إبحث عن موضوع

قصة ساعي البريد📬الجزء الثاني

ساعي_البريد

الجزء الثاني

اتضح انه تم اغتصاب مدام رانيا و قتلها و بالطبع تم توجيه كل الاتهامات الي ، فأنا سعيد الحظ الذ قرر الدخول الي الشقة في الوقت المناسب تماما .
لذا أعترفت بكل شئ ، تجسسي علي رسائلها و أخبرتهم بأمر العشيق السري و رسائله و لكن لأن الحظ قرر أن يعقد معي صفقة جيدة لم يجدوا هذه الرسائل ...
الحقير ارتكب الجريمة الكاملة ، راقبها و حتما علم بموعد قدومي و فعل فعلته و بلغ عني للشرطة .
استجوبت الشرطة كل سكان الشارع و لكن لم ينتج عن ذلك أي معلومات مفيدة ، إلي أن جاء اليوم الذي اخبرني فيه وكيل النيابة بأن المعمل الجنائي لم يجدوا شيئا يربطني باغتصاب او بقتل رانيا
و لكن لا يوجد شيئا يبرأ اسمي أيضا فمن الممكن أنني ساعدت القاتل و تركته يهرب .
كلام منطقي ، أنا لا أعرف أيضا كيف اثبت أنني برئ بل بالعكس لقد أخبرتهم بتجسسي عليها مما يشكل دافعا من ناحيتي للقتل ، لم لم أخبرهم أنني مجرد لص و حسب ؟
لكانت تهمة السرقة عقوبتها أخف بكثير من القتل .
أطلقوا سراحي بعد دفع كفالة و بعد قضاء 14 يوم في السجن .
تقوقعت علي نفسي في المنزل أبكي علي حالي و أندب حظي ، لأن ما أنا فيه ليس له حل الإ ذهاب القاتل إلي النيابة و اعترافه بجريمته و هو شئ لن يحدث .
زارني في المنزل بعض زملاء العمل يواسونني و يطلبون مني العودة إلي العمل حتي انسي به ما حدث و حتي إشعارا أخرا يأتيني .
و لكن كيف أواجه الناس ، بالطبع عرف الكل حكايتي و لن يرحمونني و عندهم كل الحق فمن يرضي أن يتعامل مع مغتصب و قاتل .

و هذا شئ لا أقدر علي التعاطي معه . قررت أن أستلم وظيفة أخري في المكتب بدلا عن توزيع الرسائل و لكنه لم تكن هناك واحدة شاغرة . و بعد إلحاح كبير منهم قررت العودة مرة أخري .
ما إن تسلمت الرسائل بيدي ، سرت في جسدي رعشة كبيرة منها فقد كانت مصدر سعادتي من قبل و الأن أصبحت سبب شقائي . و زادت الرجفة أكثر لما علمت أنني سوف أذهب الي نفس الشارع مرة أخري .
لقد أقسمت بيني و بين نفسي أنني لن أخطو ذلك الشارع مرة أخري ، و لكنني مضطر الي ذلك فمن سيخبر الأستاذ ( أيمن ) أن رصيده زاد عليه صفرين أخرين .
أخذت رسائلي و ذهبت الي الشارع و أول ما دخلته ، حدث ما توقعته فكل من يراني يرمقني بتلك النظرة التي لا ترحم . تحاملت حتي وصلت إلي شقة ( ايمن ) ولكنه هو الشخص الوحيد الذي تبسم في وجهي .
غريب هذا الرجل لقد كان أكثر من رأيت تجهما في حياتي كلها ، علي الرغم من كثرة المال الذي بحوزته . و هذا أمرا أثار غيظي كثيرا ، كيف تكون بهذا التجهم و أنت تمتلك السعادة الأبدية في البنك ؟ أم أنه من الأثرياء الذين زهدوا المال و يقولون أن المال ليس هو كل شئ و لكن الأهم أن تكون سعيدا ؟ حسنا سأخبركم بأمرا لقد رأيت من قبل زجاجات تباع في أحد الملات و مكتوب عليها سعادة . هذا ليس موضوعنا الأن .

هل يشمت بي ؟ أم يحاول أن يكون ودودا معي ؟
طلب مني الدخول و تناول مشروبا معه و هذا أمرا نادر الحدوث و لكنني لا حظت شيئا لم أرعه اهتماما من قبل ، أنه يسكن في الدور المواجه لدور رانيا و اذا نظرت من الشرفة تجد شرفتها أمامك مباشرة .
أخذ يسألني عن القضية و عما حدث معي هناك و أخذ يخبرني أنه يصدقني و بأنني شاب طيب و لا أرتكب مثل هذه الجريمة . أخذ يتحدث كثيرا و أنا أحرك رأسي دليل علي الاستماع و لكن ذهني مشغول بالتفكير في أمرا أخر .
أيعقل أن يكون هو القاتل ؟ و لم لا ؟ فهو يعيش وحيدا كما أري ، و عنده الكثير من المال و شرفته مواجهة لشرفتها . حتما رأها و أعجب بها و حدث ما حدث ، مهلا كيف يمكن لشاب يكبرني بقليل يمتلك كل هذا المال ؟
انهيت جلستي معه و انطلقت أوزع باقي الرسائل و أنا أحاول الربط بين الأحداث .
أهتديت في أخر الأمر أنني سوف أراقبه حتي أستطيع أن أصل إلي شئ ما يربطه بحادثة القتل .
تتبع ......

ليست هناك تعليقات