إبحث عن موضوع

قصة تنمر روح


«تنمُر رُوح»

فى عيادة الدكتور النفسى كانت قاعدة على الكرسى اللى الناس بيقعدوا عليه و يحكوا حكاياتهم..
قالت بابتسامة حلوة:احممم احممم أنا اسمى جميلة ٢٣ سنة و حكايتى بدأت من صغرى يعنى..
حكايتى و مشكلتى كانت بسبب إنى سمرا شوية... لاء شويتين...ضحكت و قالت:يلا سمرا و خلاص
من صغرى كانوا بيتريقوا عليا جدًا و قالولى كتير خسارة اسمك فيكى...خسارة اسم جميلة عليكى
طبعًا كنت بروح البيت من المدرسة و لحد الكلية بعيط بسبب لونى..
بابا أسوانى و أنا بعشق بلدى و أرضها و ناسها بس غصب عنى من الكلام اتخنقت كتير و صراحة حاولت أنتحر أكتر من مرة بس أنا كنت فى كل مرة أحط ربنا قدامى فاتراجع عن الفكرة دى لأنها مش حل..
فى مرة و أنا فى تالتة كلية واحد وقفنى و قالى:لو سمحتى يا جميلة ممكن أقولك حاجة!؟
أنا رفعت حاجبى كده لإنه وقفنى بأسلوب مش كويس فبعد عنى و قال تانى:عاوز أرتبط بيكى...ممكن؟!
أنا عمرى ما ارتبطت بحد رغم احساسى بالنقص دايمًا بس عمرى ما لجأت لحد ...
المهم أنا قلتله:آسفة لحضرتك مش ممكن..ممكن بقا تبعد عنى!؟
لقيته وشه بقا لونه أحمر و بهدلنى فى الكلية و زعقلى قدام كل الناس و قال كده بالحرف:يا ماما فوقى لنفسك أنا أصلًا كنت متراهن مع أصحابى علشان أوقعك و بعدين أضحك عليكى الناس هنا
و متفكريش إن إنتى اللى بتمنعى الارتباط بحد لإن فى الحقيقة محدش يرضى و لا حد عاوز يرتبط بيكى...يا شيخة امشى و إنتى شبه بكار كده
خلص كلامه و صوت قلبه وصل لسمعى لإنه كان بيدق جامد من حرق دمه..
فأنا قلت ببرود:خلصت كلامك؟!...جزيت خيرًا
و مشيت من وسط كل اللى واقفين و عرفت بعدها ان كل اللى كانوا واقفين بصوا له بصات حقيرة و باشمئزاز..
بس يومها روحت البيت أعيط جامد جدًا فربنا هادانى و قومت صليت بدموعى و دعيته كتير و نمت مكانى بعد ما صليت فحلمت انى فى بحر كبير أوى و مش شايفة أى شط و لا أى حاجة تنجدنى بس لقيت واحد أبيض جدًا جاى فى مركب كده و قالى:تعالى معايا أنا هنجيكى صرخت و قلت:لا هتكون زى كل الناس
ضحك و قال:لا صدقينى ..
صحيت لقيتنى نايمة على السجادة فقومت من مكانى و نمت على السرير..
تانى يوم جيت هنا العيادة لأن الفكرة كانت بتراودنى كتير فضلت هنا فترة كبيرة أوى يعنى من سنتين كده..
عدت الأيام و بعدين شهور و عدت سنة و بعدين شهور لحد من اتخرجت و صراحة مفيش أى تحسن نفسى جوايا خالص..
فى مرة من شهر أو أقل كنت مستعجلة و جاية هنا يعتبر بجرى فخبطت فى واحد غصب عنى و وقع على الأرض بسبب إنى كنت سريعة جدًا فصرخ و قال:آاااااه يا دراعى...مش تحاسبى يا بنتى
بصلى و بصتله لقيته طول فى النظر أوى فقومت منزلة عينيا عنه و هو كمان فقُلتله:أنا آسفة لحضرتك والله بس أنا مستعجلة
تنح فى وشى و قال:والله دراعى كويس خالص و فداكى دراعى ده و التانى و رجليا لو عاوزة
غصب عنى ابتسمت بس خليت ملامحى تجمد تانى و اعتذرت و مشيت..
جيت هنا بس عقلى مشغول بيه...نزلت من هنا لقيته نايم جنب بواب العمارة و نعسان خالص يا عينى ..
لسه ببص عليه لقيته فتح عينيه فجريت بعيد عنه بسرعة بس هو شافنى و مش للأسف...
لقيته جه ورايا و قالى:يا آنسة بالله عليكى اقفى عاوز أقولك كلمتين بس والله
وقفت بعد محايلة و قلت:نعم يا أستاذ ....
عمرو أنا اسمى عمرو هو قال كده
قلتله:اتفضل يا أستاذ عمرو
ضحك و قال:أنا عاوز أقابل والدك يا آنسة ممكن تقوليلى طريقة أوصله بيها؟!
بصتله بصة عميقة شويتين و قلت:ليه؟!
قال و بص للأرض:عاوز أتقدم ليكى
مشيت خالص أول ما قال كده و ندهلى كتير بس موقفتش خالص لحد ما وصلت البيت و طلعت و صليت و أنبت ضميرى شوية علشان وقفت كده فى الشارع مع واحد غريب...قعدت أستغفر لحد ما نمت..
صحيت على صوت ماما بتقول:بت يا جميلة قومى فى واحد برا مع عيلته جاى يتقدم و قال إنه شافك النهاردة
نطيت من على السرير و قعدت و قلت لماما:يا نهار أسود!!!!
شكله ايه يا ماما ده؟!
اوعى تقولى إنه أبيضانى كده و عينيه زرقا اوعى يا ماما اوعى
ماما ضحكت جامد و قالتلى إنه هو فعلًا و إنه حكالهم على كل حاجة من أول ما وقعته لحد ما جه هو و أهله...
ماما كانت بتحكيلى و أنا كنت متنحة كليًا يعنى هل ده حقيقى و لا بجد؟!!!!!
ها يا ماما ده حقيقى و لا بجد!!!!
ماما قرصتنى و قالتلى قومى البسى يا موكوسة علشان الناس اللى برا دول..
بالفعل لبست و خرجت ليهم أول ما شافنى حط عينيه فى الأرض و مامته و باباه قالولى إنى حلوة!!!
بجد بجد!!!
مش مصدقة خالص والله!!
لقيت مامته سمرا و كمان أكتر منى و باباه أبيض جدًا شبهه..
مامته قالتلى:ما شاء الله اللهم بارك قمراية و غمازاتك هبلتنى و الله..
أنا طول ما أنا قاعدة متنحة للناس و للكلام اللى قالوه
أول مرة أشوف ناس تتكلم معايا و تعشق روحى كده و مش همهم شكلى..
هو قال:عاوزين نعمل الرؤية الشرعية...أممكن؟!
ضحكوا جميعًا و قال بابا:آه ممكن قوموا
دخلت الصالون و هو كمان ورايا قلبى كان طاير من الفرحة والله مقدرش أنكر..
المهم هو قعد و مقالش حاجة فأنا قلت:إنت إزاى لسه شايفنى و جيت تتقدم كده؟!
ضحك و قال:مش عارف
قلت:لازم تعرف
قال:بجد مش عارف ليه قلبى ملهوف من ساعة ما شافك!!
عمرى ما عملت حاجة زى دى و لا عمرى كلمت بنت أصلًا بس إنتى خطفتينى
قلت:بس أنا مش حلوة ايه اللى لفتك ليا؟!
قال بتعجب كده:مش اييييييه؟!!!!!
مش حلوة ايه بس الله يكرمك متقوليش كده قلبى وجعنى..
قلت:سمرا..انا سمرا
ضحك و قال:مش فاهم!!
قلت بنبرة فيها صريخ شوية:سمرا يعنى مش حلوة..
قال:و هما السمر مش حلوين؟!
والله إنتى شوفتى والدتى و كمان لونها أسمر منك هل هى كده مش حلوة؟!
دى أجمل واحدة فى الدنيا يا جميلة
قلت بسخرية شوية:هه حتى اسمى مش لايق عليا
قال:ايه يا بنتى كل الكلام ده إنتى ليه بتعقدى فى نفسك؟!!!
ربنا يا بنت الحلال مش بيخلق حد وحش خالص و إنتى ملامحك و لونك حلوين اللهم بارك يعنى ضحك و قال:و كفاية كده علشان ميبقاش حرام علينا
المهم بقا موافقة و لا لاء؟!.!!
ضحكت فقال:يبقى موافقة
ضحكت تانى فخرج يجرى ليهم برا دى وافقت والله سمعت زغروطين من أمى و حماتى جابوا لأخر الشارع و حددنا خطوبة و عقد بعد أسبوع..
بعد ما مشوا صليت استخارة تانى للموضوع ده و تانى نمت على السجادة و حلمت نفس الحلم اللى حلمته قبل كده فصحيت لقيتنى كنت بضحك فى الحقيقة و هنا وضحت الرؤيا بقا و فضلت مرتاحة..
وقفت قدام المراية و بصيت لنفسى و أقول:معقول الفيلم الهندى بتاع النهاردة ده؟!
إزاى كل ده حصل؟!
معقول كل ده كرم منك يارب ليا أنا؟!!!!!
وقفت و ركزت فى ملامحى لأول مرة و لقيتنى حلوة...ملامح حلوة بجد والله مش وحشة..
لأول مرة أشوف نفسى جميلة...جميلة جميلة..
ربنا مش بيخلق حد وحش...مفيش حاجة اسمها أسمر يبقى وحش ...لو كان الخير لينا لون موحد لجميع البشر كان ربنا عمل كده من الأول بس دى عبرة للناس فى حاجات كتير...
حبيت نفسى أوى و حبيت سمارى و اتخطبنا و حددنا ميعاد الفرح و دى أخر مرة ليا هنا بإذن الله...
فرحت إنى فضفضت معاكوا جدًا ...
صقفولها كتير و ودعوها فخرجت برا لقيته بيستناها...
قالت:حكيت حكايتى
قال:ارتاحتى؟!
قالت:جدًا...لعلها عبرة للغير
مشيوا و هى بتغنى و هى حضناه....عايرونى و قالولى يا أسمر اللون يالالاللى..صحيح أنا أسمر و كل البيض يحبونى يالالالى..
[تنمروا عليها..فتنمرت عليهم]

ريهام_يحيى

ليست هناك تعليقات