب

ليست هناك تعليقات