إبحث عن موضوع

الفصل التاسع من "و يشاء القدر"💜

الفصل التاسع من "و يشاء القدر"..🌍💙

عندما نفقد أشخاص نحبهم نشعر بأن الحياة توقفت عند لحظة فراقهم..
نشعر بأن أرواحنا تركتنا و ذهبت معهم..
نقول دائمًا لمن نحبهم..(لن أقدر على الحياة بدونك)..و لكن فكرنا لا يذهب لأبعد حد لهذه الجملة إلى أن يتركنا أعز حبيب علينا،وقتها نشعر بمرارة الفراق... بوجعه و قهره..
و لكن هذا الفراق أصبح أبديًا يا بلال الآن لن أراك بعد اليوم إلا عندما تتكرم أحلامي و تأتي بك لي..
..
كانت ندى تكتب في دفتر يومياتها هذا الكلام ثم أضافت عليه و فمها ينطق بما تضيفه أيضًا بآسى:وحشتني يا بلال و وحشني الأمان اللي كنت بحسه معاك
أنا مش مصدقة لعبة القدر معايا بالطريقة الصعبة دي!!
اتربينا سوا أيتام و إنت اللي كنت بتفرحني و أستاذة أسماء كمان كنتوا دايمًا بتخافوا على زعلي و بتأمنولي الراحة
وحشتوني يا بلال وحشتوني أوي
اتفرقنا يوم الحريق و لولا ستر الله ماكنتش هكون في بيت و عيلة ليا كده
و كل الناس كانوا بيقنعوني بموتك و أنا والله ما كنت مصدقة كنت حاسة بيك بتنبض في قلبي..
لحد ما اللي حصل حصل..
و عرفت حقيقة إنك مُت من فترة
ماكنتش قادر تستنى نتقابل؟!
للدرجة دي فراقنا محتوم يا بلال!!!!
و كمان ظهر واحد تاني اسمه بلال في حياتي زي اللي قبله
بس بصراحة أنا قلبي دق لده بطريقة غير طبيعية لدرجة إني حسيت إني بخونك فبعدت عنه
يا الله ارزقني بالخير قلبي شقى كتير والله و محتاجة أرتاح..
و خلاص بإذن الله هبدأ حياة جديدة و صفحة جديدة مع نفسي ما هو لازم أعيش..
**************************
كان بلال يجلس في حديقة منزله وحيدًا شاردًا حتى أتت والدته و قالت بحُب:ابني حبيبي قاعد لوحده ليه؟!
ضحك بلال بعدما انتفض لأنها أفزعته:بسم الله الرحمن الله
سلام قول من رب رحيييييم اييه يا ماما ايييه بالراحة عليا كنت سرحان و خضيتيني و كدهو يعني..الله!!
تصنعت إيمان الغضب و قالت بحزن طفولي و هي عاقدة ذراعيها على صدرها:اخص عليك يا بلال كدهو تقول عليا كده؟!
طب أنا زلعانة هه
ضحك بلال بشدة على هيئة والدته الطفولية و قال بصعوبة لعدم مقدرته على إيقاف ضحكاته:زلعـ.. زلعااانة يا عيني يا بنتي
معلش يا حبيبتي أجيبلك شيكولاتة؟!
ضحكت إيمان هي الأخرى بشدة فلم تعد قادرة على التصنع أكثر و قالت بحنان:ده اللي أجيبلك الحلو كله بس إنت تشاور يا حبيب قلبي
ابتسم بلال بكسرة و قال لها بجدية:تعرفي أنا أقدر أخبي كل حاجة عن كل الناس إلا إنتِ يا أمي
بادلته إيمان نفس الإبتسامة و قالت:أنا عارفة إنك لسه بتفكر فيها يا بلال
بس لازم تشوف حياتك و مستقبلك و دنيتك
إنت لسه صغير على إنك تشيل الهم ده كله
و لازم تحط في بالك إن اللي بيروح بيبقى خير إنه راح و يمكن يرجعلك تاني أحسن و أحسن..
خلي عندك يقين و حسن ظن بالله و بإنه هيجبرك يا حبيبي والله
اتسعت ابتسامته و لكنها تشع بالأمل هذه المرة و قال لها شاكرًا:شكرًا يا أجمل أم في الدنيا
ماتعرفيش كلامك ده بيفرح قلبي  إزاي و بيعطيلي أمل لبكرة و قدرة إني أكمل
إنتِ أجمل رزق في حياتي
قهقهت إيمان بسعادة فكلمات ولدها أسعدت قلبها جدًا..
و وصلت أصوات ضحكاتها لمسامع محمد الذي زغرد قلبه لسماع هذه الضحكة التي يعشقها و تبعث في قلبه الأمل..
الله الله على الضحك اللي مالي البيت النهاردة اللهم بارك يااارب
كان هذا محمد فقد ذهب إليهما و الابتسامة مرتسمة على شفتيه
قام بلال و احتضنه بشدة و قال له مازحًا مداعبًا:احسدنا بقا يا عم محمد احسدنا
أمسك محمد أذنه و قال بمزاح مخلوط بالسعادة:لولا إنكوا فرحانين كده كنت هعلقك من ودانك
رد بلال و هو يتصنع الخوف:لا يا بابتي ده إنت الحب كله يا باشا هو حد يقدر يزعلك
ضحكوا جميعًا فهذه الأجواء لم تزر المنزل منذ فترة ليست بقصيرة
فقال بلال لهما بسعادة:النهاردة بقا خطوبة و عقد علي أكيد هتيجوا يعني معايا
إيمان بابتسامتها الصافية:أكيد ده هو كلمني و كلم محمد هيكون عيب أوي يعني لو ماروحناش و هو زيك بالظبط والله يا بلال وبنحبه و بنعزه
قال محمد مداعبًا لبلال:ياااارب تطلع من هناك بعروسة يااااارب ياااارب
قهقه بلال و قال بأريحية:لا تقلق يا والدي العزيز مفيش عنده إختلاط يا باشا يعني مش هشوف بنات
قالت إيمان بثقة:صدقني لو نصيبك هناك هتلاقيه
*********************
كانت صفا تتحدث في الهاتف و هي جالسة على سلم العمارة التي تقطن بها و تقول بميوعة:لا مش هقولها طبعًا دلوقتي أنا قاعدة على سلم العمارة و أخاف لو حد سمعني
لا لا مش هقولها متحاولش
طيب إذا كان كده ماشي هقولها
بحبك يا سامر بحبك أوووي
ارتحت كده بقا؟!
هقوم أنا بقا كده أحسـ.....
قاطع حديثها سماعها لأحد ينزل على السلم فقالت له بخوف:اقفل دلوقتي في حد نازل على السلم يلا بااااي
نظرت فوجدته إسلام الذي عندما رآها توردت وجنتاه و قال بخجل و لم ينظر لها كعادته عندما يتعامل مع الفتيات:ازي حضرتك يا صفا
قالت بتأفف متصنعة الإبتسامة:كويسة و إنت؟!
قال بابتسامته الصافية:بخير الحمدلله
أخبار المذاكرة إيه يااارب تكون كويسة
أجابته ببرود:ماشية و إنت؟!
قال و الابتسامة ما زالت تزين وجهه:والله الحمدلله بس بصراحة خايف شوية كده لإن في مواد صعبة بس بإذن الله خير والله أنا عارف إن ربنا بيعمل كل حاجة خير
إبتسمت هذه المرة له و قالت:ربنا يفرح قلبك و يوفقك و الله إنت تستاهل كل خير يا إسلام
ما أن ذكرت اسمه شعر بأن قلبه سيقفز من ضلوعه و احمرت وجنتيه أكثر و أكثر فقال بطريقة فكاهية غير مقصودة منه أضحكتها بشدة:يا نهار أبيض
أنـ.. أنـ... أنا همشي ها يلا في رعاية الله بقا
و ادخلي جوا ماتقعديش كده تاني هنا يلا سلام
هبط السلم مهرولًا و هي تضحك بشدة عليه فهل يوجد بهذا الزمن شاب يخجل بهذه الطريقة؟!
دلفت لشقتها فقابلت أختها فرأتها ندى تضحك بشدة فقالت لها متعجبة: بتضحكي على ايه يا صفا كده؟!
قالت صفا من بين ضحكاتها:إسلام ده مسخرة أوي يا ندى
ضحكت ندى لضحكاتها ثم قالت:ليه عمل ايه؟!
قصّت عليها صفا كل ما حدث و ختمت قائلة:بس أنا مستغربة إن لسه في ولاد بيتكسفوا كده والله
ابتسمت ندى و قالت و هي ممسكة بيد أختها:يا صفا يا حبيبتي الحياء شعبة من شعب الإيمان
طب هحكيلك حاجة بقا عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت عن لسان رسولنا الحبيب إنه قال.."إن عثمان حيي ستير تستحي منه الملائكة"
و حصل موقف كمان إن مرة كان الرسول صلى الله عليه و سلم قاعد في بيته و مكشوف الساقين و في قالوا انه كان مكشوف الفخذين فدخل عليه أبو بكر ماتحركش دخل عليه تاني عمر بن الخطاب ماتحركش لكن لما دخل عليه عثمان ابن عفان قعد و غطى رجليه و لما السيدة عائشة سألته بعدها قالها كده.."ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة"..!!
يعني الحياء ده حاجة حلوة أوي يا ست صفا و يا جماله لو عند الراجل بالذات
ابتسمت صفا ثم احتضنتها بقوة و قالت بحب:ربنا ما يحرمني منك يا أجمل أخت في الدنيا
ربتت ندى على ظهرها و قالت بحنان:ولا منك يا حبيبة قلبي
بقولك ايه تيجي معايا الخطوبة النهاردة؟!
عقدت صفا حاجبيها و قالت بتعجب:بس أنا ماعرفهاش!!
ابتسمت ندى و قالت لها:لا عادي دي هتفرح أوي يا صفا والله
بتصعب عليا و كمان ماعندهاش أخوات و مامتها متوفية و المفروض نروحلها من دلوقتي أصلًا قبل الظهر ما يأذن كنت متفقة مع سما على كده جهزي نفسك و تعالي معانا
قالت صفا بتفكير:طب ألبس ايه؟!
نظرت لها ندى بنظرة ذات مغزى ففهمتها صفا و قالت بسرعة:لااااا مش هلبس فساتين لاااا
حاولت ندى اقناعها و قالت بهدوء:حاولي يا حبيبتي حاولي اللبس الطويل حلو والله جربي مش هتندمي
على الأقل جربي النهاردة ده حتى مناسبة
قالت صفا بعد تفكير لوهلة:حاضر بس بشرط لو ماعجبنيش مش هروح بيه تمام؟!
ابتسمت ندى و قالت بثقة لأنها تعلم بأنها ستعجب به:موااافقة جدًاااا
********************
والله يا ست سمية ده اللي سمعته و بقالي سنين على الحال ده متشتتة كده و مش عارفة هي بتخطط لإيه بالظبط
كانت هذه سميرة تقص على سمية ما استشعرته طوال هذه السنوات ثم أكملت بعدما تنفست الصعداء:والله كان نفسي أقولك من زمان بس خُفت ماتصدقونيش علشان أنا مجرد شغالة
قالت لها سمية بسرعة محاولة مقاطعتها عن تكملة هذا الهراء:إنتِ بتقولي إيه يا سميرة يا حبيبتي إنتِ معانا هنا من سنين و عمري ما أفكر فيكي غير بكل خير و طبعًا مصدقاكِ
بس مش عارفة إيه اللي ممكن تكون عملته و بيلاحقها كده؟!!
يلا بكرة الأيام تبين كل حاجة بس خليكِ معايا بقا في الموضوع ده لحد ما نشوف حل و خلي الموضوع ده بيني و بينك بس
قالت سميرة و هي تشير على عينيها و بابتسامة:من عينيا الاتنين يا ست سمية
*********************
كانت أسماء تجلس برفقة آسر ذاك الصغير الذي تنسى بجواره كل متاعب و مشاق الحياة
سمعت صوت دينا تنادي عليها فقالت بصوت عالٍ لتُسمعها:أنا في البالكونة يا دينا يا حبيبتي تعالي
وصلت لها دينا و قال بحب:وحشتيني من الصبح لدلوقتي يا ست الكل
ضحكت أسماء بشدة و قالت ممازحة:يا بكاشة لحقت يعني؟!
ابتسمت لها دينا بصفاء و قالت بجدية:والله وحشتيني أوي يا ماما أسماء و بتوحشيني و فعلًا بشوف فيكِ أمي
ربنا يباركلنا في عمرك يااا رب
احتضنتها أسماء بشدة و قالت لها بحنان:أنا أمك يا ضنايا و بحبك جدًا ربنا ما يحرمني منك إنتِ و أحمد يا حبيبتي
و يرجع لينا بلال و ندى سالمين
نظرت لها دينا بشفقة و قالت و قد شعرت بغصة في قلبها:يا ماما مش هتنسي بقا حرام عليكِ نفسك
نظرت لها أسماء نظرة معاتبة و قالت بحزن:حتى إنتِ يا دينا؟!
ده أنا بقول عليكِ العاقلة اللي هتفهمني
مسكت دينا بيديها و ضمتهما لصدرها و قالت بكل الحب المكنون لها:حاضر يا ماما هفهمك و هستنى معاكي رجوعهم لآخر العمر
بس ممكن تفضلي كويسة علشاني أنا و أستاذة رباب و أحمد و آسر؟!
ضمتها أسماء مرة أخرى و قالت لها بنبرة حانية:و هو أنا ليا غيركوا يا بنتي
ربنا ما يحرمني منكوا

ريهام_يحيى

ليست هناك تعليقات