إبحث عن موضوع

انقلاب السحر 💀



من ساعة ما الجيران دول إتنقلوا جديد جنبنا, و إبني شاف بنتهم و هو ع طول مشغل ف أوضة أغاني الحب, عينه كانت ع طول سرحانة, مش مركز معايا خالص و انا بتكلم معاه, لما بيشوفها بيفضل باصص لها و يبتسم..
الوضع ده بقى لا يُحتمل, أكيد البت دي عاملة له عمل, و مش هيفكه غير عمل زيه, انا هخلي حياتها سواد..

رُحت عند الشيخ بركة, إسم ع مُسمى بركة و هو بركة فعلًا, الناس كلها بتقول عليه أحسن واحد يفك و يعمل أعمال ف الدنيا.
دخلت عنده و شرحت له الوضع, و كنت متأكدة إنه هيطلب مني أثر اللي عايزة أعمل لها العمل, فجبت معايا حتة قماش من هدومها, و متسألنيش جبتها إزاي, عشان الستات لما تحب تعمل حاجة بتعملها..

أخد مني حتة القماش و قال لي:
- عايزة العمل إيه؟
قلت له بعينين كلها شر و حقد:
- سلطان, فقر, نحس, ذُل..
 كتب ع القماشة اللي انا قلته بريشة حبر و رماها ف المبخرة اللي قدامه, و لما كانت شبة هتتحرق كلها, مد إيده و طلعها و إدهالي و  إتكلم و قال:
- القماشة دي تروحي تدفنيها ف بُق واحد ميت, تدخلي المقابر و تحطيها ف بوقة, بس شرط تنامي جنب الميت ده ليلة كاملة..

مشيت من عنده و إستنيت لما الليل دخل, و رُحت طيران ع المقابر, دخلت و كانت الحكاية متسهِلة جدًا, ولا غفير شافني ولا عيال مُتسولة رخْمت عليا..

بس بقى عندي مشكلة إني ازاي هفتح باب التربة وسط كل المقابر المقفولة دي ؟!!
فكرت بسرعة, إستعملت طريقة بدائية, مسكت طوبة, و إخترت قبر القفل بتاعه كان مصدي و دايب من عامل الزمن, ضربته كام ضربة.., و بالفعل إتكسر معايا..

فتحت الباب و نزلت ع السلالم, وقفت قدام التُربة اللي القفل بتاعها هي كمان كان مصدي, إستخدمت سلاحي الفتّاك لكسر القفل(الطوبة), و فتحت الباب, تجاهلت صوت صريره المرعب و الريحة البشعة اللي خبطت ف وشي..

دخلت جوا, المكان كان هادي جدًا و ضلمة, مكنتش شايفة قدامي خالص, ضوء القمر مُنعدم جوا القبر, حتى معرفش الحاجة اللي دوست عليها و عملِت صوت طقطقة تطلع إيه !!

نزلت ع ركبتي و دورت ف التراب, إيدي لمست حتة قماش بارز من تحتها ملمس عضم, رجعت إيدي بخوف, عرفت إنها كفن, بس إتقدمت تاني و مسكته بإيديا الأتنين و قطعته, حسست ع جمجمة الميت, كانت عبارة عن بقايا لحم ناشف و متحلل..

حاولت أفتح بُقة, كان متخشّب و صعب جدًا فتحه, مكنش ف حل تاني غير...
جبت السلاح اللي كسر الأقفال, و ضربت فك الجمجمة بقوة, سمعت صوت العضم بيتكسر, نجحت, فتحت بُقة, طلعت العمل من جيبي و حطيته جوا فمه..
دلوقتي بقى فاضل إني أنام جنب الميت الليلة.

لكن معداش دقيقة و سمعت صوت برا القبر, بصيت لقيته الغفير, طلعت بسرعة, لقيته نازل ناحيتي, سألني بعمل إيه, زقيته و طلعت أجري ع السلم, هربت, رجعت البيت..

الغبي بوّظ عليا اللي كنت بعمله, رميت نفسي ع السرير و انا متضايقة, نمت ف غضون ثواني, لكني قمت بسرعة لما حسيت بجسم قاعد جنبي ع السرير !!

فتحت عيني, شوفت شيء, هو ده المصطلح المناسب له, شيء طويل و نحيف جدًا, إيديه واصلة للأرض, سمعت صوته بيتكلم, صوت خشن و وحش:
- سلطان, فقر, نحس, ذُل..

تاني يوم رُحت للشيخ بركة, و حكيت له ع اللي حصل, قال لي:
- أهم عامل عشان العمل يتم إنك تنامي جنب الميت ليلة, و لكن لما أنتي هربتي الأسياد ظنّوا إنك إستهزأتي بيهم, و العمل إتقلب عليكي, لو عايزاه يروح, إرجعي المقابر و هاتي القماشة من بُق الميت.

رجعت المقابر, الغفير معرفنيش بسبب إن الدنيا كانت ليل ساعتها فأكيد ملحقش يتحقق من ملامحي, دخلت و فضلت أدور ع القبر لحد ما لقيته, كان مفتوح, نزلت ع السلالم و لقيت التُربة فاضية..
إيه ده, الميت راح فين؟

رُحت سألت الغفير, قال لي:
- إحنا بننضف المقابر و بنتخلص من بواقي الأموات عشان اللي جاي جديد.

انا معرفش الغفير ودّى العمل فين, و الشيء ده كل يوم بيجيلي, حياتي إتقلبت جحيم, السلطان بقى بينهش ف جسمي..
(إتقلب السِحر على الساحر)

*تمت*

ليست هناك تعليقات