إبحث عن موضوع

قصة قصر البا... الروحاني👻الجزء الاول👻

قصر البا... الروحاني
أنا سمسار أعضاء, متظنش أني حرامي أو قتّال قتلة, أنا شغال في اليمين بس, مليش في الشمال, يعني لا ليا في متبرعين مخطوفين ولا متشردين زي ما بييجي في الافلام, ليا في ناس طبيعية جدا بتبقى عايزه تبيع وتستنفع بالقرشين, احنا بنحيي روحين, العيان اللي هيموت لو متنقلوش, والمتبرع اللي متتخيلش الفلوس دي بتعمل معاه ايه,, فص الكبد حاليا بيلعب من 150 ل 200 الف والكلية من خمسين لمية ألف, أجرتي زي حق المتبرع بالظبط لو أخد مية أنا بخد مية,,
في يوم أتصل بيا واحد اسمه ابراهيم وقاللي عايز اقابلك,, قلتله أمين, وحضّرنا لميعاد بينا ,, طبيعي أني مبشتغلش مع أي حد,, احنا شغلنا مش قانوني لان القانون لا يسمح ببيع الاعضاء اصلا بس البلد كلها حاليا عارفه بشغلنا,, 
قابلت ابراهيم في كافيه, مكنتش مرتاحله ابدا ,, بس طلع واخد رقمي من ممرضة من معارفي, منا بحكم شغلي بقا ليا حبايب من الاداريين والتمريض بتاع معظم المستشفيات اللي بتزرع, بيحدفوا عليا شغل وبراضيهم, زي ما كنت بعمل زمان لما كنت فني في مستشفي وبحدف حالات على سمسار قديم,, بس الغريب أنه مكنش من قرايب الحالة اللي هتزرع,, قدم نفسه أنه شغال معاهم,, واني هخد ال175 بتوعي وال 175 بتوع المتبرع مقدم,, بس الشرط بتاعه أن المتبرع ييجي معايا العملية لوحدنا لان الموضوع هيبقى في مكان خاص جدا
أخدت منه التحاليل وقلتله هرد عليك,,
قصة ان المتبرع ييجي لوحده دي سهله لأن كتير من المتبرعين بيبقى مخبي عن أهله ومحدش يعرف الا انا وهو,, ومعايا لسته تحاليل لمتبرعين سايبينها معايا عشان لو ظهرتلي حالة عايزه
بس كان لازم أتأكد من الممرضة الأول اللي قال أسمها,, كلمتها وعرفت منها أن الحالة اللي بيحكي عنها الأخ ده حالة خلصانة وعندهم في المستشفى,, كانسر في الكبد وصفرة عالية جدا وكل الدكاترة اللي شافوا الحالة قالوا نسبة نجاح الزرع لا تجاوز 10 في المية وبعد ما أهل الحالة كانوا شبه فقدوا الأمل, قالو انهم هينقلوا الحالة خلال أيام تعمل العملية في مكان تاني,,
كنت أتاكدت بكده أن في حالة وأن الراجل اللي بيكلمني مش بيشتغلني,, فرجعت أتصلت بيه وسألته ..فين المكان الخاص ده؟؟
فقاللي..قصر روحاني معزول
أول ما قاللي كده فهمت كل حاجه,, حالة خلصانة وبتموت وأهله عندهم اقتناع بالجن وقدراته, ولا معندهمش,, دا الغريق زي ما بيقولوا بيتعلق بقشاية,, دخل عليهم واحد ودول ليهم دخلاتهم المسبوكه يعني واحد تبعهم يعمل نفسه قابلك بالصدفه عند الحسابات او في الاسموكينج اريا او في الكافيه اللي قدام المستشفى ويفتح معاك حوارات كتير وفي الاخر يحكيلك عن قريبه اللي كان بيموت بس خف على ايد الشيخ فلان ويقولك ان الجن اللي بيعمل العمليه,, دا الجن مذكور في القرآن وجاب عرش ملكة سبأ قبل أن يرمش سيدنا سليمان بس المخاوين الحقيقيين دلوقتي قليلين اوي بس الشيخ ده بركه,, عشرين مبيصدقوش وواحد بيشبك
المهم أن أنا متأكد أن مفيش عملية,, وصل علمي كلام زي كده كتير,, بس الشيخ دا عامل فكرة جديدة,, نقل ومتبرع وبتاع,, الشيوخ اللي قبل كده كانوا تروحلهم الحالة ويعملوا جلسة تحضير ويقولوا الجن عالج الحالة ويدوهم مشروبات عشبية زي منقوع الحرتيت يستمر عليها المريض فترة
وبيعيش بعدها زي ما يعيش, خاصة مع معنوياته اللي بتطلع السما وحالته النفسيه تتحسن وبتأثر على حالته البدنية,, وطبعا يكون مفهمهم ان التحاليل والاشعات مبتجبش أثر تدخل الجن الا بعد شهور,, وخلال الفترة دي الشيخ بيبقى فص ملح وادب 
قلت أنا مش خسران حاجه بل بالعكس دا أنا هبيع وأرجع أبيع تاني بعدها,, لما أتاكد انه محصلش نقل اصلا,, واتفقنا وأهل الحالة جابولي فلوسي مقدم,, وظبطت المتبرع اللي كان اسمه احمد,, على الفيلم كله,, وانها اشتغاله وواحد بيشتغل اهل العيان وبيشتغلنا بس احنا مش هنخسر حاجه,, وكان واد مقطوع اصلا وبايع القضيه أول ما سمع بال 175 الف قاللي حبيبي خاصة مع سمعتي المعروفه للكل,, واديته 100 وقلتله الباقي بعد العملية
فاتت علينا العربية في الليلة اللي أتفقنا عليها عربية تويوتا الشكل الجديد ناعمه متسمعلهاش صوت وطلعت بينا على طريق القاهرة أسماعيلية الصحراوي وبعد ما قطعنا مسافة محترمة,, العربيه كسرت في طريق جانبي على الشمال بعد جامعة مصر الدولية بكام كيلو ,, في الاول كان طريق متسفل جبنا أخره ودخلنا على طريق رملي وبعد ما مشينا مسافه كانت الدنيا هوس,, صحرا,, كسر مرة تانية في طريق كان بين صفين شجر جازورين عالي أوي تحس أننا داخلين غابة,, مجرد ما دخلنا بين الشجر ابراهيم طفى نور العربيه كله وساب نور الفوج لايت أصغر نور في العربية وكان ماشي بالراحه,, ومش شايفين أكتر من متر واحد قدامنا,, كنا في الشتا وكان في ريح شديد بيميل فروع الشجر فتخبط في ازاز العربية كأنها أشباح بتعترض طريقنا وكان صوت حفيف الورق والاغصان مع صفير الريح عامل جو مهيب,, كنت قاعد قدام جمب ابراهيم,, فقلتله وانا بمد ايدي على دراع النور,, نورلنا ياعم بدل الرعب ده ورحت لافف الدراع ومجرد ما لفيته لقيت خفافيش ظهرت قدامنا بكمية مهوله حجبت الرؤية نهائي ,, أخر حاجة شفتها قبل ما ابراهيم يطفي النور نهائي كانت أكتر من 20 خفاش لازقين في أزاز العربية القدماني بجسمهم الصغير وجناحاتهم الكبيره وعيونهم السوده
ابراهيم طفى النور كله بقينا في ظلام دامس ووقف العربيه وقاللي... ايه اللي عملته ده,, انت مجنون, احنا ممكن نضيع فيها الحركة دي,, مش قايلك مكان روحاني,,
قتلته...معلش ياعم ابراهيم, انا اسف, مكنتش اعرف, بس انت وقفت ليه طيب,, ماتقيد الفوج ونكمل
قاللي أصبر بقا اما الخفافيش تهدى تاني,, عشان متزعجش سكان المنطقة,, قالها بقلق وهو بيبص لفوق على شماله من أزاز العربيه,, تقريبا كنت عارف هو يقصد مين بسكان المنطقة ماهي دي منطقه ميسكنهاش الا الجن,, فجأة لقيت راديو العربية أشتغل مكنتش عارف ايدي خبطت في الزرار في الضلمه ولا هو اشتغل لوحده, المهم أنه كان بيوش زي ما يكون في محطه بتلقط وتروح وفي وسط لغوشة الراديو كنت كل شوية أسمع كلمة روح..روح..روح ,, متأكد أني سمعتها تلت مرات مش تهيؤات قبل ما اقفل الراديو,,
قلت لأبراهيم...لف وارجع بينا
قاللي...هو لعب عيال,, أنت خلاص مكمل مكمل,, أهل المريض اللي كنت بعتلك الفلوس معاهم دول ناس تقيله,,أكبر تجار خردة في البلد, وكمان أصلهم من الصعيد, وبعد ما نقلوا الحالة لو مرحناش أنت في حكم الميت,
قلتله...ياعم هرجعلهم فلوسهم
فرد..القصة دلوقتي معدتش قصة فلوس القصة في الراجل العيان اللي نقلوه من المستشفى
فكرة الهروب كانت مسيطرة على دماغي, بس ابن ال.... دبسني
قبل ما اكمل تفكير كان قاد الفوج لايت وبدأ يتحرك وكنت حاسس بأشباح الغصون حواليا يمين وشمال وكنت بلاقي كل شوية خيال خفاش كان بيظهر عملاق قدامنا,, وفي آخر الطريق على نور العربية اللي مكنش في غيره لقيت سور كبير دهانه متآكل من سنين وعليه عشوش عنكبوت وفي وسطه بوابه حديد أكلها الصدا,, وكان في يافطة متعلقه في عامود نحاس قدام البوابه كان مكتوب عليها قصر البا... وباقي الكتابة مطموسه وكان الهوا بيهزها وبتطلع صوت معدني خلى جسمي يقشعر,, نزل ابراهيم زق الباب اللي كان مفتوح,, كان صوت مفصلاته بيعمل طرقعات متقطعه خشنه,,وقالنا أنزلوا عشان العربية لازم تفضل بره,, ودخلنا خلال الحديقة المهجورة لغاية البيت على رجلينا اللى كان عبارة عن قصر قديم الطراز شبابيكه من الضخمه اللي طولها أكتر من متر ونص,, بس الزمن أكل مهابته بشراسه,, ومنور واجهته لمبه صفره متعلقه قدامه,, نزلنا من العربية كان في كلب أسود سواد قاتم واقف بره قدام الباب بتاعها على السلم,, كان بياكل حاجة سودة,, تقريبا خفاش, كان بياكله بعضمه بريشه بكل حاجه,, كان صوت المضغ مزري وانت بتسمع خروشه وتكسير, كان بيلتهم فريسته وهو باصصلنا بعينيه تحس أن البيت بيته وعارف بقدومنا,, فضلت متابعه بعيني وانا طالع عالسلم المؤدي للباب الرئيسي خايف ينقض عليا في أي لحظه لأنه كان بيبصلي أنا بالذات,, دخل ابراهيم ووراه أحمد المتبرع وانا كنت وراهم معلق عيني على الكلب لغاية ما وصلت الباب ودخلت وقفلت الباب ورايا,, ببص لقيت الكلب في وشي جوه البيت وبياكل في نفس الخفاش وبيبصلي نفس البصه رجعت للباب عايز افتحه واجري لقيت الكالون مش راضي يتفتح,, لقيت ابراهيم جايلي... عايز تفتحه ليه,, الكالون دا بيعلق
كنت خلاص قربت افقد صوابي من كتر الخوف فقلتله...هو الكلب دا مش كان بره
قاللي أي كلب....قلتله..الكلب ده,, وشاورت على المكان اللي كان قاعد فيه الكلب جوه,, مكنش موجود,, قاللي...الكلب في مكانه بره,, ومتركزش مع كل حاجه تشوفها هنا
كنت في قمة هلعي بس  قلتله...فين الناس؟؟ خلينا نخلص
قاللي ...جايين في الطريق,, الشيخ بس اللي هنا دلوقتي,, تحب تطلع تقابله؟؟
قلتله بسرعة..لا مش عايز اقابل حد,, كان في طقم استقبال عتيق كده رحت قعدت عليه انا وصاحبنا المتبرع وهو طلع للشيخ بتاعه الدور التاني,,كنا قاعدين في حالة ذهول وترقب وبحاول اتمالك اعصابي,, كان واضح أن المكان مهجور ومليان تراب وصوت الريح وهو بيرزع الشبابيك وبيحرك الابواب اللي مفصلاتها بتزيق عامل جو مخيف فعلا وأصوات مبتنقطعش..بس مش عارف ليه كل شوية كنت بسمع وش الراديو في ودني وفي النص كلمة رووووح كانها بتوشوني,, وعمالة تتكرر,, واللي زاد من رعبي ان كان على يميني ترقة طويله شفت في آخرها منعكس من نور اللمبه الصفرا خيالات بتظهر وتختفي بس لما ركزت أوي في الاوضه الضلمه اللي في آخرها شفت ست عجوزه أوي كانت قاعده قصادي,, وشوية لقيتها قايمه وجايه ناحيتنا بتتسند على عكازها اللي جوا عبايتها السوده الفضفاضه,, وقبل ما توصل نص الترقه بصيت لأحمد وقلتله ...أنت شايف اللي انا شايفه؟؟
قاللي...انا مش شايف حاجه بس قوم بينا نهرب من هنا
بصيت تاني ملقيتهاش,, ساعتها قررت الهرب,, المكان فيه عفاريت بجد,, مش هزار,, وتحذيراتهم وصلتني
قلت لأحمد.. يلا بينا,, وروحنا بسرعه عند الباب وجينا نفتحه فعلا الكالون مكنش بيفتح والشبابيك كلها معمول عليها حديد,, لما سمعنا دوشة بره كان جه المريض مع أهله ,, مكنش منقول في عربية اسعاف كان في عربية كيا سبورتاج ماهو مفيش عربية اسعاف هترضى تيجي  
جم شايلينو مع واحد زي ابراهيم بردو, تقريبا مساعد بردو للشيخ,, الحالة شكلها خلصانه مش عارف جابوه ليه أصلا,,عنده ييجي 70 سنه وولاده الاتنين في الاربعينات وشكلهم معلمين فعلا,, المهم أنهم طلعوا بيه على فوق بعد ما ابراهيم كان نزل عشان يخد المتبرع بتاعي لوحده قلتله لاااا انا رجلي على رجله لغاية الاوضه اللي هيحصل فيها العمليه,, وطلعنا الدور التاني الاوضه كانت نضيفه فعلا,, منظرها مش متناسب اصلا مع بقية البيت دهانها كله رصاصي ومتعلق على الحيطه اللي مسنود راس السريرين ليها رسمة شكلها عتيقة فعلا لشيطان مرتكز عالارض وفاتح بطن انسان نايم قدامه ومادد ايديه فيها ومكتوب تحتها مجموعة تعاويذ وفي الناحية التانية تمثال لنفس الشيطان, كفاءة النحت بتاعته مش عالية أوي بس عينيه تحس أنها عينين فيها حياة,, وكان فيها لمبتين صغيرين بلون أحمر فوق راس كل سرير واحدة,, والشيخ قاعد بين السريرين كان كبير في السن بردو ووشه كله تجاعيد ومكحل عينيه بكحل أسود ولابس عباية سودة صوف كان شكله قريب من شكل الست اللي شفتها تحت,,وكان بيتمتم وهو باصص للسقف وقال غيرولهم ونيموهم عالسريرين وفعلا المريض والمتبرع لبسناهم بدل العمليات بس احمد المتبرع بتاعي لقيته بيسلت محفظته وتليفونه ودسهم تحت مخدته في الخباثه,, راح بعدها ابراهيم عطى لكل واحد من الاتنين حقنة وريد تقريبا كان بينيمهم دي مش حقن تخدير نصفي ابدا ومفيش طبعا تخدير كلي هنا,, ممكن اقصى حاجه يكون في تخدير موضعي غير التنييم ,, قام بعدها الشيخ وأخد نقطة دم من صباع المتبرع زي تحليل السكر كده وأخد عليها نقطه من صباع المريض وفتح أزازه فيها سائل أصفر ورمى فيها النقطتين ورجها كويس وحاط على بطن كل واحد فيهم شوية من السائل ده وقعد بين المتبرعين وحط ايده على بطن ده والايد التانيه على بطن التاني وقال الكل يطلع برة,, المساعدين طفوا النور وطلعونا وفضلوا هم مع الشيخ جوه ,, بعد شويه وانا واقف مع ولاد المريض بره سمعنا صوت تخبيط زي ما يكون حاجة أقتحمت شباك الأوضه دي وبعدها الشيخ قال بصوت مرعب
....أهلا بحضورك يا سيدي لتحل بجسدي وتمنحني بركاتك
بعدها بحوالي ربع ساعة سمعنا شهقة ابوهم فظهر عليهم القلق وواحد فكر يفتح الباب وييشوف في ايه لكن اخوه قاله امسك نفسك هو قايل العمليه هتخد ساعتين,,
بعدها بقيمة ربع ساعة لقيت رسالة جايالي من احمد المتبرع على تليفوني
اللي كان محتواها مرعب
يتبع....
بقلم عبدالفتاح عبدالعزيز

ليست هناك تعليقات