إبحث عن موضوع

القط الاسود كاملة 😾

🐱🐱🐱🐱🐱🐱 القط الاسود 🐱🐱🐱🐱🐱🐱

في مخفر للشرطة ، قال الضابط للمتهم :
عليك ان تحدثنا عن هذه القضية منذ البداية .
قال المتهم بعد ان سحب نفسا طويلا :
حسنا يا سيدي سأبدأ معكم منذ البداية ...
لقد كنا انا وزوجتي من محبي الحيوانات .. فكنا نربي في منزلنا الواسع العديد من اصناف الاسماك والطيور بالاضافة الى الارانب وايضا سلحفاة وقرد وكلب وكذلك قط كبير أسود اللون كنا نسميه بلوتو ..
كان بلوتو هو المحبب لدينا من بين جميع الحيوانات .. فكان يلاطفنا ويتمسح بسيقاننا ويفرح بعودتنا وكانت زوجتي تدلله كثيرا وتقضي معه من الوقت أكثر مما تقضي مع بقية الحيوانات فأثار ذلك حفيظتي قليلا لكني اعتقدت انه امر ليس بتلك الاهمية فصرفت النظر عنه ولكن يبدو اني لم أفعل ذلك تماما ..
ففي أحدى الليالي .. كنت عائدا الى المنزل وانا مخمور جدا بعد أن مررت بيوم سيئ في العمل فرفضت زوجتي ان تكلمني واوصدت الباب على غرفة نومنا فجلست في الصالة فجاء القط يتمسح بي كعادته واتضح اني كنت اكن له حنقا خاصا منشأه الغيرة من تفضيل زوجتي له وطردي من الغرفة فامسكته واعتصرت رقبته من شدة الغضب فما كان من الحيوان المسكين وهو في ذروة تشبثه بالحياه الا ان عض اصبعي ليتمكن من الفرار من قبضتي فتفاقم غضبي فامسكت بسكين وأعدت القبض على بلوتو وقمت بقلع احدى عينيه ثم تركته ينسل موجوعا بعد ان أشفيت غليلي ..

بعد ان صحوت من النوم في صبيحة اليوم التالي تذكرت أحداث الليلة الماضية فراودني شعور عميق بالذنب تجاه ما فعلت بهذا الحيوان البريئ ..
وخلال الايام التالية عاد بلوتو الى طبيعته في البيت لكنه كان يتجنبني كلما رآني وله الحق في ذلك بعد الذي صنعته به ..
أصبحت بعد ذلك كلما دخلت الى البيت ورأيت ذلك القط الاسود والى التجويف في عينه العوراء ينتابني شعور مرير يذكرني بشخصية الوحش في داخلي التي قامت بهذا الفعل الجبان تجاه القط ..
الى ان جاء اليوم الذي قررت فيه ان اتخلص من ذلك الشعور نهائيا .. فقادني تفكيري العبقري الى ان أمسك بالقط وألف حول عنقه حبلا وأشنقه على غصن شجرة في حديقتنا وتركته هكذا حتى خمدت أنفاسه وتوقف عن الحراك ..
اعتقدت ان الامر قد انتهى ولكن .. يبدو ان عقدة الشعور بالذنب ترفض ان تفارقني .. بل تضاعفت مئات المرات .. يا الهي ماذا فعلت ؟ .. كيف ارتكبت تلك الجريمة الوحشية بحق هذا المخلوق البائس ؟ ألهذه الدرجة وصل انحطاطي وتسافلي ؟؟؟
نمت تلك الليلة وانا أتخيل ان بلوتو سيقفز على السرير في أي لحظة .. حتى اني رأيت كوابيس مخيفة بطلها بلوتو دون منازع ..
وبعد منتصف الليل .. استيقظت على صراخ زوجتي .. نهظت فوجدت البيت يحترق بضراوة فاسرعنا كلانا بتحرير جميع الحيوانات والطيور وخرجنا سالمين قبل ان ينهار المنزل برمته ..
في صباح اليوم التالي عدت الى المنزل المحروق لاتفقده وكان قد انهار تماما عدا جدارا واحدا من الطوب وهو الجدار الذي يستند عليه سريري من جهة الرأس .. والاكثر دهشة اني رأيت جمهرة من الناس متحلقين حول الجدار ينظرونه باستغراب .. فتقدمتهم فرأيت انه قد انطبع على الجدار الابيض بفعل الحرارة العالية شكل اسود .. والغريب في الامر ان هذا الشكل يشبه الى حد كبير شكل القط وهناك خط يمتد من عنقه نحو الاعلى ..
طبعا أول ما جال ببالي هو شكل بلوتو المشنوق .. نظرت ناحية الشجرة في الحديقة فلم اجد جثته .. بل كان الحبل مقطوعا .. فاستنتجت ان احد المارة عندما شاهد الحريق فلا بد وانه قد قام بحمل القط وقطع الحبل ثم قذفه بقوة عبر الشباك بغية ايقاظنا فاصطدم القط بالجدار وتعلق به بواسط الحبل .. ثم اتت عليه النار وصهرته مع الجدار فأصبح بهذا الشكل ..
هذا ما حاولت اقناع نفسي به على الاقل .. متغاضيا عن حجم تلك الاشارة الصارخة على الجدار الوحيد الذي لم ينهار والتي تشهد بما اقترفته يداي من شنيع الفعال ..
مرت الايام ثم الاسابيع انتقلنا خلالها الى منزل آخر وذكرى شبح القط ما زالت تطاردني ..
وفي احدى الليالي ذهبت الى حانة من الحانات وجلست طويلا حتى لم يبق سوى انا والساقي .. عندها تطلعت الى زاوية مظلمة من زوايا الحانة العتيقة فأذا بي أرى عينا صفراء تحدق بي ففزعت .. لكني تمالكت نفسي وتقدمت خطوات لاكتشف وجود هر اسود يجلس على احد براميل النبيذ ..
كان الهر يشبه بلوتو تماما حتى كأنه هو .. عدا ان لهذا الهر طوق من شعر ابيض على صدره قريبا من عنقه بينما بلوتو كان اسود الشعر تماما بلا شعرة واحدة بيضاء ..
سألت الساقي عنه فأجاب انه قط شريد عثر عليه قبل اسابيع ولم يأتي أحد يسأل عنه ..
سألت الساقي ان كان يرغب ببيعه فأهداني اياه بلا ثمن ففرحت به واخذته الى زوجتي التي سعدت به هي الاخرى واحتظنته كما لو أن شخصا عزيزا قد عاد اليها ..
صباح اليوم التالي اكتشفت ان القط الجديد كان اعور في نفس العين التي فقدها بلوتو ..
كنت اعتقد انه بأيواء ذلك الحيوان فأني سأفتح صفحة جديدة أنسى خلالها شروري وآثامي .. لكني بدأت ارى في القط الجديد وولع زوجتي به ما رأيته سابقا في بلوتو ... لونه الاسود .. عينه العوراء .. تفضيله لزوجتي علي .. حتى بدأت ارى طوق الشعر الابيض حول عنقه وكأنه أثر حبل الشنق الذي ربطت به عنق بلوتو ..
هل يعقل انه بلوتو نفسه .. ؟ هل يمكن انه عاد بارواحه التسعة لينتقم مني ...!!!؟؟؟
احيانا أضحك مع نفسي عندما تراودني تلك الافكار .. لكني لا انكر انها اخذت حيزا واسعا من مساحة عقلي وتفكيري ..
وفي احد الايام نزلت انا وزوجتي الى قبو المنزل .. وبينما كنت انزل درجات السلم الخشبية .. انسل فجأة القط الاسود من بين اقدامي فكدت اسقط بسببه لولا اني تمسكت بسياج السلم ..
أثار تصرف ذلك القط عصبيتي فاستشطت غضبا وطفقت أجري خلفه كالمجنون وأنا احمل بيمناي فأسا فهرعت زوجتي وامسكت بيدي ووبختني فما كان مني الا ان حشرت الفأس في هامة راسها فورا وبلا تفكير ..
سقطت زوجتي ميتة على أرضية القبو فتوقف الزمن بالنسبة لي وراحت الافكار السوداء تتلاطم في مخيلتي .. ثم بدات أفكر كيف أتخلص من الجثة دون ان أثير انتباه الجيران .. اذ انه من المستحيل اخراج الجثة ليلا أو نهارا دون ان يلاحظوا ذلك .. فكرت بتقطيعها الى قطع صغيرة ثم تمريرها في المجاري .. لكن ذلك عمل شاق ويلوث المكان تماما .. أو حرقها في المدخنة .. لكن الدخان المتصاعد سيثير الريبة في هذا الوقت الحار من السنة ..
وهنا وقع بصري على جدار متهالك من الطوب داخل القبو فانقدحت في ذهني فكرة دفنها في الجدار على غرار ما كان يقوم به رهبان القرون الوسطى .. فعمدت فورا الى احضار ادوات البناء وقمت بوضع الجثة خلف الجدار ثم قمت ببناء الجدار وترميمه مستخدما مهاراتي في البناء حتى اصبح الجدار تاما بلا اي فتحة ..
التفت بعد ذلك باحثا عن القط اللعين فلم اجد له اثرا .. بحثت عنه طويلا في ارجاء المنزل لكن يبدو انه قد غادر هاربا الى غير رجعة .. فأراحني وارتحت منه ..

قمت في اليوم التالي بالابلاغ عن اختفاء زوجتي .. وبعد ثلاث ايام فتحت الشرطة تحقيقا في الحادثة بعد ان يأسوا من العثور عليها .. فحضر ضابطان الى منزلي وقاما بالتفتيش في ارجائه حتى انتهوا الى القبو فنزلت معهما وكلي ثقة بانهما لن يعثرا على شيئ ..
وبالفعل .. بعد ان انتهيا من التفتيش صعدا السلم وكانا على وشك المغادرة لولا اني قلت :
اليس هذا منزلا متين البناء يا سادة .. لقد كلفني الكثير من المال ...
وهنا طرقت الجدار المبني بعصا كنت احملها فاذا بنا نسمع صوتا غريبا ينبعث من خلف الجدار ..!!!
صوت بدأ كأنه بكاء طفل ثم تحول الى عويل مخيف .. ولكم ان تتخيلوا ظلامية الافكار التي جالت برأسي في تلك اللحظة ..فهل قامت طرقاتي تلك بايقاظ الجثة خلف الجدار وبعثها من جديد ...؟؟؟
وفورا .. هدمت معاول الشرطة جدار القبو فبانت لهم جثة زوجتي وقد افسد الموت ملامحها وعلى رأسها يجثم قط اسود أعور العين حالما رآني حتى زمجر في وجهي ثم نط خارجا من الجدار .. لقد كان مختبئا داخل الجدار منذ البداية .. وهنا قلت :
لقد دفنت الوحش مع الجثة في القبر !!!

تمت الحكاية

ليست هناك تعليقات