إبحث عن موضوع

الفصل الثاني و العشرون و الاخير من "ويشاء القدر"💜

الفصل الثاني و العشرون و الآخير من "و يشاء القدر"..🌍💙

و يشاء القدر عندما يشاء الله،
و عندما يشاء الله يأتي كل خير..!
....
كانت ندى تقرأ مفكراتها و تقرأ كلماتها الماضية الموجوعة التي يستشعرها أي شخص عندما يقرأها و كأنها تتمثل أمامه..!
كانت تقرأها و تتذكر كيف عاشت حياتها وحدها دون بلالها،
كانت تتذكر كل ما مضى و كأنه كان يمضي على قلبها و ليس عليها فقط بسبب حجم الألم الذي عاشته..!
هل الحياة عادلة معنا أم لا؟!
هل الحياة تعرف معنى كلمة عدل من الأساس؟!!
و لكن كيف لا تكون عادلة و هي بين يدي العدل و الحق نفسه..!
ليست الدنيا إلا اختبار لنا في كل شيء و البطل من ينجح بها..
تذكرت كل شيء حدث معها في ماضيها حتى يوم الحادث..!
*فلاش باك*
ركض بلال لها و هو يصرخ و يبكي بشدة و يهذى بكلمات كثيرة:لا لا لا ندى لا يا ندى
بالله عليكِ لا
ماتسيبينيش تاني يا ندى بالله عليكِ
يا ندى اصحي
يا ندى لا بالله عليكِ
كانت ممسكة بالقلادة الخاصة بها و عندما رآها زاد بكاؤه و صرخ بشدة:ياااااااااا ندى
حملها ياسين و بلال و وضعوها بالسيارة وسط بكاء الكل حتى علي كان يبكي بحرقة من هول ما حدث!
كانت تسمعهم لأنها لم تفقد وعيها بالكامل و لكنها لا تمتلك القدرة على الرد عليهم
فقال لها بلال و هو يبكي بشدة:مش هقدر أكون من غيرك يا ندى تاني
مش هقدر على خسارتك تاني يا ندى
مش هقدر أفقدك تاني
هنا تحدثت هي و الابتسامة علت شفتيها بألم:كل فقد دون فقدك هيْن يا بلال
أنا فرحانة إني شُفتك
هنا فقدت وعيها بالكامل و في نفس الوقت وصل ياسين بالسيارة إلى أقرب مستشفى و قابلتهم الطوارئ و دلفوا بها إلى غرفة العمليات بسرعة
خرج الطبيب بعدها بمدة ليست بالقصيرة و أخبرهم مطَمئنًا إياهم:ماتقلقوش و الله خير
الإصابات سطحية في الراس بس في كسر في دراعها بس الحمدلله في خير حال
قال ياسين بخوف:يعني يا دكتور الكسر صعب؟!
ربت الطبيب على كتف ياسين برفق ثم قال له ببشاشة:يا أستاذ ياسين ماتقلقش و الله لو في أي خطر كنت عرفتك أكيد
ده سبحان الله و الله حادثة صعبة و هي نجاتها تخطت المعجزات كمان
شكلكوا كثفتوا الدعاء ليها
ربنا يبارك فيها ليكم
قالت سمية بلهفة:طب نقدر نشوفها إمتى يا دكتور؟!
قال الطبيب:عادي دلوقتي ممكن لما ينقلوها للأوضة بتاعتها بس هي لسه تحت تأثير البنج و نايمة
ربنا يطمنكوا عليها
ذهب الطبيب،حمدوا الله على أنها بخير و لكن بلال كان يجلس وحيدًا على المقعد المجاور لهم
ذهبت له سمية و هزته برفق فسقطت عبراته و كأنها حررتها من سجنها ثم بكى بحرقة و قال بألم:أنا كنت فرحان أوي
ليه الدنيا بتعمل فيا كده؟!
ليه فرحتي مش بتكمل؟!
أمسك ياسين برأسه و رفعه صوبه ثم قال له بثقة:إنت كده تعرف إن ربنا بيحبكوا يا بلال
ربنا لما بيحب حد بيبتليه و إنتوا تعبتوا كتير أنا عارف
بس الدنيا ما هي إلا صبر يا حبيبي
قال له بلال:ربنا يجيب المخبى خير
سمعوا صوت هاتف ياسين يرن فرأى ياسين أن المتصل سامي فتعجب بشدة فرد عليه فسمعه يقول:يا أستاذ ياسين إنت مش بترد عليا ليه بسرعة!!
أنا كنت شايفك بس مالحقتش أكلمك خالص
تعجب ياسين أكثر فقال له:كنت شايفني فين؟!
قال سامي:لما البنت اللي كانت جايالكم اتخبطت بالعربية
اللي اسمها سهير هي اللي خبطتها و أنا كنت مراقبها و لقيتها جت القاهرة وراكوا فجيت وراها و أنا ماكنتش فاهم حاجة لحد ما لقيتها خبطت البنت دي و هربت بالعربية مشيت وراها تاني علشان ماتتوهش مني بس لقيتها تاهت مني فكلمتك علشان أعرفك
أغلق ياسين الهاتف بغضب واضح و هو يسب هذه المرأة الملعونة ثم قال بصوت مسموع:أنا هقتلك يا سهير هقتلك
شهقت سمية ثم قالت بخوف:في ايه يا ياسين؟!
قال ياسين بغضب:الحيوانة اللي اسمها سهير هي اللي خبطت ندى
شهق بلال بدهشة ثم قال:ميييين؟!
ليييه تعمل كده؟!
قال ياسين بغضب بأكثر و كأنه يزمجر:ما هي اللي خطفتكوا زمان الله يلعنها
قال بلال بعدم فهم:أنا مش فاهم حاجة
قالت سمية و هي تبكي بشدة:مش وقته بالله عليكم مش وقته
قال ياسين بقلق:لازم ناخد ندى معانا حالًا و نرجع القاهرة و نكشفها قبل ما تعمل حاجة تانية
**********************
في طريقهم للقاهرة كانت ندى في سيارة اسعاف خاصة و سمية ترافقها و ياسين و بلال بسيارتهما
خلال الطريق قَص ياسين القصة كلها على بلال و عندها فهم بلال كل شيء..
وصلوا لمنزلهم فقابلتهم إيمان و الفزع تملك منها ثم قالت بخوف:في ايه يا ياسين؟!
ايه اللي حصل؟!
قال ياسين بغضب:فين سهير؟!
قالت إيمان بخوف:فوق ليه؟!
قال لها ياسين:مش وقته يا إيمان مش وقته
صعدوا بندى لغرفة لها و جهزوا لها كافة المتعلقات الطبية و أيضًا ممرضة لترعاها و كل هذا و هي لم تفق من المخدر..
كانوا جميعًا في المنزل بالأسفل فهبطت سهير السلم و هي مرتبكة بشدة بعدما نادتها الخادمة
فقال لها ياسين في حضرة الجميع حتى زوجها آمين:كنتِ عاوزة تقتلي البت يا سهير؟!
مش كفاية اللي عملتيه فينا زمان؟!
مش كفاية إنك خطفتيهم من أحضاننا و وديتهم ملجأ؟!
شهقت إيمان و زوجها و آمين أيضًا فقال الأخير:إنت بتقول إيه يا ياسين؟!
قال له ياسين مشيرًا إلى سهير:إسألها كده إسألها
هنا صرخت سهير و قالت ببكاء كالمجنونة:أيوة أنا اللي خطفتهم زمان و وديتهم ملجأ في القاهرة علشان يبعدوا عن العين
أنا اللي حطيت برشام منع الحمل في كل فنجان قهوة و شاي كل يوم لولاء و سمية علشان مايخلفوش تاني
أيوة أنا اللي كنت عاوزة أقتل بلال لما رجع
و أنا اللي خبطت ندى بالعربية
و في الأخر محدش اتأذى غيري أنا
كنت بولع لما ألاقيهم فرحانين بعيالهم و أنا مش عارفة أكون أم حتى
كنت بحس بنار بتاكل فيا و أنا محرومة من إني أحس إحساس الأمومة
أنا كنت حاسة إني بموت لحد ما في يوم قدرت أنفذ خطة كنت بدبرها في شهر و هي إني أخطفهم و يشاء القدر إنهم يرجعوا تاني إزاي مش عارفة
حاولت أقتل ندى ماعرفتش و الخبطة تموت أي حد بس عرفت إن الخبطة جت بسيطة فيها
سمعوا صراخ ولاء و هي تقول:بنتي ندى عايشة؟!
نظروا لها و وقتها حاولت سهير الهرب و لكن إيمان أمسكت بها و هي تقول:ماتحاوليش تهربي يا سهير
و بعدين ما أنا ماكنتش بخلف يا و قلبي عمره ما كان قاسي و لا أسود كده
إنت مش بشر يا شيخة إنتِ شيطان
أمسكت سمية بولاء التي كانت في المستشفى منذ قليل و صعدت معها لغرفة ندى
كان ياسين يسجل لسهير كل شيء قالته و اتصل بالشرطة و أتوا و قبضوا عليها و تخلصوا منها للأبد
*************************
كانت ولاء تقبل يدي ندى بحب و لهفة و هي تبكي و تقول:أنا كنت عارفة إنك هترجعيلي يا بنتي و الله كنت عارفة إنك هتنوريني تاني
مستحيل ربنا يرزقني بأمل و يكون كاذب
هنا استيقظت ندى و قالت بتعب:أنـ.. أنا فين؟!
قالت ولاء ببكاء اشتد لحظتها:إنتِ في حضن أمك يا قلب أمك من جوه
إنتِ مع أمك يا حبيبتي يا ندى أنا ولاء أمك
قالت ندى بعدم فهم:مش فاهمة حاجة
قال بلال و هو ينظر لها:ما إحنا ولاد عم يا ندى
قالت ندى له:أستاذة أسماء قالتلي من فترة
شهق بلال ثم قال لها بدهشة:هو إنتِ عرفتِ مكانها؟!
ابتسمت ندى و قالت له:أيوة
ثم نظرت لوالدتها و قالت لها بحب:ممكن تحضنيني تاني؟!
احتضنتها ولاء بقوة كأنها تود أن تضعها بقلبها من فرط اشتياقها لها
جلسوا معًا لفترة ليست بالقصيرة ثم غمزت سمية لولاء و قالت لها:تعالي يا ولاد نشوف هدوم لندى
فهمت ولاء أنها تريد أن تترك بلال و ندى على إنفراد و لكنها لا تفهم لماذا فخرجت معها
و عندما خرجت قالت ولاء لها بعدم فهم:ليه يا سمية؟!
قالت سمية بابتسامة:لإنهم بيموتوا في بعض و ماشافوش بعض من سنين ده حكايتهم حكاية يا عيني
كان بلال يقف عند باب غرفة ندى و لا يعرف ماذا يقول فوجد ندى تبحث عن شيء فمد يده في جيبه و أخرج قلادتها و قلادته فابتسمت هي هذه البسمة التي تذيب قلبه
و لكنه نظر لجانب آخر ثم اقترب منها و قال لها بتوتر:أنا مش عارف أقولك إيه يا ندى بجد غير إني عاوز أقولك الدنيا نورتلي تاني و الله
ربك لما يريد الغايب هيعود
ابتسمت بخجل و قالت له:الغايب عاد
و بإذن الله نفضل سوا لأخر العمر
ابتسم و قال:عاوز أشوف أستاذة أسماء
قالت له بعدما بادلته نفس الإبتسامة:إنت واحشها أوي
قال لها بخبث:واحشها هي بس؟!
نظرت للجانب الأخر و قالت بصوت مسموع:لا ده لسه بجح زي ما هو أهو
ضحك بلال بشدة ثم سمعا صوت يقول:ندى يا بنتي
نظرا لمصدر الصوت فكان حسن فقالت ندى لبلال:مين ده؟!
ابتسم لها حسن ثم قال بعدما بكى بشدة:أنا حسن أبوكِ يا ندى
امتلأت عيون ندى بالدموع ثم ذهب لها حسن و احتضنها بشدة ثم قال لها:وحشتيني يا ندى و الله وحشتيني أوي
خرج بلال و تركهما سويًا
و هنا أيضًا خرجت ندى من ذكرياتها على صوت والدتها تقول بفرحة:شوفي يا ندى مين جالنا..!
نظرت ندى فوجدت بأنهم صفا،والدتها سمر،سما،أبرار،أستاذة أسماء،رباب و دينا
صرخت ندى من فرحتها و ذهبت لهم و احتضنتهم بشدة و هي تبكي
فقالت لها أبرار ممازحة:اهدي عليا أنا حامل مش حمل كل الحضن ده يا ندوش
ضحكن جميعًا ثم ذهبت ندى لاحتضان من ربتها بحنان الأم الحقيقي ثم قالت لها بفرحة و بكاء:أنا مبسوطة إنك جنبي النهاردة يا ماما
قالت صفا ممازحة لها:الدراما كوين لازم تقوم بدورها يا جماعة
نكزتها ندى بذراعها ثم قالت بفرحة:بس بس يا بت إنتِ ده أنا فرحانة بيكوا أوي إنتِ و إسلام و كان نفسي ييجي أوي
قالت صفا:احمم احممم هو قال نفسه ييجي بردو
أسيبه؟!
قُمت جيبته معانا
قالت ندى بفرحة:طب الحمدلله ربنا يفرح قلوبكم يا حبيبتي
قالت سما بعدما تنحنحت:و الأستاذ يوسف شرف بردو بحجة إنه جاي مع أخته بس أنا عارفة إنه مش هيسيب خطيبته لوحدها خالص مالص
ضحكن جميعًا ثم سمعن صوت سمية تقول:يلا يا بنات قوموا بالواجب مع ندى و أنا هاخد ولاء و سمر و أسماء و رباب و ننزل تحت
جلست ندى و هي تقول بفرحة:أنا مش مصدقة بجد إن أنا و بلال خلاص هيتكتب كتابنا
بس يرضيكوا يعني بقوله يغنيلي أغنية في الحفلة مش راضي خالص
بيقول محروج و ماينفعش و حرام مع إني بقوله من غير موسيقى خالص و بالدفوف بس هو مش راضي و في نفس الوقت عاوزنا نعمل الحفلة في الحديقة
غمزن جميعًا لبعضهن البعض دون رؤية ندى لهن و لم يخبرن ندى بشيء لأنهن وعدن بلال بذلك
و بدأن في تجهيز العروس من الآن..!
**************************
نورتينا يا أستاذة أسماء
كان هذا بلال يتحدث مع أستاذة أسماء بفرحة كبيرة
قالت له أسماء بكل الحب المكنون له:يا حبيبي يا بلال
أنا فرحانة و أنا بشوف حلم حياتك بيتحقق يا حبيب قلبي
ربنا يبارك في عمركوا يا حبايبي يا رب
فاكر يوم ما جيتلي إنت و ندى و دخلتوا عليا في البيت كده
أنا حسيت إني رجعت سنين كتير أوي لما شُفتكوا سوا كده
حسيت ببلال و ندى الأطفال اللي ربيتهم و كبرتهم و عشقتهم
ربنا ما يحرمني منكم
أنا كده هموت و أنا مرتاحة
قال لها بلال مقاطعًا:ربنا يباركلنا في عمرك يا أستاذة أسماء
ابتسمت له أسماء و قالت بحب:ربنا ما يحرمني منك يا ضنايا
**************************
ها قد حل المساء ليخبر عن نهاية اليوم و لكنه كان بداية أيام و عمر ثان لبلال و نداه..!
..
بعدما مضت ندى على دفتر عقد القران قال المأذون:رددوا ورايا ليهم يا طيبين
بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما في خير
ردد جميع الحضور هذه الكلمات ثم أخرجت الفتيات و الشباب الدفوف و بدأ بلال في الغناء قائلًا:
ياللي كنتِ في بالي دايمًا أنا بدعي ليكِ
ياللي كنتِ في خيالي إنتِ نصيبي مكتوب
بسأل ربي في صلاتي إنه يعترني فيكِ
و ربي عالم بحالي جمع فرح قلوب
ثم غنت أسماء و سمية و ولاء أيضًا:
و الليلة جينا بالفرحة و عروسة في أحلى طرحة
نورها يملى المكان ضحكتها فيها أخلاق و دين
تابع بلال:
ماقدرش أوصف أدبها و لا جمالها في حجابها
آه ملاك لا مش إنسان تعويض يا ناس صبر السنين
حالف على نفسي إني شايل أنا قلبي ليكِ
مفتاحه يكون معاكِ إنتِ لقلبي النور
طالب منك يا عمري إنك تاخدي بإيدي
للجنة أروح معاكِ نتهنى يا أحلى حور
بكت ندى من فرط سعادتها ثم قالت لبلال:إنت فرحتني أوي يا بلال
ابتسم لها بلال و قال:و أنا خلاص مش عاوز من الدنيا دي غير فرحتك و بس و ربنا يرزقني طول العمر علشان بس أفرحك و أعوضك اللي فات كله يا ندايا
*********************
يحرمنا القدر أحيانًا من بعض الأشياء و أحيانًا أخرى من الأشخاص،
و لكننا لا نعلم لماذا نفارقهم..!
و لكن يجب علينا أن نعلم بأن ليس كل ما فارقنا لن يعود،
فهناك ما يذهب عنا و يفارقنا و يشاء القدر بأن يجمعنا به على خير حال بعد حين..!

        تمت بحمد الله

ريهام يحيى

ليست هناك تعليقات