إبحث عن موضوع

قصة ابن القبر الجزء الثاني و الاخير

أبن القبر
(الجزء الثاني )

اقتطع حديث (خالد) صوت امراءة من الخارج .

- خاالد .... تعالي خد الشاي يا خالد .......
- ثواني يا استاذ محمد و هرجعلك.

ذهب خالد و عاد سريعا و بيده اكواب الشاي .
- ها سكرك ايه ؟
- لا ربنا يكرمك مابشربهوش .
- لا ازاي !! ..... طب تحب تشرب ايه ؟
- لا الف شكر ،،،، كمل بس لو سمحت .
- ماشي انا بشربه ذياده .
- انت تؤمر يا محمود .
اعطى خالد كوباً من الشاي لمحمود و نظر لي ثم استكمل حديثه قائلاً.
- دخلت جدتي الأوضة لقت امي مدبوحة و مرمية على الارض و والدي قاعد ع السرير و ف أيده السكينة مليانة دم و عمال يعيط و يقول ( قتلتها و غسلت عار خيانتها بأيدي ، قتلتها الخاينة ) ، طبعا جدتي مستحملتش المنظر و قعدت تصوت تصوت لحد ما الجيران اتلموا و بلغوا الشرطة اللي جت و قبضت على والدي و طبعا والدي اعترف بكل حاجة و حكى اللي حصل و قال انه هو كان بيشك انها بتخونه مع ابن خالتها بس كان في حاجة غريبة جدا قالها ، انه من بعد ما الست دي جاتله الدكان اللي بيشتغل فيه و هو كان بيسمع صوت ف ودنه بيقوله (اقتلها و اغسل عارك ، اقتل الخاينة) .
- طب تفتكر الصوت ده كان ايه و هل كان جن او الست دي كانت عاملاله عمل مثلا ؟
- والله ما اعرف يا استاذ محمد انا بقولك اللي اتحكالي بس التفسير الطبيعي و المنطقي انه وسوسة شيطان ولا عيوذبالله بس في احتمال برضه انها تكون عملت عمل او سحر لأن صعب واحد يقتل مراته لمجرد انه شاف ابن خالتها نازل من عند بيت والدتها و هي كانت عندها بالصدفة و برضه انا مش برجح الاحتمال ده و برجح اكتر انها وسوسة شيطان الأنس اللي بيبقى اكبر بكتير من وسوسة شيطان الجن و الست دي منها لله شيطان من شياطين الأنس .
- طيب و بعدين ؟
- مفيش ، جت الشرطة و قبضوا علي والدي و اعترف و أخد حكم بالسجن ٢٥ سنة ، و اتنقل سامر لحضانة عمتي و ده نظراً لأن جدتي تعبت جداااا بعد اللي حصل و طبعا غسلوا جثمان والدتي و دفنوها و متوقعوش ان في امل ان الجنين اللي ف بطنها ممكن يكون عايش و ده لأن الطب الشرعي وقتها كان مش متقدم زي دلوقتي ف اندفنت و كل شئ بدأ يتنسي بمرور الوقت لحد ما عدت سنة و التانية و جدتي اتوفت من شدة الحزن علي امي و طبيعي تندفن جنب امي زي ما وصتهم قبل ما تموت ، و اول ما فتحوا القبر علشان يدفنوا جدتي التربي حس بحركة غريبة جوه القبر و قال للناس ده في حد بيجري جوه ، طبعا الناس خافت و اللي قال جن و اللي قال عفريت و اللي قال و اللي قال لحد ما واحد من الواقفين قالهم لا جن ايه و عفريت ايه كفياكوا جهل و تخريف بقى و اخد التربي من ايده و نزلوا القبر يشوفوا ايه اللي بيتحرك تحت ده و كانت المفاجأة انهم لقوا طفل صغير بيحبي جوه التربة و لقوا كفن امي متشال من النص العلوي و طبعا الجثة اتحللت ، طبعا الصراخ ملى المكان و اللي طلع يجري و اللي شعره بقى ابيض من الصدمة و اللي قال ده ابن الجن و اللي قال و اللي عاد و اللي ذاد لحد ما عمتي قالت ( لا ده ابن اخويا اللي كانت حامل فيه ) و ده كان التفسير المنطقي اللي الناس صدقته وقتها ، و بتكمل عمتي و بتقول انه جه حد قريبهم شيخ و معاه حكيم (دكتور ) يعني زمان كانوا بيقولوا عنه كده ، طبعا الشيخ قرأ قرأن و قال نفس تفسير عمتي لكن الدكتور اندهش جداااا و قال لا ده مش ممكن يكون عايش لأن الجنين بيموت بموت الام و كمان هيعيش ازاي جوه مكان مقفول لمدة سنتين من غير هوا ولا اكل ولا شرب لكن ده اللي حصل و لو مش مصدقني هديك عنوان ست كبيرة جارتنا ( محمود ) عارفها ممكن تسألها لأنها كانت موجودة فالجنازة و هتأكدلك كلامي ، و بتكمل عمتي كمان و بتقول ان في حد قالهم مينفعش تخرجوه ف النهار و عيونه تشوف الشمس ف عمتي قالتله طب و الحل ؟ ، قالها انهم يعصبوا عنيا ب ٧ لفات قماش و كل يوم يشيلوا لفة لحد ما عينيا تتأقلم علي الضوء ، و بس عملوا كده و خدتني عمتي و ربتني انا اخويا مع اولادها ، اما بالنسبالي انا مش فاكر اي حاجة من اللي حكتهالك دي لأني مكنتش وقتها واعي لأني كنت صغير ، بس كل اللي فاضل معايا من الحدوتة دي هو حلم دايما بشوفه .
- ايه هو ؟
- بشوف امي لابسه ابيض و بتضحكلي .
- و بعدين ؟
- ولا قبلين ، بس كده ده اللي اعرفه و اللي تقدر تسأل عنه الست اللي قولتلك عليها .
- طب و بالنسبة لوالدك ؟
- لا ده الله يرحمه و يسامحه بقى ، مات جوه السجن و سره اندفن معاه .
- انت أيه رأيك يا محمود ؟
- والله يا محمد انا من يوم ما وعيت عالدنيا و انا بسمع الحكاية دي من امي و ابويا و لما كبرت و عرفت خالد و حكالي هو بنفسه و بعتني للست فوزية اللي قالك عليها و حكتلي و انا بسمع و بس معنديش تعليق .
- يعني انت مصدق ؟
- لا والله بس هو تصديقي من عدمه لا يغير من الواقع في شئ ، بس هي حاجة فعلا غريبة .
- والله يا استاذ محمد انا نفسي لحد النهاردة مش مصدق ، بس الغريب فعلا ان يكون اسمك محمود ابو الفتوح ابو السعود .
قالها خالد و هو يضحك ضحكة صافية هادئة كملامحه تبعتها ضحكاتي و ضحكات محمود .
امسكت بهاتفي المحمول ثم اغلقت المسجل .
- طيب اتمنى مكونش ازعجتك يا استاذ خالد و بالنسبة للحكاية اللي حكتهالي انا هكتب كل اللي قولتهولي من غير ما اغير حرف واحد ماعدا الاسماء طبعا .
- لا والله لا ازعاج ولا حاجة انت نورتني ، و هستنى اقراها اول ما تتكتب .
- متقلقش يا خالد هبقي ابعتهالك علي الواتس اب بس يارب محمد ميتأخرش .
- لا لا لا انا ف خلال اسبوع هكون مخلصها ، بس هو ممكن يا محمود نروح للست فوزية ؟
- اه طبعا نروح لها حالا .

انهيت حديثي مع خالد و بعد ذلك غادرنا منزله انا و محمود و ذهبنا الي منزل الست فوزية و هو منزل قديم قريب من منزل خالد و قد اخبرني محمود بأنها سيدة مسنة تجاوز عمرها ال ٨٠ عاماً و لكنها تتذكر كل شئ جيداً ، و بالفعل وصلنا الي المنزل الذي كان يبعد عدة امتار عن منزل خالد ، طرق محمود علي الباب ففتحت لنا الباب فتاة شابة يبدو و انها تعرف محمود جيدا .
- ازيك يا ابن عم ابو الفتوح ، نعم عاوز ايه ؟
- جدتك موجودة ؟
- اه جوه عاوزها ف ايه ؟
- مفيش عاوزها تحكي ل استاذ محمد صحبي علي حكاية خالد ابن القبر .
- طيب اتفضلوا هي جوه ، اتفضل يا استاذ ، بس اقلعوا الجزم بره علشان السجاد ما يتوسخش .

دخلنا الي المنزل و دخلت امامنا تلك الفتاة التي دخلت احدى غرف المنزل لمدة دقيقة ثم خرجت بعدها .
- اتفضلوا هي جوه .
- يا سااااتر عليكي يا اية ده انتِ هتعيشي و تموتي مكشرة .
- ملكش دعوه بيا يا بتاع ياسمين ، انا مش عاوزة اتكلم بس علشان الاستاذ المحترم اللي معاك ده .
- لا لا وعلى ايه انتوا هتفضحوا بعض قدامي ، انا جاي اسمع كلمتين و همشي علي طول .

دخلنا انا و محمود الي الغرفة و التي كان بها سرير قديم تجلس عليه تلك السيدة العجوز و التي يظهر علي ملامحها خطوط العجز و التقدم بالسن و التي تروي بتجاعيدها الف قصة و قصة .
- ازيك يا ست فوزية ؟
- ازيك يا واد يا محمود ، مين اللي معاك ده ؟
- ده واحد صحبي عاوزك تحكيله حكاية خالد ابن عم حسين الله يرحمه .
- الله يجحمه مطرح ما راح ، قتل الست و هى ف عز شبابها ، بس معذور برضه ما هو كان مسحور .
- طب احكي يا ست فوزية ، هو اللي حصل ده بجد؟
- بص يا ابني انا هحكيلك اللي اعرفه و اللي شوفته وقتها ، احنا ف يوم سمعنا صوت صويت جاي من بيت جدة خالد و لما الناس اتلمت عرفنا ان بنتها جوزها دبحها و هي حامل ، و بعدها جه البوليس و خدوا حسين القراقون و خدوا ام سامر اللي هى ام خالد بعد كده ، دفنوها و هي حامل و بعد سنتين ماتت الست من الحزن علي بنتها و منها لله بقى جارتهم هي السبب و هي اللي خلت الرجل يشك ف مراته و يقتلها و اللي عزلت من الحي كله بعد اللي حصل ، المهم يا ابني بعد الست ماتت راحوا الناس يدفنوها جنب بنتها لقوا عيل صغير تحت ف القبر عنده حوالي سنتين و لقوا ف ايده ثمرة و لقوا جثة ام سامر الكفن متشال من عليها و ساعتها الناس قالوا هو ابنها اه اللي كانت حامل فيه بس اللي ربوه الجن و العفاريت و في ناس تانية قالت لا ده ربنا دب الحياة تاني ف جثة الست و هي اللي كانت بترضعه و بتخلي بالها منه لحد ما كبر و في ناس تالتة قالت لا دي الملايكة هي اللي حرسته و كانت بتأكله و بتحميه و بتدخل له الهوا جوه التربة كله كلام كلام .
- طب و انتي يا ست فوزية شايفة ايه ؟
- لا يا ابني انا معرفش دي حاجة بتاعت ربنا محدش يعرف سببها ولا تفسيرها ، ما هو يا ابني مش كل اللي بيحصل حوالينا له تفسير و متحاولش تدور علي تفسير لأن في حاجات لو دورت وراها هتقضي عمرك كله بتدور و مش هتوصل لحاجة و ف الاخر هتجنن من كتر التفكير ، انت بس يا ابني اكتب اللي اتحكالك و وصله للناس زي ما هو .

انهت السيدة فوزية كلامها و غادرنا منزلها انا و محمود ثم عدت الي منزلي و جلست بغرفتي اكتب لكم ما سمعته و انقله لكم كما سمعت و لكم بالنهاية حرية التصديق من عدمه ، اما بالنسبة لرأيي فأنا ليس لي رأي لأنني لا اصدق او ان عقلي لا يريد استيعاب الامر و لكن تبقى العهدة علي الراوي و تبقى جملة الست فوزية تترد بأذني حتى الأن ( مش كل اللي بيحصل حوالينا له تفسير ) ........ تمت

بقلم
محمد_شعبان
العارف

ليست هناك تعليقات