إبحث عن موضوع

حكايات من الكتاب الاسود


عُمري ما تَوقعت أن هَيجي عليِّ اليوم وأكون في السِجن ، أنا الحمد لله حالتي المادية مَيسورة بس عايش لوحدي، ودي بداية كُل حاجة
 أو تحديدًا بداية طريقي للمُخدرات، مرة في مرة بَقيت مُدمن، نفس السِيناريو اللي بيحصل لأي حد عامل زي، الفلوس خلصت ولازم أتصرف عشان أقدر أوفر فلوس الجُرعات، بدون مُبررات كتير تاجرت في المُخدرات، ماكنش عندي حد يقول ليِّ عيب وحرام، أهلي ماتوا مِن وأنا صغير بس سابوا لي فلوس كتير وبغبائي روحت لسِكة آخرتها ضَلمة مع الوقت قدرت أبطل، بس قدرت أبطل تعاطي مش بيع، كنت بعمل فلوس حِلوة أوي مِنها، وفي مرة وأنا بَبيع لواحد الحكومة طَبت، لحق يهرب بس أنا لا واتمسكت.
ومِن سَاعتها عايش حَياة رُوتينة مُملة في السجن، وأحنا في الفَترة اللي بيخرج فيها المساجين للشمس كُنت بتمشى لوحدي كالعادة، لَقيت ورقة جِلد عليها كلام كتير، فِضلت أقرأ فيه بدون وعي لحد ما الفترة خلصت والعسكري أمرنا نرجع الزنزانة، رَميت الورقة ودَخلت الزِنانة، حسيت أن دماغي تقيلة ومِحتاج أنام، نمت  باستسلام تام للرغبة دي وماحسيتش بنفسي.
تاني يوم دَخل علينا في الزنزانة 3 مُستجدين، كُل واحد مِنهم آخد مكانهو منهم واحد قعد جنبي، يومين عَدوا وبدأ يتكلم معايا كلام على خفيف كدا ويسألني عن السجن بيمشي أزاي وهَكذا، والكلام جاب بعضه لحد ما سألني أنا دَخلت السجن في أية، حَكيت له حكيتي، بصراحة فضولي زاد وحَسيت أن مِن حقي أعرف حِكايته زي ما هو عرف حكايتي وفعلًا سألته وده رده:
-  النَصِيب أو النَصب اللي يجي على هَواك، ظُروف حياتي صَعبة وأنا واحد مُتعلم، طَب ليه ماستغلش الفُرصة لصالحي، بالظبط ده اللي حَصل، بدلة شيك وشقة ديكورها فخم جدًا في منطقة شِبه عَشوائية وشَنطة جِلد ومبروك على كدا بَقيت الشِيخ عُمر، الناس في المَنطقة اللي كُنت فيها ناس بَسيطة، ومُجرد ما يشوفوا حد زيي هَيقتنعوا أني مِش نَصاب ولا مِحتاج مِنهم حاجة وده هدف من ضمن الأهداف اللي حققتها كُلها وطبعًا بمُساعدتهم، ويوم عن يوم اسمي سَمع وبقيت الشيخ عمر المبروك وبقيت شغال على الحال ده.
مِش هَبالغ لو قولت لك أن مَكسبي اليومي بالآلافات، في يوم حَبيت اطلع لكذا حاجة عن عالم الشياطين والكلام ده وغرضي وقتها أني أطور من نَفسي عشان الناس تِصدق أكتر وأكتر، لَقيت حد عارض كتاب غريب على النت، اشتريته وقولت أبص فيه، الكتاب جاء لي وحَولت الفلوس online، الكتاب  في بدايته مَعلومات عادي عن عالم الجان وأزاي تسخرهم،  وقفت عند صفحة في الكتاب وكانت هي الأغرب فيه، الورقة فيها 9 أسماء غريبة، كل اللي عليك تختار اسم واحد منهم، وتقرأ الكلام اللي في الورقة ده، بمجرد ما تخلصها بيتسخر صاحب الاسم تحت خدمك طول العمر، ولأني طماع قريت الأسماء كلها.
بعدها قريت الورقة كاملة لسة هقلب الصفحة عشان أقرأ ضهرها حسيت برجة في البيت، شكيت أنه زلزال بس كل حاجة بدأت تتكسر في الشقة، حاجات بتتشال وحاجات بتتررزع على الأرض وحاجات بتطير، وسط كل ده صداع وألم في دماغي خلوني قعدت على الأرض من كُتر الوجع،  عيني شِبه بتولع، قومت وبدأت اتخبط في حيطان الشقة، حاجة كبيرة خبطت فيا وقعتني على الأرض تاني لقيت كتلة سودة، تقدر تقول جسم بس مش متزن، أعضاء وشه وجسمه متداخلة في بعضها، ماسك في أيدة صولجان في نهايته سكاكين بص لي بغضب، مش مجمع هو بيقول أية بس تقريبًا بيقول لي كمل، أنا فاهم هو قصده أية، بس مش هعمل كدا، لمحت مفاتيح عربيتي خدتها بسرعة ونزلت وأنا تقريبًا شبه بقع على السلالم.
ركبت العربية ومشيت وأنا شايف الشقة بتولع، خدت العربية وطلعت على المكتب اللي كنت مِشغله في النصب لَقيت البوليس مستنيني واتقبض عليا بتهمة النصب وشرفت هنا، بس من ساعتها والورقة بتاعة الكتاب دي بتطاردني في أي مكان بروحه، لازم أكمل قرأة وأعور نفسي وأمسح دمي بالورقة وبصراحة أنا مش هعمل كدا، الكائن الغريب ده بيتوعدني في أحلامي تقريبًا كانت غلطو أني ختارت الـ9 أسماء مع بعض.
خَلص عمر حكايته وأنا بسمعه باستغراب،عدى يوم والتاني و والتالت وعمر بيتغير، كلامه قل، مشاكله مع المساجين زادت، بيكلم نفسه وبيبص حواليه كتير، مشاكل عمر زادت لدرجة أنه دخل حبس إنفرادي، في يوم وأحنا في الحوش سمعنا دوشة وصوت عالي وواحد بيجري وسط المساجين بيقول عمر اتقتل عمر اتقتل، جرينا كلنا ناحية الزنزانة.
المَنظر مافيش عقل يقبله، راس عمر مفصولة عن جسمه والجر تقريبًا مكوي زي ما تكون رقبته انفصلت بسيف نار، في كلام مكتوب بفحم تقريبًا على الحيطة، قلبي اتنفض من الكلام، الكلام ده نفس الكلام اللي قريته في الورقة اللي لقيتها وأنا بتمشى؟
هي دي الصفحة اللي عمر قصد أنها بتطارده، وأنا عملت نفس اللي عمر عمله.....
.
.
.
.
محمد عبد القادر
حكايات_من_الكتاب_الأسود

ليست هناك تعليقات